أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم هاشم - الهجرة و الاغتراب














المزيد.....

الهجرة و الاغتراب


هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 13:17
المحور: المجتمع المدني
    



الهجرة: هى هروب جماعى او فردى من جغرافية الى جغرافية اخرى تختلف بيئياً و ثقافياً و كذلك فى انماط السلوك الإنسانى و لا شكٍ من عامل الخوف, الخطر و العوز الإقتصادى اثرهم البليغ فى موجات الهجرة التى تمت فى التاريخ. كان للبلدان العربية نصيب كبير فى القرن الثامن و التاسع عشر خصوصاً علماً بأن حركة التنقل بقصد اكتشاف العالم و الثقافات و التجارة هى حركات قديمة قدم البشرية و بعضها يتحول اللى هجرة دائمة بسبب بقاء المسافر فى الأرض الجديدة لأسباب تجارية أو اجتماعية.

أما الاغتراب: فهو من نتائج الهجرة, فالمهاجر او الجيل الثانى عندما لا يحافظ على شخصيته الثقافية و الحضارية يذوب فى الجسم الجديد و يصبح مزدوج المعايير بين الأساس و الجديد الذى حدث له و هذا له نتائج جداً خطيرة على اولاد المهاجرين و خصوصاً بسبب التربية المدرسية فينقلبون على اهاليهم و يبدأ التمرد و الخروج من الثقافة القديمة و له انعكاسات خصوصاً فى الإقبال على المخدرات و مزاولة الجريمة.

اغتراب الداخل: هو تبنى ثقافة اخرى و نزع ثوب ثقافته الأصلية و هذا يحدث اشكالية لصاحب التحول الإجتماعى فهو (مغترب) فى وطنه فازدواجية المعايير و القيم إما تؤدى به للهجرة الفعلية أو الانطواء الذاتى عن المجتمع و يدخل فى به فى طور العقد النفسية و يصبح شديد الانتقاد ومكتئباً و هذه اسبابها تبنى افكار سياسية على اكثر الأحوال أو اجتماعية نمطية كفكر التحرر و الانسلاخ من المجتمع و تأثير المجتمع, فالحالة الاقتصادية و السياسية هى مؤثرات على الشخصية الإنسانية ففى المجتمعات القمعية (الأبوية), المجتمع الأبوى و سلطة العائلة أو سلطة للدولة البوليسية و القمعية تدفع لهجرة الإنسان الداخلية, الاغتراب و الانسلاخ وهذه احدى اساسيات العنف و العنف المضاد.

ففى المجتمعات العربية مثلاً و الحمد لله, فطبخة الأنظمة كلها فى طبق واحد, شرائح بيتزا مسمومة بين الاضطهاد العائلى و سلطة الأخ الأكبر و الأم و الأب و حتى بقية افراد العائلة فالكل يريد ان يحكم هذا المخلوق البشرى لأنهم محكومين من مخلوقات اخرى, فهى عملية تفريغ الشحنات العصبية و نقلها للآخرين و لهذا ينشأ فى العوائل العربية و الإسلامية علاقات الكراهية بدلاً من الحب بسبب السلطة الاجتماعية فمارد السلطة موجود فى مجتمعاتنا تربوياً. و سلطة الدولة و نازلاً من اكبر موظف الى اصغر موظف ناهيك عن سلطة المدرسة و المؤسسات التربوية و سلطة العائلة و سلطة العمامة و سلطة المجتمع ...

بودى هنا ان اوضح حالة مهمة يعانى منها الفرد العربى خصوصاً عندما ينكفئ الناس عن سلوك معين, أقصد يمتنع أو يكون له شخصية معينة يريد البقية أن يتبعوه و عندما لا يحدث هذا ينتقدهم ليس بسبب السلوك المختلف عنه و لكن بسبب عدم تمكنه من فعل ما يفعلوه هم, فمثال من الواقع و هذه الأيام هى موضة فكريه عندما يسلك شخص متدين سلوك معين يريد من البقية إتباعه و بعكس ذلك فهو ينتقدهم بشدة مع التهديد الوعيد و المحاسبة الإلهية لهم , و الحقيقة هى ان هذا النمط السلوكى يكون بسبب غيرته من الآخرين عندما وضع نفسه فى سجن مغلق ..

تاريخياً كان للعرب نصيب كبير فى حركة الهجرة الخارجية خارج حدود البلد و خارج حدود الوطن العربى, وكانت اكبر هذه الهجرات هجرة الفلسطينيون عندما استلبت ارضهم و ألأحواز بين العرب عندما احتلت فارس إيران فى مطلع القرن التاسع و هجرات اقتصادية اخرى بسبب سياسات الاشتراكية الاقتصادية و اقتصاد إفقار البلد و تحجيم الإنتاج وخفضه, فعامل "المعدة" اخطر عامل فى هجرة الشعوب لفقدانها الأمان الغذائى و الشعور بالحاجة و العوز ناهيك عن الشعور بالاضطهاد و الظلم و "زوار آخر الليل" و هى من قصص الواقع العربى المرير, ثقافة الهلع و التربص ...

هاجرت الشعوب الأوروبية و شعوب الأرض بسبب الكوارث البيئية و الحروب و المجاعات و الأوبئة مثل الطاعون و نقلت معها امراضها للمجتمعات الذاهبة اليها و هذا حدث على مر التاريخ.

و هنالك هجرة غير مرئية من دول العالم المتحضر الى الدول الغنية النفطية مثلاً و السطو على الوظائف الهامة و ذات المردود المالى الجيد و حتى المتوسط تخلصاً من النظام الضريبى فى مجتمعاتهم المتحضرة الذى شعاره "إعمل و ادفع لنا" عبودية التطور.

الهجرة المنظمة: الشرق الأوسط, الاسم المسخ الذى يحاول الإعلام العالمى ترسيخه فى عملية احلال لغوية للوطن العربى. تعرض الوطن العربى, اقصد مواطنيه بسبب السياسات الاقتصادية و البوليسية السيئة الصيت كعامل دافع للخارج رغم الإعلانات الرسمية فى اجهزة الإعلام الحكومى تتضامن مع الفرد و اهميته فى المجتمع, بالإضافة للاستفزاز الدينى لأفراد المجتمع الغير مسلمين كالمسيحيين مثلاً و لن ننسى مقولة عبد السلام عارف (لاجونى ولامونى) التى ادت بدفع العراقيين المسيحيين للهجرة ( بعد شعورهم بالإهانة) عن طريق الكنيسة ووسائل الاتصال الأخرى فهل تعتقد هذا الفعل غير مبرمج؟ و اليوم على ارض الواقع يحدث ما يشابهه و لكن بشكل مريع و نفس الأحداث مرة اخرى فى مصر و التى أدت لنزوح وهجرة المصريين "الأقباط" للخارج و خصوصاً بعد ثقافة تكفيرهم.

بالمقابل فتحت دول العالم ابوابها لتقوم بعملية محترفة بإفراغ المجتمع اولاً من النخبة و هم المهنيون مثل اساتذة الجامعات و العلماء و العباقرة و الأطباء و المهندسين و التكنوقراط المتمرسين, ادت نتائجها لهجرة العقول و بداية مرحلة للتخلف إضافة لمرحلة التخلف السابقة لكى يقضوا على اية اسباب لقيام استقرار يؤدى لنهوض و تطور فى المجتمعات التى بدأت بالتغير فى مطلع الثلاثينات, حركة النهضة العربية بعد زوال اشكال الاستعمار الخارجى و دخولنا فى الاستعمار الداخلى. أنظمة مزاجية و محتكرة للسلطة و المال و الاقتصاد فبضغط داخلى و تنفيس خارجى هربت المجاميع البشرية كأنها هجرة الطيور الموسمية ...

و يقولون لا توجد مؤامرة ...



#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنينة غاز
- الحكم و الكرسى
- الضحوكات
- دعوة لنزع الألغام
- عرس وَّواية
- يوم اُكِلَّ الثور الأبيض
- الإخوان فى قديم الزمان -ومسمار جحا البريطانى-
- العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى
- إنى احلم ( (I have a dream
- من الملهى الى الجامع
- الدنيا كلّها كلّاوات
- تفكير بلا حدود
- السر هو ذلك الشيء الذى لم يحدث بعد
- رأس المال و الرأسماليون
- ابليس بلا حدود
- لإعلام والإعلاميين العرب
- الدكتاتورية الديمقراطية
- ايران و الغرب و الضربة العسكرية ؟
- القومية و القوميون


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم هاشم - الهجرة و الاغتراب