أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن غانم - للمبدعة بشرى البستاني وسام الأستاذ الأول على وزارة التعليم العالي















المزيد.....

للمبدعة بشرى البستاني وسام الأستاذ الأول على وزارة التعليم العالي


فاتن غانم

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


**
وأنا أقرأ خبر فوز أستاذتي المبدعة الأستاذة الدكتورة بشرى البستاني بالوسام الأول للأكاديمية العراقية في العلوم الإنسانية على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجامعاتها العريقة ,وعلمائها ومفكريها الأجلاء لهذا العام 2012 ، انثالت أمامي منتصف الشهر الحالي في احتفالية تكريمها بعيد العلم كلمات أستاذة خالدة ، تحفر اسمها وفعلها وحضورها في عقول وقلوب قرائها و طلبتها ... " المعرفة هي الروح التي تحركنا وتبث فينا القدرة على الفعل الخلاق ، فلتكن لنا أرواح ، لا خير بكلمة لا تتحول الى فعل ، انتبهوا .. فب ( كن ) كان فعل الخلق والكشف والديمومة ، لا تستأجروا مواقفكم في الحياة بل اصنعوها ، الحرية هي القدرة على الاختيار ، فتعلموا أن تختاروا لتكونوا أحرارا لا تابعين ، والابداع وليد الحرية وابنهما البار هو الحب فافتحوا قلوبكم للحب تتسع للجمال رؤاكم ، بالقيم ونبلها يصير الانسان مكرما وبدون فعل القيمة ليس له إلا أن يأكل وينام .." تلك هي بعض ما لا ننساه من كلمات هذه المبدعة الكبيرة عبر حضورها المفعم بالحركية المعرفية وصدق مسيرتها الرسالية وهي تبث فينا من توهجها في البكالوريوس وفي مرحلة الماجستير وفي الدكتوراه ، " أنتم المستقبل ، أنتم الإشارات والرسالة و الأمانة .." ندخل إلى محاضرتها خائفين هيّابين ، ونخرج منها واثقين نابضين بالأمل ..." في دواخلكم طاقات خلاقة استنهضوها .." فنتسابق الى الكتب ، وبالحب والايثار الذي تعلمناه منها نتبادل المصادر ونجهد انفسنا في كتابة البحوث ، وهي تقرأ ، وبالإخلاص الذي عرف عنها تسجل ملاحظاتها وتكثر من تدوين الاسئلة والتساؤلات واقتراح المصادر والمراجع التي من شانها إغناء البحوث حتى تستوي على سوقها تعجب القراء ، لكننا نبقى أمام هيبتها واجفين ...
تلك السيدة المهابة بهالات النور وجلال العلم وسلطان المعرفة ، جادة ومنهمكة في مشروعها العلمي والإبداعي لا يدخل عليها الا طالب علم ولا يدور في حضرتها الا حديث علم ، في بيتها يبدأ مجلس علمي جديد فأوقات الدوام لا تكفي طلبتها ولذلك تعطي مواعيد لحواراتهم في مكتبة البيت ، فبيتها مكتبة كبيرة لا يستقر فيها كتاب على كتاب ولذلك تستعين بنا كلما بدأت دراسة جديدة لنوفر ما تحتاج من مصادر تراكمت في اركان البيت أوتفرقت عند الطلبة .
بهدوء بدأت ، وبتأن واصلت وبانهماك ظلت تصل الليل بالنهار وهي في كل ذلك غير حريصة على الشهرة واضوائها ، تعتذر عن اللقاءات في الاذاعات والقنوات ، منكبة على ما تعتقد أنه الأجدى . في اعوام الحصار تناثر اساتذة الجامعات في ارض الله لكنها ظلت مع طلبتها تقرا على الشموع أطاريحهم ورسائلهم وتبث بهم الامل وحين يلومها اللائمون على بقائها في العراق تقول بثقة ، لا أستطيع ترك الحبيب المفدى محاصرا ومجروحا ، أريد ان أواصل معه حتى الخلاص . وعبر كل ما كتبت من شعر ونقد ونثر كانت تعبر بصدق عن علاقتها الوثقى بواقع شعبها وامتها وبواقع الانسان المعاصر الذي تشرح لنا في محاضرات المناهج كيف دمرته حضارة الطغاة المادية ، في نصوصها يتداخل الحزن بالفرح باللوعة بالالم منطلقة من تشبثها بالحلم طريقا لغذ افضل ، وهي عبر تألقاتها الجمة وكل النجاحات التي احرزتها شديدة التواضع ، بالغة الكرم و الإيثار والحنان ، راقية الخلق ، سامية الروح مترفعة عن الذرائع والمكاسب بأنواعها عالمة باختصاصها ، مفكرة ومهمومة بالانسان ، شمولية الثقافة ، بالغة الشفافية ، محبة للفنون كافة ، شديدة الحب لطلبتها وزملائها ، لقد عرفتها مرات عن قرب مرة وهي تدرسني عبر المراحل الثلاث ، ومرة وهي تشرف على رسالتي في الماجستير إذ عملت معي بمتابعة وحرص وعلمية وحوارات طويلة علمتني الكثير ، أولها إنصاف المدروسين وإعطاؤهم حقوقهم فالاستحقاقات عندها مقدسة لانها كما تقول ، أمانة والامانة أبت الجبال حملها مخافة التبعات لكن الانسان كان حاملها اختبارا صعبا وامتحانا عسيرا لضميره وقدرته على اداء الحقوق ، ومرة خامسة أثناء دراستي لشعرها في أطروحة دكتوراه وكنت أدهش دوما بطباعها الانسانية المتفردة ، ولذلك كان فوزها بالوسام الاول على وزارة التعليم العالي بجامعاتها العريقة والاصيلة تجليا فذا لموضوعية وإنصاف لجان التحكيم في أسمى صورهما ، بشرى البستاني الشاعرة والناقدة العراقية والمفكرة المكابدة بهموم الانسان والدكتورة الاستاذة حائزة على ثمانية عشر شارةً ودرعا إبداعيا ووساما في التميز الابداعي وعلى أكثر من ستين شهادة تقديرية عراقية وعربية وعالمية لأعمالها وأنشطتها في ميادين مختلفة ، ولها أكثر من خمس عشرة مجموعة شعرية في التفعيلة وقصيدة النثر والنص الطويل ومجموعة قصص قصيرة بعنوان هواتف الليل صادرة عن دار دجلة ، عمان ، وعشرة كتب نقدية وعشرة كتب اكاديمية مشتركة وأكثر من خمسين بحثا منشورا داخل العراق وخارجه ، شاركت بعشرات المؤتمرات العراقية والعربية والعالمية وقد مثلت العراق في مؤتمرات عربية ودولية ، وخرّجت – مشرفةً - خمسة وثلاثين من الطلبة في الدكتوراه والماجستير ، وخرّجت أجيالا من الطلبة العراقيين والعرب وناقشت أكثر من مئة وخمسين رسالة وأطروحة داخل العراق وخارجه ، وأسهمت في تحرير مجلات وصحف عدة ، وما تزال عضوة استشارية في أكثر من مجلة محكمة ، أشرفت على أعمال الشباب الإبداعية مدة عشرين عاما داخل الجامعة وطيلة مسيرتها خارجها ، وهي رئيسة تحرير سلسلة ( لأن ) دراسات في اللغة والآدب والنقد التي تصدر عن مؤسسة السياب للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة في لندن ، كما ترأس تحريرمجلة حروف الالكترونية ، وقد صدر عن شعرها كتاب بالانكليزية عام 2009 عن دار ميلن برس الأمريكية بعنوان ( شعر معاصر من العراق ، لبشرى البستاني ) ، ترجمة الأكاديميتين د وفاء عبد اللطيف ود. سناء ظاهر ، كما صدر عن شعرها كتب منها : سلطة الابداع الانثوي في الخطاب النسوي ، شعربشرى البستاني نموذجا ، للدكتور محمود خليف عن دار غيداء ، عمان ، وكتاب الحضور والغياب في شعر بشرى البستاني للباحثة اخلاص محمود عبد الله ، عن دار فضاءات بعمان ، وينابيع النص وجماليات التشكيل ، دراسات في شعر بشرى البستاني ، مجموعة بحوث إعداد وتقديم د. خليل شكري ، دار دجلة ، عمان ، وعن شعرها كتبت أطاريح دكتوراه ورسائل ماجستير في جامعات البصرة والموصل وديالى وتكريت وفي الاردن والجامعات الايرانية ، ترجم شعرها للانكليزية والفرنسية والاسبانية ، وسيبقى بصدقه ولغته المتوهجة ومضامينه الانسانية وانحيازه للحرية والقيم السامية وحداثته المتفردة قبلة الدارسين وموئلا للحوار ، لانه السفر الذي عبر عن حقبة مهمة من عذاب الانسان العراقي والعربي وعن معاناة الانسان المعاصر عموما بموهبة وصدق وثقافة أصيلة واقتدار . تحية للمبدعات العربيات بمبدعة اختصرت المثابرة منهجا والاخلاص طريقا والحب رؤية ، والفن خلاصا ، وهنيئا لنا طلبة وجيلا ومجتمعا بقدوة جليلة تعطي وتهب بلا حدود .



#فاتن_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن غانم - للمبدعة بشرى البستاني وسام الأستاذ الأول على وزارة التعليم العالي