أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ديما أحمد صالح - دهون العلاقات














المزيد.....

دهون العلاقات


ديما أحمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 13:55
المحور: كتابات ساخرة
    


قفزت قطعة الخبز عبر الجهاز الهضمي.. فإستقبلتها المريء والمعدة بالتهليل والفرحة قائلين : وينك وينك !! والله زمان عنك !
عندها شعرت قطعة الخبز بالسعادة.. ففي السابق، كانت تُستقبل كعابر سبيل، يتقلب بين اللعاب، الحوامض و الأنزيمات حتى يتم قذفه خارج الجسد..
لكن هذه المرة، إختلف الوضع بعد ان غابت لفترة ، لتشعر عند العودة أنها مميزة برؤية الشوق في عيون مستقبليها !!
فهذه أفضل طريقة لحرق الدهون، في أن يتم حرمان الجسم من المواد التي تزيد من وزن الإنسان، ومن ثم وبعد عدة أيام، يتم إعطائه مكافئة من خلال السماح له بأكل بعضاَ من هذه المواد، لتسريع عميلة حرق الدهون حينما يتفاجئ الجسد بمادة غذائية قد حُرم منها لفترة...

وإذا راقبنا تفاصيل العلاقات بين الناس، فإننا نجد أن حرق الدهون صحي جداً لها.. فعلى مستوى بسيط كالعلاقة بين الأصدقاء، يجب أن يتم ممارسة عملية حرق الدهون من فترة لأخرى .. فلا يوجد إنسان يخلو من العيوب، وكلما توطدت العلاقات بين الأصدقاء، كلما إزدادت فرصة تفسخها. خاصة أن طباع البشر مختلفة ولا يمكن معرفتها من لقاء لساعة أو ساعتين أو حتى يوم أو يومين.. كما أنه ومع توطد العلاقات بين الأصدقاء، فإن هذا قد يُدخل حالة من الملل بينهم، فلا مواضيع جديدة ولا مفاجئات!! وبالتالي تزداد عملية البحث عن وسائل التسلية، فيغرقون بالنميمة ومن ثم يصبحون هم أدوات التسلية لبعضهم البعض، فتُصبح العلاقة مريضة وبحاجة للعلاج..
وهذا على مستوى الصداقة، لكن يمكن قياسها على جميع العلاقات المجتمعية، مثل العلاقة بين الزوجين أو العلاقة بين الحبيبين أو العلاقة في العمل .. وحتى العلاقة بين الفنان وجمهوره..
ففي الأخيرة، إذا ظهر الفنان في الكثير من البرامج والمناسبات والإعلانات، عندها سيعلق بعقول الناس، وهذه عملية لحرق الدهون لفترة مؤقتة، ومن ثم يشعر المُشاهد بالملل من رؤية هذا الفنان، ومع الوقت يُصبح مثله مثل متابعة الأخبار المحلية والعالمية، فقد تجلس بنية معرفة ما يدور في العالم، فتجد أن الأحداث تتكرر، ففلسطين تحت الإحتلال ومصر على كف عفريت وسوريا غارقة في المذابح..والعالم يقف مكتوف الأيدي أو يحاول أن يحصل على مكاسب مادية وإستراتجية. عندها ومع الوقت تفقد عملية التركيز فتتعطل حواس السمع والنظر والتفكير كلما شاهدت الأخبار.
لذلك دائماً ما يتم تقديم النصيحة للفنانين، بضرورة التقليل من ظهورهم في الإعلام، وأكبر دليل على ما سبق هو رفض فيروز ومن بعدها عمر دياب، لإجراء مقابلات أو الظهور بكثرة، وهذا ما زاد من شعبيتهما، مع العلم أن البعض سيرفض المقارنة بين فيروز وعمرو دياب.. لكن الفكرة واحدة..

أما على مستوى العلاقة بين الرجل والمرأة، سواء كانوا أزواج أو على علاقة.. فنصيحتي بعدم الإستماع إلى نصائح الأمهات أو الجدات.. فحرق الدهون ضروري جداُ، لكن ليس من باب السير على المثل القائل : التقل صنعة.. فهذه علاقة وليست ساحة حرب..
فقد تجد الكثير من النصائح التي تقول أنه من الضروري على المرأة أن تُحيط الرجل برعايتها، لذلك يجب عليها أن تُحاصره برسائلها وإتصالاتها المتواصلة ليلاً ونهاراً، وأن تظهر له في كل مكان، وألا تعطيه المجال في الاحتكاك بأي فتاة غيرها!!! وكذلك قد تجد نسبة لا بأس بها من الشباب (لكنها أقل من الفتيات)، والذين يطبقون الخطوات السابقة !! لكني أعتقد أن هذه عملية خنق أو إعدام للعلاقة !!
ومن منا، من لم يشعر بالإختناق، من هذه النوعية من الأشخاص! وبالأخص حينما يفقدون عنصر المفاجئة، فتتوقع ما قد يقوم به الطرف الأخر وبكل سهولة..
وهذه المشكلة قد تجدها عن الفتيات أكثر من الشباب، لأن عدد كبير من فتياتنا قد تربى على النظر إلى كل ذكر متحرك على الأرض على أنه مشروع زوج مستقبلي!! لذلك فإن الفتاة لا تعطي لنفسها المساحة لكي تتعرف على هذا الشاب وعلى محاسنه ومساوئة، وهل هو مناسب لها أم لا..
أرى أنه يجب على كل طرف من أطراف العلاقة، ومن أجل الحفاظ عليها، أن يستمر في ممارسة حياته العادية، من رياضة، من ممارسة الهوايات، لقاء الأصدقاء المختلفين، فلا يتخلى عن أي شيء من أجل الطرف الأخر، حتى لا يدخل الملل بينهما وحتى تستمر عملية حرق الدهون بشكل جيد ومفيد..



#ديما_أحمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الصيني والرجل الفامبير
- بنتين من مصر


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ديما أحمد صالح - دهون العلاقات