أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ان لم تستحي ...افعل ما تشاء















المزيد.....

ان لم تستحي ...افعل ما تشاء


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن لم تستحي... افعل ما تشاء

هي قطرة حياء تتلألأ على جبينك إن سقطت تعريت وفقدت إنسانيتك ومثلك وأخلاقك.
فلكل مجتمع بشري قيم وموازين معرفيه وأخلاقيه ,وضوابط وسلوكيات وممارسات تتحكم في تنظيم علاقاته الاجتماعية والتخادميه والنفعية فان احتفت أو اضمحلت تلك الضوابط والقيم تحول المجتمع إلى شريعة الغاب, القوي فيها يأكل الضعيف والرديء الفاسد فاقد المروءة والحياء يتسيد وينهش بعروق الآخرين من بني جلدته فلا يجد أي غضاضة وتجبجب من الاعتداء والتجاوز على حقوقهم وممتلكاتهم وحتى حرياتهم , حيث يستأنس بما تنسجه وتوحي إليه نفسه المريضة, المفعمة بأنانيتها وذاتيتها , والأمارة بارتكاب السوء والمعاصي,وأخس الإعمال والأفعال رذالة وقبحا , فتكّون سليقته وديدنه في التعاطي والتعامل مع بني جنسه ممن تخجلهم تصرفاته ونزواته وشخصيته المنحطة لهذا ينفر منه الجميع ويتواروا بعيدا عنه ليعيش معزولا منبوذا خائبا إلا من الذين على اشكاله يقعون .
هذه الظاهرة ترى نتوآتها فاقعة بارزه ومشخصه ,على السطح الذي يحيط بنا بفعل تلاوين واشكال شخصياتها التي تأخذ طابع الوسط أو الحيز الذي يحشروا أنفسهم فيه , أو بفعل الحركات البهلوانية والتقلبات التي تمليها عليهم مآربهم وشخوصهم الهزيلة المنغمسة بنتانتها وخستها فيتقافزوا ’ بين الامكنه والازمنه التي تجد ضالتهم ألمصلحيه فيها, في منظر مقزز مقرف مريب تشمئز منه النفس السوية .
ويزداد بروز وسطوع هذه الظواهر الشاذة والخارجة عن ملل وأخلاقيات ومثل المجتمع, في حالة تغيرات الانظمه السياسية أو الحركات الثورية أو الدينية أو في عنفوان الانشطه ألاقتصاديه والاجتماعية, فيجد هؤلاء مرتعا خصبا فسيحا يؤهلهم ويتيح المجال لهم في السرعة والحركة بغية المروق والاختراق لتمرير كل غاياتهم ونواياهم الخبيثة , تحت غمامة تغشي ابصارهم ومسامعهم وكل حواسهم, فتحجب عنهم المحيط الذي يكتنفهم, فلا يروا فيه إلا ذواتهم والطريق المؤدي والموصل للهدف أو الفريسة التي سيقتنصونها ,فتصور لهم نفوسهم المريضة أنهم أسوياء ومنسجمين ومتفاعلين مع أخلاقيات وسلوكيات مجتمعهم, ولانعدام وضمور حيائهم وعزت نفوسهم, يندفعون بتمثيل دور يظهر للناس انهم مصلحين و حريصين ومخلصين ومحاربين لكل السلبيات والنواقص التي تعتري المجتمع ,وبكل وقاحة وصلافه يتطفلوا بالتدخل في بعضها للوصول إلى حيثياتها وجذورها محاولين تشخيصها وإبراز مواطن الخلل والضعف فيها, والانكى من ذلك يعطوا اللمسات والحلول لإصلاحها وتطبيبها, متناسين أنهم مشخصين ومعروفين من لدن أبناء وطنهم, في كونهم وراء كل نائبة وداء وفعل خسيس, وهم من يقف على تأجيجه وافتعاله , وان هذا المجتمع الذي يحاولون بكل ما أتوا من دهاء وذهنية تآمرية , في محاولة استغفاله يؤشر لهم بالبنان, إن يلوذوا بالصمت والابتعاد وترك عما لايعنيهم فهم خلف كل فعل وعمل رزء وقبيح , ولكن تأبى نفوسهم الشريرة المنقوعة بالحقد والكراهية لكل ماهو إنسانيي, التخلي عن ممارسة دورهم الممتلئ بالقيح والنتانة.
فمن ألسهوله واليسر وبدون عناء وتعب, ان يدرك العراقي ويضع يده وحواسه وجوارحه على هؤلاء, فقد أينعت رؤوسهم وبدءوا بالتكاثر والتوالد , وامتدت عروقهم وتشعبت في ثنايا واقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي, الذي نعيشه اليوم في عراقنا المثخن بالجراح, الذي للآن لم يفق من كبواته وانكساراته وأوجاعه ,التي عاشها في سنوات القهر والظلم, سنوات التشتت والضياع والتهجير بين الفيافي والبلدان, حيث كانت هذه الطفيليات تبني أعشاشها وتقتات من رمق وفتات عيش المتشردين والباحثين عن مأوى يقيهم من عذابات وجور الظلم والهوان الذي عاشوه تحت سقف يقال له وطن, ومادروا ان هذه الطحالب كانت تتربص لهم وتترقبهم وتنتظرهم على أبواب دول التيه واللجوء, فتغويهم وتستهويهم وتؤملهم بفضاء أرحب وأكثر أمانا واطمئنانا ,معده لهم ومهيأة لاحتضانهم, وسرعان مايقعوا فريسة سهلة تحت معسول الكلام وعزف وأنغام هؤلاء العتاة, فيستلبون منهم ما ادخروه وحفظوه من نقود في أيامهم الخوالي التي أعدوها للخلاص من براثن الألم والفاقة,.
هؤلاء الشراذم كانوا يعيشون تحت مسميات ويافطات عديدة تجذب لها الناظرين والباحثين عن الاستقرار والهدوء والامكنه الامنه .
فكانوا إما على شكل تنظيمات وأحزاب سياسيه تدعي زورا وبهتانا أنها مناهضه ومقارعه للنظام ألصدامي وهي تصطف مع كل عراقي مشرد لزه الظلم والطغيان للهرب من بلاده هائما يبحث عن مأوى آمنا يقيه من جور وغلاظة نظامه .
او ان تكون على شكل عصابات منظمه همها وديدنها النصب والاحتيال والإيقاع بالمغفلين من أبناء جنسها وملتها, فتبتز أموالهم وما ملكت إيمانهم على أمل تجسير عبورهم إلى الشاطئ, الذي يؤمن لهم حياة مستقره هانئة بعيدا عن عذابات السنين وبؤسها.
أو هم على شكل شخصيات مهترئه متهالكة فاغرة فاهها لابتلاع وامتصاص رحيق كل مغدور خاوي يدور في فلك التشرد والضياع, فيغويه هؤلاء بحسن المعاشرة وبالكلام المنمق التي تطغي عليه لغة السكينة والصفاء ,والذي يدفع ثمنه المغدور سلفا مما كان يكتنزه هو وعياله قبل ان يقع فريسة النصب والاحتيال لمن باعوا ضمائرهم وانتفت المروءة والنخوة في قلوبهم ,فاعمي الدولار بصيرتهم, مما تسبب بموت الكثير من العراقيين بفعل جشع وضحالة هؤلاء الفاسدين حيث ابتلعت بعضهم البحار والمحيطات غرقا, أو منهم من مات في الطرق والفيافي الموحشة ليكونوا لقمة سائغة وشهيه للحيوانات المتوحشة والسائبه, أو من مات جوعا بين الشوارع والازقه في الدول الاقليميه ألتي تفضلت عليهم بالمكوث بين حواضنها ريثما تسنح لهم فرصة العبور, لكن ابتزاز أموالهم وما اكتنزوه من قبل شذاذ الأفاق والمرتزقة, لم يتح لهم العبور السلس فيفيقوا من هول الصدمة التي مناهم بها إخوتهم في الوطن والدين ,فيجدوا أنفسهم خاوي الوفاض بما يسدوا به رمقهم ورمق عيالهم.
ولكن يالبؤسه من زمن ان ترى بعض من هؤلاء اليوم وهم يعتلون صهوة المجد ويقودوا ركب الونى واللغوب الذي عاشه كثير من العراقيين تحت نير نظامهم البائد وتحت سقم وابتزاز من أذاقوهم في غربتهم مر الذل والهوان فبعض هؤلاء يتصدر مشهدنا السياسي بغير وجه حق لكونهم اعتلوا موجته زورا وبهتانا بنفوسهم الضعيفة وانتهازيتهم وتسلقهم على أكتاف غيرهم من القادة والأحزاب العاملة أو من قفزاتهم وخفة شخصياتهم المهترئه والمهزوزة التي تبيح لهم التنقل بين المراكز الأكثر ثقلا ومركزا ومالا, فتجدهم اليوم يبنون أوكارهم ويتمطون بين هذا الحزب وهذه الشخصيه المتنفذه وحسب المكمن والمأوى السمين وهذا ليس جديدا عليهم هؤلاء الذي كانوا يوما يقتاتون من الحيل والتلاعب من اجل إن يؤمنوا لهم حياة مرفه في الخارج اليوم مقدرات وثروات بلد بأكمله تحت تصرفهم وطيع اناملهم فانظروا ما ذا يفعلون وتحت سمع وبصر من خبرهم وعجن طين معدنهم وعرف عن كثب سموم دمائهم وسوداوية عقولهم ونواياهم.
ولا يقتصر واقعنا المنهك والمريض سريريا للتماثل بالشفاء على يد هؤلاء العتاة من عاش خارج العراق بحجة المعارض والمناهض للنظام .
بل يتعداه لمن كان في داخله ومن كان من حاشية النظام وأركان حكمه ومن تلطخت أياديهم بدماء العراقيين ولازالت طرية تصبغ باحمرارها الزكي تلك الأيادي القذرة وهي تحركها يمينا وشمالا في مجالسنا التشريعية أو في خطبها وندواتها أو من على كراسيها المهزوزة تحت بصر وعلم الضحايا والمكلومين والثكالى والأيتام التي مزقتهم ونهمتهم تلك الايادي يوم كانت في مركز القرار لنظامها المقبور .
فكيف نأتمنهم على أرواحنا ومقدراتنا ونعتبرهم حماتنا وحامي ثرواتنا أو نثق بحرصهم ومراقبتهم لأموالنا وممتلكاتنا وهم من يعطونا النصح والإرشاد وتقديم الحلول للخروج من المعضلات والمصائب والهنات التي ما برحت تفتك وتنشب اظفارها في دواخلنا وعروقنا.
والكل على علم وثقة انه لولا صعود هؤلاء الشراذم المتقيحة دفة الحكم والسلطة لما وصل العراق إلى ماهو عليه ألان من تفتت وهدر مالي وفساد إداري وسرقة وتبذير للمال العام وانعدام لأبسط الخدمات وتخلف في جميع مناحي الحياة والمصيبة العظمى انهم يكذبون ويضحكون على ذقون العراقيين عندما يطرحوا بميزانياتهم الانفجارية والتي تفوق الخيال بحجمها وفي كيفية التخطيط والبرمجة بمفاصل الصرف في البناء والاعماروتقديم ارقى الخدمات ,من ماء وكهرباء وصحة ومنافع اجتماعيه, ولكن لم يحصد منها العراقي غير أرقام حسابيه مركونة على جداول الواردات والمصروفات السنوية ,لكن حصيلتها ولكل السنوات التسع المنصرمة من عمر النظام الجديد , تهتدي وتندل طريقها في الذهاب إلى جيوب هؤلاء المرتزقة, والى المافيا والمتنفذين, وأحزابهم وشخوصها, ومن الاذناب والحواشي والتابعين, ومن الانتهازيين والوصوليين. اما العراقي صاحب الأرض والثروة والمال, والمعني بكل شيء, فله القشيب الرخيص الاجرد.
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما كفاكم استهانة واستخافا بعقول العراقين....؟؟؟؟
- الحزب الشيوعي العراقي...مواقف وآراء
- مبروك...عودة الفرع الى الاصل.....!!!
- الازدواجيه في تحديد ماهية وجنسية الدوله العراقيه الحاليه
- لا...لمؤتمر الاملاءآت العربي
- في ذكرى الربيع العراقي
- الملائكه هي من شاركت بالتصويت لصالح مصفحاتهم ...!!!!
- المساومات الرخيصه
- بازار المناصب...!!!
- ودّعْ البزون شحمه....!!!
- يخوطون بصف الاستكان.....!!!
- الاسلاميون وشرعنة الفساد
- تهيؤآت وهلوسات منتفض
- نكته امنيه
- الانتهازيه معول للهدم والتخريب
- امراض المعارضه متجذره في نفوس السلطه
- صدام خلافك..........إإإ
- الحيتان جاهزه لابتلاع قانون الاحزاب قبل نضوجه
- هل مقص الرقيب كان وراء حذف مقالي ...؟؟؟
- ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراق ...


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ان لم تستحي ...افعل ما تشاء