أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي زكريا الصايغ - الهدايه الى الالحاد - 2 من 2














المزيد.....

الهدايه الى الالحاد - 2 من 2


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 23:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اصل الحياه : لايتردد مؤيدو التطور فى الاقرار بأن اصل الحياه لايزال لغزا محيرا رغم كثرة النظريات المتضاربه التى تتطرق الى هذا الموضوع . مثلا يطرح ريتشارد دوكنز احد الملحدين الجدد البارزين النظريه ان الحياه كان لابد ان تظهر فى مكان ما بالنظر الى العدد الهائل من الكواكب فى الكون . لكن علماء معتبرين كثيرين لايشاطرونه هذا اليقين . يقول البروفسور فى جامعة كيمبردج جون بارو ان الايمان بعملية تطور الحياه والفكر يصطدم بحائط مسدود فى كل مرحله فثمة عوامل كثيره تفوق الحصر يمكن ان تحول دون تطور الحياه فى محيط معقد وعدائى بحيث يعد منتهى الغطرسه الافتراض ان كل شئ ممكن بجرد توفر الكربون والوقت الكافيين .
لايغب عن بالك ايضا ان الحياه اكثر من مجرد مزيج من العناصر الكيمائيه فهو يقوم على شكل معقد من المعلومات المشفره فى الدنا DNA لذلك حين نتحدث عن اصل الحياه فنحن نتحدث ايضا عن مصدر المعلومات البيولوجيه وهل تنشأ المعلومات صدفه من تلقاء ذاتها ام انها تصدر من عقل مفكر ؟ هل تنتج الحوادث العرضيه معلومات معقده مثل برنامج كمبيوتر او معادله جبريه او موسوعه او حتى معلومات بسيطه كوصفه لاعداد فالب حلوى قطعا لا فكم بالاحرى معلومات تفوقها تعقيدا وفعاليه بأشواط كالمعلومات المختزنه فى الشفره الوراثيه فى الكائنات الحيه .
هل هو علمى ان نقول ان العله الاولى هى الصدفه ؟ يقول بوب دايفز المقتبس منه انفا ان الكون عند الملحدين موجود كما هو بصوره غامضه وقد شاءت الصدفه ان يسمح بوجود الحياه ففى رأيهم لو كان الوضع مختلفا لما كنا احياء اصلا لنتجادل فى الامر . فالكون سواء كان مترابطا ام لا . لاتصميم له او مغزى او هدف على الاقل ليس فيه شئ من هذا القبيل منطقى بالنسبه الينا وبعلق دايفز على هذا الرأى الذى يتبناه الملحدون : ان فائدة اتخاذ موقف كهذا هى سهولة تبريره بحيث يمكن استخدامه مخرجا سهلا اى عذرا للتملص من المسأله برمتها .
وفى كتابه التطور نظريه فى ازمه استنتج المؤلف مايكل دنتون المتخصص فى علم الاحياء الجزيئى ان نظرية التطور اقرب الى احد مبادئ التنجيم فى القرون الوسطى منها الى نظريه علميه جديه كما اعتبر التطور الداروينى من اعظم اساطير زماننا.
وفى الحقيقه ان اعتبار الصدفه عله اولى اشبه بخرافه لاتمت الى الواقع بصله .
على سبيل الايضاح اليك المثل التالى يرى عالم اثار حجرا خاما مربع الشكل تقريبا فيعزو شكل الحجر الى الصدفه واستنتاجه هذا منطقى لكن فى وقت لاحق يجد حجرا على هيئه تمثال نصفى متقن الشكل تبرز فيه ادق التفاصيل فهل ينسبه الى الصدفه ايضا ؟ كلا بل يستنتج منطقيا ان له صانعا . بشكل مماثل يعتمد الكتاب المقدس المنطق نفسه قائلا ان كل بيت يبنيه احد ولكن بانى كل شئ هو الله عبرانيين 3:4 فهل توافقه الرأى .
هل يغدو العالم افضل حالا بلا دين ؟
يتطلع الملحدون الجدد الى عالم بلا دين لاانتحاريين فيه ولاحروب دينيه ولامبشرين على التلفزيون يسلبون رعاياهم الاموال . فهل يروقك هذا التصور ؟
قبل ان تبادر الى الاجابه اسأل نفسك هل من ادله تؤكد ان الالحاد سيحسن العالم اذا عم الارض كلها ؟ تأمل فيما يلى ان الجهود التى بذلها الخمير الروج لاقامة دوله ماركسيه ملحده فى كمبوديا ادت الى موت مايناهز مليون ونصف كمبودى . وفى الاتحاد السوفيتى الذى تبنى الالحاد بشكل رسمى ازهق حكم جوزيف ستالين عشرات الملايين من الارواح . صحيح انه لايمكن نسب هذه الشرور مباشرة الى الالحاد لكنها تبرهن ان سيطرة الالحاد لاتضمن السلام والوفاق.
طبعا لاأحد ينكر ان الدين يتسبب بالكثير من المعاناه والالم ولكن هل يعنى ذلك ان الله هو الملوم ؟ قطعا لا فهل تلوم صانع السياره على حادث تسبب به سائقها وهو يتكلم على هاتفه المحمول ؟
علاوة على ذلك هناك اسباب كثيره لمعاناه البشر احدهما اعمق وأهم من المعتقدات الدينيه. والكتاب المقدس يحدد هذا السبب الجوهرى على انه النقص الفطرى الملازم للبشر فهو يقول : الجميع أخطأوا وليس فى وسعهم ان يعكسوا مجد الله . وهذا الميل الى الخطيه يشكل تربه خصبه للانانيه والكبرياء والعنف والرغبه فى التحرر ادبيا . كما يدفع الناس الى تبرير تصرفاتهم بأعذار غير صحيحه والانجذاب الى معتقدات تتغاضى عن الاعمال الشريره فكم كان يسوع محقا عندما قال من القلب تخرج افكار شريره وقتل وزنى وعهاره وسرقه وشهادات زور وتجاديف .
فرق هام : ثمة فرق لابد من التنويه به هنا بين العباده الحقه اى المقبوله فى نظر الله والعباده الباطله فالعباده الحقه تحث الناس على مقاومة الميول المنحطه كما تروج محبة التضحيه بالذات السلام اللطف الصلاح الوداعه وضبط النفس الامانه الزوجيه واحترام الاخرين فى غلاطبه 5 .
اما العباده الباطله فترضى اهواء الجمهور بدغدغة اذانهم كما يقول الكتاب المقدس اذ يتغاضى عن رذائل دانها الله .
وهل يمكن للالحاد ان يخلق الجو نفسه من التشويش والغموض فى المسائل الادبيه ؟ ان عدم وجود الله يعنى عدم تأدية حساب عن اعمالنا امام سلطه الهيه وانعدام اية قيم موضوعيه ينبغى لنا جميعا ان نحترمها حسبما يقول البروفسور فى الحقوق فيليب جونسون فتصبح الاداب مسأله نسبيه ويختار كل شخص مقاييسه الخاصه هذا اذا رغب اصلا بأية مقاييس وطريقة التفكير هذه تجعل الالحاد فلسفه جذابه فى نظر البعض .
لكن الوضع لن يبقى على حاله الى الابد فالله لن يظل صابرا على الاباطيل سواء ارتبطت بالالحاد او بالدين ولا على الذين يروجون لها فهو يعد المستقيمون اى الملتصقين بالحق ادبيا وروحيا ان يسكنون الارض والمنزهون عن اللوم يبقون فيها اما الاشرار فينقرضون . ل



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدايه الى الالحاد - 1 من 2
- محاكمة المسيح
- كيف تستفيد من مرضك - تحيه للمرضى
- يوميات جنين-ولم يتم اللقاء
- نشيد الانشاد المفترى عليه
- نصب تذكارى لابليس


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي زكريا الصايغ - الهدايه الى الالحاد - 2 من 2