أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد نفاع - الرسالة الكفاحية لأول أيار















المزيد.....

الرسالة الكفاحية لأول أيار


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 10:58
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


شهدت الفترة الممتدة من أربعينيات القرن التاسع عشر وحتى آخره أحداثًا في غاية الأهمية، برزت فيها النضالات العمالية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإصدار البيان الشيوعي وشعار: "يا عمال العالم اتحدوا" الذي صاغه فريدريك إنجلز، ومؤلف رأس المال لكارل ماركس، وكومونة باريس ونضال عمال شيكاغو وجعل أول أيار يومًا نضاليًا تضامنيًّا مع هؤلاء العمال الذين وُوجهوا بالرصاص، وتأسيس أولى الحلقات الشيوعية والتي هي النواة للحركة الشيوعية والعمالية، وكذلك الانتقال من تفسير العالم إلى تغييره، إلى هذا التفاعل بين النظري والتطبيق المادي للفكر الثوري ورفع الراية الحمراء الأممية والطبقية، هذه المقدمات وهذه القيم النضالية كانت ولا تزال أهم مكسب حققته البشرية ضد الاستغلال والاضطهاد والتمييز والحروب العدوانية والاستعمار والاحتلال.
والحزب الشيوعي في هذه البلاد ومنذ تأسيسه سنة 1919 وحتى اليوم رأى في الأول من أيار يومًا نضاليًا ثوريًا أمميًا، كانت في السابق أحزاب ومنظمات أخرى تشارك في هذه النشاطات مثل الهستدروت وحزب العمال الموحد مبام، وكانت مساهمتها على قدر جوهرها الفكري والطبقي المنقوص، والمنقوص جدًا، لا بل هي جزء من ماكنة الاستغلال والاضطهاد.
رسالة الأول من أيار ليست يوم عطلة للقيام برحلات، بل هي رسالة نضالية للتظاهر ورفع المطالب الطبقية ضد الاستغلال والبطالة والغلاء والاضطهاد القومي والتمييز العنصري وكل موبقات هذا النظام الاستغلالي، ونظام الاحتلال والعدوان، ويأتي الأول من أيار هذا العام في ظل حكومة من أسوأ واخطر الحكومات مع هذا الزحف الاستيطاني العنصري وهذه القوانين الفاشية والاستعداد للمزيد من الحروب العدوانية ليس فقط ضد الجيران بل تصل أخطارها ومخططاتها إلى بقع أخرى في العالم مثل إيران والسودان كشريك نشيط للاستعمار الأمريكي والأطلسي.
والسؤال: لماذا الأحزاب العربية، وكل القوى السياسية العربية مثلا لا تشارك في المسيرة النضالية لهذا اليوم مع أن مؤيديها هم من الأوساط الشعبية المسحوقة طبقيًا والمضطهدة قوميًا!!
بعد الانهيار الفظيع للمنظومة الاشتراكية حدث ضعف خطير في الأحزاب الشيوعية والعمالية، ومدى مشاركة الجماهير في اليوم النضالي للطبقة العاملة، مرّت سنوات عجاف، واليوم تتعافى وتتقوّى هذه الأحزاب وهذه التقاليد الثورية خاصة بعد أن أثبتت الأيام مجددًا ان الرأسمالية والاحتكارات ليست هي الحل، بل هي المشكلة، فعدد الفقراء في ازدياد مريع، والعولمة تطحن شعوبًا بأكملها، وتسيطر الاحتكارات على خيرات الشعوب ومصادر الطاقة والمياه، ومع ذلك فالأزمة الدورية لهذه النظم تتعمق، والاتحاد الأوروبي الرأسمالي ليس هو الحلّ فاليونان وغيرها مثل على ذلك.
هنالك دول غنية جدًا بالنّفط مثلا ومع ذلك فإن شعوبها تعيش في الدرك الأسفل من حيث مستوى الحياة والسّكن والتعليم والخدمات الصحية مثل المملكة العربية السعودية وبقية الزميلات لان خيراتها تذهب إلى الاحتكارات الأجنبية الاستعمارية والى مركزة الأموال الطائلة في يد قلة من الأغنياء والصرف الهائل على تكديس الأسلحة والشراكة مع مخططات أعداء الشعوب والبذخ الحقير وشراء الذمم والصرف على قوى رجعية ضد كل من هو وما هو معادٍ للاستعمار وقَطَر مثل حيٌّ وفاطس في نفس الوقت على ذلك. فكم صرفوا على تدمير العراق، وكم يصرفون على محاولة تدمير سوريا وإيران وإضعاف كل مقاومة!! قلما نجد في العصر الحاضر مواقف وممارسات حقيرة كهذه.
من مفاخر حزبنا الشيوعي وشبيبتنا الشيوعية وجبهتنا الاستمرار في رفع الراية الحمراء، راية النضال ضد الاستغلال والاضطهاد والاحتلال في الأول من أيار بنشاط يهودي عربي، فقد جرت وتجري فعاليات طبقية هامة قطرية ومحلية في الناصرة وتل أبيب ومنطقة عكا وسخنين وحيفا وغيرها الكثير، فنحن جزء من حركة نضالية جبّارة آخذة في التصاعد.
الأممية والطبقية قيمة إنسانية سامية ضد كل أنواع وأشكال التعصب والعنصرية والانغلاق وهذا مصدر قوتها.
وبالرغم من كل محاولة نتنياهو وحكومته لامتصاص نقمة الحراك الاجتماعي الذي حدث في صيف العام الماضي، فإن هذا لن ينطلي على الجماهير الواسعة التي تشعر وتعيش في الغبن، وكل الدلائل تشير ان هذا الحراك سيتجدد قريبًا، وعلينا ان نشارك بنشاط أكثر في هذا النضال نابذين تلك المدلوقات من بعض الأحزاب والقوى السياسية العربية جدًا أو المتدينة جدًا وكأن هذا الأمر لا يعني العرب ولا يخصهم، ونرى مدى عروبة وتديّن هذه القوى في وقوفها مع الاستعمار الأمريكي والأطلسي، ومع رجعية الخليج وتركيا ولبنان وإسرائيل ضد كل من يقف حجر عثرة في طريق الزحف الاستعماري على العالم والمنطقة مثل سوريا وإيران والمقاومة اللبنانية، هذه المواقف أبعد ما تكون عن المصالح الحقيقية للعروبة والإسلام، ان هذه المواقف ليست مشبوهة أبدًا، بل هي مواقف واضحة في المتراس الخطأ. ان القوى التي تطالب بتدخل عسكري خارجي في سوريا ليست مشبوهة بل هي خائنة بكل معنى الكلمة، وعلى مؤيدي هذه الأحزاب والقوى عندنا أن تقول كلمتها بلا تأتأة وبلا ازدواجية وبلا انتهازية رخيصة.
إن الأول من أيار هو مناسبة أيضًا لتعميق الوعي الطبقي والثقافة الطبقية الأممية والثورية والتي هي من أسمى القيم الإنسانية.
وكم من المهم والضروري ان يُكثر مبدعونا من شعراء وكتاب وفنانين من نتاجهم الطبقي الثوري، وليس صدفة أبدًا ان كافة الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم تقف إلى جانب شعبنا العربي الفلسطيني وقضيته العادلة، والى جانب سوريا ضد التدخل، والى جانب إيران ضد الاستهداف الاستعماري الإسرائيلي، والى جانب المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي، بينما نرى أحزابًا ونُظمًا بأكملها – تدعي التديّن والقومية – تقف عمليًا موقفًا مغايرًا يتناقض كليًّا مع قيم الدين والمصالح القومية الحقيقية، وكم صدق ذلك الأديب والمفكر العربي عندما قال: الملحد الشريف أفضل من المتديّن اللص، فعلى المتديّن الحقيقي أن يكون شريفًا في مواقفه، أن يكون إنسانًا، فاللص والخائن والعميل والانتهازي والمتلوّن لا يمكن ان يكون متدينًّا حقيقيًّا ولا قوميًّا حقيقيًّا لأن ذلك يتعارض مع القيم الدينية والقومية.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انغلاق المجتمع في إسرائيل وقضية السلام
- عن المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي: انطباعات وتحديات
- حول مواد المؤتمر ال 26 لحزبنا الشيوعي الإسرائيلي
- ماذا بعد النقض الصيني الروسي في مجلس الأمن!
- بشراكم.. دمقراطية العالم الحر ومحور الخير تنطلق إلى سوريا..
- الخزي والعار لكل المتآمرين المجرمين على سوريا، شعبًا وأرضًا ...
- موقف روسيا الاتحادية له أبعاد ذات قيمة كبيرة
- تليق بهؤلاء الحرية والدمقراطية تمامًا كما تليق البرذعة على ا ...
- الجامعة العربية من أكثر الأطر رجعية
- حول التهديد الإجرامي على إيران
- دور الجريدة بالمفهوم اللينيني
- قتَلة القذافي هم وأسيادهم أكثر من وحوش
- نحن حزب ثوري ولسنا جمعية خيرية
- الحق الفلسطيني عملاق هذا العصر
- حقيقة الموقف من سوريا، وبحذافيره
- الشعب والنظام في سوريا ومعهم كل شرفاء العالم: قادرون على افش ...
- قوى -وطنية وقومية ودمقراطية- تشن هجومًا تافهًا على الحزب الش ...
- الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية، ...
- الحرب العدوانية القادمة
- احترام ارادة الشعب!!


المزيد.....




- بعد 200 يوم على الحرب.. غزة مدمرة اقتصاديا وصناعيا والجميع ت ...
- “بزيادة حتـــى 760 ألف دينار mof.gov.iq“ سلم رواتب الموظفين ...
- فرنسا: بعد فشل المفاوضات... أكبر نقابة للمراقبين الجويين تدع ...
- التقرير السنوي للفينيق 2023
- -غوغل- تطرد مزيدا من الموظفين بعد احتجاجات على علاقات الشركة ...
- رابط التسجيل في منحة البطالة minha anem dz والشروط الواجب تو ...
- “أهم شروط الصرف”.. سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وخطوا ...
- “صندوق التقاعد الوطني عبّـــر mtess.gov.dz“ موعد صرف زيادات ...
- طلاب جامعة نيويورك يقيمون مخيما احتجاجا على الحرب في غزة
-  الاستعلام عن رواتب المتقاعدين عبر المؤسسة العامة للتأمينات ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد نفاع - الرسالة الكفاحية لأول أيار