أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - ديمقراطيتكم في خطر














المزيد.....

ديمقراطيتكم في خطر


السيد حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 15:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في بلد مثل العراق تعاقبت عليه نظم وسلطات دكتاتورية شمولية وحكومات تعسفية استبدادية منذ تأسيسه كان آخرها حكومة البعث الجائرة التي جثمت على صدره لأربعة عقود سود. ليس من اليسير ان يتحول الى نظام ديمقراطي تعددي بين عشية وضحاها. والذي يزيد الأمر صعوبة وتعقيدا هو التعدديات الأثنية والفكرية والسياسية التي تطغى على مكوناته وتركيبته السكانية. ناهيك عن العرف العشائري الذي يسود قطاعات واسعة من شعبه.. وسعة التباين في طروحات وأفكار تياراته السياسية. هذه العوائق وغيرها تشكل في اي بلد آخر غير العراق اسبابا يستحيل مع وجودها تكوين صيغة توافقية تؤلف بين مكونات الشعب وتضع نظاما مقبولا من الجميع. ثم ان السنوات التي تلت سقوط الصنم والتي كانت مشحونة بالعنف والإرهاب والفساد الإداري لم تكن مساعدة ان لم تكن عائقا في سبيل تذويب الاختلافات وتقريب وجهات النظر. لا شك ان التجارب الثلاث التي تلت سقوط سلطة البعث والمتمثلة بمجلس الحكم، والحكومة المؤقتة، والحكومة الانتقالية، كانت مقبولة.. كتجربة سياسية جديدة إكتنفتها ظروف معقدة، مهدت إحداها للأخرى وأنضجت التأسيس لنظام دستوري لمرحلة تمتد لأربع سنوات مقبلة. وهذا أمر طبيعي كون التأسيس لأي حقبة سياسية يستدعي المرور عبر محطات واجتياز عدة مراحل وربما تطلّب الظرف التوقف عند احداها. وسواء طال هذا التوقف أو قصر فلن يضر بالعملية السياسية ولن يعيقها ما دامت الأهداف واضحة المعالم. لقد كانت المحطات التي شهدتها التجربة العراقية الرائدة، خلال مسيرة السنوات التي أعقبت سقوط سلطة البعث، عديدة ومتباينة، طغى عليها وخفف وطأة هذا التباين.. الحوار المستمر بين الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية والذي كان جديرا بقيادة هذه العملية والوصول بها نحو اقامة عراق ديمقراطي تعددي تحفظ فيه الحقوق وتصان الكرامات ويتساوى الجميع.
ان الأعمال الارهابية التي أعقبت سقوط الصنم ولا زالت مستمرة أثبتت بشكل قاطع ان المستهدف الأول من كل تلك الأعمال هو العملية الديمقراطية، وان كل الأطراف المختلفة التي تظافرت على إشاعة الخراب والرعب والدمار في العراق جمعها الخوف من الديمقراطية، فالصداميون والتكفيريون متأكدون وبشكل قاطع ان التحول الى الديمقراطية يحول دون وصولهم الى السلطة التي هي شغلهم الشاغل وفردوسهم المفقود، فالديمقراطية تعني الرأي الحر واحترام الرأي الآخر، وتعني الأغلبية في اختيار الحكم واصدار القرار، وتلك امور لا يعيها التكفيريون ولا يستسيغون سماعها، اما الصداميون فلا مصيبة أشد عليهم من قيام نظام ديمقراطي تعددي يهدم نظريتهم في الحزب الواحد والقائد الضرورة و"نفذ ولا تناقش" وأما الانظمة التي دعمت وساندت الإرهاب ماديا ومعنويا ولوجستيا فهي تريد اسقاط التجربة العراقية الجديدة لأنها تخشى انتقال عدواها الى شعوبها والتي حرمتها تلك الأنظمة من النطق بمفردة الديمقراطية أو الحرية بعد ان استعبدتها بتسلط وراثي وحكومات العوائل، لذا فهي تبذل كل ما في إستطاعتها من مال وسلاح لإستمرار الخراب والفوضى في العراق لتقول بعد ذلك لشعوبها: هذه هي الديمقراطية!.
ان الديمقراطية قد وضعت قدميها راسختين في هذا البلد، وثبتت كنخيله الباسقات بعد ان سقاها نهر العراق الثالث الذي تدفق من دماء أبنائه البررة، وليس بإمكان مخلوق إقتلاعها ما دام العراقيون مصرّين على التمسك بها منهجا ومسارا، بعدما اكتووا بجحيم التسلط الفردي عقودا سود، ولن تثني عزمهم واصرارهم اعمال التخريب والتدمير العشوائي التي تكشفت نوايا مرتكبيها وأحلامهم البائسة في العودة بالعراق الى سني القهر والاستعباد، وهيهات.. هيهات، فقد لفظتهم حتى الأرض التي حولوها الى مسرح لجرائمهم البشعة، وتبرأت الى الله من أعمالهم الوحشية.



#السيد_حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارثنا المضاع
- عاشر النياسين
- العراقيون جديرون بقيادة العالم العربي
- العراق بين علل الداخل وطعنات الخارج
- طائفية وشوفينية المعارضة السورية
- رواد الثورات ومختلسو ثمارها
- من اعطى لأميركا حق الوصاية على العرب ؟!.
- تسمع منظمات حقوق الانسان


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - ديمقراطيتكم في خطر