أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نوري جاسم المياحي - ذكرياتي عن عيد العمال العراقي















المزيد.....

ذكرياتي عن عيد العمال العراقي


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 08:03
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


اليوم وهو الاول من ايار 2012 ...هو عيد العمال العالمي الذي تحتفل فيه الطبقة العاملة بالعالم اجمع بالرقص والغناء او بالتظاهر والاحتجاجات والاجتماعات والدفاع عن حقوق هذه الطبقة الكادحة والتي هي عماد الانتاج في جميع المجتمعات المتقدمة او المتخلفة ...الفقيرة منها والغنية .. وهنا لابد لي ان انضم لى ملايين المهنئين بهذه المناسبة العزيزة على الشعوب والكادحين بالذات واتمنى للطبقة العاملة في كل العالم وخاصة في عراقنا الحبيب ان تنال حقوقها المشروعة في الحرية والكرامة والرفاهية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والتعليم وارعاية الصحية والسكن ...وادعوا الله ان يحنن قلوب المؤمنين من المسلمين من دعاة الفقه والشريعة والدين على هذه الشريحة المظلومة المسحوقة في العراق العظيم ...
في كل عام وفي مثل هذا اليوم ...اجد نفسي متذكرا لمشهد رائع وجميل عشته قبل اكثر من خمسين سنة ...
في عام 1959 صادف حلول واحد ايارمن تلك السنة اول عيد للعمال يحتفل به الشعب العراقي بعد ثورة 14 تموز 1958 التي قادها وفجرها ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم ...وكانت الحركة السياسية انذاك تتمثل باربع احزاب شكلت فيما بينها قبل الثورة ما اطلق عليه انذاك ...الجبهة الوطنية والتي شاركت في الحكم بعد نجاح الثورة .. وهي الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال بزعامة محمد مهدي كبة (من الاحزاب القومية ) والحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي (من الاحزاب اليسارية ) ...
وللامانة التاريخية ...كان الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد الذي يمتلك القدرة التنظيمية على تحريك الجماهير العراقية لتاريخه وتجربته النضالية ومعايشته وقياداته النضال اليومي لطبقة العمال و الفلاحين الفقراء في معاناتهم وماسيهم الحياتية اليومية سواء في المعمل او الحقل او القطاع الخاص (في الشارع او المسطر ) وعلى ارض الواقع وليس من بروجهم الزجاجية والعاجية كما يحدث اليوم ...
اما حزب البعث فكان في طور الانتشار نذاك مستفيدا من الهيجان والاندفاع الجماهيري ومن النهوض القومي العربي الذي فجره وقاده الرئيس الخالد جمال عبد الناصربعد ثورة يوليو المصرية ...اما الحزبان الاخران فهما كانا من الاحزاب الوطنية الكلاسيكية التي تعتمد على رموز زعماءها ومواقفهم في المعارضة النيابية ضمن اللعبة السياسية وتشكيلة النظام الملكي الذي وفر لهم هامش لا باس به من الديمقراطية وحرية الرأي والمعارضة انذاك وفق الاسس الدستورية ..
من هذه المراجعة المبسطة والسريعة جدا لواقع حال الحركة السياسية العراقية بعد ثورة تموز ...نجد ان الحزب الشيوعي الذي كان يعتبر حزب الطبقة العاملة والممثل الشرعي للفقراء والكادحين ..هو اللاعب الوحيد والابرز... فاراد ان يستغل فرصة حلول واحد ايار لاستعراض امكانياته التنظيمية وقوته الجماهيرية ..فاعلن النفير العام في صفوفه وتنظيماته مستغلا ظروف الثورة وسيطرة الكثير من رموزه على مفاصل حيوية في الادارة الحكومية ...والمساحة الواسعة للحرية والتعبير عن الراي ..وتسامح الزعيم عبد الكريم ورغبته في ان يرى الشعب العراقي يتنفس انفاس الحرية التي قاد الثورة من اجلها ...وفي المقابل كانت رغبة جماهير الشعب العراقي لاعلان تاييدها المطلق لقيادة الثورة والتي حاول الغرب الاستعماري بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية في اجهاضها في مهدها ...
وقد نجح الحزب الشيوعي وبشكل منقطع النظير في اقامة الاحتفالات في ذلك اليوم في كافة انحاء العراق وركز جل اهتمامه على احتفالات ومسيرات بغداد الاحتفالية ...حيث توافدت جماهير المواطنين من كل انحاء العراق باحتفالية لامثيل لها ..وكانه (عيد الله واكبر) كما يحلو للعراقيين وصفه ..
لم تكن مدينة بغداد بهذا الاتساع الذي نشاهده اليوم ...ولم يكن عدد سكانها يصل الى سبعة ملايين كما يذاع اليوم ...وكان سكان العراق في تلك السنة لايتجاوز ستة ملايين ...فما بالنا بعدد سكان العاصمة انذاك ؟؟؟
من المعروف انذاك ان شارع الرشيد ( الذي كان يزهوا انذاك بدكاكينه وواجهاته التي تضحك لكل من يمر بها ) ..كان يعتبر الشارع الرئيسي للاحتفالات ... وفعلا كان ذلك اليوم من الايام المعدودة التي طبعت في ذاكرتي ...ويضاف له يوم الاحتفال بتتويج الملك فيصل الثاني على عرش العراق عام 1953وايضا شهد الشارع احتفال مهيب لايمكن ان ينسى ...
ففي واحد ايار من ذلك العام انطلقت حشود الجماهير( لمدة 24 ساعة متواصلة وبدون انقطاع ) سعداء فرحيين والنساء تزغرد والشباب يغنون ويرقصون ...والفرق الموسيقية الشعبية تصدح با احلى الاغاني ... لقد كان يوم عراقي بامتياز ...وقد شارك اخواننا الاكراد وبشكل فاعل ولافت للنظر بازياءهم وملابسهم المتميزة واغانيهم ودبكاتهم وباللغة الكردية ...ولم يغب عن الحضور والمشاركة اي طيف من اطياف العراق القومية ..لقد شارك الجميع وبدون استثناء وبقوة حضور معربين عن اعتزازهم بانتماءاتهم القومية ...متميزين بزيهم وملابسهم الملونة الزاهية ... لقد شارك الجميع وعلى قدم المساواة لافرق بين عربي وكردي او تركماني ...مسيحي او مسلم ...كان يوما مشهودا وخالدا ...في تاريخ العراق ...كم اتمنى ان تعود تلك الروح العراقية المتضامنة الاخوية المتسامحة مع بعضها المحبة لبعضها البعض وما كانت تلك الايام والمتراصة بصف واحد ...تعود اللحمة المتينة بحب العراق ..ورافعين شعار الاخلاص للعراق وشعب العراق فقط ...كم اتألم وانا اشاهد اليوم السيد مسعود البرزاني يهدد بتمزيق هذا الوطن الحبيب بالانفصال ...او يرفض تسليح الجيش العراقي بطائرات اف 16 بذريعة فقدان الثقة بالمقابل ...اهكذا اصبح حال العراق وشعبه بعد ان كنا نتطلع للافضل ؟؟ كم اتألم عندما اشاهد مسؤوليين عراقيين كبار يحرضون دول الجوار تركيا وايران وقطر والسعودية للتدخل في الشأن العراقي ...كم اتالم وانا ارى سلاح الطائفية يستخدم من قبل الاشقاء في الوطن ؟؟؟ كم اتألم وانا اشاهد ثروات وكنوز وطني تنهب وبيد ابناء هذا الوطن بدون وازع من ضمير وجماهير الفقراء والجياع والمحرومين من العمال والفلاحين يعانون ويتألمون ولاتسنح لهم الفرصة للاحتفال بعيد العمال في ساحة التحرير مثلا ...لان حكومة الوحدة الوطنية تخاف الانفلات و من غضبة الجماهير المهمشة والمسحوقة من ان تنتفض وتقلب السحر على الساحر ..
ان الاوان لطبقات الشعب العاملة والكادحة ان تنظم وتوحد صفوفها وتطالب بحقوقها المشروعة ..ولا يفوتني ان الفت الانتباه ان تجارة السوق الحرالمعمول بها بعد الاحتلال والتي فرضها علينا الامريكان ما هي الا ...وسيلة لسلب الاموال ولمحاربة الصناعة الوطنية لانها تفتح الحدود (كما تعلمون وتشاهدون ) امام استيراد بضائع رخيصة لا تستطيع الصناعة الوطنية منافستها ...وكنتيجة لذلك يبقى العامل العراقي بلا عمل ..وبلا معامل اي بلا نقابات او تنظيمات عمالية تدافع عن حقوق العمال ..وهنا لابد لي ان اشير بسرعة الى ان استهاف الطاقة الكهربائية ايضا محسوب لتعطيل الصناعة والمعامل وشل الصناعة والزراعة في العراق ...لانه لايمكن للصناعة ان تنموا وتتطور بدون طاقة كهربائية ...ولكن ماقائدة الكلام ان لم يقرأه احد ...؟؟؟؟
لك الله يا عراق وشعب العراق ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات عراقية مشروعة عبر ضفاف دجلة
- الحقد الامريكي على شعبنا متى سيتوقف ؟؟؟
- المبالغة بالاجراءات الامنية اساءة للحكومة والمواطن
- ربيع الاخوان المسلمين سيصبح كابوس لدول الناتو والامريكان
- مبروك للحزب الشيوعي العراقي
- جياع شعبنا اصحوا على زمانكم
- نحن غرباء في وطننا
- الجريمة البشعة في العراق بلا صدى او رد فعل
- الى متى يستمر الابتزاز السياسي على حساب المواطن؟؟؟
- مصائب قوم عند قوم مصائب
- القمة العربية لاتستحق الاستهانة والمساومة بالدم العراقي
- حقيقة نواب شعبنا المؤلمة
- ابو طبر وظاهرة الايمو
- اهو مؤتمر قمة ام نقمة ولعنة عراقية ؟؟؟
- رجال الدين ومعاناة الشعوب
- مواقف تكشف العورة بلاخجل
- عقلي يكول الي ...الحامل راح تولد
- قصة الطفل والام وحظهما السيء
- متى نتعلم ثقافة الحوار؟؟
- احتفلوا بيوم الكذب العالمي...


المزيد.....




- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نوري جاسم المياحي - ذكرياتي عن عيد العمال العراقي