أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الناقد التونسي عبدالدائم السلامي يمنطق اللامعقول في الرواية العربية














المزيد.....

الناقد التونسي عبدالدائم السلامي يمنطق اللامعقول في الرواية العربية


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 06:18
المحور: الادب والفن
    


مصطفى لغتيري

يواصل الناقد التونسي عبد الدائم السلامي مغامرته النقدية بإصداره لكتاب جديد في المغرب ، اختار أن يعنونه ب" منطق اللامعقول في الرواية العربية الحديثة..رواية الدارويش نموذجا". .و يتكون الكتاب من تقديم و ثلاثة فصول و خاتمة ..
في التقديم انبرى الناقد لبسط أوراقه أمام القارئ كاشفا له عن هدفه و انشغالاته و منهجه ، دون أن يفوته تحديد الأسئلة العميقة التي شغلته و حفزته على تحرير هذا الكتاب النقدي.. ففي تحديد هدفه يقول الناقد إنه سيتبين " إن كان ثمة منطق يحتكم إليه حضور اللامعقول في العمل الروائي ، و ماهي طاقاته الإيحائية و آليات اشتغاله التي من شأنها أن تعضد السرد و تعلي من إنشاءاته الفنية و الدلالية"..أما عند حديثه عن المنهج الذي ارتضاه لنفسه ، فيقول عبدالدائم " عولنا على مجموعة من المناهج كالنصانية و اللسانية و السوسيونصية و نظرية التلقي... و لكننا تخيرنا منهجا وسطا اهتدينا به في كامل البحث: منهجا يرى النص بابا مشرعا على تحليلات عدة تكون فيها الرواية بدءا و منتهى".
و قد وجهت الناقد في هذا البحث أسئلة عميقة تتعلق ب:
- الحد الاصطلاحي للامعقول.
-البحث عن منطق واضح ينتظم اللامعقول.
- تجليات اللامعقول في الرواية العربية و روافده.
في الفصل الأول المعنون ب " اللامعقول في معناه " ناقش الناقد مسألة ترحل المفاهيم، و كينونة المصطلح التي توقف عندها بكثير من التركيز و العمق ، باحثا عن دلالته في التراث العربي و المدونة النقدية العربية الحديثة، ليستنتج أن " رهبة اللامعقول" هيمنت على الباحثين فتعاملوا معه بنوع من التهيب ، فانفلتت من بين أيديهم-نتيجة لذلك- تعريفاته و ماهيته و ظلوا يحومون من حوله ، دون أن يتسربوا إلى عمقه، و قد ذكر أسباب ذلك و من بينها مشكل الترجمة التي ساهمت في هذه البلبلة التي أحدثها "اللامعقول" في أذهان النقاد و كتاباتهم ، كما رصد الصعوبات التي أدت إلى ذلك ، محاولا البحث عن مبررات ذاتية و موضوعية و سوسيوثقافية لعدم انصياع اللامعقول للنقاد كي يسيجوه ضمن حدود اصطلاحية متفق عليها.. وقد توقف الناقد بكثير من الحرص عند مرادفات اللامعقول في الثقافة العربية من خلال الغوص في أمهات الكتب التراثية ، علاوة ما راكمته الثقافة الغربية في هذا المجال ، و حصر هذه المرادفات في العبثي و اللامنطقي و اللاواقعي و الفوق إدراكي و الخارق و العجائبي و الغرائبي و اللامحدود و اللامرئي و الموهوم و المحال..و غيرها من المصطللحات التي تحايث مصطلح اللامعقول ، ثم انبرى الناقد بعد ذلك لتعريف مصطلحات مفصلية في رحلته للقبض على اللامعقول كالعجيب و الفنطاستيك و الغريب ، ليخلص إلى اقتراح تعريف للامعقول جاء فيه " إن تعريفات اللامعقول اللغوية و الفلسفية تبلغ به محل صفة هيئة أو حدث غامض مستغلق على معناه، يكتنفه الوهم من كل جهاته فلا يترتب عنه غرضه أبدا ، كما لا ستطيع العقل تبريره أو البرهنة عليه ، لأنه خارج ثنائية الصدق و الكذب و الفطرة السليمة...إن جانب المتخيل فيه يغترف واقع الأشياء و الكائنات و يعيد تشكيل هيئاتها ، و من ثمة يصير باحثا على الحيرة و التردد و الاضطراب" ص 38.
في نفس الفصل تحدث الناقد عن "الرواية العربية و التجريب ، حيث حاول أن يقارب مفهوم التجريب في الرواية العربية باعتباره نتيجة للمثثاقفة وبالتحديد التأثرالرواية العربية بما يسمى "الحساسية الجديدة" دون أن تتبرأ من اتصالها بالماضي ، و خاصة فيما يتعلق بارتباطها بمدونة الخبر العربي إظهارا و إضمارا..و يعد اللامعقول - حسب الناقد- أحد تجليات التجريب الروائي .. بعد ذلك انطلق السلامي في رحلة البحث عن اللامعقول في رواية "الدراويش يعودون من المنفى " لابراهيم درغوثي ،" لكونها رواية نهضت على مجموعة من السمات الحكائية التي تتكئ على اللامعقول تقنية سردية ما زاد من مقروئيتها و أخرجها من محليتها و منحها بعدها العربي" ص 45.
خصص الناقد الفصل الثاني ل "تجليات اللامعقول و روافده"، فتحدث عن حضور اللامعقول في "الدراويش" خاصة على مستوى لا معقولية المكان و لا معقولية الزمان و لا معقولية الشخصيات وعند تطرقه لروافد اللامعقول وجدها في القرآن و التوراة و ألف ليلة و ليلة و تاج العروسو عيون الأنبياء و غيرها..و قد فصل الناقد القول في ذلك باستفاضة.
في الفصل الثالث ركز الناقد على اللامعقول السردي فتحدث فيه عن اللامعقول كتقنية سردية و اللامعقول باللغة و لامعقولية السرد و لا معقولية الوصف ، ثم انكب على البحث في الدلالات الاجتماعية للامعقول ، دون أن يفوته الحديث عن علاقة الشرق و الغرب في ارتباط مع موضوع البحث في هذا الكتاب..
في خاتمة الكتاب قام الناقد بجولة تذكيرية بأهم المباحث التي تناولها في كتايبه مركزا على بعضها و مارا مرور الكرام على بعضها الآخر.
و من حسنات هذا الكتاب بالإضافة إلى حفره العميق و الجاد في مصطلح اللامعقول تنظيرا و تطبيقا ، فإن لغة الناقد المتميزة ، تجعل من قراءة الكتاب جولة ممتعة تجمع ما بين صرامة الناقدو إمتاع المبدع ، و لعل هذا المزج الجميل ،هو الذي يؤهل الكتاب ليكون معلمة ناقدية بارزة ستجد لنفسها مواطئ أقدام في المشهد الثقافي العربي.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير ...
- القاص المغربي عبدالغفور خوى يصدر الطبعة الثانية لمجموعته الق ...
- صديقتي لا تحزني
- المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب ...
- بلاغة الإضمار في-تلك الحياة -للقاص المصري شريف عابدين
- نص اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب ...
- حفل توقيع اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد ...
- أدباء الدار البيضاء يحتفون بالدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد ك ...
- تكريم منور صمادح
- بسمة البوعبيدي تكشف الجغرافيا السرية للمرأة التونسية
- طريق العودة
- سمفونية الفنون في مهرجان الجريد
- في أحضان توزر مدينة أبي القاسم الشابي
- الطريق إلى توزر..مدينة أبي القاسم الشابي
- تونس..الإنسان والأدب والثورة
- سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون ...
- استدعاء الشخصية الأدبية في -شوارد- للشاعر التونسي محمد بوحوش
- -طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الش ...
- لغتيري للمغربية : رواية -ابن السماء - معنية ببنية العقل الخر ...
- العوفي و لغتيري يتحدثان لجريدة التجديد عن علاقة الأدب بالسيا ...


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الناقد التونسي عبدالدائم السلامي يمنطق اللامعقول في الرواية العربية