أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد المصباحي - الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة














المزيد.....

الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 01:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الشبكات الإجتماعية,نشاط تواصلي حضاري,تختلف غاياته باختلاف الجماعات الناشطة به,إذ لايمكن حصر هذه الأنشطة,لتعددها,وتداخل اهتمامات الفاعلين,لكن يمكن إجمالا تعداد أهم هذه الفعاليات البشرية التواصلية,ما بين الترفيه,كمتعة وتبادل موضوعاتها,أغاني صور,وأخبار حول الكثير من القضايا,الدولية والوطنية والعربية,لكن الملاحظ أن فئة المثقفين التحقت بالشبكات الإجتماعية,تحمل هي الأخرى همومها,وسخريتها السوداء من الواقع المعاش,السياسي والإقتصادي,وحتى اختلافاتها,التي تدبرها بطرق غريبة,مقارنة مع همومها,إذ صارت تمارس الشات,أو فاكسات الثقافة,تختصر الفكر والنقد بشكل يبدو لي غريبا,وكأنها تأقلمت مع طبيعة الشبكات الإجتماعية,التي تشترط اختزالا مثيرا حول الكثير من القضايا,وفق منطق ما قل ودل,بحيث لم تعد مجالات الحياة المعاصرة,تسمح بالكثير من التفكير,إذ على كل واحد التعبير عن رأيه,دون أن يكلف نفسه أي شكل من أشكال المساءلة,عدا تلك الأسئلة الشبيهة بتعبئة خانات استطلاع الرأي,التي لاتطالب بأي تبرير أو تعليل منطقي,مما سمح بالهيامات الذاتية,الزاخرة بكل التفاهات الحكائية,الممتعة لفئات معادية للثقافة والمعرفة الإنسانية,رغم أن شبكات التواصل الإجتماعي تستهلك الكثير من الوقت,الذي يصرح روادها أنهم بحكم انشغالاتهم ليس لديهم الكثير منه,مما يعني أن المسألة ليست مسألة زمن,فلدينا منه الكثير,فهو زمن عربي,بطيئ جدا,نحن على ما أعتقد أمام عادة جديدة,وعالمنا العربي,أكثر العوالم انبهارا بالجدة,فكل جديد مسارع قبل صانعيه لاقتنائه,ولا عيب في ذلك بتاتا,فالعيوب ليس مصدرها هو,بل غاياته التي يوظف لخدمتها,صحيح,أن للمتواصلين الحق في تحديد غاياتهم المشتركة,كفئات اجتماعية,وجماعات تحاول بناء المشترك,وفق آلياتها التواصلية الخاصة حتى حسب السن,والجنس والإهتمامات,فهذا أمر طبيعي جدا,لكن أليس للمثقفين حقلهم الخاص؟ولهم اهتماماته ورهاناتهم,ولغتهم ورقيهم الحضاري والتواصلي؟أم أنهم انجرفوا مع اهتمامات الحس المشترك والعام,الذي يفرض احتراف البساطة حد السذاجة لتسهيل عمليات التواصل مع الكل بغية اكتشاف عالم الناس العاديين؟أم أن منطق العادات غلب على منطق الغايات الثقافية النبيلة,والتي تتطلب مجهودا ذهنيا وفكريا,ربما أراد هذا الصنف من المثقفين اكتشاف الهامش,ومعايشة البسطاء إمعانا في التواضع والتحول إلى سوسيولوجيين يدرسون بشبكات التواصل الإجتماعي ذهنيات المتواصلين والمتحاورين,لأن فهم الناس شرط ضروري للتحكم فيهم,وحسن توجيههم,ربما هذه الرهانات كلها غائبة,لأن التقنية كما قيل عنها في فلسفات الحداثة,ليت آلات محايدة,بل إنها تحمل في طياتها أخطر فكر,ذاك الذي يحجب الحرية بتوسيع مجالها,بحيث تصير بهلاميتها صعبة التحديد,والمطالب غير المحددة,صعبة التحقق,لكنها مغرية وجذابة حد الهوس.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد المصباحي - الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة