أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - مقهى أدباء البصرة: يستعيد الفنان والمفكر- محمود صبري- و و- واقعية الكم-















المزيد.....

مقهى أدباء البصرة: يستعيد الفنان والمفكر- محمود صبري- و و- واقعية الكم-


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


استعاد "التجمع الثقافي في البصرة" الفنان التشكيلي الرائد والشخصية الوطنية- الديمقراطية والمفكر اللامع " محمود صبري" وضيف في جلسة استثنائية بمقره في (مقهى أدباء المدينة) صباح الجمعة الموافق السابع والعشرين من نيسان /2012 /الناقد التشكيلي "خالد خضير" في محاضرة بعنوان(الرسام محمود صبري/ واقعيـــة الكـم / التجربة المتحققة.. والجهاز المفاهيمي المحايث). قدم المحاضر الفنان والناقد التشكيلي هاشم تايه قائلاً: في لحظة تاريخيّة من عمر الفن التشكيليّ العراقي مثّل منجز الفنان الرائد "محمود صبري" واحدة من ثلاث رؤى فنيّة متنافسة هيمنت على هذا الفن منتصف القرن الماضي وما بعده، وهي: رؤية الفنان فائق حسن الأكاديميّة المهتمة بالاستثمار الأمثل لعناصر اللغة البَصَريّة في تمثيل المرئي تمثيلاً واقعياً يخضع لآليات الدرس الأكاديمي المعروفة في التصرّف باللون والظل والضوء والملمس و رؤية الفنان جواد سليم المتطلّعة إلى تأسيس هوية عراقية للفن التشكيليّ تستلهم الفن الرافديني القديم والفن الإسلاميّ في خطاب بصري معاصر يستفيد من منجزات الفن الحديث، و الرؤية التي توظّف الفنّ أو تسخّره من أجل قضايا المجتمع والثورة والتغيير، وتنتصر لقوى اجتماعية بعينها. وممثل هذه الرؤية "محمود صبري". وأضاف : بأن رؤية كلّ من جواد سليم ومحمود صبري استندتا إلى ظهير أيديولوجي متفاوتِ القوّة، ومختلفٍ في درجة الوعي به بالنسبة لهذين الفنانين. في حين أن رؤية فائق حسن، أقربُ إلى رؤية محافظة بلا أهواء خارجيّة، تجتهد في مطابقة المرئي بنظير صُوري على السطح التصويري ، مستقوياً بمهارات الفنان في استثمار مفردات لغته البصريّة أكاديمياً. وأضاف الفنان هاشم تايه: إن أهميّة "محمود صبري" في التشكيل العراقي تتمثل أوّلاً في ريادته تيّاراً في الرسم عَكَسَ مفهوم الالتزام ببعده الماركسي المعروف. كما تتمثل أهميته، ثانياً، بأطروحته، (واقعية الكمّ) التي مثّلت على مستوى تحققها التجريديّ، انشقاقاً عن رؤيته الأولى؛ إذ فاجأ بها مَنْ كانوا يرون في منجزه التشكيلي تمثيلاً جمالياً لأيديولوجيا يؤمنون بها، وأصيبوا بالصدمة وهم يتطلعون إلى سطوحه التصويريّة الجديدة وقد تجرّدت بأشكال هندسيّة ملونة، وخلت تماماً من أيّ تمثيل لمرئيّاته الواقعيّة السابقة. وأضاف الفنان "تايه" مهما قيل عن الصّرامة العلميّة لهذه النظريّة، وتغاضيها عن العناصر الحاسمة في إنتاج الأثر الفنّيّ، إلاّ أنّها تكشف عن عمق وعي محمود صبري، وحيويّة رؤيته الفنيّة التي تجاوزت مهارات الأداء الفني العالية التي يمتلكها، إلى بناء تصوّر فردي في نظرية معاصرة في الفن لفتت إليه الأنظار، وغدا ممكناً سماع خطابها في قلب العالم الحديث الذي يسكن جنون اشتياقه الدائم إلى كل ما هو جديد، ومبتكر في اي حقل من حقول المعرفة والإبداع الإنسانيين. ثم قدم الفنان والناقد التشكيلي"خالد خضير" محاضرته بعرضه لبعض الأفلام التسجيلية والوثائقية عن الراحل"محمود صبري" تحدثت في احدها السيدة "ثمينة ناجي يوسف" أرملة الشهيد" سلام عادل"، وكذلك لوحاته التي تؤرخ لمراحل تطوره فنياً. وذكر الناقد "خالد خضير" أن دوي الضجة التي أحدثها محمود صبري حينما نشر بيانه عن واقعية الكم عام 1972 سيخف الآن ربما بسبب الخفوت المماثل الناتج من تغير اتجاه الفن وتنظيراته نحو مناطق بعيدة عن تلك المشكلات التي كانت تثار في سبعينات القرن الماضي، بسبب توجه بنيوي للثقافة العراقية ، فأولا لم يعد الفنان (مصلحا) يحلم بتأسيس (يوتوبيا)، ولم يعد للايدولوجيا ذلك البريق الذي كان لها في مجال الفن و في العراق خاصة، وقد كان محمود صبري لم يزل يعيش تلك الأجواء، بذات الإصرار والعنفوان حتى لحظة وفاته هذا العام وقد أكمل الخامسة والثمانين (ولد في بغداد عام 1927)، فكنا نأمل أن تكون وفاته،غريبا عن وطنه ومواجهته بإهمال متعمد معتاد من الجهات الحكومية ومعها المؤسسة الثقافية الرسمية ، ومع هذه الخسارة فكنا نعتقد أنها فرصة للانخراط في حوار واسع وشامل لإعادة قراءة الوثائق التشكيلية العراقية والمزيد من (الثوابت المفروغ منها) حتى الآن، وبذا يكون " محمود صبري" وهو في رحيله متألقا جراء ما نصبو إليه والذي ذكرناه أعلاه. وتابع الناقد خالد خضير:لقد حدثت اكبر التصدعات في التشكيل العراقي حينما تطلب الأمر تعريف الفن التشكيلي فبرز الانشقاق المحتوم: تعريف ينظر اللوحة باعتبارها واقعة مادية ، أي ألوان وأشكال على سطح، وهو ناتج من هيمنة الايدولوجيا على الخطاب النقدي . والثاني خطابي (سردي) تمت استعارته من خطاب الإشكالية الحضارية لعصر النهضة العربية باعتبارها تجارب تشتغل على مرتكزين أساسيين: منجز بصري متحقق، يرافقه جهاز مفاهيمي لغوي محايث.وقال الفنان خالد : يمكن تقسيم مراحل تحولات الرسام محمود صبري، إلى مرحلتين هما: المرحلة المشخصة كان فيها رساما خاضعاً لاشتراطات جماعة بغداد للفن الحديث في منجزه ، فكان مقتصداً باللون وباذخا في الأشكال وتوزيعها على اللوحة، ومغرماً بالموضوع والإنسان وبالجانب الأيديولوجي في اللوحة، بينما صار في مرحلته التجريدية الأخيرة التي سماها(واقعية الكم ) وباذخا باللون، على حساب الأشكال التي اختفت سوى ما تخلقه المحيطات الكفافية من خطوط وهمية ناتجة عن المساحات اللونية. فبعد ان قضى محمود صبري سنوات شغوفاً بالرسم فأنجرف مع جماعة البدائيين التي تأسست عام 1950م ، وهنا أبت أفكاره إلا أن تلقي بظلها على لوحته فأبتعد عن رسم المناظر الخلوية وأختار كبديل لهذا الاتجاه تصوير الشرائح الاجتماعية في محاولة لتعرية الوضع الطبقي القائم ، فلوحته الرائعة المنفذة بألوان (الكواش) نساء في المبغى أو (نساء في الانتظار 1952م) لا تكشف عن رجل سياسي محنك أو داعية للعدالة- الاجتماعية، قدر ما تكشف عن فنان متمكن من صنعته. وذكر خضير جاء تحول محمود صبري إلى التجريد تحولاً (كارثيا) من وجهة نظر المتحققات الشكلية الواقعية على اللوحة، إلا أنه لم يطرح نفسه إلا باعتباره مجدداً للواقعية القديمة ، وأسس جهاز مفاهيمي نظري، وهو جهاز ينتمي إلى مفاهيم واقعية اجتماعية خارج بصرية يسبق في وجوده وجود اللوحة، ذات الثيمات الارتكازية الأولى. محمود صبري اصدر (بيان واقعية الكم.. فن جديد... لعصر جديد) عام 1972، وقد أفصح البيان ونص الكِتاب والملاحق الملحقة به ليس عن افتراض واحد كما هو شائع ولكن عن افتراضات عديدة وهو يعطي صوره - مفاهيمه الذهنية وجودا موضوعياً، وبذلك ينتهي محمود صبري إلى نظرية المحاكاة القديمة، وتختزل (واقعية الكم) العملية الفنية برؤية ميكانيكية، بوجود أولا تكوين ذهني، ذاتي (كصورة) لشكل آو تركيب مادي موضوعي بغض النظر عما يرتبط به من أوهام استناداً إلى ما عبر عنه ( انجلز) بأن العالم (كيان من عمليات) وليس (كيانا من أشياء جاهزة)، وهي الطريقة القديمة في البحث والتفكير التي يدعوها (هيغل) بالميتافيزيقية.وأكد الناقد خضير إن مفارقة (واقعية الكم) هو في تحولها من الشكل (الخارجي) إلى التركيب (الداخلي) ومن الموضوع إلى العملية، وان المفاهيم القديمة للفن كانت تعبيراً عن وحدة (الكتلة - الشكل - اللون) بينما تعبر المفاهيم الجديدة عن وحدة (الطاقة - اللون - التركيب). وقد شهدت الجلسة تعقيبات مطولة ومتعددة من قبل بعض الفنانين التشكيلين وجمهور الحاضرين الذين ضاق بهم المقهى، و حملت تلك التعقيبات شروحاً وأراء متعددة ومتباينة حول أهمية والمعية الراحل الفنان والمفكر الرائد"محمود صبري" و أطروحته "واقعية الكم".



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الأول من أيار :دعوة لتأسيس مركز بحثي- علمي مستقل- يعنى ب( ...
- في مقهى أدباء البصرة:معرض للفنان-عبد الصاحب الركابي-وفلم للم ...
- ملاحظة لابد منها عن موضوع نشر ته وكتب عنه الاستاذ محمد سعيد ...
- مقهى (الدَّكة) في البصرة:..فضاء ثقافي..وزمن سبعيني(1-4)
- رسالة الى:
- حول الملتقى الثاني لقصيدة النثر في البصرة..
- (أوراق جبلية) لزهير الجزائري:..تجربة ذاتية وكوابيس
- جماليات المسرح..بين الانثروبولجيا الوصفية والعلوم الآثارية
- قصيدة النثر وإنتاج المعنى
- عبد الكريم كاصد يحاور القاصين:.. محمود عبد الوهاب ومحمد خضير ...
- عبد الكريم كاصد يحاور القاصين:..محمود عبد الوهاب ومحمد خضير( ...
- دعوة ( وزارة الثقافة) لطبع بعض مؤلفات الشاعر الفقيد (مهدي مح ...
- الشاعر مهدي محمد علي:.. المنجز المغدور
- تجليات الواقع العراقي الراهن(2)
- تجليات الواقع العراقي الراهن
- (البصرة.. جنة البستان) للشاعر مهدي محمد علي.. وإشكالات التجن ...
- حصاد المكان...!؟ (3 - 3 )
- في المكان ذاته.. وبعد مغادرته..!؟(2 -3 )
- مكان ما..زمان ما..!؟(1-3 )
- عن المسرحي الرائد(عزيز الكعبي) والصفحات المضيئة في تاريخ الم ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - مقهى أدباء البصرة: يستعيد الفنان والمفكر- محمود صبري- و و- واقعية الكم-