|
قوانيننا وقوانينهم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 20:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" تنفردُ فنلندا ، بوجود قانونٍ فيها ، يقوم بإحتساب غرامة مُخالفات السُرعة [ وفقاً للدَخل المادي للمُخالِف ] ! .. حيث يُتيح القانون للسُلُطات ، إقتطاع نسبة مُعينة من أموال المُخالف . ومن تداعيات هذا القانون الغريب ، ان السيد ( أنساي فانجوكي ) مُدير شركة نوكيا الشهيرة ، فوجئ في كانون الثاني سنة 2002 .. بِخطاب مُخالفة سُرعة يُطالبه بدفع ( 12.5 ) مليون دولار ! لقيادته دراجته النارية من طراز هارلي مُتجاوزاً السرعة القانونية المحددة . إستعان السيد فانجوكي ، بِمُحامي ، حيث نجح في تخفيض الغرامة الى 103 آلاف دولار ! .. وأعتقد انها الغرامة الأعلى في العالم ، لِمُخالفة السُرعة ". أرى ان هذا القانون الفنلندي ، عادل ومنطقي .. إذ ليسَ من المعقول ، أن يُغّرَم العامل المحدود الدخل ، مِئتَي دولار مثلاً ، والمليونير يُستوفى منه نفس المبلَغ ، لمُخالفة مُشابهة . وهذا القانون يَحُد من " إستهتار " الأثرياء ويجعلهم حَذرين .. إذ ان مئة ألف دولار لِمخالفة تجاوز السرعة ، تدفعهم للإلتزام وإحترام التعليمات أكثر ! وفي بعض الولايات الهندية ، هنالك قانونٌ سارٍ منذ 1997 ، ينصُ على مُعاقبة الطالب الذي يغُشُ في الأمتحان ، بالسجن لمدة تصل الى عشرة سنوات !! . والغاية من هذا القانون الهندي ، هو " حماية التعليم والمؤسسات التعليمية ، من الغشاشين الذين قد يتخرجوا وهُم غير مؤهلين ، ويحرمون غيرهم من فُرص العمل " . وهنالك قانون في سنغافورة منذ 1968 ، ينص على تغريم كُل مَنْ يرمي أية نفايات في الشارع او الأماكن العامة او السياحية ، ألف دولار !! . ونتيجة هذا القانون القاسي ، فأن سنغافورة ومنذ سنوات عديدة ، من أنظف البُلدان في العالم . .................................... ولأفسح المجال ، أن يشطح بي الخيال .. وأحلم في عراقٍ ، فيهِ قوانين مُشابهة .. وأن يُفّكر النواب بطريقة ، تُنصِف الفقراء .. ويُشرِعوا قوانين لإقرار النزاهة والامانة ، واُخرى تهتم بالبيئة والنظافة . والآن لايسعنا إلا الحلم والخيال والاُمنيات .. لأن الواقع بعيدٌ كُل البُعد عن طموحاتنا .. فالأثرياء والمسؤولون الكبار والقادة في العراق اليوم ، ليسَ فقط مُتساوون مع البُسطاء والفقراء ، مثلاً في غرامة تجاوز السُرعة ( نظرياً ) .. بل أنهم يسحقون القانون بأقدامهم ، وهُم فوق القانون أساساً .. وحتى أبنائهم لايشملهم القانون أصلاً .. فتراهم يستهترون في الشوارع ، بسياراتهم الفارهة ، بدون أجازة سياقة وبسرعة جنونية ، دون أن يحاسبهم أو يُغَرِمهم أحد .. والويل لسائقِ تكسي بسيط ، لو وقف للحظات في مكانٍ ممنوع ! . ومئات الموظفين الكبار ، وحتى النواب وأعضاء مجالس المحافظات ورُبما بعض الوزراء .. عندنا ،مُتهمون بالغش وتزوير الشهادات التي يَدّعون حيازتها ، حسب هيئة النزاهة .. ومن المؤكَد ان آلافاً غيرهم غشاشون ولم يُعلَن عنهم بعد .. بينما الهند عالجتْ هذا الموضوع مُسبقاً ، بالقانون ، وطبقته على الطلبة .. وأظهرتْ للمجتمع ان " الغّشاش " مكانه السجن ، ولا يُسمَح له ان ينجح زوراً وان يتقدم لوظيفة لا يستحقها ! .. " النظافة من الأيمان " .. هذه الجملة مُعَلَقة في آلاف الأماكن العامة والخاصة عندنا .. ولله الحمد ، فان [ الأيمان ] مُنتشر بكثافة كبيرة " ومظاهر " الأيمان واضحة لكل ذي عينَين .. والى جانب ، تقاعس وإهمال الحكومات عندنا ، في تحقيق نظافة الشوارع والأماكن العامة .. فأننا نحن ، أي المواطنين المؤمنين ، نُوّسِخ كُل مكانٍ نحلُ بهِ !! .. وليسَ هنالك قانون مثل القانون السنغافوري ، يردعنا ويوقفنا عند حَدِنا ! . ............................ عموماً ... حتى القوانين التي عندنا ، على علاتها .. لايشمل تطبيقها : الزعماء والقواد والمسؤولين والأغنياء ... بل تُطبَق على الضعفاء والفقراء والمهمشين فقط .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوضع العراقي : خمسة على خمسة !
-
أمريكي .. يتحّدث مع نفسهِ
-
وطنٌ مِنْ زُجاج
-
أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي
-
الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح
-
الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
-
بينَ زَمَنَين
-
في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
-
الأمريكي ... الصديق المُحايِد
-
حرب المخدات في بغداد في 27/4
-
قبلَ عشرين سنة ... واليوم
-
حكومة جديدة في أقليم كردستان
-
تبقى رائحة النفط .. كريهة !
-
الدوائر الامنية في العراق
-
وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
-
المَجد للحزب الشيوعي العراقي
-
قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
-
تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
-
فوائد القمة العربية
-
مشعان الجبوري في بغداد
المزيد.....
-
اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
-
وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم
...
-
البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ
...
-
كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري
...
-
بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض
...
-
السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم
...
-
وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس
...
-
-حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|