أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير خلف - الربيع العربي ..إلى أين؟














المزيد.....

الربيع العربي ..إلى أين؟


بشير خلف

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 13:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ونحن نستعرض ما سُمّي بالربيع العربي، وما آل إليه الوضع أخيرا في ليبيا التي لم تستقر أوضاعها الأمنية، فما بالك بالوضع الاقتصادي، والخدماتي الذي ينشده المواطن العادي، وكذلك الوضع في تونس التي تأججت فيها أخيرا الاحتجاجات، والصدامات، وهجرها الاستثمار الأجنبي، وأقفلت بها 200 مؤسسة اقتصادية أجنبية..وكذا مصر البلد الذي يعيش على صفيح من نار..والأمر في اليمن التي تُـزوّد عاصمته " صنعاء" بالكهرباء مدة ساعتيْن في 24 ساعة ليس أحسن حالاً..
قلتُ لصاحبي الذي فقد واحدًا من أعزّ أبنائه في العشرية الحمراء، أو السوداء التي مرّت بها بلادنا..كما فقد منصب عمله في المعمل الذي طالته يد التخريب، والحرق عن آخره حيث كان يعمل به، ويُعيل منه أسرة لا يقلّ أفرادها عن العشرة:
ــ بماذا يُوحي إليك فصل الربيع، ونحن في منتصفه.
ــ يُوحي إليّ بتجدد الحياة في كل الكائنات..يُوحي إليّ بالنماء والعطاء والخير.
ــ وهل ما سُمّي بالربيع العربي يدخل ضمْن هذا المجال؟
سكت قليلا وكأنه وضع خريطة العالم العربي أمام عينيه ..تنهّد تنهيدة طويلة ثم التفت إليّ وقال:
ــ اسمعْ يا صاح ..سمّهْ ربيعا.. سمّه ثورة كما تريد ..إنما الثورات في مجملها عملٌ إنساني يلجأ إليه الناس حينما يطاردهم الظلم، وتُغتصب حرياتهم..حينما يشعرون بافتقاد العدالة وغياب المشاركة السياسية، وطغيان الحكم الفردي يثورون وأمامهم أهداف صاغوها واتفقوا من أجل تحقيقها إنْ في مرحلة واحدة، أم على مراحل..انقضى يا صاح أكثر من عام على بداية الربيع الذي تتكلم عنه، ولم يتحقق شيء ممّا ثار من أجله الشباب في البلدان العربية التي اندلعت بها الاحتجاجات، والانتفاضات..بل الأرواح البريئة وغير البريئة لا تزال تسقط يوميا..ووضْع المواطن المعيشي يتدنّى يوميا، ومساحة الفقر تتسع في هذا البلد، أو ذاك.
قلتُ له:
ــ ما وقع ..وقع.. ولايزال يقع ..إنما كيف الخروج من المأزق بأقلّ الضحايا والأضرار؟
وكأنه لم يسمع سؤالي ..واصل:
ــ في بعضٍ منها حصدت ثمار إنْ رأيتَ أنّ هناك ثمارًا برزتْ.. أو الثورة( بين قوسيْن)قوّى لم تشارك فيها..كانت في البداية تتفرج لترى لمنْ تكون الغلبة..حينما تأكّدت هذه القوى من ميلان الكفّة للشباب..اعتلت المنابر في البلد، وأطلّت من الفضائيات تتبنّى شعارات المنتفضين،وتتصدر تشخيصا، وتنظيرا للوضع الجديد.. سعت ولا تزال في تلميع صورتها وطنيا وخارجيا..ممّا جعل شباب ميادين التحرير والساحات يطلقون شعارًا جديدًا" أنقذوا الثورة من مغتصبيها"..قد تقول لي: لماذا وقع ما وقع، وقد يقع..أقول لك: العلة في الحاكم والمحكوم معًا..منذ حصول هذه البلدان على استقلالها من المستعمر الغربي تشدّدت الزُّمر الحاكمة في التحكّم في زمام الأمور..اعتمدت خطاب الدفاع عن القومية العربية ..استغلّت قضية فلسطين، وبقدْر ما اشتعلت عاطفة الإنسان العربي، حصّنت هذه الأنظمة نفسها أكثر..تناسى هذا المواطن الطيب قضاياه، واحتياجاته ..صفّق وصفّق لهذه الأنظمة..ولمّا وقعت الهزائم تلْو الهزائم كانت الصدمة للجميع حينها التفت المواطن لنفسه يطالب بحقوقه كإنسان كغيره من إنسان العالم في الشرق الآسيوي والغربي، والأمريكي..كان ردّ الأنظمة مزيدا من القمع..فكانت الفجيعة.
قطعتُ كلامه، وأنا أحرّك رأسي موافقًا على كلامه:
ــ لو استشعرت الأنظمة العربية مخاطر المستقبل..لأقدمت على مشاريع إصلاحية شاملة ليس سياسية فحسب تنقذ الأوطان من عثراتها، وتنقذ هذه الأنظمة نفسها من الزلازل التي تطيح بالعروش، وتُلْقي بمُتوّجيها إلى الهاوية..لكن بالإنسان أينما تواجد في الريف والمدينة، ومراعاة العدالة في توزيع الثروة، وتأمين حياته اليومية روحيا، واجتماعيا، واقتصاديا، ومستقبليا.



#بشير_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الأدبي النسوي..تحدٍّ للمعوقات وتطلّعٌ إلى الحرية
- النصّ الأدبي الجزائري..مُقْصى من الكتاب المدرسي إلى أجلٍ غير ...
- حساسية الروائي..وذائقة المتلقي
- الكتابة .. تلك السلطة الخالدة !!
- مجلات الأطفال ..وسيط ثقافي متجدد
- شخصيات ثقافية..مآثر ومواقف ونصوص
- مرّة أخرى بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني..
- لماذا فشلنا في تدريب أبنائنا على استثمار القراءة؟
- حملة - توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب-
- هذا هو المثقف الحق في اعتقادي
- حائط رحمونة..قراءة في مجموعة قصصية
- اللون في القرآن الكريم والشعر
- مسألة الهوية في الشعر الجزائري المعاصر
- أعلام وادي سوف في الشعر الملحون
- ظاهرة انتحار التلاميذ..إنذارٌ بفشلِِ النظام التربوي
- الكتاب الورقي على عرشه باقٍ
- بئس بعض المثقفين المزيفين
- تجليات الخطاب الشعري الجزائري المعاصر مقاربات متنوعة للخطاب ...
- ..عندما تقود الثقافةُ السياسةَ
- الخطاب الديني بين الغلوّ والاعتدال


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير خلف - الربيع العربي ..إلى أين؟