أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الفلسفة كتوقيع















المزيد.....


الفلسفة كتوقيع


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


-1-
كان المفكرون السابقون عمالقة بحق،أما أنا،وإن كنت مجرد عصفور،
فإني أحط على رأس العملاق وأرى أبعد مما رآه
كارل ياسبرز

هكذا يعلنها الفيلسوف الوجودي كارل يا سبرز(1883-1969)،في آخر نص فلسفي كتبه بتكليف من منظمة اليونسكو...
في مقولة ياسبرز لدينا نسق رباعي:
*مفكرون سابقون عمالقة
*أنا مجرد عصفور وسيكون ألأمر كالتالي
عمالقة ---------- عصفور
*أحط على رأس عملاق
*أرى أبعد مما رآه
أحط------------ أرى
رأس عملاق ---------- رأس عصفور
ان قوة الرؤية مشروطة بتموضع ألإحاطة.
أولا: تحيلني هذه المقولة إلى مقولة قالها نيوتن مفادها انه يقف على أكتاف عمالقة سبقوه لذا يرى أبعد منهم
ثانيا: العصفور يستهلك ميراثه من إنتاج العمالقة لاليكون محض إمتداد لهم..بل ليكون إتجاها مضافا وربما
متقاطعا مع الميراث المعرفي.أي ينتج قطعا إبستمولوجيا..
.لكنه لايمحو حضورهم..وليست العلاقة بين الواحد (العصفور)/ الكثرة (العمالقة )..
..علاقة بسيرورة ميكانيكزم..بل هي سيرورة تجاوز/ مغايرة..
العلاقة بين نيوتن وياسبرز هي إتصالية الفلسفة مع الفيزياء الكلاسيكية ،أليست الفلسفة في نهاية ألأمر هي
المحرك للبحث العلمي ولابد أن يكون (الدقيق )أو (الصحيح) من ألأهمية بحيث يستحق البحث عنه، حسب
كارل ياسبرز،ثمة أهمية لايتيسر إثباتها بطريقة ملزمة ومؤكدة وإنما تأتي من علاقة بالكل وبالوجود وتكوّن العنصر الفلسفي الذي لايستغني عنه أي علم حقيقي..
الفيلسوف العصفور..لايخلو من صقرٍ في روحه ،والعصفور الفيلسوف مدين للصقر بديمومته الحياتية
العصفور ياسبرز،يروي لنا في رائعته (سيرة حياة فلسفية ) معاناته منذ الطفولة من قصور في الشعب
الهوائية، إرتبط بتعقيدات في القلب ،الذي بالكاد سيوصله للعقد الثالث ..
ربما لهذا السبب أخذ يدرّب حياته على الغراب..وهكذا إنغمرت روحه بعافية هديل أخضر..
ومن هذا ألإخضرار ملىء السراج لنا بزيت المعرفة الوهاجة ،وحين تمشى في رواق
زينون ألأيلي ،فالقصد من ذك نقض الموقف الرواقي المتمثل ب اللامبالاة من الموت
من خلال ألإستنكاف العقلي ..ويرى في الموت رغبة في حياة أسمى كما هو في
العشق ،وكقارىء منتج ارى في من يتصدى بروح نضالية للموت ،قد بلغ
أعلى حالات العشق الوطني...

-2-

حتى تكون غير مكتملة،لابد أن تكون مرنة مفتوحة،وكيف تكون ..دون أن تمارس رفضا مزدوجا؟
من خلال رفضها تتعرف الفلسفة على ماهيتها في مرايا الوجود البشري، حين تعي الفلسفة ،انها ليست
كائنا بين قوسي: ألإثبات / النفي..بل هي(فن الحياة السليمة) كما يرى الرواقيون
حين تعي الفلسفة ..إنها علامة إستفهام ، لحظتئذ لاتتوقف عن تكرار إنتاج نفسها بطريقة خلاقّة
وحين نرى نحن في الفلسفة تلك الرؤية النباتية الخصبة..كما رأى الفلاح الذي في الفيلسوف كارل ياسبرز
سننشر رؤيتنا نشر ألأشرعة،الفلسفة هي ألأول وآلآخر،البذرة ألأولى هي الفلسفة والزهرة ألأخيرة للتفكير
العقلي هي الفلسفة، وهي(الشامل) الذي يتبين نفسه بوضوح من خلال تأثيره وفاعليته...
من هنا(تأتي شكوى أرسطو من الطبيعة،موقف لايناسب فيلسوفا/ 74/ جاك شورون/)
المصباح ..موجود ،في حضور الفيلسوف ديوجينس وفي غيابه..مصباح الفلسفة ضرورة ،منبثقة من فكر لايتوقف عن إنتاج إزدواجه القيمي ..: التطفل / الشك.. أما نوم ديوجينس مقرفصا في برميل فهي وجهة
نظر مخرج متمرد ينتمي للمسرح الفقير، نرجو من مدرسة فرويد ، أن لاتعتبر قرفصة ديوجين ،ضربا من حنين العودة لرحم ألأم..
من خلال عملية التكشف المعرفي هذي،ربما يصبح الوعي..
:هو الشرط الضروري..لشجاعة ألإنسان لإلتهام الحياة براحتيه وعينيه..وعيا منه
: (المهم هو ألإحساس بالواقع كله في أعماق الشامل)
.وهكذا تتخلق صيرورة رجحان المعرفة لاالمشاهدة.
هل هنا تكمن إشكالية تناول الوجود معرفيا..؟!
وهنا اختلفنا عن الرائع (باسكال )..الذي يشطب على الجهد الفلسفي قاطبه من خلال إعلانه
(أن الفلسفة ليست جديرة بساعة من الدراسة) ..
-3-
ألإكتمال :خديعة..قفل كبير
ركام أنقاض تتكدس في الدرب..لتحويله نفقا أعورا..
المحذوف في ألإكتمال، هو تسمية ألإجتهاد: تحريفا، وكل تحريف: خيانة..
في الدين يوازيها كل بدعة ضلالة ..وكل ضلالة في النار..
الفلسفات المكتملة: تنز دما في سعيها للقبض على مطلقها ،لتعلقه ختم جزية أموي في أعناقنا كحقيقة مطلقة،إنها لا تقبض على الحقيقة، بل،على مصائر بشرية..
بقدر ماأكون موجودا ممكنا أو بقدر ما أكون مدعوا للوجود: تستملك كينونتي حريتها حين تدركها
كضروة أولى.
وكقارىء منتج أحبو على شاطىء الفلسفة بوصفي وجودا ممكنا أفعّل إتصالية مع وجود آخر ،وبالطريقة هذه
فقط أقوم بمأسسة علاقة وجودية بذاتي ومن خلالها اشيد جسرا معرفيا/ عرفانيا بين ذاتي و المتعالي..
وهنا فأنني لاأجد نفسي في علاقة بالوجود في ذاته ،فالوجود في ذاته : محض آخر لايمكن الوصول إليه
ومن المستحيل إستئصال الماضي كزائدة دودية .. فوجودي لايخلو من ماض كنته أنا نفسي..
وهذا يعني ان اللحظة الماضوية لها قوة الرافعة بالنسبة للمستقبل ..أليس (أمس كان غدا) كما
شخص ذلك روائيا ،القاص والروائي العراقي كاظم ألأحمدي، وهكذا انوجدُ انا الحي لحد لحظة كتابة
هذه ألأحرف مع الراحل/ الحي (كاظم ألأحمدي) من خلال حيوية نص الروائي الذي تتقوت عليه إستجابتي
كقارىء منتج..إن العمق يفعّل إتصالية مع القدرة لدي..:عمق التفكير الفلسفي يشترط علي قدرة إستيعاب
الروح التاريخية الفعالة التي انبثق منها العقل الفلسفي بتنويعاته ومدياته المنفتحة،بالطريقة هذه تتصدى
إستجابتي للمعارف اليقينية وفي الوقت ذاته تحرص على تصعيد إتصاليتها بوجود المتعالي،وهي مستضيئة
بمعرفة ذات سيرورة عالية وانفتاحات متنوعة..معرفة ذات طبقات جيولوجية (تضيء كل أحوال الشامل
وجهاته) لكنها ليست بالمعرفة المطلقة كما ان وضوح الشامل الذي يعد وعيا بالحاضر ألأبدي ماهو إلا وعيا تاريخيا في صورة زمنية – حسب كارل ياسبرز.
-4-
دائما(يسبق الموقف النقدي الذي يتخذه الفيلسوف من سابقيه أومعاصريه ..،الجانب ألأبداعي لديه)*
والمضحك حد ألألم، ان كل فيلسوف،في داخله فرعون يصرخنا، أنا ربكم ألأعلى،فهو لايتوجه للمشكلات
مباشرة ،ليتعايش فيها ومعها، بل ينشغل بإثارة قضايا الفكر والوجود،لحسابه الخاص؟؟ هل يعاني الفيلسوف
من غياب وعي،ولايعود وعيه إلا.. والفلسفة تظهر للوجود ،من تصنيعه..؟ فينشغل الفيلسوف
في بناء صرح أمرد،ولايسكنه ؟!ولايعرف آلآخر كيفية الدخول اليه وهو صرح بلا أبواب؟!
.. إنغلق الفيلسوف على منظوره..وترك لنا درسا أخلاقيا في الكيفية ،..لامنهجا فلسفيا،به نهتدي،
وبحسب الفيلسوف(سورين كيركغارد): (أن فيلسوف المذهب،لهو أشبه برجل إبتنى لنفسه قصرا شامخا
ولكنه ظل يسكن كوخا الى جواره..ان فكر ألإنسان لابد من أن يكون هو المسكن الذي يعيش فيه.) ...
وإذا كان الوجود الذاتي الحميم،يتسم دائما بألأصالة فأنه ،حسب كارل ياسبرز :لايبدأ بداية
مطلقة،لأن هناك سياقات متتابعة على الطريق الذي أدى به إلى الموقف الراهن..
في ثلاثينيات القرن الماضي،والستالينية جيّرت الماركسية بدوكماتزم ،ينز معسكرات إعتقال وحملات تطهيرية
وإتهام المختلف مع قبضتها الشمولية، إتهامه بالتروتسكية، في الثلاثينيات ذاتها إنبثقت مدرسة فرانكفورت،لتعلن عصيانها الفلسفي،بوجه الستالينية،من خلال إشهار بيان ولادة(النظرية النقدية)، وهي ماركسية بدون حتمية
إقتصادية ،فرضها،قائد ثورة أكتوبر(لينين)،وقبل مدرسة فرانكفورت، مع فجر ثورة أكتوبر1917،إختلفت المفكرة المناضلة روزا لوكسمبرغ،في إطروحات عديدة مع لينين،أثبت اللحظة الراهنة ،أن روزا لوكسمبرغ
كانت على حق..
منيت مدرسة فرانكفورت عموما بفشلين محددين - حسب ستريناتي- أولا فشلها في العثور على إثبات
أكيد لنظرياتها،وثانيا اللغة الغامضة والصعبة التي عبرت بها عن آرائها*
ومدرسة فرانكفورت تشترك مع الماركسية بإجراءات تفكيك الواقع بالمنطق العقلي
ثم تتخلى عن الماركسية،عبر إكتفائها بذلك ،وهذا التخلي هو العجز ،حسب المفكر
محمود أمين العالم (تعجز عن أن تخرج بنفسها عن حدود التجريدات المطلقة)*
وإذا كانت هذه الفلسفة النقدية،تعري وحشية الرسملة ،وتقهقهرها من راتوب الليبرالية
الى وحشية الدكتاتورية، فأن منهجها العقلي يكتفي أدواتيا
(أي تتخذه أداة نقدية لذاته )..
-5-
هل الفلسفة..إبنة دهشتنا العذراء؟ حين كان العقل يحبو على شاطىء المعرفة ..؟ هل حبونا المعرفي
هو الذي تسبب في تعقيد الواضح؟. هل التعقيد وصفة لغوية لحماية الفلسفة من التلوث المعرفي؟.أم ان التعقيد سنلامسه ما أن نحك بشرة الوجود..فكيف إذا غصنا،في قرارة الموجة؟
بين مرئية ألإدراك المتحقق أو ...القيام بتقويم حقيقي للإدراك في ماهية ألإنسان،وبين اللامرئي
الذي هو قوة المرئي بين الصوت والمعنى...
قوة الوجود: ميزت ألإنسان بإنسانيته.
وحده ألإنسان: القوة / القدرة..
وحده...: الحضور/ الغياب..
قدرة ألإنسان: تؤهله لمحاورة الوجود وهذا قدر ألإنسان ..لافكاك منه.
أليس ألإنسان وحده أثمن رأسمال في الوجود؟
وحين يصف ألإنسان : الموجود كموجود،فهذا يعني إن ألإنسان ،يمتلك إدراكا للوجود.
الفيلسوف يشغل ألإزدواج القيمي،يرى الوجود: وجودين
الوجود الذاتي الحقيقي ألأصيل.
الوجود العلمي غير ألأصيل
عبر الوجود الذاتي،يكون التحقق / المكابدات/ التجربة الباطنية..وهذا العلو الوجودي
يخطف في حيواتنا كلمح البصر..ويمكن ان نطلق عليه: الوجود/ الرؤيا ومن هذه الومضة الوجودية
تتغذى تأملات الفيلسوف في عروجاتها..هذا الضرب من الوجود لاتفكك شفرته إلا عبر الذوق الصوفي
ألإدراك :يتم عبر مجسات المعرفة، ومن خلالها يتكشف الموجود: معرفيا ..
وألإمتلاك المعرفي للموجود،لايعني (كان موجودا و..ظهر)..بل ينبثق كما في ذاته معرفيا..
وهكذا يقدم الموجود نفسه موضوعا للمعرفة، بعد أن اصبح الموجود
: هو (الموجود- الظاهرة)..
هذه السيرورة المعرفية، لحراك الموجود، تشترط أفق تلق بمديات مرنة..من خلال رؤية مضاعفة
: تجاه .....معنى وجود/ وجود معنى.
هنا نتساءل اين يتموضع المعنى داخل الوجود؟
إذا كان العالم هو مانراه..إذن علينا أن نملىء الرؤية بالمعرفة، حتى نمتلك رؤية معرفية
ومن خلال الملاء ،نقول :رؤيتنا..
أين نقطة البدء؟
لنتوجه من خلالها عبر معرفة تتوازى مع البنية ألأنطولوجيا للموجود.
: تقديم الموجود نفسه موضوعا ،لايتم من خلال جهدنا المعرفي. بل يكون، ذلك من خلال
: قوة المعرفة الدافعة فينا.
إلا..يتم ذلك من خلال التوجه نحو الذات؟ أليس التوجه نحو الذات هو الذي يسهل
لقاؤنا مع الموجود؟
-6-
*توقيع...
الفلسفة ليست المعادل الموضوعي للوجود
ولاغايتها: تصنيع العالم،حسب رؤيتها..
الفلسفة: تحاول ألإصغاء الى صمت ألأشياء
لعلها تحصل على غايتها. وحتى تتوافق الفلسفة مع رؤيتها للحقيقة
عليها أن تفعل إتصالا ،بمحتوى رؤيتنا الذي يدفعنا
الى التفكير.
وفعل التفلسف يتدفق كمياه جوفية ..فالتفلسف من ألأفعال الباطنية ..والفلسفة
لاتعطى، وكل ماتستطيعه هو أن توقظ، وتذكر، وتساعد على الضمان وألإبقاء.
وهناك من ينفي ألإطلاق ..فهو يرى تنويعات الواقع لاتتوقف سيرورتها والناس لاتحد هذه التنويعات بإطر ثابتة الناس ترى الى التنويعات رؤيتها إلى كائنات.. وتشخيصات العلم ليست لها إلزام الكتب السماوية..وهي
لاتغور في تخوم الواقع السحيقة..علما ان مفهوم الواقع تعرض إلى إنزياحات في هندسته وصار يشمل
في لحظته العابر والمتلاشي فليس الواقع هو التحدث بلغة الوقائع بل بلغة ألأسرار الكبرى
وهذا ألأمر مرتهن بإستعمالنا للغة وكيفيات مدياتها المرنة وعلينا ان نبحث عن مدخل إلى لغة الحلم والحكي وألأسطورة..لندرب وعينا على أبجدية(اللغة المنسية).*. ونعود إلى أسلافنا (أخوان الصفا وخلان الوفا) لنتعلم منهم( اللغات السرية في الطبيعة)*.هل بالطريقة هذه نكتشف الواقع في وحدة الشامل؟
في الكينونة؟ أم في الوجود المتعالي؟أم عبر إلأتصال بين ألإنسان والحيوان والنبات
أن انفتاح الفهم على الواقع هو الذي يفضح ألأنحرافات المحتملة في قراءة الواقع ويتجوهر الإنحراف
حين يباهل عنصر من الواقع بأنه التجسيد الحي للكلية والمطلق.. من نرجسية هذه المباهلة تستذأب علينا
ألأنظمة التوتاليتارية..متقنعة بالتشدد ألأصولي ،ملوحة لنا بقيمومتها على المقدس. كما فعل ( الملياني ) في رواية (المخطوطة الشرقية) للروائي واسيني ألأعرج حيث يتوسل ألأسلمة بتشيد الجوامع وتمتلىء المكتبات بكتب علماء بيشاور وفتاوى طالبان وتختفي مؤلفات طه حسين وحسين مروة وكتب ألأشتراكية ومؤلفات أدونيس وطوق الحمامة والف ليلة وليلة و(الملياني ) يحكم من خلال ديوان الجملكية( حكم جمهوري / ملكي) أو بصعود العسكرتارية بكل جهلها القبيح ..
ولن ينكشف لنا الوجود بأعماقه إلا....
حين يتجه الشامل فينا نحو الشامل في التاريخ..وهكذا تتفعل إتصالية بين قطبي الذات/ الموضوع.
العقل/ الفكر
هل ثمة إتصالية إبستمية،بين العقل / الفكر؟
تشتغل أوليات العقل على التقعيد لإنتاج : عقيدة مؤدلجة./ ينفتح الفكر بمرونة مطاطية لمناقشة حتى العقيدة
التي يحملها،في مجلد يربو على 1500 صفحة (ألأيدلوجيا ألألمانية) كارل ماركس،حمله لي بحميمية ،عالية الهمة الصديق القاص قصي الخفاجي،في منتصف..
تسعينات القرن الماضي.. ماتزال تستوقفني جملة ماركس (كم ضيقة أنتِ ايتها ألأيدلوجيا)..
لأن منتجها ماركس لاغيره ..
ماركس الذي يعتبر عقل البروليتاريا، يكون هنا أثنين : ماركس العقل/ والمفكر ماركس..الذي جاء
لاليضيف تفسيرا فلسفيا للعالم،بل ليغير في سيرورة التأريخ من خلال القطع ألإبستمولوجي..
ماركس ألأيدلوجي نفسه،يرى ألأيدلوجيا ورم دوكماتيزم، لأن ألأيدلوجيا تنظير والنظرية رمادية اللون
وشجرة الحياة وحدها الخضراء، كما يقول غوته على لسان فاوست، وسيقّوس (لينين)هذه الوحدة السردية الصغرى المقبوسة من مسرحية(فاوست) لغوتة،ويستشهد فيها على بطلان النظريات أمام سيرورة الحياة..
الفلسفة تنقض أجوبتها..تحذف المنولوغ،تشيد ديالوجها ،لتسأل سواها عن نفسها، و الفلسفة في مابعد الحداثة إنتقلت من حب الحكمة،من فاعليتها في إنتاج يوتوبيا البحث عن الحقيقة، وإكتفت بتموضعها ضمن حيز أدوات
بحث لإبداع المفاهيم ، ندوّرها في اقفال اجواء الحقيقة...علما ان مفردها (مفهوم) تشتغل خارج
سكون المعجم، داخل قوة الإنخراط،المفهوم هنا متشخصن، يحفر الحدث،ليعتلي راتوبا في اعلى حادثاته، وهكذا
تكون كينونة المفهوم عبر مأسستها لتكوين سواها ،وإذا كانت الفلسفة مرآة فأصدق ما في هذه المرآة أنني
حين أراني فيها،سأتعرف على أناي اللامفكر فيها من خلالي أو اناي التي لم أقصدها...
هل الفلسفة مرآة ألإختلاف؟ ام هي تجسير للمفهمة بين الفهم واللافهم،حيث يدخل الزمانُ ،المكانَ
ليصيّره مختلفا،أليس ألإختلاف هو ألأسم الثاني للتغير ..التغير أليس هو الثابت الوحيد في صيرورتنا
المؤدية إلى مستقبل الوجود.هنا في هذي النقطة اللامرئية،تستعيد الذات ذاتويتها وتحديدا من حيز فارغ
ينتظر الملاء.من تقاطع الممكن/ المستحيل حيت تعانق الكينونة الفكر..ربما بالطريقة هذه تكرر الفلسفة
إنتاج مبرراتها المعرفية كعلم..ضد حثالة الثقافة في كل العصور،من وصفهم يعقوب أبن إسحاق الكندي
في رسالته الفلسفية إلى الخليفة المعتصم بالله(ممن تتوج بتيجان الحق من غيرإستحقاق/ص22/ كتاب الكندي إلى المعتصم بالله في الفلسفة ألأولى/ تحقيق موفق الجبر/ دار معد/ دمشق 1997)
هل الفكر..لسان العقل..لسان يكتشف الحياة من خلال متعة التذوق..وإذا كان كذلك على مستوى المجاز
الذي يغيظ الواقع، إذن للفكر رهافة اللسان وحساسيته النحيلة..وصدق اللسان حين التذوق....
وللسان رؤيا العقل،لذا توثقت الصلة بين اللسان وبين الصوفية وتراجع العقل ولاأقول تعطل..
لغز الحياة(Riddle of life) لاينوش مفتاحه العقل ،ربما ألطاف الذوق تتوسله حبوا فالتذوق
سيكون عبر لسان الرؤى(outlooks)من خلال غصون ألإرادة/ العاطفة/ ألإدراك
وهذه الغصون الروحية تتتغذى على جذر ثلاثي يتكون من: الدين/ الفن / الفلسفة، من خلال إتصالية
النسقين البراني/ الغصون ..والجواني/ الجذور..سيتم ألإتصال باللامرئي ،لاعبر المعاينة،بل بعروجات
ذوق كشوفات المقامات، وعبر العقل سنتقن اللغات السرية في الطبيعة وسنفهم لغة النحل،وحين نحاور نحلة
سنعرف اين انواع الزهور كانت ضمن وجبتها الغذائية/ 45/ اللغات السرية..وهكذا سندرك ان خارطة بهائنا
ستبدأ من الليلة السابقة لوجودنا.بسراج زيته هو ميراثنا من إنسوكلوبيديا أخوان الصفا وخلان الوفا.
وصولا إلى نظرية الكمون لدي المعتزلي ابراهيم بن سيار النظّام.



----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*) كارل ياسبرز/ تاريخ الفلسفة بنظرة عالمية/ آخر نص كتبه الفيلسوف كارل ياسبرز./ نقله إلى العربية
وقدم له د.عبد الغفار مكاوي./دار التنوير/ بيروت / 2007./ ص46
(*)د.جمال محمد أحمد حسين/ مارتن هيدجر/ الوجود والموجود/دار التنوير/ ط1/ 2009
*جاك شورون / الموت في الفكر العربي/ ترجمة كامل يوسف حسين / مراجعة وتقديم
د.إمام عبد الفتاح إمام / المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت / ط2/ 2000
*د.صالح ياسر/روزا لوكسمبرغ وإشكاليات التحليل ألإقتصادي للرأسمالية/ دار الرواد المزدهرة/ ط1/ بغداد/ 2009
*رضا الظاهر/روزا لوكسمبرغ النسر المحلق عاليا/ دار الرواد المزدهرة/ ط1/ بغداد/ 2009
*محمود أمين العالم/ ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود/ ص44/ دار آلآداب /بيروت /ط1/ 1972
*اريك فروم/ اللغة المنسية/ ترجمة حسن قبيسي/المركز الثقافي العربي/ ط1/ 1995
*جان – ماري بيليت بالتعاون مع فرانك ستيفان/ اللغات السرية في الطبيعة/ ترجمة فارس غصوب
دار الفارابي/ ط1/ 2003
*واسيني ألأعرج/ المخطوطة الشرقية/ دار المدى / ط1/ 2008
*واسيني ألأعرج/ جملكية آرابيا/ دار الجمل/ بغداد/ ط1/ 2011



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من آيار
- الممارسة ...صفة الفواعل
- ثقافة سطح المكتب
- التضاد / التحقيب
- قراءة في رواية (مخيم المواركة)
- نقد رواية اصابع لوليتا للروائي الجزائري واسيني ألأعرج
- من شعرية الإنشاد ..إلى النقش البصري


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الفلسفة كتوقيع