أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - هل سيمتد الانقسام الفلسطيني إلى منهاج التعليم ؟














المزيد.....

هل سيمتد الانقسام الفلسطيني إلى منهاج التعليم ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 21:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


التعليم بكل مستوياته ليس مجرد علوم ومعارف وشهادات تُمنح للتلاميذ والطلبة ، بل بالإضافة إلى ذلك ، أهم مصادر التنشئة الاجتماعية والسياسية لأي شعب وأمة،إنه البوتقة التي تصهر كل المكونات الثقافية والعرقية والطائفية والسياسية لكل مكونات الأمة ،ومخرجاتها منهاج تعليمي يعبر عن ثوابت الأمة وشخصيتها وتاريخها وطموحاتها وتطلعاتها المستقبلية.وعليه نلاحظ أن الدول والحكومات تعتبر التعليم جزءا من سيادتها وأمنها القومي ولا تتساهل في عملية وضع والإشراف على التعليم وخصوصا في التعليم الاساسي .
قبل تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية كان الفلسطينيون يدرسون مناهج البلاد التي يتواجدون فيها،ولم يكن هناك منهاج تعليمي فلسطيني،وكان فلسطينيو قطاع غزة مثلا يعرفون تاريخ وحضارة وجغرافيا مصر أكثر من معرفة تاريخ وجغرافيا فلسطين،وهكذا بالنسبة لبقية التجمعات الفلسطينية.مع وضع المنهاج الفلسطيني الموَحَد بعد تأسيس السلطة أصبح هذا المنهاج رمزا من الرموز المعنوية للسيادة،ومع بعد الانقسام وبالرغم من سيطرة حماس على المدارس والمدرسين وإخضاعهم لفلسفتها وتوجيهاتها في غزة بعد استنكاف معلمي السلطة عن العمل،ونفس الامر تقريبا جرى في الضفة حيث طبقت السلطة هناك ما يسمى ( السلامة الامنية )- ألغي منذ أيام - استمر المنهاج التعليمي آخر معاقل الوحدة الوطنية حيث ما يدرسه طلاب الضفة يدرسه طلاب غزة،وكانت تخرج شهادات موحدة.
كنا نأمل أن يبقى التعليم بعيدا عن الانقسام والتجاذبات السياسية التي طالت كل شيء حتى الهوية والثقافة ،فقد فشلت جهود توحيد اتحاد كتاب فلسطين واتحاد الصحفيين وبقية الاتحادات المعبرة عن وحدة الثقافة والهوية ،إلا أنه للأسف بوعي او بدون وعي تتم عملية تعميم الانقسام إلى التعليم مما قد يؤدي إلى انقسام الهوية والثقافة الوطنية وهو اخطر أشكال الانقسام حيث ستمتد تأثيراته المدمرة على الاجيال القادمة.
أعلنت وزارة التعليم في غزة يوم الاثنين 23-4-2012 وعلى لسان الدكتور زياد ثابت وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية أن الوزارة بصدد تدريس مادة اللغة العبرية كمادة اختيارية في المدارس بداية العام الدراسي القادم.إلى هنا فالخبر قد يبدو عاديا لو كان الوضع عاديا،فتدريس مادة أجنبية في المدارس أمر مهم ومفيد وخصوصا إن كانت اللغة العبرية ،وهو من اختصاص وزارة التعليم .
ولكن... حيث أن الوضع الفلسطيني غير عادي فالانقسام أوجد سلطتين وحكومتين ، وللأسف سلطتين وحكومتين متعاديتين،لكل منها وزاراتها وأجهزتها الامنية والضريبية والقانونية والقضائية،وحيث أن هذا الوضع مرفوض وباعتراف كل الأطراف التي تبذل جهودا كبيرة لإنهاء الانقسام وانجاز المصالحة لتتوحد المؤسسات مجددا في إطار سلطة وحكومة واحدة ،فإن صدور قرار تدريس اللغة العبرية بشكل منفرد من حكومة غزة في هذا الوقت بدون تنسيق واتفاق مع وزارة التعليم في الضفة قد يكون مقدمة لامتداد الانقسام للنظام التعليمي وبالتالي تكريس حالة الانقسام المعمم واستكمال حلقات تدويل قطاع غزة .
الخوف ليس من تدريس اللغة العبرية، ولكن من اتخاذ القرار بشكل منفرد، مما يضرب في الصميم مبدأ وحدة المنهاج التعليمي الفلسطيني،فإذا مر هذا القرار فلا شيء يَحوّل صدور قرارات لاحقة بإلغاء مواد محددة من المنهاج أو إضافة مواد أخرى ،وخصوصا ان انتقادات تم توجيهها قبل ذلك لبعض مواد المنهاج الفلسطيني التي يقول المنتقدون انها تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية او تتعارض مع الثوابت الفلسطينية .الإقدام على مثل هكذا خطوات سيضعنا أمام منهاج تعليمي في غزة ومنهاج تعليمي في الضفة .
لا نقول هذا من منطلق سوء النية او التشكيك بصاحب الفكرة ،فقد يكون حَسن النية ومدفوعا بالغيرة على النظام التعليمي ومصلحة التلاميذ،ولكن وضع هذه الخطوة في إطار السياق العام لما يجري في قطاع غزة أخيرا كما جرى مع مشكلة الكهرباء والوقود وقبلها مشكلة معبر رفح ثم جباية الضرائب الخ ،يجعلنا امام مخطط استراتيجي متدرج يعمل على صيرورة قطاع غزة كيانا سياسيا قائما بذاته وقطع جسور العودة للتوحد مع الضفة ،ثم وضع العالم امام الامر الواقع ،بالقول : (لقد استكملنا شروط بناء الدولة )،وهي متوفرة أكثر مما هي متوفرة في الضفة !.
هناك مثل قديم يقول :(لا تنظر لعيني الصياد بل أنظر ليديه) وأصل المثل أن صيادا كان يصطاد العصافير في غابة في جو مُترِب وعاصف ،وكانت عيناه تدمعان من هذا الطقس،وكان عصفور صغير وأمه يختبئان من الصياد ويراقبانه من بعيد،فقال العصفور الصغير لأمه :مسكين هذا الصياد إن عينيه تدمعان حزنا على العصافير التي يصطادها،فردت عليه الام )لا تنظر إلى عينيه بل أنظر إلى يديه) .ويبدو ان على الشعب الفلسطيني ألا ينظر ويستمع لتصريحات زعماء الفصائل وبكائهم على المصالحة ،بل عليه ان ينظر إلى ممارساتهم على أرض الواقع.
‏25‏/04‏/2012
[email protected]
www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل تسوية الاتفاقيات ونجاح تسوية الأمر الواقع
- في ذكرى رحيل أبو جهاد نستحضر الزمن الجميل
- الثورات العربية وصعود الإسلام السياسي ومستقبل الصراع العربي ...
- مفارقات (الربيع العربي)
- رسال مفتوحة إلى السيد الرئيس محمود عباس
- مصر وأزمة كهرباء غزة والانقسام
- العدوان على غزة وكشف مستور التهدئة
- ثورة على الذات كمدخل للثورة على الاحتلال
- من استراتيجية التحرير لاستراتيجية الإلهاء
- دراسة بعنوان :من مصالحة إدارة الانقسام إلى المراجعة الاسترات ...
- من مصالحة إدارة الانقسام إلى المراجعة الاستراتيجية
- كسر الحصار ودولنة غزة
- حول مقولة أن الإسلاميين وصلوا للسلطة في العالم العربي
- جدية التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على غزة
- ضرورة مراجعة استراتيجيات العمل الوطني في حوارات القاهرة
- تصريحات المرشح الجمهوري الأمريكي غينغريتش أخطر من مجرد دعاية ...
- الإسلام السياسي والغرب بين نظرية المؤامرة والواقعية السياسية
- في تفسير الانقلاب في سياسة جامعة الدول العربية
- التوظيف السياسي للملف النووي الإيراني
- ماذا بعد اعتراف اليونيسكو بدولة فلسطين؟


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - هل سيمتد الانقسام الفلسطيني إلى منهاج التعليم ؟