أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - ماذا سيتبقى مني














المزيد.....

ماذا سيتبقى مني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 19:02
المحور: حقوق الانسان
    


هل بقي لي دفاتر جديدة لم أملأها بعد؟ وهل بقي لي حبرا لم أشربه بعد؟وهل بقيت لي أوراقا لم أطبعها بعد؟وهل بقي لي ممحاة ومسطرة ودواة حبر باللون الأزرق؟ماذا بقي لي من أوجاع؟وماذا بقي لي من تشنجات عاطفية؟أين هي المرأة التي أعدُ نفسي بها منذ عشرين عام وأكثر؟ماذا تبقى في جعبتي من أفكار؟وماذا تبقى لدي من كلمات أقولها لكم؟وماذا تبقى حولي من مؤامرات ليخرجوني من بيتي على ظهري؟وماذا سيبقى مني بعد رحيلي مع الذكريات...؟ وهل ستبقى الناسُ تذكرني في كل عام وفي كل صلاة من أجل الحرية؟ وماذا سأجد في غير هذا العالم من صراعات؟ وماذا تبقى مني من أحلام ومن ستكون ملهمتي ومرضعتي بعد رحيل آخر النساء من حياتي؟ومن الذي سيلون هذا الكون بريشته بعد أن تذبل ريشتي وتأكلها الديدان,وماذا لي في هذا العالم غير ما صنعت يداي؟ ماذا سيتبقى مني غير الرماد!.

إني إن استنكر أهلي وجودي فإن لي أهلا يعرفونني كما أعرفهم وإن امتنع نهر الأردن عن ري عروقي فإن لي عند الرب نهرا يرويني وأشجارا تُطعمني من ثمارها,وماذا سيبقى بعدي من أحلام؟وماذا سيبقى بعدي من أشعار؟وماذا تبقى من أقدارٍ لم أعرف عنها شيئا في عالم الغيب الذي لا أعرفُ عنه شيئا,وماذا سيبقى لي من ألحان وماذا سيبقى لي من عناوين؟ ومن سيكون ضيفي في هذا المساء من فلاسفة أو أدباء أو شعراء أو أنبياء؟ماذا سأقرأ هذا اليوم ؟وماذا سأطبخ هذا اليوم وإلى أين سيجرفني التيار.

مضت السنون..ومضت الأيام..وانحدرتُ على هذا الوادي من ذلك الجبل الشاهق ونزلت وكأنني أهبط في القاع بمظلة أو بطائرة شراعية,عرفت المنحدرات وعرفت السهول وتربعت على قمم الجبال العالية وما زلتُ أرسم وما زلتُ ألون حياتي وحياة الذين من حولي بأجمل الألوان وبأبهظ الكلمات سعرا في سوق الكلمات,وهذه قصيدة كتبتها للشمس وهذه أغنية أغنيها للقمر وهذه مقطوعة نثرية كتبتها عن النجوم ونقلتها أوسرقتها من ثُريات السماء.

وماذا تبقى لي من شعراء لم أعرفهم؟ومن نساء لم أذق بلساني حلاوة الأظافر المطلية باللون الأبيض,ماذا تبقى لي في عمري من جراح ودماءٍ تسيل,وماذا تبقى لي في هذا الكون من حكايات ومن أفراح ومن دموعٍ ومن ابتسامات؟وماذا تبقى لي في هذا الكون منغصات تنغصُ عليّ حياتي؟هل بقي لي شيئا لم أعرفه؟ وهل كتب لي الله قضاء وقدراً لم أقرأه بعد؟كل ما كُتبَ عليّ قرأته وعشته كما يجب أن يكون وأكثر مما يجب,وهل بقي لي طعاماً لم أذقه أو هِدمةً لم ألبسها أو كسوة أدخرها للشتاء القادم؟ ماذا يبقى مني بعد كل هذه الجراح وماذا يبقى مني بعد هذا الدرب الطويل الذي رويته للناس بعرقي وكفاحي وجنوني,وماذا بقي مني من أفكار تتطاير من رأسي كما يتطاير الغبار على الأرصفة والطرقات,وماذا بقي لي من كلمات تجوح بأعلى صوتها وتنوح لخالقها ويبكي عليها أهل السماء والأرض!.

ماذا تبقى لي من أحزانٍ تسكن بي؟وأين هم ضيوف الصباح؟,ماذا تبقى لي من آلامٍ تمشي بدمي ؟وماذا تبقى لي من أوجاع ومن ضربات الأزاميل وهي تحفر في أعماق وجداني.

ما الذي يبقى مني حين أرحل عن هذه الديار؟وما الذي سيبقى مني حين تأخذني أحلامي في طريق أللاعودة وفي طريق أللامنتهي؟.

هل أنا منتميٌ إلى هذا العالم؟أو هل هذا العالم منتمي لي؟سؤالٌ يحيرني هل أنا من أهل هذا الزمان؟وهل أن أهلُ هذا الزمان لا يعرفوني ولا أعرفهم؟لحظة واحدة لينكشف كل شيء وليظهر كل شيءٍ على حقيقته,أنا لستُ من هذا العالم وهذا العالم ليس مني ووجودي عبارة عن عدم ومستقبلي كان أيضا عبارة عن عدم,وحياتي كلها عَدَمٌ في عدم وسأرحل عن هذا العالم إلى عالم العدم حيث لا يوجد لا ماء ولا كهرباء ولا حتى طاقة شمسية أو طاقة أحفورية أو طاقة بديلة مثل الرياح لأن الرياح أيضا ستصبح في عدم وكل شيء في هذا الكون سيصبح في عدم ولن يتبقى مني غير الأحزان ولن يتبقى مني غير بقايا النزف وبقايا الجراح,سينساني الناس ولن يحلم بعودتي أحد.

وهل من المعقول أن ينتظر الناس عودتي بعد رحيلي عن هذا العالم بألف عام لأخلصهم من الشر ومن الظلام ؟علما أنني أليوم لم أستطع تخليص نفسي فكيف سأستطيع تخليص هذا العالم؟وإذا كنت غير قادرٍ على إطعام نفسي فكيف سيكون باستطاعتي إطعام هذا العالم؟وإن كنت غير قادرٍ على إحياء نفسي فكيف سأكون قادرا على إحياء غيري!.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة المرأة المسلمة في الدنيا والآخرة
- لو يصبح العرب مثل داروين
- المرأة الطاهرة
- في الأرض التي مشى عليها المسيح
- الاغتسال والذبح على الطريقة الإسلامية
- يد فكتور هيغو
- رجم الشيطان لا يكفي
- الأحزان والهموم شيمة المفكرين
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله
- جلدي يحكني
- ضعف الوحدة العضوية والموضوعية في سور القرآن الكريم.
- كلمة بسيطه
- هل الإنسان مخلوق من تراب؟
- الدور الذي لعبته جدتي
- المرأة تجمع بين عدة وظائف
- جدتي رحمها الله
- الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا
- كيف انتشر الإسلام حديثا؟
- 50تقسيم24


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - ماذا سيتبقى مني