أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - الشرف ليس بالجسد فقط














المزيد.....

الشرف ليس بالجسد فقط


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظن أغلب أهل الشرق إن لم يكن جميعهم، أن الشرف في الجسد فقط، وهو ما يطرح عندهم بمسمى العفة، وهذه العفة أو الشرف مطلوبة من المرأة فقط، ففي يوم زواجها الأول عليها أن تثبت لزوجها أنه لم يمسها رجل، وأن غشاء بكارتها ما زال على حاله لم تمسه شائبة، أو عضو أو يد دخيل.
والويل كل الويل لها إن لم تستطع اثبات ذلك، فقد يكون مصيرها القتل، أو التشريد، ومصير أهلها الخزي والعار.
فكم من شاب صغير أرغمه أهله على قتل أخته أو قريبته ليغسل شرف العائلة.
والمصيبة أن أحكام أكثر بلداننا الشرقية لا تجرم غاسل الشرف، وربما لا تحجزه حتى لبعض ليالي، لأنه بنظرهم بطل مغوار، حافظ على شرف الأسرة.
ولا ينظر لتلك الجريمة أنها جريمة قتل من الدرجة الأولى، بها تصميم وتخطيط وتنفيذ للقتل، بل هو قتل مستحق.
وبالمقابل ليس مطلوبا من الزوج أن يثبت عذريته لزوجته كما هو ومجتمعه يطالبها به، بل لو لم تكن له سوابق من مغامرات عاطفية في ليال حمراء، ربما لن يستطيع أن يفعل ما يطلب منه في أول ليلة، وكيف له أن يعرف إن لم يرى ذلك سابقا، وجربه مرارا، وإلا فالفشل قاسمه الوحيد.
وهنا العار كل العار إن لم يستطع ذلك الشاب أن يلج عبر غشاء بكارة زوجته، وأن يسفك الدم بتلك الليلة العرجاء، ليلة إثبات الشرف.
فهذه الليلة هي ليلة إثبات شرف البنت أنها لم تمس قبل يومها ذاك.
وبنفس الوقت ليلة إثبات شرف الرجل أنه فحل مغوار.

وهنا الطامة الكبرى بوضع الشابين تحت تأثير تلك العادات البالية.
فالبنت طوال حياتها السابقة محرم عليها أن تحب، وأن تعرف ما هو الجنس، فقط تسمع عنه من الصديقات المتزوجات إن بحهن لها ببعض القصص والمغامرات الليلية تلك.
وإن أحبت شابا، فيجب أن يكون ذاك الحب عذري، بالكلمات و الأشعار فقط، لا قبلات، ولا ليالي ملاح، هذا كله لكي تحافظ على بكارتها لفارسها المغوار، زوجها القادم.
والشاب عليه أن يعرف كيف يعامل زوجته بتلك الليلة، وكيف يفتح الطريق للّيالي القادمة، فيحق له أن يلتقي بهذه وتلك، وأن يمارس الجنس مع هذه أو تلك، المهم بالأمر كله أن يعرف طريقه في ليلته الأولى مع زوجته، وأن لا يُخجل أهله بأنه عذري لا يعرف شيء.
وما الحل إن أحب شابا فتاة وأحبته، واحتاج الاثنان للجنس كما هي حاجتهم للأكل والشرب، ما العمل حينها؟
فهو عليه ضغط أن يحضر نفسه لليلة زواجه بأن تكون لديه خبرة سابقة، ومسموح له أن يقوم بما يريد.
وهي ممنوع عليها كل ذلك، كي تحافظ على نفسها وبكارتها.

والحل؟
ما هو ؟
لا يكون الحل إلا أن يرتمي هو بحضن البغايا، ليس أكثر، أو أن يمارس مع فتاته بغير الطريق السليم الأمامي الذ يفقدها غشاء بكارتها وعذريتها.
وبالنسبة لها، فعليها الصوم.
وقد يطول صيامها أشهرا وسنين.
وقد لا يأتيها العريس أبدا.
فتبقى صائمة طوال الدهر.
أو أن ترتشف بعض لحظات اللذة المحرمة مع حبيبها.
وهنا قد تفقد سيطرتها على نفسها، ويذهب ذلك الغشاء اللعين في مهب ريح الشهوة والنشوة.
أو أن تكون أكثر حيلة.
فتمارس عن طريق لا يحرمها من غشائها.
أو تقوم بتقريعه عند أول طبيب نسائي.

هذه الازدواجية بالمعايير والقيم في الجنس، ومدى فرق مشروعية اباحته بين الرجل والمرأة، أنشأ أمراض نفسية كثيرة، ومشاكل اجتماعية لا حصر لها، ولن يكون حلها بمقالي هذا طبعا، ولا تنتظروا حلا مني ببضع كلمات.

ولكن هل الشرف بالجسد فقط؟!!
فأين شرف الكلمة، أي أن نثبت على ما قلناه وقبلناه و وعدنا به، وإن وجدنا أنفسنا على خطأ، نعتذر عن خطأنا.
وأين شرف العهد، فكيف نعاهد ثم نخلف!!
وأين شرف الاخلاص؟!!
الاخلاص بالعمل
الاخلاص بالعلاقة الاسرية
الاخلاص بالصداقة
الاخلاص بالزمالة
اين نحن من كل هذا؟!
هل ننظر للشرف فقط من زاوية الجسد وغشاء البكارة وعذرية المرأة.
ونترك شرف جسد الرجل وعذريته.
نترك شرف الكلمة للرجل والمرأة.
ونترك شرف العلاقة
ونترك شرف العمل
ونترك شرف الوعد
ونترك شرف الحب

بعد تركنا لكل أنواع الشرف تلك وغيرها كثير، وتمسكنا فقط بشرف الجسد
يأتي سائل يسأل
لم نحن في تراجع وتخلف؟
وغيرنا من الأمم في تقدم و رخاء و ازدهار؟!!
عجبي!!!

محمد الحداد
25 . 04 . 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت وذاتك الملكية الى الجحيم
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 16
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 15
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 14
- مقالات علمية بسيطة ج 5
- مقالات علمية بسيطة ج 4
- مقالات علمية بسيطة ج 3
- دمقرطة وعصرنة الاسلام ج 2
- النساء ليس جمع امرأة
- قتل القذافي وابنه المعتصم جريمة حرب
- دمقرطة و عصرنة الإسلام
- الحوار المتمدن يسأل... ونحن نجيب
- أوقفوا الزيادة قبل فوات الأوان
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 13
- 2083 ج 7
- لورنس العرب الجديد برنار هنري ليفي
- محكمة فاطمة الزهراء
- انكحوا ستة عشر امرأة
- زحل يعتذر
- 2083 ج 6


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - الشرف ليس بالجسد فقط