أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هانى جرجس عياد - أحمد الجيزاوى يفضح حكام هذا الزمان















المزيد.....

أحمد الجيزاوى يفضح حكام هذا الزمان


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 10:55
المحور: حقوق الانسان
    


التظاهر أمام السفارات ليست بدعة اخترعها المصريون بعد الثورة، لكنه حق كانوا محرومين منه، بين حقوقهم التى انتهكها نظام مبارك. كل شعوب العالم تعرف وتمارس حق التظاهر أمام سفارات الدول على أراضيها، رفضا لموقف، أو تأييدا لحادث، أو تضامنا مع شعب الدولة التى يتظاهر الناس أما سفارتها، أو احتجاجا على نظام الحكم فى هذا البلد أو ذاك، والمظاهرات دائما مصحوبة بهتافات معادية أو مؤيدة، حسب طبيعة الموقف.
ما حدث –إذن- أمام السفارة «السعودية» فى القاهرة ليس اختراعا مصريا، وليس لأن المصريين يعتقدون أنهم «محصنون أمام القانون بعد الثورة» كما تنطع السفير «السعودى» فى القاهرة، الذى لا يعرف على الأرجح معنى القانون، وكان حريا به أن يقول لنا ما هى القوانين المطبقة فى دولة «طويل العمر».
نعم نحن المصريين لا نحكم شبه الجزيرة العربية، لكن ما هى الشرعية التى تستند إليها قبيلة آل سعود للتحكم فى الأرض وما عليها، بما فى ذلك المقدسات الإسلامية، وما فى جوف من الأرض من ثروات هى بالقطع ملك الشعب وليست من تركة الحاج سعود الكبير التى تركها لأبنائه يعبثون بها كما يشاءون.
نعم نحن لا نحكم شبه الجزيرة العربية لكن هذا لا يعنى أنه من حق قبيلة آل سعود أن تعتقل أبناءنا كما تشاء وكما يحلو، دون أى مبرر قانونى.
نحن لا نحكم شبه الجزيرة، لذلك ليس ذنبنا أن «السعودية» دولة لا تعرف القانون ولا تعرف حقوق الإنسان (سألنى مذيع إذاعة صوت روسيا، فى حوار تليفونى حول واقعة اعتقال الجيزاوى: ما هو تقييمك لحقوق الإنسان فى «السعودية»؟ فكانت إجابتى إن التقييم يكون لشيء موجود، لكن ماذا لو لم يكن فى «السعودية» شيء اسمه «حقوق الإنسان» من أصله؟) دولة حولتها قبيلة آل سعود إلى دكانة وأطلقت عليها اسمها، فلم يعد أحد يذكر شبه الجزيرة العربية بل «السعودية» (ألم يسعى المخلوع لتحويل مصر إلى دكانة يرثها ابنه من بعده؟)، وليس ذنبنا أن خادم الحرمين جعل من نفسه ظل الله على الأرض، لا يجوز لأحد أن يتناوله بالنقد، بل على الجميع الانحناء وتقبيل الأرض تحت قدميه، ليس ذنب المصريين، كما أنه أيضا ليس ذنب شعب شبه الجزيرة المغلوب على أمره حتى الآن، فإذا كان هناك مئات المصريين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم من العرب يعانون فى سجون آل سعود، فهناك آلاف من أبناء شبه الجزيرة يعانون أيضا فى ذات السجون، وهناك ملايين يعيشون فى سجن كبير اسمه «السعودية»، ومثلما لا يحكم المصريون شبه الجزيرة العربية، فإن قبيلة آل سعود لا تحكم مصر أيضا، وليس من حق كائن من يكون فيها أن يقول لنا متى وكيف وأين نتظاهر، ونحن نعرف جيدا حقوق الدبلوماسيين، فلم يحدث أن خطا متظاهر واحد داخل حرم السفارة.
ظهور حكاية الأقراص المخدرة بحوزة الجيزاوى بعد ثلاثة أيام من القبض علية فى المطار، وقبل حتى أن يتسلم حقائبه، ثم التضارب الواضح بين الراويات، التى قال أصحابها إنها منقولة عن محضر التحقيق، فضلا عن حقيقة أن الجيزاوى لا علاقة له من بعيد أو قريب بالغرز، أدى إلى تفجير حالة من الغضب الشعبى، عبر عن نفسه، مثلما تفعل كل شعوب العالم، فى مظاهرات أحاطت بالسفارة «السعودية» فى القاهرة.
أين هى –إذن- الجريمة التى ارتكبها شعب يمارس حقه القانونى الذى كفلته له كافة مواثيق وحقوق الإنسان التى لا يعرف عنها آل سعود شيئا؟
رد فعل قبيلة آل سعود بإغلاق كل مكاتبهم الدبلوماسية فى مصر واستدعاء السفير وكل الطاقم الدبلوماسى، يعكس عجزا بقدر ما يعكس هلعا.
القدرة والقوة تتمثل فى مواجهة الحقائق، وليس فى الهروب مصحوبا بتلويح –مباشر أو ضمنى- بعقوبات اقتصادية، فليس لدى آل سعود ما يكفى من الشجاعة لتقديم الجيزاوى إلى محاكمة عادلة، وليس لديهم الشجاعة لفتح ملف المعتقلين المصريين فى سجونهم، وماذا عن المعتقلين العرب وأبناء شبه الجزيرة؟، ليس لديهم سوى ثروات شعبهم سلبوها ونهبوها ليعيثوا بها فسادا فى أرجاء الدنيا، ثم يلوحون بما تبقى (وهو كثير جدا) ترهيبا أو ترغيبا.
يعرف آل سعود جيدا أن شعب شبه الجزيرة العربية صابر على ضيم، وان يومهم قادم لا محالة، إن آجلا أو عاجلا، وكل ما يستطيعونه هو تأجيل «يومهم» قدر ما يستطيعون.
المدهش أن حكام مصر من ذوى اللحى وذوى الكابات، والذين ألقت الثورة بالسلطة فى «حجرهم»، على غير انتظار أو توقع، لم يعتادوا أن يعيشوا أحرار كراما، فقد اعتادوا المذلة والمهانة، منذ أيام سيدهم القابع الآن فى استراحة المركز الطبى العالمى يعبث بأنفه، فرغم أن العرب قالت قديما تموت الحرة ولا تأكل بثدييها، إلا أن هؤلاء أحالوا القول العربى الشائع فى ممارستهم العملية «يموت الأذلاء إن لم يأكلوا بأثدائهم».
كان المفروض أن تكون الثورة ليست فقط البوابة التى تعيدنا إلى طريق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن أن تكون أيضا النداهة التى تعيد الطيور المهاجرة إلى وطنها تبنيه وترفع من شأنه وتعيده إلى حيث كان فى زمان سابق، قوة عظمى فى العالم، بعد أن تغلق مرة وإلى الأبد باب هجرة المصرى إلى الخارج بحثا عن لقمة خبز عزت فى وطنه، لكن أصحاب اللحى والكابات وقد انقضوا على الثورة بليل، فأجهضوها وأحبطوها ثم راحوا يتصارعون على اقتسام كعكة السلطة، أبقوا مصر فى موقعها الذى حفره لها المخلوع، فكان من الطبيعى أن يطل علينا جنرالات مبارك ورئيس الوزراء القادم من زمانه ورئيس مجلس الشعب الذى طالما انتخب فتحى سرور رئيسا لمجلس سيد قراره، تطل علينا هذه الجوقة العاجزة الباهتة تعايرنا بأفضال قبيلة آل سعود علينا، من حجم رأس المال «السعودى» المستثمر فى مصر (رغم أنه يجنى أرباحا من عرق المصريين أكثر مما يعود علينا بفائدة)، وكم فرصة عمل سوف تضيع (ولا ذرة حياء تجعلهم يشعرون بمسئوليتهم عن توفير فرص عمل بدلا من التسول من طوال العمر؟)، وكم مصرى فى شبه الجزيرة العربية سوف يخسر عمله (أليس المفروض أن يعود هؤلاء لوطنهم يساهمون فى بنائه، أم أن مشروع نهضة خيرت الشاطر ليس فيه متسع لهم؟)، وكأنه مطلوب منا، وقد رفضنا أن نبقى عبيدا لمبارك، أن نتحول لنصبح عبيدا عند السيد خادم الحرمين، فنرجوه أن أن يتكرم علينا ويعتقلنا جميعا، وليس فقط أحمد الجيزاوى والمئات الذين سبقوه، وتصبح وظيفتنا فى الحياة أن نرسم البسمة على شفتيه حتى يرضى عنا ويفتح أمام الجنرالات وحلفائهم أبواب جنته.
هل ثمة ما هو أكثر عبثية وسخرية من هذه المهزلة؟
لا نريدكم ولا نريد جنة السيد خادم الحرمين، نحن نعرف كيف نبنى جنتنا هنا على الأرض، فى مصر الكنانة، ونعرف أن لنا أشقاء فى شبه الجزيرة العربية يتطلعون إلينا، وإلى يوم انتصارنا، ليكون لهم إلهاما ونبراسا، عندما ينطلق إعصارهم يمسح فى طريقه كل آل سعود الذين أحالوا شبه الجزيرة العربية (أطهر أرض) إلى سوبر ماركت أطلقوا عليه اسم شيخهم فأصبحت «السعودية».
جريرة أحمد الجيزاوى الحقيقية، أنه أخذ على عاتقه مسئولية الدفاع عن «أسرانا» فى سجون قبيلة آل سعود، فشاءت الأقدار أن يصبح الجيزاوى، وهو أسير، كاشفا، بل فاضحا، عورات حكام هذا الزمان من ورثة آل سعود حتى ورثة آل مبارك.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرضاء لله... تاجر يحكم مصر!!
- عن الإخوان والعسكر و«شوية العيال بتوع الثورة»
- «قانون الحرابة»... هروب من أزمات الوطن إلى تقنين «جرائم ضد ا ...
- الدستور ليس برنامجا حزبيا... تلك هى «المعركة»!!
- هوامش على عصر «المشير والمرشد»
- زياد العليمى
- من «البنا- صدقى» إلى «بديع- طنطاوى»... هل من جديد؟
- كاذبون... وبلهاء
- مشاهد فى «مؤامرة على وطن ثائر»
- العسكر ليسوا فاشلين ولا مرتبكين.. إنهم متآمرون
- بيان العسكر رقم 90: «غباء مبارك» سيد الموقف
- إسقاط السلطة لا يكفى.. الشعب يريد إسقاط النظام
- مكانة القوى اليسارية في ثورات الربيع العربي
- رسالة مفتوحة إلى من يهمه الأمر: ليس من اللائق....
- يناير يعود فى نوفمبر
- المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده
- هوامش على دفتر وطن جريح
- قفص مبارك مازال به متسع لآخرين
- دماؤنا ووثائقهم
- تخاريف ما بعد الصيام


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هانى جرجس عياد - أحمد الجيزاوى يفضح حكام هذا الزمان