أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل















المزيد.....

الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 06:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) باب مهم لفهم تركيبة الثقافة القومية لأى شعب. فى هذا الباب التأكيد القاطع على أنّ الشعوب التى تعدّدتْ أعيادها ، هى شعوب محبة للحياة ، وهذا الحب للحياة كان أحد ركائزتأسيس نهضة تنموية. والأمثلة على ذلك كثيرة ، فالشعوب فى العصورالقديمة (مصر، اليونان ، الصين ، الهند) تعدّدتْ أعيادها وفى ذات الوقت شيّدتْ نهضة تنموية.
حول هذا الموضوع صدركتاب (الأعياد المصرية : احتفالات مصرية للحاضروالمستقبل) للباحث الجاد أ. سامى حرك عام 2012على نفقته الخاصة. فى هذا الكتاب الذى استغرق تأليفه عدة سنوات رصد مؤلفه عدد 79عيدًا تشمل 169ليلة فى مصرالقديمة. من بين هذه الأعياد عيد رأس السنة المصرية (1توت الموافق 11سبتمر) ولهذا العيد أهمية خاصة. فإذا كان التقويم العالمى هوالتقويم الميلادى ، فإنّ هذا التقويم مستمد من التقويم الجريجورى المستمد من التقويم الرومانى المستمد من التقويم الشمسى المصرى ، ومعنى ذلك أنّ العالم المُتحضريُدين لجدودنا المصريين القدماء بتنظيم تقسيم السنة إلى شهوروأيام وساعات بل ودقائق إلخ كما أنّ التقويم العالمى هوالمعترف به فى التعاملات الدولية. وإذن فإنّ إحياء هذا العيد هوإحياء للشخصية القومية التى أبدعت هذا التقويم الذى بدأ عام 4241ق. م وبذلك فإنّ السنة المصرية الحالية : 4241+ 2012= 6253. كما أنّ إحياء هذا العيد يُعيد لذاكرة الأجيال الحالية أنّ ثقافتنا القومية ثقافة زراعية ، وأنه بفضل الزراعة توصل جدودنا لهذا التقويم العلمى المعجزالدقيق قبل اختراع المراصد الضخمة التى ساعدتْ علم الفلك فى رصد حركة الكواكب والنجوم . وذكرالمؤلف أنّ الكثيرمن المؤلفات فى العلوم الطبيعية ، مثل كتاب (تاريخ العلم) للعالم ج. ج.كراوثر- ترجمة يمنى الخولى ، وكتاب (مولد الزمان) للعالم جون جرين ترجمة مصطفى فهمى وكذلك الموسوعة الفلكية الألمانية وغيرها ، فى كل هذه المؤلفات العلمية تأكيد على أنّ الوسيلة الوحيدة لاكتشاف دورة كاملة لأى نجم من النجوم ، قبل الصعود للقمر، لاتتوفرللإنسان إلاّبالمراصد الضخمة (ص37) فكيف توصل جدودنا لرصد حركة النجوم والتوصل إلى أول تقويم علمى بدون أجهزة رصد مثل مرصد هابل ؟ سؤال تتجاهله الثقافة السائدة ، ولعلّ الاحتفال بعيد رأس السنة المصرية أنْ يكون بداية لفتح الكثيرمن الملفات عن الحضارة المصرية المظلومة من الغالبية العظمى من أحفاد الجدود الذى أبدعوا هذه الحضارة.
ربما لايعرف الكثيرمن المصريين أنّ جدودنا كانوا يحتفلون يوم 30طوبة كل عام بعيد سيشات (سيدة الكتابة) مساعدة (تحوت) وزوجته. وأنّ هذا العيد ورد ضمن قوائم أعياد الملك تحتمس الثالث فى معبد الربة (موت) بالكرنك حسب ترجمة عالم المصريات الألمانى (شوت سيجفريد) ونظرًا لدورمصرالقديمة فى اكتشاف ورق البردى ، ثم التوصل لأول أبجدية فى العالم القديم ، وكان من الطبيعى أنْ يكون من بين احتفالات جدودنا ب (توت) رب الحكمة والكتابة ، ولهذا كان أحمد لطفى السيد من الذكاء والوعى القومى عندما جعل من صورة تحوت (جحوتى) شعارًا لجامعة القاهرة. كذلك فإنّ مساعدته (سيشات) لاتقل شهرة عنه فى علم المصريات ، بصفتها (حافظة السجلات) ورمزًا من رموز(المرأة الكاتبة) لذلك يقترح المؤلف أنْ يكون الاحتفال بعيد (سيدة الكتابة) بداية للتفكيرفى أنْ تكون (سيشات) الشعارأو(اللوجو) لهيئة الكتاب المصرية، وبمراعاة أنْ يظل ثابتـًا لايتغير. كما اقترح إنشاء جائزة دولية باسم (سيشات) فى مجالات الأدب والفنون (من 113- 118)
يأتى المتحضرون إلى مصركل عام مرة يوم 22فبراير، والثانية يوم 22أكتوبرلمشاهدة تلك الظاهرة الفلكية المُعجزة : أى تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى . فلماذا لايحتفل شعبنا بهذين اليومين ؟ خاصة وأنّ منظمة اليونسكوتـُشارك فى الاحتفال مع الوفود الأجنبية ؟ لماذا لايتم استثمارهذين اليومين محليًا وإقليميًا ودوليًا ؟ أليس هذا الاستثمارتشجيع للسياحة من جانب، ولنشرأهمية علم الفلك الذى أبدعه جدودنا المصريون القدماء؟ خاصة وأنّ عناصرالطبيعة والمناخ لصالحنا حيث الشمس الساطعة والجوالدافىء وزيارة باقى الآثارالموجودة فى موقع الاحتفال (من 119- 121)
ينقلنا المؤلف من الأعياد القديمة ليقترح الاحتفال برمزمصرى صميم هوالمبدع شادى عبد السلام ، ويرى أنّ الاحتفال يأخذ اسم (سينما المصريات : مهرجان جيوش الشمس) ويتم عرض أفلام شادى (المومياء، الفلاح الفصيح، جيوش الشمس، كرسى توت عنخ آمون، الأهرامات وما قبلها ، رع مسيس الثانى) مع الدعاية المنظمة محليًا وعالميًا . هذا الاحتفال الذى يُحقق إحياء ذكرى هذا الفنان المُبدع العاشق للحضارة المصرية ، لعله أنْ يكون حافزًا لأجيال جديدة تواصل مسيرته، كما أنه تنشيط للسياحة. وفى نفس السياق اقترح الاحتفال بذكرى باعث فن النحت الحديث الفنان المُبدع محمود مختار. فى هذا الاحتفال وليكن يوم 2 مايوكل عام (يوم كشف الستارعن تمثال نهضة مصرعام 28) ويجب أنْ تدعوإليه نقابة الفنانين التشكيليين بالتنسيق مع وزارة السياحة ونقابة المرشدين السياحيين ، ليعرف الجيل الجديد من هومحمود مختار، وموقف شعبنا الذى بادربالتبرع لتمويل عمل التمثال ، الأمرالذى جعل مختارأنْ يقول بكل تواضع ((لستُ صاحب التمثال ، بل الشعب هوصاحبه)) وفى تحليل المؤلف للتمثال كتب (أبوالهول يرمزلتاريخ مصر. والتكوين الهرمى يُكمل معنى الرسوخ . وقد نزع الفنان عن أبى الهول المعنى الدينى ، عندما جعله ينتفض ليتحرك وينهض) هذا بالاضافة إلى رمزالفلاحة التى تعمّد الفنان أنْ تكون أعلى من أبى الهول .
ومن الأعياد القديمة (مهرجان آمنحوتب) يوم 21برمهات من كل عام . ومناسبة هذا الاحتفال تم العثورعليها ضمن قوائم الأعياد التى ترجمها العالم الألمانى (شوت سيجفريد) من أعمال دير المدينة بالأقصر. آمنحوتب الأول هوأبوأحمس طارد الهكسوس. من ألقاب آمنحوتب (محبوب العمال) ومنصفهم . ونظم طائفتهم (أونقاباتهم وفق تعبيرماسبيرو) واقترح المؤلف أنْ يكون هذا الاحتفال تحت اسم (الاعلان العالمى الأول لتحريرالعبيد) والسبب أنّ آمنحوتب استهجن تحكم الإنسان فى أخيه الإنسان ، فألغى نظام العبودية الذى لم تعرفه مصرإلاّبعد الاحتلال الهكسوسى ، فأصدرقانونًا يمنع السخرة. لهذا فهوالمحررالأول للعبيد. كما أصدرقرارًا بأنّ الأجرمقابل العمل. وأعلن فى السنة الأولى من حكمه عام 1525ق.م فيما يُشبه عهدًا كونيًا أوإعلانًا عالميًا قال فيه ((لن يباع الإنسان ويُشترى كالحيوانات كما كان الهمج (يقصد الهكسوس) يفعلون)) وهذا النص نقله أ. سامى حرك عن العالم الألمانى أدولف إرمان فى كتابه (مصروالحياة المصرية فى العصورالقديمة- ص 60) لذلك اجتمع على حب آمنحوتب كافة طوائف الشعب. واقترح المؤلف أنْ تتقدم مصررسميًا بطلب إلى الأمم المتحدة بإدراج المناسبة ضمن فعاليات اليوم الدولى لإلغاء الرق الذى يُحتفل به يوم 2ديسمبرمن كل عام ، ومع طلب أنْ تكون صورة آمنحوتب هى شعارالاحتفالية الدولية (من 128- 134)
من بين الأعياد القديمة (مهرجان باستت) يوم 4برموده. فى هذا العيد يتم الاحتفال بهاتورأو حتحور، بصفتها رمزالجمال فى العالم القديم ، ومنها تم استنساخ (أفروديت) و(عشتار) وبالطبع فإنّ أقدم الأعياد فى مصرالقديمة هوعيد شم النسيم ، وعيد (مهرجان الزهور- عيد الشهداء) وعيد (ليلة النقطة- دمعة إيزيس) إذْ وفق الأسطورة أنّ دموعها هى مصدرمياه النيل. وعيد عودة سنوحى (مهرجان المصريين فى الخارج) بإعتبارأنّ سنوحى أول من غادرمصر، وكتب تجربة الغربة وتمنى أنْ يعود ليُدفن فى مصر. وقد ربط المؤلف بين الأعياد القديمة والأعياد الحالية (الموالد التى يشترك فيها المسلمون والمسيحيون) والتى بلغتْ وفق دراسة د. سيد عويس فى (موسوعة المجتمع المصرى) 2850مولد.
ذكرالمؤلف فى المقدمة أنّ الاحتفالات هى وسيلة مهمة لانعاش السياحة. كما أنها لاتؤثرعلى حركة الانتاج كما يزعم البعض ، وضرب مثالابالشعوب التى تكثرأعيادها ومع ذلك فإنّ الناتج القومى لديهم يفوق كثيرًا الدول الفقيرة فى مظاهرالبهجة. وعلى سبيل المثال فإنّ الشعب الإسبانى يحتفل فى مهرجانات شعبية طوال العام ، ومن أشهرالاحتفالات لديه مهرجان الطماطم (طوماتينا) والذى يستمرلمدة ساعتيْن كل عام من 11- 1ظهرًا . وفى عام 2009 حضره 4مليون سائح وحقق دخلا لإسبانيا 8,5 بليون يورو، أى أكثرمن ضعف العائد السنوى لسنة كاملة عن نفس العام لدخل قناة السويس والتى لم تتجاوز4،37 بليون دولار. فهل يتحمّس المسئولون لهذه الأفكار؟ وهل تستجيب لها الثقافة السائدة ؟ فتكون الدافع لزيادة الدخل القومى ، والرافعة التى تحمى ثقافتنا القومية وتـُعمّق الانتماء لحضارة جدودنا ، فى جديلة واحدة ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة واليسار المصرى
- مجابهة الأصولية الإسلامية
- التقويم المصرى
- الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ
- السوداء والمشمية - قصة للأطفال
- الشخصية اليهودية والروح العدوانية
- ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
- الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى
- درس من خبرة الحركة الوطنية
- صياغة التعصب الدينى بالإبداع
- دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
- شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب
- السفر الأخير - قصة قصيرة
- مجابهة التخلف الحضارى
- الإبداع بين الدراما والسياسة
- أوديسا التعددية الثقافية
- مباراة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والدكتاتورية
- دستور سنة 23 وموقف الليبراليين المصريين
- قصة (بعد صلاة الجمعة) والفكر الأصولى
- إبراهيم أصلان والكتابة بلغة فن الهمس


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل