أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مزهر يعقوب - مشتاقيات_ قراءة في (حربيات) ومضات قصصية لمشتاق عبد الهادي














المزيد.....

مشتاقيات_ قراءة في (حربيات) ومضات قصصية لمشتاق عبد الهادي


حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)


الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


رأسه مستندا على أحد منكبيه...ونظراته تنبثق كحمم من بين وجنتيه....المحمرتان بالعرق...والابتسامة التي يخطفها الخجل...صمته الخمري..يدعوا إلى مقارعة أسئلة كثيرة على طاولة النقاش...بوصفه أنموذجا لجيله السبعيني ...هذا الجيل الذي ضاع بين (قومية) تبكي أرضها المسلوبة...و(اشتراكية) باتت تحلم بالمستقبل السعيد.
ضاع مشتاق عبد الهادي حتى في ذاته...فلم يجد نفسه إلا في مبنى السراي ...في بعقوبته ...التي أصبحت نكهة لنبرة صوت مشتاق.
إلا إنني ...وبعد قراءة (حربياته) لم أجده (مشتاق عبد الهادي) ...وحده..أنما هو جملة من المعاناة لفرد ومجتمع في أن واحد...إذ تمكن (مشتاق) من تذويب ذاته في أزمات مجتمعية تاركا أثرا شاخصا لذاته ومستثمرا تفاعلا جدليا بين كينونة تلك الذات وكينونة ذلك المجتمع.
يبدو أن حرب الخليج الأولى....ألقت بضلالها على نتاج مشتاق وهي حالة من دمج الطموحات الموؤدة بين الكاتب...والكثيرين من أبناء تلك الحقبة الذين ظلت صدمة (الانسحاب) تؤرقهم نفسيا ...لعدة سنوات بعد تلك الحرب المظلمة.
ويبدو ..إيضا... أن الومضة القصصية الأولى (هروب) تعطي تصورا لفئة المواليد 1972 الذين إلتحقوا للخدمة العسكرية آنذاك ...والذين لم يقضوا وطرا من التدريب ...حتى سيق بهم إلى (حرب الخليج) زمرا....وبينما الكثير منهم لم يألف صوت القنابل ووميض النار..ألفوا مفهوم الانسحاب (هروبا) ، ولأن الغالبية منهم لم يحقق شيئا من طموحاته على صعيد الحياة المدنية..هشم ذلك الإنسحاب بعض الطموح الذي كان بإمكانه أن يلملم شتات كياناتهم المحطمة تحت مسوغ الدفاع عن الوطن.
لقد وظف..(مشتاق) نصوصه لخلق مقارنة تعبوية بين القطعتان المتحاربتان ...ليجعل من هذه المقارنة مسوغا لذلك الهروب الذي تحول من (هروب من العدو) إلى (هروب من الذات) التي تقايض (السلاح برغيف خبز يابس) أو (أماني مع وقف التنفيذ حتى الرجوع من الحرب) ، ولعل ما يزيد من براعة مشتاق هي مزاوجة الأسلوب السردي (المتمثل بلغة الغائب) بالومضة الشعرية.
إن ومضات (مشتاق عبد الهادي) تسرد أحداثا ...وكأن ساردها هو شاهدها الوحيد، فإنتشار حالة الموت لم تستثني حتى آلة الدفن (الشفل) وبرغم ذلك كان للحب نصيب في ومضات (مشتاق) فتماهي (الجمل) مع عشيقته(الدبابة) يبين أن تلك الصحراء الواسعة كانت (حديقة ألغام).
تلك المأساة هي ذاتية وإجتماعية في أن واحد... فلا يختلف إثنان على ما وصفه (مشتاق) وفي الوقت نفسه (هي تجربة مشتاق ذاته) كما هي تجربة الكثيرين من أبناء جيله السبعيني آنذاك.
ثم ينتقل (مشتاق) الكاتب إلى مجموعة (جنونيات) تترجم طموحات في زمن اللاطموح مخلفة إحباطات مرسومة على شكل ضحكات عريضة كاذبة.
لكن الشاب المبدع كان أكثر إصرارا في البحث عن ذاته (الضائعة) محاولا هذه المرة أن يجدها في مجموعة (إتحاديات) فالبرغم من أن الشاب وضع قدمه على أول درجة من سلم كينونة الذات ...لكن الصعود لا زال محفوفا ...بقهقهات...ملعونة ...وبعد البحث الطويل في الكتب... يبقى وحيدا...لكن الطموح لم يمت.
فبينما الإحباطات تتوالى عليه...وجد مشتاق ...في مأساة وملحمة (الحسين) صورة فذة في الثبات والإصرار والتحمل ....وبغض النظر عن توجهات مشتاق عبد الهادي الدينية....إلا إن الملحمة تأخذ طابعا إجتماعيا في هذا (البلد الأمين) كما يسميه علي الوردي.
وفي مجموعة (إستفتائيات) يصور لنا مشتاق بانوراما (النظام السابق) والشعب الممسوخ فكرا ورأيا....إلا أن مشتاق لم يتوانى من أن يصور (حالة الرفض- لا) بطريقة كوميدية في أن يحلم الخائف بأنه يبول على صناديق الإستفتاء .
ثم ينتقل _مشتاق_ بمعاناته هو ومجتمعه إلى صيغة أخرى فعلى الرغم من تغيير النظام السياسي_ إلا أن مشتاقا_ لم يتنصل عن حمل معاناة الملايين وأختزلها في مجموعة (كهربائيات).
ففي عهد (الحرية) كان للكهرباء نصيبا منها في أن تنطفئ كممارسة لتلك الحرية وحتى فلسفة (الحب الأعمى) فك شفرتها مشتاق عبد الهادي من خلال إنقطاع التيار الكهربائي في لحظة التصريح بذلك الحب.
إلا أن الطموح لا يقف... وإن كلف الأمر تفخيخا كما ختم مجموعته (إرهابيات) ليقول مشتاق إن الحب والحياة باقية رغم أشكال التفخيخ والعبوات والإنفجارات.
وتتسامى الذات لدى مشتاق عبد الهادي إلى أقصى قمم العاطفة والإحساس المتدفق (بإنثيالات) تمخضت عن ألم مكبوت ربما لحالة عشق لم يكتب لها النجاح إلا من خلال الحروف.
ولكن في مجموعة (عراقيات) برزت الذات بصلادة أكثر وهوية شاخصة، وأفصح حينها (مشتاق عبد الهادي) بإن (إكسير الحياة) لديه هو (قلمه) وذلك في ومضة (حكم) حيث قرار كسر القلم أشد وقعا من قرار الاعدام شنقا او رميا بالرصاص.
و(المشاكسة) الحقيقية إن صح التعبير، هي (شكر)، حينما قرر (السفاح مشتاق) أن يطعن أحدهم فشكره، وبعد أن وجد (سفاحنا البريء) جيوب ضحيته ممزقة أدرك بأنه أخطأ الهدف وكان عليه البحث عن ضحية ذات جيوب متخمة بالمال، إن مشتاقا....هذا... كان على نيته في أقوى حالات الإجرام ...لأنه بالإصل ليس مجرما بل جائعا...ومنتصرا لملايين الجياع...ولو كان ذا نية ودافع إجرام لأقتنص (ضحية سمينة) وهو في الوقت نفسه يوصل رسالة الضحية للقاريء ...بأنه شكر (السفاح) لطعنته إياه لأن فيها خلاصا من عالم الجوع والبؤس.
أما في مجموعة (حصاريات) فقد أنصف مشتاق حتى (العاهرة) وكيف أن رغيف الشهوات يستقر في جوفها بعد يوم طويل من العمل، فلولا الجوع ربما لم تمارس (صديقتنا) ذلك العهر.
وفي مجموعة (مطريات) يختم (مشتاق المتمرد) مجموعاته بصرخة صمت في صلاة الإمبراطور إذ يتمرد مشتاق حتى على السماء التي تماهت مع الإمبراطور الذي يمثل رمزا (للسلطة الديكتاتورية).
إن القاص كان منظما ناجحا لإنتفاضة قصصية تعلن صرختها بوجه ظروف إجتماعية سياسية قاسية ...يا مشتاق....أ تحمل...كل هذه المعاناة ..ولك تلك الإبتسامة الهادئة؟ انا... مدين ..لك ..يا مشتاق.. ولمجموعتك التي أقترح ان تعنون (مشتاقيات)



#حيدر_مزهر_يعقوب (هاشتاغ)       Hayder_Al-jouranj#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأتم وعشاء لملائكة_ قراءة في مجموعة شعرية لعمر الدليمي
- المواطنة..أزمة حل؟؟ أم حل الأزمة؟


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مزهر يعقوب - مشتاقيات_ قراءة في (حربيات) ومضات قصصية لمشتاق عبد الهادي