حوار مع الله في الجحيم - قصة قصيرة

موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 18:22
المحور: الادب والفن
    

مرت فترة بعدما أستأذن كريم لكى يُسمح له بالخروج من مملكة النور و الذهاب لزيارة مملكة الظلمة مرة ثانية .. الفترة هذه لا يمكن مقارنها بالزمن المتعامل به على الأرض .. ممكن ان تكون عدة ساعات أو حتى بضعه مئات من السنوات فالكل هناك فوق الزمان و فوق المكان .. فلا يمكن تحديد مواقع الممالك و مقارنتها بأقرب النجوم و الكواكب اليها ، لأنها خارج المنظومات تلك في اللا منتهى و اللا حدود

دخل كريم مملكة الظلمة مخترقا المجموعات المختلفة التي بها و هي لا تعد و لا تحصى .. متوجها الى تلك المجموعة الكبيرة المتواجدة على أطرافها و هي ذات الدائرة النارية .. أخترق كريم هذا الحائط الناري بسهوله فجسده النوراني لا يتأثر و يتعالى على تلك النيران و باقية الأجسام الأخرى .. قصد كريم المركز حيث يتواجد زعيمهم المسمى (اللول) و كما يطلقون عليه أعضاء مجموعته و هو الذى يسمونه البعض على الأرض بـ (الله)

أقترب كريم من (اللول) أو الله يريد التحدث معه .. فهو على علم بمجيئيه مرة ثانية كما أخبره في المرة السابقة بمعاودة الزيارة .. هناك أسئلة كثير تدور في ذهن كريم و يريد إجابات لها

سأله كريم الله قائلا .. هل انت الشيطان .. كما يطلقون عليك
الله .. هم يطلقون عليا ذلك و حتى الجميع الذين تراهم في مجموعتي هنا يطلقون عليهم أيضا شياطين
..
كريم .. أليس الشيطان من أسمائك
الله .. أسمى الحقيقي الذى قد سُميت به من قبل في مملكة النور التي قد اتيت منها قبل مجيئي الى هنا .. هو (بعلزبول) .. هؤلاء هم جماعتي الذين قدموا معي و قد أتبعوني .. الجميع خاضع لي هنا في مملكتي
..
كريم .. تقصد مملكة النور التي قد طُردت منها
الله .. أعتقد أنت فيما تشاء !!!
..
كريم .. هل تعرف محمد صاحب الديانة الشهيرة
الله .. اعرفه جيدا .. لكنى لم أتكلم معه قط .. الكثير من أتباعي تعاملوا معه و هو الآن متخفى خوفا من اتباعه وسط مجموعة من النساء قد أقامها أتباعه لنسائهم .. ويصطحب معه نسوانه و بعض من أقاربه و أصحابه
..
كريم .. هل تقصد بأتباعك .. الملاك (جبرائيل) الذين تعامل معه
الله .. جبرائيل !! .. أنا لا أعرفه .. لكنى أعرف من تعامل معه عندما كان على الأرض و هم كثيرون .. كهيعص - طس - المص - حم - عسق - طه و أخرين في حدود اربعة عشر و جميعهم تجدهم الآن حولك .. فقد بدا بتسبيح أسمائهم في اول حكاياته و سوره
..
كريم .. هل كنت ترسل له كلام مكتوب عندك في لوح تحتفظ به
الله .. كان يتم توجِيههُ في بعض الأمور من قبل رسلي و كانوا يقودونه من قبل و مازالوا يفعلون هذا مع أتباعه من المؤمنين به ، حتى نضمن قدومهم الينا
بخصوص اللوح المحفوظ .. نحن لا نحتاج الى لوح لنحفظ فيه أفكارنا و كلامنا .. فنحن لا ننسى شيء على الأطلاق .. هذا عندكم ، تحفظون كل شيء على هارد دسك أو كما تقولون على (كمبيوتر) و في مستندات
..
كريم .. لماذا طالبت من (محمد) و أتباعه بقتل كل من يرتد عنه و قتل كل من لا يؤمن به و بك ايضا من البشر
الله .. ليس كل شيء! .. قتال غير المؤمنين بيه و بكلامه و بـ الله من توصياتنا نحن .. أم قتل المرتدين عنه فهذه من عنده هو و من عند أتباعيه
..
كريم .. وضح أكثر من فضلك
الله .. ما يهمنا هو عدم ذهاب بنى الأنسان الى مملكة النور و عدم امتلاءها بالأعداد السابق تحديدها .. و هذه الأعداد من الممكن ان تكون مساوية لأعضاء مجموعتي أو أضعافها .. لا ندرى الكمية بالضبط .. و لا نستطيع التلصص و معرفة الأعداد الحالية عندكم
..
كريم .. لكن لماذا كل هذا الخوف من امتلاء مملكة النور بالعدد الكافي و المحدد له من قبل
الله .. لأنه بوصول المملكة الى هذا العدد المحدد له .. سوف ينتقل اعضائها مباشرة الى حالة (الخلود) و تدخل مملكتي و من بها في المقابل في مرحلتي (العقاب) ثم (الفناء)
نحن نجاهد على الأرض لعدم حدوث ذلك في أي وقت من قبل (رئيس مملكة النور) و نريد أن نجعل هذا الميعاد في المقابل في (اللا منتهى) من خلال عملية (اللا خلود) و هي استحالة الوصول الى مرحلة الخلود عندكم في تلك المملكة
..
كريم .. تقصد برئيس مملكة النور هو (الهنا) خالق السموات و الأرض و الكواكب و النجوم و كل الكون و ما عليه
الله .. أعتقد أنت كيفما تشاء !!!
..
كريم .. تقصد أن هذا هو سبب العداء بينكم و بين بنى انسان من بدأ الخليقة
الله .. لا نسميه عداء و لكنه الصراع من أجل تفادى الفناء و اللا خلود
..
كريم .. الم تخف بسبب كشفك لي كل تلك الأسرار .. بأن أقوم مثلا .. بتوصيلها الى بنى الأنسان على الأرض .. بالتالي سوف يتم التعجيل بامتلاء مملكة النور و بسرعة أكبر
الله .. نحن لا نخف من شيء و متأكدون من استحالة أستماع بنى الأنسان اليكم .. أنهم يستمعون الينا فقط من البداية .. هم لا يعرفونكم اطلاقا و لكن يعرفوننا نحن من أصواتنا و همساتنا لهم
..
كريم .. نرجع الى الحديث عن محمد .. الم يكن رسول من عندك كما يدعون
الله .. أنا لا اتخذ رسول من بنى البشر و رسلي جميعهم تستطيع ان تراهم حولك الآن .. محمد و أمثاله نطلق عليهم (عبيد) ينفذون ما نأمرهم به عن طريق رسلنا اليهم و لكن ليس كل ما يقومون به هو من توصيتنا !!!
..
كريم .. هل ارهاب البشر ببعص القصص عن عذاب القبر و عذاب النار من توصياتكم
الله .. ليس كل شيء !! .. جميع الأعمال و الأقوال التي تتسم بالغباء فهي لا تفيدنا في شيء .. هي من عند (محمد) و أصحابه .. هو كما تقولون على الأرض لا يحتاج الى توصية مننا في تلك الأمور .. حقيقة الأمر ان (محمد) كان مريض عقلي و نفسى في نفس الوقت و حقيقة جذوره كانت تسبب له مشكله نفسية و لها تأثير كبير على تصرفاته و أعاقته النفسية
بعد موت (عبدالله) ابن (عبد المطلب) .. لم يكن له أولاد ..أشترى (عبد المطلب) طفل و أسماه (محمد) و أدعاه لـ (عبدالله) أبنا له من امه (أمنه بنت وهب) و هي كانت أحدى البغايا .. لكى يقال ان لـ (عبدالله) المتوفى لم ينتهى عقبه و علم بهذا الامر أيضا ابنه الأخر (ابو طالب)
هذا الحدث من أهم أسباب الكراهية التي واجهها (محمد) طوال حياته من قبل بعض أعمامه و اولادهم و من باقية العشائر و القبائل الأخرى .. فهم لا يعترفون به طواعية كزعيم عليهم و كانوا يتشككون دائما في انتسابه اليهم
..
كريم .. هل تحب محمد و أتباعه
الله .. هذه المشاعر ليست عندنا فنحن لا نحب و لا نكره و اختياراتنا تقع على أمثال محمد و أتباعه و هم جميعهم مخلوقات بلا مشاعر
..
كريم .. هل تريد ان تسألني شيء
الله .. ما عدد أعضاء مملكة النور و بالتقريب فقط أو كم مرة يماثل حجمهما حجم مملكتي هنا ، أنا أعرف مسبقا ان رئيسها لا يعرف الرقم الحالي لأعضائها !!!
كريم .. اسكت يا شيطان
..
شعر كريم بيد تتلمس كتفه بحنية و صوت هادئ يقول له .. أصحى بقى يا حبيبي انت نمت كتير النهارده .. كانت والدته

ملحوظة: ــــــــــــــــــــــــــ
هذه القصة القصيرة واحدة من سلسلة قصصية قصيرة (ثلاثية) مترابطة الأحداث و تم مراعاة أن تقرأ مع بعضها أو فرادى
1 - القبض على الرسول في الجحيم (قصة قصيرة)
2 - مقابلة الله في الجحيم (قصة قصيرة)
3 - حوار مع الله في الجحيم (قصة قصيرة)
مع محبتي و ارق تحية ــــــــــــــــــــــــــ الكاتب

#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات