أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سليم نزال - فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.














المزيد.....

فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 10:45
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لقد انتصرنا ! هذا ما قاله امس المغنى النرويجى نيلسن للصحافة عقب الحشد الكبير الذى تم تنظيمه فى ظل المحاكمة التى تجرى لبريفيك المتهم بارتكاب مجزرة جماعية بحق الاطفال فى 22 من تموز الماضى و هو الحدث الاكبر فى تاريخ النرويج المعاصر.
و حتى يوم قبل تنظيم هذا الحشد عرفت من احدى منظمات اللقاء ان تقديراتهم تقول انه سيكون هناك حوالى عشرة الاف شخص معتبرة ان التوقيت الذى كان الساعة الثانية عشرة ظهراحيث الناس فى عملهم سيكون له اثر على نسبة الحضور. و لدى وصولى اخبرنى نقابى نروجى انه يتوقع حوالى عشرة الالاف لكن علمنا فيما بعد ان عدد المشاركين فى اوسلو كان 40000
كان بالفعل منظرا مهيبا لم نره الا عقب مجزرة 22 تموز حيث خرجت النروج كلها تحمل الورود مؤكدا على خيار الديموقراطية و قبول الاخر و التسامح و رفض ثقافة العنصرية و التحريض ضد الاجانب و بالاخص المسلمين منهم.
الكلمة الرئيسة للجنة المنظمة اكدت على منطق رفض ثقافة الكراهية و على التعايش و على القيم الديموقراطية و الانسانية فى مواجهة ثقافة القتل.
ثم صعد على المنصة المغنى نيلسن الذى اتهمه بريفيك بان اغنيته( قوس قزح) دعمت فكرة التعددية فى المجتمع النرويجى و هى الفكرة التى قام بريفيك جريمته لمحاربتها.
و الحقيقة ان اغنية قوس قزح هى من اغانى السبعينيات الامريكية التى غناها بيت سيغر بعنوان ( اثنية قوس القزح). التى كانت تتوجه لتعميق ثقافة المساواة و التسامح و قبول الاخر فى مجتمع تتعدد فيه الالوان لتجعل منه وحدة واحدة جميلة كقوس قزح. كان ذلك فى الفترة التى كانت تعيش فيه امريكا غليانا كبيرا خاصة فى مرحلة ما بعد اغتيال لوثر كينغ المعروف جدا بخطابه المشهور (انا عندى حلم). و الذى القاه عام 1963 فى ذروة النضالات التى كان يقوم بها الامريكيون السود للحصول على حقوقهم و مكانتهم فى المجتمع الامريكى. هذا المجتمع الذى كان يوصف ب بنظرية (القدر الصاهر) اى الذى يصهر العرقيات المختلفة فى المجتمع الامريكى الواحد . او النظرية الثانية المعروفة ب ( طبق السلطة) الامر الذى يفترض الوحدة و التنوع كما فى صحن السلطة الذى يحتوى على عناصر مختلفة و مستقلة لكنها معا تكون طبق السلطة و لكن الواقع كان مختلفا حيث التمييز العنصرى كان على اشده فى امريكا.
بدا نيلسن بالغناء و الناس تردد معه بحماس ووجدانية عاطفية ملفته للنظر رغم هطول المطر الذى لم يكن ليؤثر على المناخ الوجدانى العام.حيث شاهدت اكثر من شخص يبكى متاثرا بجو التضامنى هذا حتى ان سيدة نروجية قالت لى الم يكن رائعا لو حصل هذا التضامن قبل ان تحصل هذه المجزرة!
لم يكن من الممكن بالطبع مناقشه هذا التساؤل الافتراضى فى هذا الجو لكن يبدو لى لللاسف انه فى كثير من الاحيان تدفع الشعوب الكثير من الضحايا لتتعلم امورا كان من الممكن معرفتها او ربما تقديرها من قبل.و بهذا المعنى فان المشكله ليست مع شخص بريفيك بل فى الجو الايديولوجى الذى ساهم فى تشكيل فكره و ادى به فى النهاية الى ارتكاب هذ القتل الفظيع.

و اترجم هنا بعضا من الاغنية فقط لاعطاء فكرة عن مضمونها السياسى بل و الانسانى و هى حسبما قرات فى صحيفة فى جى النروجية انها بعد هذه الوقفة التضامنية انتشرت انتشارا سريعا فى كل انحاء العالم.


البحر ازرق يمتد على مد النظر
و الارض حيث الزهور
ماذا تريد اكثر؟
معا سوف نعيش
كاشقاء و شقيقات
نحن اطفال قوس قزح
على هذه الارض الخصبة

يبقى هناك ثلاثة ملاحظات على هامش هذه المقالة: الاولى من المحزن بالفعل الحضور القليل جدا لللاجانب فى هذا الوقفة التضامنية علما ان نسبة الاجانب فى اوسلو لا تقل عن 17 بالمائة من عدد السكان.فعندما قام بريفيك بقتل الاطفال النرويجيين قام بفعلته حسبما قال لمعاقبة حزب العمل النروجى الذى يستقبل اجانب. اى بمعنى اخر كان بوسعه نظريا ان يضع هذه المتفجرات امام محلات اصحابها اجانب.و لذا من الغرابة ان لا تجد اعدادا كبيرة من الاجانب يشاركون بقوة فى هذه الوقفات التضامنية للدفاع عن حقوقهم و مستقبل اطفالهم.
الملاحظة الثانية ان المشاركين فى هذه الوقفات التضامنية هم انفسهم اللذبن نراهم للدفاع عن شعوبنا كما فى الاعتداء على غزة عام 2009 او عندما الاعتداء على لبنان عام 2006 او الغزو الامريكى للعراق عام 2003.
هؤلاء هم القوى الديموقراطية فى المجتمع النروجى التى تقف مع قضايانا سواء هنا او فى بلادنا الاصلية و لذا من من الاولى ان نقف معهم لنقف مع انفسنا .
الملاحظة الاخيرة الا يمكن لنا نحن العرب الغارقين فى موجات تعصب و ادانة لللاخر المختلف عنا داخل مجتمعانتا ان نفكر بطرق اخرى لكى نعيش معا بلا تعصب و بلا ثقافة امتلاك الحقيقة؟

باحث فلسطينى نرويجى فى تاريخ الشرق الاوسط المعاصر
مقالاته و ابحاثه مترجمة الى اكثر من خمسة عشرة لغة.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سليم نزال - فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.