أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هيثم الحلي الحسيني - الدور التأريخي والحضاري لليسار العربي في البناء السياسي المعاصر, العراق نموذجاً















المزيد.....

الدور التأريخي والحضاري لليسار العربي في البناء السياسي المعاصر, العراق نموذجاً


هيثم الحلي الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 20:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن الدعوات التي يطلقها رموز اليسار العربي عموما, وفي العراق خاصة, بمقاضاة التيار العروبي وإزاحته أو تهميشه وتخوينه, تتفق مع توجهات حلفاء اليوم, من التنظيمات الدينية, أو تيارات الإسلام السياسي, النافذة والمؤثرة في المشهد السياسي والإجتماعي العربي عموما, وهي متقاطعة افتراضا, مع اليسار الماركسي فكرا ونهجا وعقيدة, بينما قد يكون التيار العروبي, من المكونات العضوية لليسار العربي, وأحد أركانه التأسيسية, لأسباب تأريخية ومجتمعية, متعلقة بالمشهد العربي.
وربما يعزى ذلك التحالف غير المنسجم, الى أسباب ترتبط بالمصالح السياسية وحشد التاييد, باستثناء تلك التيارات الدينية الممثلة للطبقة الكادحة, إن صحت التسمية, ذات القاعدة الشعبية الواسعة, في المشهد السياسي الاجتماعي في العراق, التي يلاحظ بتقدير كبير, انها تنأى بنفسها عن تلك التوجهات, التي تحاول النيل من رمزية الهوية العربية, بصفتها ضرورة ملحة, وليست ترفا فكريا, أو نزوعا عرقيا, وذلك مطلب بحثي ملح, لدراسة مقدمات هذه المواقف ونتائجها.
وان الحقيقة المهمة التي لابد من اثارتها, هو ان المسؤولية الكبرى اليوم في العراق, وربما في عموم الساحة السياسية, في الوطن العربي, تقع على عاتق اليسار بالذات, ليس من المنطلق الذي يذهب اليه الاستاذ المفكر اليساري, عزيز سباهي, بان الازمة العراقية تحتاج الى استحضار الأداة الماركسية, للمنهج التحليلي, في قراءة ملامحها, بل القضية ترتبط بالموقف والميزة, التي يتمتع بهما اليسار والشيوعيون في مقدمتهم, أو السياسييون المنحدرون عن الأصول الشيوعية, في التصدي للمد الرجعي, الذي تقوده النخب القيادية في المحافظات خاصة, ثم في المركز, والذي ينذر بنكسة كبيرة, للوعي العراقي وللثقافة العراقية, ولعموم الابداع العراقي, فضلا عن النكسة والتراجع الفكري والمعرفي والحضاري, التي تلوح في الأفق, إن لا تكن قد باتت في صلب الواقع المرير.
ولبيان مسوغات هذه المسؤولية التأريخية, نزعم أن قيادة اليسار, وبسبب قربها من النخب القيادية, وإنخراطها معها في العمل المعارض السابق, ثم شراكتها لها في العملية السياسية المعاصرة, هي في موقع مناسب تماما, فضلا ان المنتمين لهذا اليسار, في النسيج السياسي العراقي, كأنهم يحملون "صكوك البراءة" أو "شهادات الكفاءة", التي تمكنهم من رفع أصواتهم, بخلاف غيرهم, ممن تكون التهم جاهزة عليهم, بصلاتهم بالنظام السابق, وان كانوا في قلب الحكومة المعاصرة, أو في مادة جهازها القيادي الأمني, وفي إدارة الإستراتيجية الوطنية الدفاعية العليا, مما يمنعهم من التأثير الإيجابي, لصالح الفعل الحضاري والثقافي والمعرفي, أو حتى السياسي والمجتمعي, حيث أن الأبواب مشرعة بوجوههم, لمغادرة أدنى موقع يشغلونه, أو بوصف الخيانة العظمى, بكلمة أو تهمة جاهزة, بوصفهم يمثلون بقايا النظام السابق, أو من فلوله, بحسب الساحة المصرية, برغم الخلاف الكبير, بين أن تكون جزءا من النظام, أو عاملا في الدولة, التي هي سبقت النظام بعشرات السنين, لتعطييها من خبراتك ومؤهلاتك.
ومن هنا تتاتى المسؤولية التاريخية, التي على اليسار حملها بأمانه, برغم ان السجل التاريخي, للمواقف المسبقة لهذا التيار, لا يشجع وللأسف, على التفاؤل في القدرة على انجاز هذه المهمة الوطنية.
ومع ان عميد اليسار العراقي وشيخه, الاستاذ عزيز الحاج, قد اطلق قلمه في هذا الجانب, لكنه اليوم خارج المسؤولية, أما الذين بداخلها, ممن يتولون قيادة العمل السياسي, والمواقع المتقدمة في الدولة, فكان نقدهم للأزمة النكسة على الثقافة العراقية, بحياء واستحياء, مثلما حصل في أزمة نادي الكتاب والأدباء العراقيين, ونكسة مهرجان بابل الفني, من قبيل تصريح الوزير, والنائب الأسبق, والقيادي اليساري, الأستاذ مفيد الجزائري, الذي يفترض به كأول وزير للثقافة في النظام الجديد, ان يكون راعيها الأمين, إضافة الى مسؤوليته العقائدية, وكذا التنظيمات المحلية في قيادات المحافظات.
وقد تكون تظاهرات شباط من العام المنصرم, والتي أطلق عليها بانتفاضة ساحة التحرير السلمية, تشكل علامة مضيئة, في نضالات اليسار العراقي, ومن يلتف معهم, من دعاة الدولة المدنية, والنظام الديمقراطي الحضاري, "بآلياته وفلسفته معاً", دون إنتقائية مصلحية ومنفعية, فهي بحق قد دقت مسمارا ماسيّاً, في مسيرة العمل السياسي العراقي, كان اليساريون العراقيون, فرسانه دون خلاف أو مواربة, فكانت من مصاديق ما ذهبت اليه هذه الورقة, عندما حاولت النخبة النافذة في الحكومة العراقية, إضفاء طابع الخيانة والإنتماء للنظام السابق, على الناشطين في الإنتفاضة السلمية, فكان الرد مدويا, من رجالاتها, بعد التعريف بعناوينهم, وهم رموز اليسار العراقي, والتيارت الليبرالية والعلمانية, الذين لا حاجة للتعريف بهم, كونهم معرفين عقائديا وتنظيميا, ومعهم حلفاءهم الطبيعيون, في الإسلام "اليساري", أو المدني العلماني, المتمثل بالشخصية القائدة فيه, الأستاذ المفكر, ضياء الشكرجي, أو نموذج السياسي الإسلامي المعتدل, السيد جمال الدين.
إن هذه الأسماء الكبيرة, من فرسان العمل السياسي والفكري والمجتمعي, بعد أن إنظم اليهم تيار الإسلام المعتدل, المتمثل بالقيادي المفكر, السيد محمد جعفر الصدر, قد جعلت النخبة السياسية الحاكمة والنافذة, في مأزق ملحوظ, لكونها فقدت سلاح التسقيط الجاهز, أمام هذه المكونات, التي لا يمكن أن يكونوا محل تشكيك, من أي مغرض.
وهذا ما يشكّله اليسار العراقي, في هذه المرحلة التأريخية, من مهمة وطنية عليا, ليس لغيره أن ينهض بها, فضلا عن إن هذا هو الموقع الطبيعي, لقادة العمل اليساري العروبي التقليدي, من طبقة الأستاذ عبد الإله النصراوي, في الحركة الإشتراكية العربية, والأستاذ مالك دوهان الحسن, في تنظيمات اليسار الديمقراطي العروبي الأخرى, وسواهم .
وعليه فإن هذه المسؤولية أيضا, تضع اليسار العراقي, أمام إمتحان وإختبار تأريخي, من خلال قراراته المرتقبة والجريئة, في التواجد في القائمة الصحيحة, في إستحقاقات الإنتخابات القادمة, سواء بمستوى مجالس النواحي والأقضية والمحافظات, أو بمستوى القبة النيابية العراقية, فذلك قرار كبير, نخشى فيه السقوط في شباك الحل السهل, وبذلك تكون النتائج وخيمة وصعبة المعالجة.
فإن كان ولا بد, من التواجد في قوائم كبيرة, وفق ما تقتضيه الحاجة المنسجمة, مع القانون الإنتخابي النافذ, وضرورة قراءته بعقل منفتح, والإستجابة لمقتضياته, والإنسجام مع آلياته, فعليه أن يتواجد هذا التيار, حيث يكون مؤثرا وقائدا, وله في تجارب سابقة, فرص سانحة للنجاحات, هو أعرف بنتائجها, وما تمخض عن قصور الرؤية, في تشخيص الصالح الوطني, ليكون اليسار موجودا ومتحالفا وداعما, حيث يكون المشروع الوطني, ورموزه ودعاته.
كما إن المسؤولية التاريخية, لليسار عموما, والشيوعيين خصوصا, التي لن يغفر التاريخ عن التساهل فيها, ممثلة في التصدي, لمحاولة النيل من الوحدة المجتمعية العراقية, سواء في شمال الوطن أو عاصمته أو وسطه أو جنوبه, فهو يعرف جيدا من المسؤول عن مخطط إفراغ العراق من أقلياته, الذي سيخلق خللا سكانيا "ديموغرافيا" خطيرا, يؤثر في البنية الاجتماعية, والسلوك المجتمعي عموما, حيث يحتمي بهذا التنوع على مر التاريخ, المتحررون والليبراليون العلمانيون, إزاء الاستبداد الديني, فضلا عن مخاطر هذا الفراغ, على الذائقة الثقافية العربية العراقية, فهذه الثقافات روافد رئيسة لها.
كما ويشكل هذا المنحى, معلما للتصدي للطائفية السياسية والمجتمعية, وتداعيات المحاصصات البغيضة فيها, حيث أن اليسار بتنوعاته وتوجهاته, الوطنية والعقائدية, لا يقبل زيجة, مع تلك الرؤى والأفكار, فهو أمل لوحدة العراق السياسية, ولتكوين قائمة إنتخابية عراقية, لا لون فيها, غير لون العراق الواحد, والذي تكون الكفاءة والخبرة والنزاهة, هي الرهان الوحيد, للسبق في أية مواقع, في الدولة العراقية.



#هيثم_الحلي_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية العربية بين الترف وجدلية الضرورة


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هيثم الحلي الحسيني - الدور التأريخي والحضاري لليسار العربي في البناء السياسي المعاصر, العراق نموذجاً