هل جماعة الاخوان تحمل الخير لمصر ام تحمله من مصر!!

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الإخوان ليسوا مختلفين عن الفصائل الإسلامية الأخرى على تنوعها سواء سلفيين أو جماعات إسلامية إلا في شكل الخطاب وطريقة إدارتهم للعبة بأكملها ...بينما يمكننا أن نضع الباقين من هذه الجماعات بالكامل تحت تصنيف الجهاز العسكري للإخوان المسلمين وذراعه القوية فالإخوان على عكس ما يشيعون يدخل المكون السلفي في توجههم الفكري منذ نشأتهم لكنه ووفقا لتوجهات البنا جرى إخفاءه بمهارة يحسد عليها الرجل لصالح أشياء أخرى جرى وضعها في مقدمة الخطاب منها تقديم المنافع الأن الإخوان وبعد أن إرتدوا حلة الديمقراطية ووجدوا أن ما لا يدرك عن طريق التنظيم العسكري والعمل السري المسلح يمكن أن يدرك عن طريق صناديق الإقتراع وبعد أن ضمنوا لحلفائهم من باقي التيارات مقاعد تكفي للتعاون من أجل فرض سيطرتهم على المجلس بينما يقولون في العلن أن هناك خلافات واختلافات وأن النسيج ليس كله من لون واحد بدأوا الآن الإعداد للسيطرة على الدولة المصرية من خلال القوة المالية او شراء القوة ....


جماعة الاخوان يندر بل يستحيل أن تجد بين قياداتها شخصا فقيرا أو متوسط الحال ....ولعل أبرز مثال على ذلك أن الدكتور رشاد بيومي نائب المرشد العام تعرض للسرقة صبيحة يوم 14 ديسمبر 2011 سرق منه 70 ألف دولار كان يحتفظ بها في فيلته...هذه الواقعة تكشف الوهم الذي يعيشه شباب الجماعة والمتعاطفين مع الجماعة ممن يظنون أن جماعة الاخوان هى جماعة الخيرالتى تحمل الخير لمصر بينما الحقيقة هي : (نحمل الخير من مصر)....جماعة الإخوان التى دائما ما مارست العنف عبر تنظيماتها العسكرية أو عبر التنظيمات التى تجعلها تنشق عنها لتبقى في خدمتها خلف الستار مازالت على إستعداد لممارسة العنف .... لكن جماعة الإخوان نفسها تدرك قبل أي أحد آخر أنها في النهاية جماعة رأسمالية بحكم توجهها وأفكارها ومصالح أعضاءها وقياداتها وحتى الدول التى تمولها....

لقد تعددت مصادر تمويل الجماعة لكنها كلها تصب في النهاية في فكرة تقول بوجوب أن تكون الجماعة في النهاية قادرة على شراء القوة !!!!...وفكرة شراء القوة فكرة وضعها من البداية مؤسس الجماعة حسن البنا الذي وجد أن الجماعة يجب أن تكون لها مصالح إستثمارية متعددة متشابكة تكفل لها : شراء السياسيين من رجال الحكم ...
إغراء الأقلام صاحبة الصيت( لم يكن وقتها هناك تليفزيونات ولا فضائيات)...تغيرت الآن الى اغراء وامتلاك اصحاب الاقلام والصحف والفضائيات ... الى جانب ابعاد المخاطر عن الجماعة بشراء الأخبار والمعلومات من داخل أجهزة الأمن نفسها ....وتسليح الجماعة بسلاح مناسب للحظة التمكين من اجل تأمين دفاع متكامل عن الجماعة...
الى جانب القدرة على الضغط الإقتصادي على الدولة لمنعها من الوصول في حالة التصدي للجماعة إلى منتهاها ( وهو ما يعنى أن تكتفي الدولة بإعتقال بعض أفراد الجماعة كل فترة دون أن تصل مثلا لمرحلة إعتقال المرشد أو حل الجماعة لأنها هنا ستكون مهددة من قبل الجماعة بعملية تحويل مالي سريع للخارج وعمليات مضاربة قد تضر بإقتصاد الدولة)...

مايسترعى الانتباه ان إشتراك العضو العامل بجماعة الإخوان المسلمين قبل ثورة 25 يناير هو 7% من إجمالي دخله الشهري .... تلك الإشتراكات التى قالت عنها الجماعة أنها وفرت لها القدرة على خوض الإنتخابات البرلمانية عام 2005 لكن مصادر من داخل الجماعة كشفت النقاب أن الجماعة مولت كل مرشح من مرشحيها في تلك الإنتخابات بمبالغ متوسطها خمسة ملايين جنيه لكل مرشح وهو ما أنفقت فيه مبلغ نصف مليار جنيه لدعم 150 مرشح نجح ثمانين منهم خلال عام 2005 !!!! ...

الاهم خلال عام 2010 صدر توجيه عام لأفرع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بتخصيص الجزء الأكبر من دخولهم المتحققة لدعم الجماعة الأم داخل مصر إنتظارا لحدث هام وخطير !!! ...(جاء ذلك بعد سلسلة اللقاءات التى جمعت ممثلين عن الجماعة مع مندوب عن أمير قطر ومندوب عن المخابرات الأمريكية برعاية مباشرة من أردوجان في أنقرة في الفترة التى سبقت ثورة يناير... اللقاءات المتتابعة والتى تمت بصورة مطردة ومتكررة منذ إبريل 2010 جمعت ممثلين عن الإخوان المسلمين وممثل دائم لأمير قطر والسفير جيفري فيلتمان وفي هذه اللقاءات جرى الإتفاق لإعادة جماعة الإخوان المسلمين بتنظيمها الدولي لتعمل وفقا لجدول متسارع في عدد من الدول العربية لمواجهة متغيرات منتظرة خلال أشهر قليلة هى إستبدال قيادات وأنظمة في الدول العربية كانت واشنطن تدرك أن لحظة الحسم بالنسبة لها قد حانت وكانت تدرك أن هذه الأنظمة بصورة أو بأخرى على وشك السقوط وكان عليها أن تملأ الفراغ مخافة أن يتكرر السيناريو الإيراني)..... ونتيجة لذلك كثفت أفرغ واذرع التنظيم الدولى للإخوان جهودها لتأمين تراكم رأسمالي كاف ومناسب لمواجهة حدث لم يحدد بعد لكن كان عليهم كالعادة السمع والطاعة !!!!...لذلك صدر توجيه من المرشد العام عن طريق الإخوان الموجودين في أمريكا والدول الغربية وأستراليا منذ الستينات كخلايا نائمة للإسراع بعملية تحويل مالي للجماعة الأم داخل مصر تحت ستار صفقات تجارية ومعاملات بنكية...مهندس تلك العمليات هو خيرت الشاطر نفسه ...من خلال شبكة شركات تملكها الجماعة في أماكن شتى من العالم تكفل لهم تحقيق عمليات التحويل المالي بشكل لا يرقي له الشك !!!...

أما باقي الأموال فتأتي لحسابات الإخوان وتصبح تحت تصرفهم من خلال الشركات المنتشرة فى جميع انحاء العالم مثل : المجموعة المالية التى يديرها خيرت الشاطر للإستثمار في أسواق دبي وقطر !!! ... والشركات المملوكة لحسن مالك لإستيراد الأثاث التركى من تركيا وهي شركات الهدف منها توفير الطريق لدخول أموال الإخوان المستثمرة في الخارج تحت غطاء شرعي وعمليات تصدير واستيراد مشروعة....ومكاسب أسهم الإخوان في شركة دايو الكورية التى تم شراء معظم أسهمها عن طريق (مجموعة الأردن) أحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان أثناء الأزمة المالية التى تعرضت لها شركة دايو منتصف التسعينات ويقدر إجمالي إسهام الجانب الإخواني المصري في الصفقة بأكثر من مائة مليون دولار !!!...الى جانب مكتب إدارة المحافظ المالية الخاص بخيرت الشاطر في دبي والذي يضارب في البورصات العالمية ( وهو مكتب غير رسمي لكن الأعمال الرسمية تتم ورقيا من خلال عدد من المكاتب الأخرى المشهرة حرصا على تفتيت العملية نفسها كي لا يتم تتبعها)....وأسهم الإخوان في الشركات اليابانية المتخصصة في السيارات والأجهزة الكهربية وهي في النهاية عوائد تظهر في شكل عوائد على إيداعات واسهم شخصية لكن في مجموعها تمثل تمويلا ضخما للغاية....والأرباح الكبيرةعن طريق مجموعة «ماس Mas» في أمريكا وهي مجموعة غامضة كثيرا رغم أن كل الأجهزة الأمريكية تعلم بإنتمائها للإخوان إلا أن كل قوانين مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال في أمريكا لم تحاول مرة واحدة الإقتراب منها !!!! ...ونسبة الاعشارعلى ايرادات شركات رجل الأعمال صفوان ثابت ( مجموعة شركات جهينة ) ...و مجموعة شركات عبد المنعم سعودي صاحب توكيل نيسان للسيارات ...وشركات الاستثمار العقاري الخاصة برجل الأعمال ممدوح الحسيني ...والشركة العربية للتعميروالشركة العربية للاستيراد والتصدير المملوكتان لرجل الأعمال الإخواني السكندرى مدحت الحداد ... و مجموعة إنتربيلد التابعة لآل حداد ... وشركة المدائن للإنشاءات والتصميمات وشركة الملتقي التابعتان لرجل الأعمال أحمد شوشة....والإستثمارات في البنوك العالمية وتحديدا بنوك (سوسيتيه جنرال) وبنك (باري با) بينما تقلص حجم الإستثمار في بنك التقوى بجزر الباهاما لأدنى مستوياته وأصبح مقصورا فقط على تحويل بعض من عوائد ارباح الإخوان للفروع الأكثر فقرا داخل التنظيم الدولي للإخوان بمعنى أنه تحول إلى سلة مراسلات فقط !!!

مما لاشك فيه ان تقنين الشئون المالية للجماعة بحيث تستعصى على أفضل عمليات البحث والإستقصاء جاء نتيجة لمجهود كبير بذله الدكتور حسين شحاتة أستاذ المحاسبة بجامعة الأزهرفي هذا المجال منذ عام 1998 بل ووضع أسس جهاز إداري قوى يقوم بتحصيل أرباح الجماعة من مصادر أرباحها المختلفة ومن أعضائها وأيضا من الأموال التى تمول بها الأنشطة التجارية لأعضاء تكلفهم بإدارة هذه الأموال ومنهم على سبيل المثال خيرت الشاطر وحسن مالك والإثنان لم يكونا أغنياء إلا بعد أن مدت لهما الجماعة يد العون وبعبارة أخرى فإن الإثنان يعملان كواجهتين للجماعة ومثلهما الكثيرون حتى وإن لم يكونوا منتمين للجماعة فكريا وهو ما يتحقق في بعض مجالات الإستثمار التى لا تريد الجماعة تحت أي ظرف ربط نفسها به كإستثمارات الجماعة في إثنين من ملاهي لاس فيجاس بأمريكا وفي هذه الحالة فإن القائم على الملهيين ليسوا من الجماعة ولا يمتون لها بصلة !!!..الإخوان بمصر يحصلون على حوالي نصف مليار دولار كعائد على إستثماراتهم في دبي وهونج كونج وهي إستثمارات قيمتها أكثر من 2 مليار دولار يتم تحويلها لمصر أو تحويل المال من مصر إليها عن طريق عدد من البنوك أبرزها بنوك سوسيتيه جنرال وبي إن بي باريبا وبنك فيصل الإسلامي وهي بنوك ينتمى مديروها والمتنفذين فيها إلى الجماعة ولو بشكل غير معلن ......وهم يقدمون تسهيلات هائلة لإتمام التحويلات البنكية لأموال الإخوان إلي الخارج أو من الخارج للداخل خاصة بعد سقوط رجل الإخوان في الخارج فيصل ندا....

يجب ان يعلم الجميع ان مصاريف مكتب الإرشاد ورواتب موظفيه و موظفي الموقع الرسمي للجماعة (إخوان أون لاين) وبعض المواقع التابعة لهم على الإنترنت تبلغ 8مليون جنيه سنويا ....الجماعة تدفع مبلغ 6 مليون جنيه لوسائل الإعلام أو بمعنى أصح للقائمين على وسائل الإعلام من مقدمي برامج ومعدين ومديري قنوات لتجميل وجه الجماعة القبيح ومهاجمة من ترى فيهم الجماعة خطرا عليها ..... وأيضا يمول ذلك المبلغ مصروفات أعضاء لجان الدعوة الإلكترونية وهي مجموعة كبيرة من شباب الإخوان تنتشر على الفيسبوك والمواقع الإجتماعية للدعوة للإخوان أو للرد على ما ينشر عنهم على تلك المواقع....الى جانب مبلغ 5 مليون جنيه تمول نفقات ورواتب القائمين بأعمال خاصة ( وهم مجموعة من الرجال والنساء يتحفظ مكتب الإرشاد على الحديث عن أسمائهم أو وضع أسمائهم داخل أي كشوف لحساسية مراكزهم )...ومبلغ 5 ملايين جنيه تخصص كمصاريف لسفريات أعضاء البرلمان من الإخوان !!...هذا المقال يعرض التمويل المستقر دون ما يطرأ على ذلك من زيادات كما حدث مؤخرا من الدفعات المالية القادمة من قطر ودول الخليج !!! ..

حمدى السعيد سالم

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات