أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابتسام يوسف الطاهر - لمصلحة من، قتل العراقيين؟















المزيد.....

لمصلحة من، قتل العراقيين؟


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 11:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ عقود والشعب العراقي تنزف دماءه بلا توقف، قبل الاحتلال الامريكي، كان القتل متواصل لكنه خلف اسوار السجون في اقبية لايعرف مداها ولا عددها.. لم يسمع احد صراخ المعذبين (بفتح الذال)، فقد اشاح الجميع من ابناء العروبة وجوههم، عن بكاء الثكالي واليتامي. تشرد الالاف من ابناء العراق وهُجر الالاف وبقي اؤلئك يتحايل البعض منهم كيف يغير الموضوع؟ واغلقوا قلوبهم واذانهم، بالرغم من التحذير ان مايحصل للعراق، سيطالهم او يؤثر عليهم.. لكنهم استعذبوا النوم وهم يتوسدون رزم الدولارات او الدنانير!!

احتلت امريكا العراق او الخليج عام 1991، فما سمعنا غير النفخ ببالون (قوة الجيش العراقي) وقوة القائد المخلوع.. باسلحته التي سترعب الاعداء، فاذا بالاعداء يستخدمون ذلك ذريعة لمسرحيات دفع ثمنها الشعب العراقي ومازال.
حتي حين وقفنا ضد الحروب التي خاضها صدام نيابة عن امريكا، او التي شنتها امريكا ضد العراق.. لم ننل سوي حقد الفريقين، البعض يعتقد ان القائد الطاووس مازال يحتفظ بريشه وسيذود عن البلد الذي ارهقته حروب دمرت البلد وحولته الي احد البلدان الفقيرة، والبعض الاخريعتقد ان الخلاص من ذلك النظام الكابوس لايتم الا علي يد الامريكان، خاصة وابناء العم سام، احبطوا كل المحاولات التي قام بها ابناء العراق ، جيشا وشعبا، للخلاص من النظام .
لم يسمع ولم يرالطرفان حقيقة الارتباط بين كلا الوحشين.. كلاهما لايهمه سوي كم سيقتل من ابناء العراق!
وهذا ماحصل ومايحصل الان.. منذ فتح صدام الابواب مشرعة امام دباباتهم لتدك البلاد، يدعي البعض ان القائد المهزوم كان ذكيا، فقد حول المعركة الي حرب عصابات! بلي حقا انها حرب عصابات، ولكن ضد من؟؟ كم قتلت تلك العصابات من الجنود الامريكان؟ مقابل كم من ابناء العراق؟
يقتل جندي امريكي واحد، مقابل العشرات او المئات من ابناء العراق الابرياء. بل وبالتحديد يتم القتل بشكل خاص لكل من يحاول جاهدا رفع بعض الاذي عن العراقيين، او يحاول ان يخدم اهله واطفاله، وكأنها عملية انتقام متواصلة ضد كل عراقي وقف ضد ظلم صدام، او وقف ضد وحشية امريكا وخططها العدوانية!

الكثير من العراقيين الذين أُجبروا علي الرحيل منذ اواخر السبعينات، قرروا الرجوع للوطن الذي حرموا منه بلا سبب، قرروا ترك فسحة الراحة والحرية والامان في اوربا ، وعادوا للمساهمة ببناء ماهدّمه الامريكان واعوانهم ، من شاكلة الرئيس الكارثة (صدام)..
عاد البعض منهم ليكونوا مع اهلهم بمعاناتهم وهم يواجهون الاعداء في كل ركن من اركان البلد.. كيف استقبلوا؟ الناس هناك فتحوا اذرعتهم وهم يعانقوا ابناءهم الذين حرموا منهم كل تلك السنين، ولكن وسائل الاعلام المستنفعة من مصائب الشعب العراقي والتي لم تنطق بالحق ابدا، جعلت من اؤلئك ، مرة متعاونين مع الاحتلال، ومرة متعالين علي ابناء البلد الذين حولهم الحصار والحروب، والظلم الصدامي الي شعب متخلف، لاعلاقة له بالعالم الخارجي، وبذلك خلقوا حالة من الكره اضافة الي ماخلفه صدام من احقاد وضغينة بين ابناء البلد الواحد.
وهكذا وجد الحاقدين من الذين اعماهم الاعلام المضلل، فرصتهم ، اوالذين خلعوا اسلحتهم بالامس ليلبسوا شعارات مزيفة لمحاربة الاستعمار، ليقتلوا ابناء العراق فقط! ونذكر رسائل صدام، قبل اكتشاف مسرحية اختباءه في الجحر، التي كان يحث بها علي قتل العراقيين (المتعاونين مع الاستعمار) دون ذكر للمستعمرين انفسهم، وقد قلنا بوقت سابق (انه كان اول المتعاونين) ولم يعد ذلك خافيا الا علي قصيري النظر من الباحثين عن بطولات ورقية.

هادي صالح، لم التقيه، ولكن كل من عرفه تحدث عن دماثة خلقه، عن روحه المرحة، عن آلامه وهو ينتظر يوم العودة للوطن، كان واحدا من الناشطين مع الفصائل اليسارية، التي وقفت ضد الحرب ، ضد تدمير العراق، بحجة القضاء علي صدام، كان يؤمن كاغلب السياسيين الذين يعون لعبة امريكا مع صدام، انهم قادرين علي القضاء علي نظام صدام لو تركوا الجيش العراقي يقوم بمهمته، لكن امريكا في كل المرات التي حاولوا بها التخلص من صدام وزمرته، اعانته بالكشف عن هؤلاء لاحباط اي محاولة والسبب معروف، لتنفيذ مخططها باحتلال المنطقة كلها..
كان هادي صالح كعشرات العراقيين ممن اجبروا علي الرحيل والتشرد ، من سوريا الي اليمن، ثم اخيرا الي السويد التي لقي فيها كل الاحترام والاهتمام، خاصة حين عرفوا قدراته بادارة مكائن الطباعة، فكتبت عنه الصحف المحلية هناك، ونظروا لحالته الصحية بتفهم وتقدير فساعدوه للعيش في كرامة مع عائلته، بعد ان عاني وشقي في بلده وفي بلدان العروبة!
لكنه اشاح بوجهه عن كل ذلك وقرر ان يكون مع الاهل، ان يكون حيث يقدر ان يقدم شيئا لاهله واحبته، فاستعاد شبابه وهو يري الحماس لدي الجميع للعمل، لم تخيفهم التهديدات التي تنطلق من كل الاتجاهات، والتي جميعها تصب في سلة امريكا!
فالمجاهدين يحملون شعارات العداء للاستعمار (الامريكي) ولكنهم مازالوا يعتبروا كل من يعادي امريكا، ملحدا، فهو احق بالقتل من العدو الحقيقي. والعناصر التي وثقت بان امريكا تساعدهم، اول تهديد اطلقوه، هو ضد اليسار وباللتحديد ضد الحزب الشيوعي، لانه كان يعترض علي الحرب الامريكية.. ورأينا ماحصل من تدمير وقتل يومي، وامريكا لم تحرك ساكنا لالحماية المؤسسات ولا لحماية البشر، حتي من القياديين، بل وكأن عمليات القتل هذه تخدمها خاصة وهي تستهدف العراقيين سواء من الابرياء الذين لاحول ولاقوة لهم او من الذين يسعون لخدمة الناس الذين اتعبتهم الحروب والحصار.. اذن عمليات القتل تلك، هي استكمال لمهمة الجنود الامريكان لقتل اكبر عدد ممكن، دون حدوث خسائر جسيمة في صفوفهم..
اضافة الي عصابات صدام من المجرمين الذين اُطلق سراحهم علي شرط ان ينتقموا من الشعب العراقي الذي كان ينتظر لحظة الخلاص منه، او من فدائييه الذين لحد الان لم يختطفوا امريكيا واحدا، او يقتلوا من الامريكان مايوازي مايقتلوه يوميا من العراقيين.. فكأنهم بذلك ينفذون المخطط الامريكي، الذي وعد بالحفاظ علي حياة حليف الامس، مقابل ان لايعتدوا علي جنودهم، وما قتل جندي او اثنان فهو للتمويه فقط، حسب مايعتقد.

لم يخطر ببال هادي صالح، ان تقابل تضحياته والعشرات مثله، بمثل ذاك الحقد، وان توقع الشهادة علي ارض الوطن، ولكن لو يتوقع ان ترتكب ابشع جريمة بحقه، علي يد مجرم اُنتزعَت منه انسانيته علي يد احد الاوباش الذين تكاثروا انشطاريا، مهما كان شكلهم او القناع الذي يختفوا وراءه. ليستغل وجوده وحيدا في البيت ليقتله بدم بارد ، ابرد من دم عصابات امريكا، وابرد من دم صدام وهو يقتل رفاقه، او قتل النساء في شوارع كابول علي يد من شوهوا كلمة (الجهاد) ..
فالعراق اليوم ساحة للمجرمين من كل الاصناف، لاحساب ولاعقاب.

ولكن، هل حقا قتلوا هادي صالح، الموت واحد، ويأتي للشجاع مرة واحدة، ولكن القتلة الجبناء، سيطاردهم الموت كل يوم، وفي كل شارع وفي كل ركن، ولن تحميهم ملايين الدولارات التي دفعت لهم، ولن تحميهم، الشعارات الكاذبة المزيفة التي يلوحوا بها.. فقد انكشفت اللعبة، وان مازالت منطلية علي قصاري النظر.
ابتسام يوسف الطاهر
لندن يناير 2005



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام
- اليسار واليمين وصراع المصالح
- الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟
- الصمت العربي ومحنة العراق
- من وراء تفجيرات العراق?
- منطق الجريمة في تفجيرات العراق
- دروس الانتفاضة
- أغنية الموسم
- العراق وزيف الأعلام العربي
- طلعنا عليهم طلوع المنون..!!
- على الضفة الأخري
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابتسام يوسف الطاهر - لمصلحة من، قتل العراقيين؟