أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسب الله يحيى - ايهما أهم ...الوطن ام السلطة؟















المزيد.....

ايهما أهم ...الوطن ام السلطة؟


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 14:55
المحور: كتابات ساخرة
    



لايميز ولا يفصل ولا يتنبه عدد كبير من القائمين على (العملية السياسية) الراهنة في العراق .. الى ان الدستور بما يحمله من تنظيم السلطات وتحديد الحريات والحقوق والواجبات ، يختلف تماماً ، ويتقاطع كلياً مع خطاب التعصب وثقافة الاتباع واستئصال المختلف..
كذلك .. لايميزون بين مواجهة الارهاب ، وبين احترام حقوق الانسان .
ادارة الدولة ـ اية دولة ـ لايمكن ان تقوم على الخلط والتناقض والفوضى وافتعال الازمات وترحيل المشكلات ورمي الكرة الى الجهة الثانية .
السياسة.. لعبة شطرنج ، لاينجح فيها الا اللاعب النابه ، الذي يعرف كيف يحرك البيادق بوعي ومهارة ، وكيف يفكر خصمه ، وماذا سيفعل امام الخطوة التي يعتمدها..
قد يتنازل عن القليل ، من اجل ان يربح الكثير لاحقاً .. انه لا يعتمد خطة فورية لتحقيق الفوز .. ذلك انه يدرك ، بان ما يؤخذ على عجل ، قد يدفع ثمنه غالياً ، وقد يحيل هذا الاجراء المتعجل صاحبه الى جثة .. سرعان ما تتحلل حال مواجهتها الظروف المناخية والمكانية المحيطة بها .
الساسة العظماء ، يتعلمون الحكمة ممن سبقهم والشعوب تستيقظ على الام سواها.
في جنوب افريقيا تمكنت عقلية نيلسون مانديلا المجتهدة ، كيف تعالج الارث السياسي الصعب الذي ورثته.
كانت لجنة (الحقيقة والمصالحة) تتجه نحو المعايشة بما يخدم المجتمع كلاً لا جزءاً وبما يبني البلاد ، لا بما يعزز مصلحة جماعة او فئة او حزب .. فبناء الوطن أهم من كل مكون..
ارث ستالين الدموي .. تجاوزه الروس ، وارث هتلر تخطاه الالمان ، وارث موسوليني ، اسدل الايطاليون الستار عليه ، وارث الطاغية بول بوت تخلص منه الكمبوديون، وارث فرانكو شاخ في ذاكرة الشعب الاسباني.
والكورد في العراق، تعاملوا مع ارث الماضي الدامي ، والخيانات الموجعة .. بطرق ذكية مرنة ، تمكنوا من خلالها .. التوجه نحو بناء كوردستان.
السياسيون العراقيون الذين يحكمون البلاد والعباد ، يحكمون بعقل السياسي المغفل ، او السياسي الذي يعطل عقله اصلا ، او السياسي الذي جاء بذاكرة الدين او العشيرة او الحزب او المناطقية وفي احسن الاحوال .. جاء السياسيون الذين يقبضون على السلطة بثبوب الماضي الذي يراد تعويضه بالمال والجاه من هنا نشأ الفساد وعمت الفوضى وصار الامساك بالسلطة يعني كل شيء .. ولا شيء سواه.
عقدة الماضي هذه تقوم على محورين..
الاول : التخلص من الماضي كله : بشراً وقوانين ودولة..
الثاني: اشغال الفراغ من قبل شخصيات تعذبت و جاعت وتغربت وسجنت واعدم الكثير ممن ينتمون اليها..
لكن .. العيش بعقدة الماضي ، والتعويض عن ظلمه وظلامه ، لايمكن ان يبني بلداً ويحتضن وطناً ويشبع شعباً جائعاً.
النجاح المطرد ، تنعشه حياة آمنة مستقرة .. والراعي النابه / من يملك القدرة على الجمع بين الحمل والذئب على عشب واحد ... له عين تحمي وتذود عن الحمل الطيب ، وعين ثانية تسهر على حركة الذئب والى اين تتجه ..
استئصال الذئب ,, لايحل مشكلة ، ولايخلص عقدة مستعصية ..
فقد تنشأ ذئاب من اصناف اخر.
الذئاب يمكن ترويضها .. والذئاب يمكن الاستفادة من قوتها ، والذئاب عنصر شر وجد منذ الخليقة الاولى.
في العين ذاتها .. تقول ارادة العقلاء ان من نعده حملاً قد يكون اكثر شراً من الذئب ، فقد يلحق الضر بنا غفلة وجهلاً او غنيمة تغتنم الزمان والمكان .. حتى تعمل على تحقيق شرور لا يقل خطرها عن رهبة الذئاب ..
وفي الصورة القريبة التي نباهي انفسنا بها .. فلاح ، يعرف كيف يفصل الحنطة عن الزؤان ، والاشواك عن السنابل والازهار وكيف يحول شجرة برتقال تعاني من العقم الى شجرة منتجة يكفي انتاجها .. زراعها ويزيد.
اذا كان الراعي يدرك والفلاح يدرك كذلك فلماذا لا يدرك سياسيونا عواقب الامور؟
نعم نحن بلد حباه الله بثروة نفطية طائلة .. لكننا لا نملك صناعة نفطية ولااستراتيجية تنموية ولا شركة نفط وطنية ولا رقابة حقيقية على ما ينتج من النفط ..
الشركات الاجنبية .. وحدها تعرف الانتاج والاستهلاك والتصدير ..
تعرف هذه الشركات ان انشاء مصاف ومد انابيب جديدة للنفط والغاز ، وايجاد اسواق متعددة والعمل على الاستكشاف والتنقيب يهمنا..
كلها امور .. تلحق الضرر بأرباحها وتمكن العراق من الاعتماد على نفسه في تشغيل الطاقة الكهربائية ، وتأسيس المصانع وتطوير الزراعة وانعاش البلاد من جميع النواحي..
هذه الشركات الاجنبية استعمار اقتصادي قد لايعرف تأثيره السياسيون المتسلطون وعلى الارجح ... يعرفونه ويتغافلون عنه .. لانه يسد نهمهم من الارباح ويعوضهم عن فقر وعذاب وحرمان الماضي.
فكيف تستقيم الاحوال وتعمر البلاد ويستقل الوطن ويترفه الشعب ؟
الجسد العراقي به حاجة ماسة الى الترميم وهذا لايتم الا بقوانين تعدل بين الناس لا ان تستأصل المختلف ويطرد من جنان البلاد من به صحوة ضمير ونبت خير ، وكفاءة عالم مجرب .
العراقيون لا يمكن صهرهم في بوتقة واحدة ، والسياسة الوطنية العادلة،
هي التي لها القدرة على رسم مستقبل البلاد .. من خلال برامج واستراتيجيات فاعلة ومنتجة .. تنفذها كفاءات علمية ومعرفية نزيهة .. لا من خلال خلق ازمات وترحيل مشكلات وصناعة وعود وهمية وتسويق معضلات الامن والاقتصاد وسوء الخدمات .. الى الخارج والعيش في اوهام اعداء مزمنين يقترن وجودهم بـ (النظام السابق والقاعدة) .
العراقيون .. لم تعد بهم ثقة بوعود زائفة وازمات مختلفة ومؤتمرات ومهرجانات وملتقيات عربية واقليمية ودولية ملونة..
كل الالوان لم تعد تغري احداً ، ولم يعد يصدقها احد لان لا احد من السياسيين المترفين في الحكومة والبرلمان .. من به عافية وصحوة من تبرئة نفسه عن اخطاء مثقلة ولا مكاسب وفرة انتجتها ظروف طارئة ، ذلك ان الامساك بالسلطة شكل الاساس والخطوة الاهم لتحقيق الامال والطموحات الشخصية التي اصبحت ضماناً للغنى غير القانوني ، والسلطة التي لا يحميها جهلها ولا يسترها بيرقها ومظهرها الكاذب.
من هنا نتبين حقائق جوهرية تتعلق بمسألتين :
الاولى : ان العراق سيظل يعاني من حياة غير مأمونة ، وقلق على بلد مثقل بالمشكلات ومستقبل منطفىء.
الثانية : ستظل الفئة الحاكمة ، تعتمد على سياسة العيش أمد اطول في ظل الازمات التي تبتكرها الى جانب اعدادها لانتخابات تعزز رغبتها الملحة في الامساك بمقاليد الحكم .. مثلما ستتحول هذه الانتخابات الى مايشبه العهد السابق الذي يقوم على الولاء لشخص واحد وحزب واحد .. وكل خروج عن هذين الهدفين سيكون معادياً ولا بد من استئصاله !
هذا هو الواقع الراهن والمستقبل القريب الذي سيواجه هذا العراق المبتلى باردية الدين والمذهب والشخصنة والحزب الاحادي والعشيرة الفلانية.
واذا ما بقيت الامور على ما هي عليه اليوم ؟ فاننا سنشهد زماناً مزمناً بالكوارث والمحن ، زمناً يستأصل فيه كل ذائد عن حق وكل سائر في عدل وكل مخلص كفء وكل تقي صادق وكل نزيه نقي..
لا مكان للون الآخر والطعم الآخر والرأي الآخر والطيف الآخر ..
لا آخر لآخر .. لان الآخر عدو لدود وارهابي مدان ،خاصة ان سجون السلطة اوسع بكثيرمما تعلن عنه وتباهي نفسها ببناء سجون جديدة واسلحة تعمد للكشف عن كل معارض!
هل هذا شؤم كلمات او انه استشراف لزمن مجهول قادم بات معلوماً ومسكوناً بالرهبة وموجهاً لقوم يعقلون ؟
كلمات الحق .. لا تتشاءم ولا تتثاءب ولا تسكت كذلك ، وانما هي جسد يقظ وعقل صاح ورؤية ترى ابعد مما يراه كثرة من الطيبين ولا نقول من المغفلين ومن المؤسف جداً ان يكون من طبع الطيب غفلة غفلة تقود اصحابها الى حيث لا نريد ابداً..



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توبة طائر نقار الخشب/ قراءة في كتاب : - الحكمة الكردية - للد ...
- العملة ..مع من تتعامل ؟
- مقترح مشروع خطة إنقاذ وطني لوزارة الثقافة العراقية
- المتقاعدون .. سينما ومسرح!
- متى يتعلم الطغاة من حكمة الشعوب ؟
- لم يعد السكوت ممكناً
- البطاقة التموينية ..تستغيث !
- ريتشارد الثالث : جدارية صلاح القصب الاخيرة
- اديب القليه جي ذاكرة 97 عاماً من المسرح العراقي
- مفاتيح جديدة امام وزارة الثقافة
- سامي شورش .. سامياً
- الأيفادات المفتوحة
- في بغداد .. وزارة الثقافة للأستيراد والتصدير تقيم : لأول مرة ...
- مؤتمر الطفولة الدولي.. طعنات لاطفالنا!
- في بغداد .. خمس مهرجانات دولية في اسبوعين
- وزارة الثقافة : إنشاء دار لم يسكنها أحد !
- إستقالة
- مهرجان دهوك الثقافي الثالث: ألق كوردي بأفق مفتوح مهرجان دهوك ...
- في الثقافة السياسية العراقية الراهنة: السفينة تغرق.. فمن هو ...
- (الحضارة): فضائية غير حضارية!


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسب الله يحيى - ايهما أهم ...الوطن ام السلطة؟