أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - عنت قصة قصيرة















المزيد.....

عنت قصة قصيرة


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


عنت




ـــ 1 ـــ

ــــ حالتك الصحيّة؟
ـــ لا أخلو من مرض.
ـــ حالتك النفسية؟
ـــ في الحضيض.
ـــ علاقتك بزوجتك؟
ـــ متوتّرة في أفضل حالاتها.
ـــ علاقتك بأولادك؟
ـــ أنانيون و لا يحترمونني.
ـــ علاقتك بأقاربك.
ـــ مصدر إزعاج دائم.
ـــ علاقتك بجيرانك؟
ـــ يؤذونني باستمرار بنباح كلابهم و صراخ أطفالهم وصوت تلفزيوناتهم.
ـــ وسائل النقل؟
ـــ عذاب يوميّ مستمرّ.
ـــ المرتب الشهريّ؟
ـــ لا يكفي ثلاثة أضعافه لسدّ الحاجات الضروريّة .
ـــ علاقتك بزملاء العمل.
ـــ يكيدون لي و لا أحتمل مجرّد رؤيتهم.
ـــ برنامج تلفزي مفضّل.
ـــ الصور المتحرّكة.
ـــ أقصى ما تتمنّاه.
ــ إكتشاف سرطان متقدّم.
ـــ أخشى ما تخشاه؟
ـــ أن أدرك الخامسة و الخمسين.
نظر الدكتور فواز جامع في رأس مدوّنة كانت أمامه، ابتسم حين تبيّن له ان صابر الملسوع سيبلغ الخامسة و الخمسين بعد أقلّ من شهر!
ـــ قامات تاريخيّة تريد إحتضانها؟
ـــ عبد الله بن الزبير، الحسين، أبا حنيفة، الجعد بن درهم، معبد الجهنيّ، غيلان الدمشقيّ، المعريّ، سليمان الحلبي، عمر المختار، عبد الكريم الخطابي، مالكوم اكس، سيد قطب، عبد القادر عودة،عبد العزيز البدري، خالد الإسلامبولي، الصّادق النيهوم.
ـــ مؤخرات معاصرة تشتهي ركلها؟!
ـــ القرضاوي، الغنوشي، عبد الفتاح مورو، أردوغان، حمّادي الجبالي علي العريض، حسن نصر الله ثم أحمد حسّون مفتي سورية في نظام بشّار الآيل للسّقوط.
ـــ ما رأيك في الرّبيع العربيّ؟
ـــ مجرّد شتاء إخوانيّ سخيف.

همّ الدكتور فواز جامع بطرح سؤاله الموالي حين عاجله صابر الملسوع منفجرا:
ـــ اسمح لي و على ذكر "الربيع العربي"
ـــ ...
ـــ ستكون سورية أول ثورة ستنجح رغم الإرادة اليهودية ــ الأمريكية.
ـــ...
ــــ لأن أمريكا يسوؤها كما يزعجها كثيرا.
ـــ...
ـــ دعنا من الدّعاية السّخيفة عن العداء المتبادل بين إيران و أمريكا و بين إيران و إسرائيل.
ـــ...
ـــ قلت أمريكا يسوؤها كما يزعجها كثيرا، فقدان ملالي إيران حليفا سياسيا و شريكها طائفيا في حجم و شراسة و موقع سوريّة في قلب الوطن العربي.
ـــ...
ـــ كما سيسوء إسرائيل كثيرا فقدان جارة الوادي الذلولة.
ـــ...؟!
ـــ أي الجارة النصيريّة الناعمة.
ـــ ...!!
ـــ و خير دليل على ما أقول عدم مبادرة سفراء و وزراء و أركان دولة بشّار الأسد بالتخلّي عن نظامه الإرهابيّ و إعلان انضمامهم للثوار، أسوة بما حدث في تونس و مصر و ليبيا و اليمن .
ـــ...
ـــ رغم مرور اكثر من سنة على اندلاع الثورة السورية.
ـــ..
ـــ لطمعهم باستمرار بقاء النظام النصيري
ـــ ...
ـــ نظرا للموقف الأميركي و اليهودي منه.
ـــ ...
ــــ كما أجزم بان قناة الجزيرة كانت أول تخطيط أمريكي مسبّق لجعل هذه الإنتفاضات العربية ممكنة.
ــــ...؟!
ـــ فمن كان سيسمع بما فعل محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد التونسيّة، و بما حدث في القاهرة المصريّة و بن غازي الليبيّة، و تعز اليمنيّة، لو لم تسلّط أمريكا أضواءها القطريّة المريبة على تونس و مصر و ليبيا و اليمن، لغايات دنيئة في نفس العم سامّ.
ـــ...
ـــ فهل سمع أحد قبل قناة الجزيرة التي ظهرت في محيط إعلامي مكبوت، و نظام بدويّ شديد التخلف و التبعية لأمريكا، هكذا فجأة و بلا مقدّمات، كمنحة أميريّة مفاجأة و مشبوهة، لتجعل من مسوخ اخوانية كالقرضاوي و الغنوشى و سليم العوا نجوما، و من حسن نصر الله و أسامة بن لادن بطلين شعبيين، عبر بث بياناتهما الدون كيشوتية المثيرة للضحك، و من إيران خطرا حقيقيا يهدّدا أمريكا و إسرائيل!
ـــ ....
ـــ قلت من سمع قبل ظهور الجزيرة بعشرات ألوف من قتل في سورية حافظ الأسد، و صومال سياد برّي، و ليبيا القذافي، و مصر عبد الناصر و تونس بورقيبة، و افغانستان داود تراقي؟

نهض الدكتور فواز جامع من كرسيه الوثير، تثبّت جيّدا من حسن إغلاق باب مكتبه، اقترب من مريضه، التفت ذات اليمين و ذات الشمال ثم سأل بصوت خافت:
ـــ أولياء الأمر؟
ـــ لا أرى مانعا أن تجمعني بهم.
ـــ...
ـــ رئيسا و وزراء و كتّاب دولة و نوّابا و إعلامييّن و قضاة و مفتي جمهورية و مجلسا إسلاميا أعلى
ـــ...؟
ـــ طائرة تهوي بنا محترقة من علّو عشرة آلاف قدم.
ــ...؟؟؟؟؟؟
أطرق الدكتور طويلا ، كست وجهه بسمة عريضة ثم سأل مريضه:
ـــ قلت لي في أول جلستنا انك كتبت
ـــ...
ــــ بحكم تخصّصك الأكاديميّ و بدافع ايمانيّ وطني.
ـــ...
ـــ و بمبادرة فرديّة.
ــــ....
ــــ و لمدّة استغرقت عقدا كاملا من الزمن.
ــــ ...
ــــ بحوثا مطوّلة عن تاريخ الإخوان المسلمين، و عقائد الشيّعة، و السّلفية و فكرا و ممارسة، و النظم العلمانية جرائم و انتكاسات.
ـــ أجل
ــ أنت جدّ محظوظ .
ـــ ...
ـــ فالحلم الذي يعتادك
ـــ...
ـــ بصفة تكاد تكون منتظمة
ــــ...
ـــ و بمعدلّ مرّتين كلّ شهر
ـــ ....
ـــ كان من المفروض أن يعتادك يوميّا
ـــ...
ـــ لنقل أسبوعيّا على أكثر تقدير.
أضاف الدكتور و هو يعبث بقلم ذهبيّ :

ـــ فلديّ حالة مماثلة لها ربع مشاكلك اليوميّة.
ـــ ...
ـــ و صاحبها أميّ
ـــ...
ـــ أي أنه لم يكتب بل و لم يقرأ حرفا واحدا عن الجثث المتفسّخة التي شرّحتها.
ـــ...
ــ و رغم ذلك يجد نفسه في ذلك المكان.
ــــ...
ـــ و يا لسوء حظه.
ـــ ...
ـــ و بمعدّل مرّة في كلّ أسبوع
ـــ ...!
أردف الدكتور بين ضحكتين:
ـــ ليلة تعفى فيه من رؤية نفسك في الموضع الذي ذكرت
ــــ...
ـــ إعتبره منحة ربانيّة!.

ـــ 2 ـــ

فور انصراف صابر الملسوع، نقر الدكتور فوّاز جامع على صفحته المهنية ملخّصا ما دار بينه و بين مريضه الإستثنائي ( كاتب وزميل دراسة قديم)... قبيل ضغطه على زرّ مؤذنا بدخول المريض التالي، رنّ هاتفه النقّال.. حين رفعه وصله صوت محمّد عبد الوهاب مترنما " بآه لو كنت معي".. سأل بمرح" لا بدّ أن تكون رائق المزاج" وصله صوت يفيض سعادة:" كيف لا يروق مزاجي و قد اجتمعت لي الثلاث المفرحات: الخضرة و الماء و الوجه الحسن؟.. انا في منتزه البلفيدير رفقة سلوى.. سأله الدكتور مازحا:" ما حاجتك إذن الى حائط مبكى مثلي؟" وصله صوت ابن اخيه مختلطا بضحكاته" أردت فقط تذكيرك بموعدنا المسائي رفقة عمتي طبعا".

همّ الدكتور فواز جامع بإبلاغ ابن أخيه .. على سبيل الدعابة لا غير، عن محنة صابر الملسوع،غير أنه عدل عن ذلك، فــما جدوى تعكير صفو عريس جديد بمعاناة شخص بائس يرى نفسه فيما يرى النائم، و بشكل نصف شهريّ قارّ، حبيس دورة مياه عديمة التنظيف!

أوسلو 3 أفريل 2012



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من نذالة قادة حماس قصة بالمناسبة
- محرقستان قصة قصيرة
- حسن البنا هل غيّر فكرته قبيل مصرعه؟
- حسن البنا: موتة استعراضيّة لبطل من ورق
- حسن البنا هل جاء على قدر، أم كان صنيعة بريطانية.
- حسن البنا في الميزان: صفر من خمسة!
- حسن البنا ومصطفى كمال أتاتورك مقارنة بين أداتين.
- حسن البنا : سقوط بلا حدود 2/2
- حسن البنا: سقوط بلا حدود 1/2
- حسن البنا و خياره الإخوانيّ الخاسر قديما و حديثا
- حسن البنا: جعجعة بلا طحين.
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 26
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 25
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 24
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 23
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 22
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 21
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 20
- حسن البنا كان صنما اخوانيّا و مهرّجا سلفيا 19
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 18


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - عنت قصة قصيرة