أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - المهرجان الوطني الثاني للقصة القصيرة في خنيفرة : ماء وخضرة ... وقصة قصيرة















المزيد.....

المهرجان الوطني الثاني للقصة القصيرة في خنيفرة : ماء وخضرة ... وقصة قصيرة


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 21:14
المحور: الادب والفن
    



في الطريق إلى خنيفرة...
ما إن تبتعد عن غابات الإسمنت في شوارع فاس ، حتى تتوحد الخضرة في عينيك ، وتتخلص من طيور الزوش وأشجار الأكليبتوس وأخرى رومية لقيطة. تتراءى قبالتك هامات عالية من الخضرة ، فتتأكد بعد حين أنها لجبال الأطلس المتوسط ، رئة المغرب وقلبه النابض بالحياة والحب والجمال. كل شيء جميل في المغرب لابد وأن يكون أطلسيا " أسود الأطلس (1) - المحيط الأطلسي - رقصة الأطلس (2)- ...". جنب الطريق الملتوية ، تسمع خرير مياه السواقي ، وتتراءى لك ضيعات وقد بدأت تستعيد خضرتها المفقودة في فصل الخريف . حبات الكرز والتفاح تكتنز وجناتها استعدادا لمواسم حب الملوك والتفاح في يونيو المقبل. السيارة تلتهم الطريق في جنون ، تترنح يمينا وشمالا. تنتابك دوخة من حين لآخر ، إلى أن يستبد بك الموقف ويظهر لك أسد أطلسي في جلسته المهيبة. إنها يفرن ... (3)، المدينة الملكية في حضرة الماء والخضرة والشلالات . يستبدل السائق أسطوانة بأخرى ، فإذا بإبراهيم العلمي (4) يجود برائعته الخالدة "ما أحلى يفرن وما أحلى جمالو" (5). دغدغة مقصودة لعواطف الركاب من قبل السائق ، الذي سيتبين فيما بعد أنه ابن المنطقة . تسأل السائق الشاب : " من يغني هذه الأغنية ؟" فيعطيك جوابا قاسيا ومؤلما: " شي مطرب قديم ...‼". ياااه... تبلع حسرتك ، وتلعن الجهل الذي اكتسحنا باسم الحداثة. تتراءى لك أعشاش طيور بريئة ، وأخرى تبهر العين بألوانها فوق أشجار بلوط شاخت ، لكنها لازالت متمسكة بالحياة. إنه الأطلس الذي لا ينضب من الحياة في صيفه وشتائه : " مياه سواقي و... ضايات وخضرة " على مدار السنة. يفاجئك اندفاع مياه زرقاء صافية تتدفق مسرعة نحو الأطلسي ، إنه نهر أم الربيع...(6)، إننا إذن على بعد كلمترات قليلة فقط من وسط خنيفرة ، حيث تنتصب ثلاث خيول رمزية لعاصمة الأطلس.
في اليوم الأول ...
ماء وموسيقى وخضرة وقصص حب لا تنتهي من الأسطوري إلى الواقعي ، فلا ينقص خنيفرة إذن إلا القصص ، لتسمع شهرزاد وتحكي عن لياليها الملاح ، وأيضا عن قصص الحبيبين "أسلي وتسليت" (7) في كل هضاب وتلال وجبال الأطلس الشامخ. وكان لمدينة خنيفرة المنتشية بربيعها وخضرتها وزرقة منابع نهر " أم الربيع" فيها ما أرادت ، فعلى امتداد ثلاثة أيام من 27 أبريل وإلى غاية 29 منه ، كانت على موعد مع فعاليات مهرجانها الوطني للقصة القصيرة " دورة القاص والروائي المغربي محمد غرناط" ، تمحورت كلها حول " الميتاقصة في القصة المغربية ". احتضنتها قاعة الندوات بعمالة إقليم خنيفرة.
عشية يوم الجمعة 27 أبريل 2012م وبعد كلمات عامل الإقليم والجهات الداعمة وحفلة شاي ، كان للحضور موعد مع الندوة الأولى ، ومداخلات كل من : الناقد والإعلامي التونسي عبد الدايم السلامي - د/ جميل حمداوي- د/ سعاد مسكين - د/ أحمد بوزفور- د/ حميد لحميداني ، أما التسيير فكان للدكتور عبد العاطي الزياني .
1- مداخلة الناقد والإعلامي التونسي عبد الدايم السلامي تطرق فيها لكينونة مصطلح "ميتاقص" وضرورة وعي النص بتقنية " الميتاسرد" حتى لا يفقد "حكايته" ، التي هي لب العمل القصصي مع محاولة الاستفادة من هذه التقنية في حدود المسموح به ، مما يفد من مصطلحات وتقنيات جديدة .
2- الدكتور سعاد مسكين تناولت من جهتها "الميتاقصة" في المنجز القصصي المغربي.
3- الدكتور حميد لحميداني أخذ بالتحليل مسالة "الميتانص في القصة المغربية" من خلال مجموعة من الأعمال القصصية المغربية.
4- الدكتور جميل حمداوي تناول بالدرس والتحليل موضوع : " الخطاب - الميتاسردي في القصة المغربية" انطلاقا من إصدارات قصصية مغربية.
5- الأستاذ أحمد بوزفور كانت عينه على " الميتاقصة" وقلبه على القصة المغربية وجمالية الإبداع فيها ، وكان كعادته حكيما وحريصا على مستقبل هذا الجنس الأدبي الراقي ، الذي عرف تطورا ملحوظا كما وكيفا في المغرب.
في اليوم الثاني ...
كان للحضور لقاء مع ندوة ثانية من تسيير القاص صخر المهيف ، تطرق فيها الدكتور نور الدين الفيلالي إلى طرق اشتغال " الميتانص" في نماذج من القصة المغربية القصيرة ، فيما تأبط الناقد والقاص حميد ركاطة المجموعة القصصية " داء الذئب" للمحتفى به الأديب محمد غرناط ، وحللها تحليلا دقيقا وعميقا وواعيا كعادته. وكان للنغم دوره في الحضور كذلك ، من خلال فرقة " أنغام" التي أمتعت الجمهور بمقتطفات من الطرب الأصيل لفيروز ، وبعض الموشحات المغربية الأصيلة أداها بعض أفرادها من الأطفال والفتيات ، أبانوا فيها عن خامات صوتية ينقصها قليل من التأطير، كي تصبح جاهزة في المستقبل لمزيد من الإمتاع والإبداع.
كما كان للحضور سواء في فضاء مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم ، أو قاعة الندوات بعمالة خنيفرة موعد آخر للاستمتاع والاستماع إلى قراءات قصصية لكل من :
أحمد بوزفور- محمد غرناط - عبد الحميد الغرباوي - مصطفى لغتيري - نعيمة القضيوي - أحمد شكر - علي الوكيلي - عبد الواحد كفيح - عبد الغفني الصراض - زوليخة موساوي الأخضري - محمد أكويندي- جمال الدين لخضيري - محمد الشايب - عبد السلام اجباري- إبراهيم أبويه - عبد الغفور خوي - البتول المحجوب - المصطفى لكليتي - إدريس الواغيش - محمد أكراض الورايني - إدريس الجرماطي - صخر المهيف - البشير الأزمي - محمد الحاضي - زهير الخراز- هشام ناجح - نور الدين وحيد -محمد العتروس- محمد إدارغة ، وقراءات أخرى على هامش السمر القصصي.
وكان العمق الأمازيغي حاضرا من خلال قراءات باللغة الأمازيغية لكل من : خالد الزيواني من خنيفرة وعبد الحكيم باقي من كلميمة ، وبعض الأصوات الأخرى بصيغة المذكر والمؤنث.
الجميل في المهرجان هذه السنة ، بالإضافة إلى غناه الفكري والثقافي والترفيهي ، من خلال وصلات من الأهازيج والفلكلور المغربي الأمازيغي قدمتها فرق شعبية محلية ، هو انفتاحه على المحيط التعليمي من خلال لقاءات لتلاميذ بعض المدارس في المدينة وخارجها مع كتاب معروفين وطنيا ، للتمرس على فعل الكتابة وأيضا على فعل القراءة والتشجيع عليها. وهي مبادرة تستحق التشجيع فيما سيأتي من مهرجانات ، سواء في خنيفرة أو غيرها من المدن المغربية. كما عرف المهرجان أيضا تكريما بعض الوجوه الفاعلة في المشهد الإعلامي والثقافي المحلي والجهوي والوطني. واختتمت الأمسية الثانية بتكريم عريس هذه الدورة الأديب المغربي محمد غرناط ، الذي أعطى الشيء الكثير للثقافة المغربية طيلة مسيرة حياته مدرسا ومبدعا.
في اليوم الثالث ...
اليوم الأخير خصص كالعادة لرحلة استطلاعية وثقافية للخلفية السياحية بالإقليم ، من تأطير جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بخنيفرة وجمعية إسمون نعاري بالمدينة.
هوامش :
- (1) كلمة تطلق على لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم.
- (2) موسيقى الملحن المغربي الكبير عبد القادر راشدي
- (3) من أجمل المدن الجبلية المغربية ، تبعد عن فاس بنحو 50 كلم.
- (4) مطرب مغربي
- (5) أغنية مشهورة تتغنى بجمال مدينة يفرن من تلحين إبرايم العلمي.
- (6) من أكبر أنهار المغرب
- (7) حبيبان من قرية إميلشيل / المغرب رفض الآباء تزويجهما ، فبكيا بكاء شديدا إلى أن شكلت دموعهما بحيرتان سميت باسمهما ، كما تقول الأسطورة. وأسلي وتسليت كلمتان تعني العريس والعروسة بالعربية.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترجمة والنص المقدس ...محور ندوة دولية بفاس
- - الميتا قصة المغربية- محور المهرجان الثاني للقصة القصيرة بخ ...
- أكاديمية فاس - بولمان تحتفي ب - ظلال حارقة - لإدريش الواغيش
- الكتابة والسيرة الذاتية : - ظلال حارقة - للقاص المغربي إدريس ...
- قصص قصيرة جدا : حوض النعناع
- فاس تحتفي ب - جمالية البين – بين في الرواية العربية - للمترج ...
- الانتخابات البرلمانية المغربية بعيون مركز حقوق الناس
- قصة قصيرة : الشعب يريد....
- شعر : خطيب الزعيم
- مدينة تيفلت تحتفي بشيخ الزجالين بالمغرب ... إدريس أمغار المس ...
- السيد أحمد رضا الشامي في لقاء تواصلي مع مثقفي ومبدعي مدينة ف ...
- الدكتور إبراهيم أقديم ، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية س ...
- قصة قصيرة جدا : جنات
- ليبيا التي غيبها عنا القذافي 42 سنة
- قصة قصيرة جدا : إصرار الديك وعناد الدجاجة
- النقابة الوطنية للتعليم (فدش) تهدف إلى خلق مغرب خال من تشغيل ...
- - ظلال حارقة -.... جديد الصحفي والأديب المغربي إدريس الواغيش
- - انتباه ... أطفال في أشغال خطيرة -... شعار النقابة الوطنية ...
- شعر : على امتداد البياض
- عبد العزيز إيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د. ش ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - المهرجان الوطني الثاني للقصة القصيرة في خنيفرة : ماء وخضرة ... وقصة قصيرة