أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة: أنف التفاحة














المزيد.....

قصة قصيرة: أنف التفاحة


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


- أبي يعرف كل شىء، انه يحفظ كل الكتب، سيعلمني كيف أرسم هذه الخريطة؟
يحمل كتابه صوب قلبه ويقفز كالأرنب الصغير..

- ، تبا لدرس الجغرافيا كم هو صعب، يمسك المدرس مسطرة كبيرة فأخاف منه، أبي لا يفعل هذا دائما يسهل علي الصعب، مسكين صديقي محمد لا أب له ُيدَرسهُ، لكن عندما أتعلم سأساعده..


التفاحة الحمراء على حافة المنضدة ، نجوم البدلة العتيقة المعلقة خلف الباب تختنق من الغبار، تقابلها على الحائط لوحة معلقة، داخلها خطوط كثيرة وأسماء مدن، مأطرة بايطارخشبي عريض، مروان يجلس على الأريكة المقابلة للمنضدة، يقرأ جريدة ..


: بابا بابا ارجوك ساعدني لا أستطيع رسم هذه الخريطة انها غير واضحة؟

يضع مروان جريدته جانيا و يربت على كتف ولده الصغير: دعني أرى..

يشد الكتاب المدرسي اليه ، يفتح عينيه على وسعهما يرفع حاجبيه ، يمد يده الى العدسة المكبرة القريبة منه ، يضعها فوق الخطوط والمنحنيات والتعرجات ، يحركها يمينا شمالا، ينقب كباحث أثار، الرؤيا لا تتضح، يغمض عينيه ويفتحهما، يعيد الكرة، يأخذ نفسا عميقا،.يلتفت الى اللوحة المعلقة على الجدار، يعود الى الكتاب، ويكرر اغماض وفتح عينيه أكثر من مرة ..بين لوحة الجدار والكتاب المدرسي فارق هوالخشب !!..

- بابا ..بابا.. كيف ارسمها لماذا أنت صامت؟

دوي .. وصفارات ....هياكل حديدية محترقة.. مصطفي احمد علي غسان زكريا يونس ووووو يقطعون الغياب، تختلط أسماؤهم ،يضرب بعضها بعضا..أيهما الأول ؟
غزت المدينة الصناديق الخشبية..
الخشب البخس .. وانتشر الورد السوداء ...
ازيز الذباب عاد ليضج بالغرفة .... .تتلألأ عين مروان

يكتم مروان صرخة كبرياء ، بصوت يمتوج :
- نعم يا ولدي ارسمها كما هي بالكتاب هكذا .. ويحرك القلم، على ورقة بيضاء، تأبى أن تطاوع فيها الخطوط ، يسقط القلم.....

المعظم المبجل أقبل ، أحسِنوا الاستقبال بما َيليق به ، استقر بمنتصف الدار ..هيا أفرغوا الصالة من الاثاث .. القهوة المرة .. دخان سجائر ..
ويواصل الغراب نعيقه..

- بابا سأعود اليك لا حقا صديقي محمد يناديني في الحديقة

النخلات بلا سعف ..، جثث واقفة مقطوعة الرأس، الازيز يتواصل ..
فجأة ينتفض مروان، كعصفور بلله المطر، يتوجه نحو لوحة الجدار، يرفعها بيديه ، يرميها ارضا ، ينتشر الزجاج في المكان، الان سيصرخ يقهقهة ساخرة :
أين الأنف المثلث في الخارطة ؟

تسقط التفاحة من على المنضدة ..

- وأنت ايتها الملعونة سر كل سقوط ؟ .. ما معني الوجه اذا سقط الأنف!

يتحرك بالغرفة جيئة وذهابا، يضرب الراح بالراح،..يعود الى الأريكة يشعل سيجارته ينفخ هواءها بالريح ، يتشكل من دخانه مثلث واضح المعالم ، يعلو يصعد يغير شكله الهندسي الى دوائر ثم خطوط متعرجة حتى يهبط و يتلاشى ، تتوالى المثلثات دون أن تثبت على شكل ..
سقط المثلث
لم يثبت مثلث الدخان
والسيجارة احترقت ..
..
تتلألأ التفاحة بقطرات على وجنتيها الحمراء، قطرات شفافة خرجت من نبض قلبها نحو السطح ، يتفتق جانبي التفاحة ، تبرز قدمان صغيرتان أشبه بقدم طفل حديث الولادة ..تبدأ بمحاولة التوازن تترنح قليلا ، ثم تعتدل ، وأخير تتحرك ببطىء خجول..

تخطو خطوة بعد خطوة ..حتى تصل الى قدمي مروان، تتشبث تلك الأقدام الصغيره بقدمه اليمين، وتقف ، تسقط قطراتها على قدمه.... قالت له هامسة : أنت الذي تعيد زراعتي دائما لم تعاتبني ؟ ! فأنا منذ فجر الوجود مهمتي أن أكون تفاحة !

تدخل ثمانية صناديق خشبية في أن واحد الى الشارع،..بعدها بقليل تتوالى صناديق وصناديق الى الشارع المقابل ..

ينحني مروان يلتقط التفاحة بين يديه: نعم. وأنا دائما دوري أن أتناولك بنهم ؟!

تعصف بروح سائق الدبابة عواصف قادمة من الصحراء ..

يقضم التفاحة، .. ينظر الى البعيد.. ويدير راسه الى الخلف ..يتوقف عن القضم ثم ينظر الى التفاحة النصف مأكولة يتفاجأ بالانف المثلث الظاهر عليها !
التهم المثلث
عاد المثلث
وقضم مروان الانف المثلث !

- بابا عدت اليك علمني رسم الخارطة!



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : الجذور
- قصة ساخرة : انقلاب في منزل السيد شهلوب الفتاح عضو القبة الذه ...
- قصة قصيرة-: اجمل الحقائب
- قصة قصيرة : مالك الحزين
- قصة قصيرة مزار الذاكرة
- قصة قصيرة : خمر أم جبن؟
- الدكتور العلوان شهيد لا عزاء فيه حتى تتحقق العدالة
- وصايا ام لطفتها حديثة الولادة
- قصة قصيرة : ظلال الغبار
- عبر الهاتف
- الي رجل عبر القارات
- قصة قصيرة عابرة سبيل
- قصة قصيرة : ساحة ابو الريش
- قصة ساخرة : ساحة ابو الريش
- عقلي يتمدد
- قصة قصيرة : خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: اسمعني لا جدوى
- قصة قصيرة: لعنة متوارثة
- قصة قصيرة جدا : رصاصة لم تصيب


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة: أنف التفاحة