أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - التطبيع من تهافت المفتي جمعة إلى مبررات الهباش















المزيد.....

التطبيع من تهافت المفتي جمعة إلى مبررات الهباش


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 19:46
المحور: القضية الفلسطينية
    



من المفارقات العجيبة والتي تثير العديد من الأسئلة أن يجرؤ ما يسمى بمفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة على زيارة القدس والأقصى في ظل الاحتلال الصهيوني، وفي خضم مفاعيل الثورة المصرية وحالة الاشتباك التي تخوضها قوى الثورة مع الفلول وقوى الثورة المضادة، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار بأنه لم يجرؤ أي مسؤول في المؤسسة الدينية في مصر، منذ توقيع معاهدة السلام المزعوم مع (إسرائيل) عام 1979 أن يزور القدس سواءً في عهد السادات أو في عهد خلفه المخلوع حسني مبارك.
من هذه الأسئلة: هل تمت هذه الزيارة بدون علم المجلس العسكري وبدون إذن منه ؟ هل تمت الزيارة دونما إذن مسبق من حكومة العدو؟ وهل تنطوي هذه الزيارة على رسائل محددة لأكثر من طرف إقليمي ودولي ؟
إن أبسط البديهيات في أي جهاز بيروقراطي حكومي تقول أن سفر مسؤول رسمي بوزن المفتي إلى الخارج، حتى لو " لشم الهواء " لا يمكن أن يتم بدون موافقة مرجعية الحكم واستئذانها، هذا ( أولاً) ( وثانياً) فإن المفتي علي جمعة بحكم موقعه شخصية عامة وبالتالي فإن أية ممارسة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية له، لا يمكن أن تنفصل عن هذا الموقع وبالتالي فإن ما زعمه الشيخ جمعة بأن الزيارة تمت بصفة شخصية، لا تنطل على أحد ، ما يدفع للاستنتاج بأن الشيخ أراد إيصال أكثر من رسالة لمن يهمه الأمر .
أولى هذه الرسائل موجهة لحكومة العدو وللرأي العام الإسرائيلي بأن السياسة الخارجية لمصر بعد الثورة، ستظل كما كانت قبل الثورة مع بعض التعديلات ، طالما أن العسكر يشكلون المرجعية للحكم في مصر وأنهم أصحاب الولاية الفاعلون في مسألتي الأمن والخارجية .
والرسالة الثانية: موجهة للولايات المتحدة بأن المجلس العسكري هو الضامن الرئيسي لاستمرار تمسك الحكم في مصر، بمعاهدة كامب ديفيد وذلك لضمان استمرار الدعم المادي والسياسي للمجلس العسكري وفق تقليد معمول به منذ عهد الرئيس المخلوع: بأن التقرب من واشنطن يقتضي كسب ود تل أبيب.
أما الرسالة الثالثة: فكانت موجهة لقوى الثورة المضادة في مصر- التي تجرأت بدخول معركة الانتخابات الرئاسية المصرية - بأن تنتقل من حالة الدفاع والتراجع، إلى حالة الهجوم ولتستثمر سطوة العسكر وبقاء الجهاز التنفيذي والأمني والإداري للدولة، بيد رموز وأدوات العهد القديم ، ناهيك أن هذه الزيارة كانت بمثابة بالون اختبار لقياس ردة فعل الشارع المصري ، حيال الموقف من الكيان الصهيوني في المرحلة الراهنة.
أما السؤال المتعلق بشأن حصول المفتي على إذن من حكومة العدو لزيارة القدس فقد أراحنا العدو الصهيوني من عناء البحث والتدقيق للإجابة عنه، عندما صرح بأن دخول المفتي للقدس تم بالتنسيق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي عملت على توفير الحماية الأمنية له ما جعل المفتي في وضع لا يحسد عليه، خاصةً وأنه زعم أن الزيارة تمت بدون إذن إسرائيلي، وأنه لم يرى إسرائيليا خلال الزيارة!!!
إن ادعاءات المفتي بأن الزيارة محض شخصية للصلاة في القدس وأنها لدعم صمود أهل القدس، وللتأكيد على عروبتها وإسلاميتها وأنها ليست تطبيعاً،.. هذه الادعاءات لا تستحق الرد عليها، فقط نسأله - بعد أن أصبح في وضع المنبوذ، وبعد أن اكتشف حجم ردة الفعل الغاضبة في الشارع العربي، وفي الشارع المصري المطالب بطرده من دار الإفتاء وبتقديمه للمحاكمة - نسأله : لماذا لم يقم أي شيخ من شيوخ الأزهر، بزيارة القدس منذ توقيع المعاهدة مع الكيان الصهيوني؟؟ ولماذا لم يقم أي مسؤول من المسؤولين السابقين في مؤسسة الإفتاء المصرية بزيارة القدس؟؟ ولماذا أفتى الراحل الكبير بابا الأقباط الأنبا شنودة بتحريم زيارة الأقباط إلى القدس في ظل الاحتلال؟ هل كان كل أولئك على جهالة وباطل، وحضرة جناب المفتي على حق؟!!
إن الفعلة النكراء لمفتي الديار المصرية قدمت خدمة جليلة للكيان الصهيوني من عدة زوايا أبرزها:
أولاً: أنها عملت على تبييض الوجه القذر للكيان الصهيوني بإظهاره زوراً وبهتانا ككيان حضاري مزعوم، يحترم حرية الأديان ويحافظ على الأماكن المقدسة، ويفتح في ظل سياسته ذراعي القدس لجميع أتباع الديانات الثلاثة دون تفرقة، وفي ذلك تعمية على حقيقة أنه ماض في تهويدها وزرع محيطها بالمستوطنات، وأنه يمنع الأهل في الضفة الغربية، من هم دون سن الأربعين من زيارتها، وتعمية كذلك على حقيقة منع علماء أجلاء غير مرتهنين لأي سلطان من القدس وفلسطين من الدخول للمسجد الأقصى، مثل منع خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، من الاقتراب من الأقصى لمدة شهرين ، ومنع أسد الأقصى الشيخ رائد صلاح من دخوله لمدة شهر.
ثانياً: أن هذه الزيارة كونها جاءت من مفتي أكبر دولة عربية، فإنها بمثابة فتوى لعلماء آخرين ليحذو حذوه، بما يساهم في نقل التطبيع من الحيز الرسمي إلى الحيز الشعبي ، وليس أدل على ذلك تصريحات الهباش أن شخصيات عربية وإسلامية أخرى، ستحذو حذو مفتي الديار المصرية وستقوم بزيارة القدس والأقصى.
ثالثاً: أن هذه الزيارة تشكل اعترافاً بأحقية الاحتلال الصهيوني في السيادة على القدس وعلى عموم فلسطين.
رابعاً: أن هذه الزيارة تضرب البعد الديني في تحريم التطبيع مع العدو الصهيوني، وتشكل محاولة بائسة لنزع العداء من العقل العربي اتجاه الكيان الصهيوني،وفي الذاكرة طروحات العديد من المنظرين الإستراتيجيين في الكيان الصهيوني، بشأن منح الأولوية لنزع العداء من عقول العرب اتجاه إسرائيل قبل نزع السلاح من أيديهم.
لقد سبق للعديد من المستشرقين الصهاينة أمثال يهوشافاط هركابي وشموئيل موريه ، وألوف هاريفن ،ويوشع بوارث ، وشمعون شامير وغيرهم أن كتبوا وطالبوا قيادة الحركة الصهيونية وحكومات العدو بان تعمل على مواجهة مصادر العداء في الإسلام، والعقائد السائدة مشيرين إلى أن الإسلام يغذي الصراع العربي الصهيوني من عدة زوايا أبرزها:
اولاً: أن الإسلام مصدر من مصادر كراهية اليهود، حيث يحفل القرآن والتراث الإسلامي بالصورة السلبية لليهود.
ثانياً: أن تأسيس (إسرائيل) يناقض الفكر الإسلامي، لأن هناك قاعدة في الإسلام تدعو إلى رفض الصلح مع (إسرائيل ) ،على أساس أن فلسطين جزء من ديار الإسلام.
ثالثاً: أن الإسلام يربط المسلمين،بالقضية الفلسطينية ورموزها بترديده المستمر لقداسة مدينة القدس، والمسجد الأقصى.
رابعاً: أن الجهاد في الإسلام مصدر أساسي لتعبئة العرب والمسلمين ضد ( إسرائيل ).
وبالتالي جاءت زيارة المفتي علي جمعة للقدس والمسجد الأقصى بعد أيام من زيارة الداعية اليمني حبيب الجفري لهما، بهدف تمييع العوامل سالفة الذكر، في محاولة بائسة لتوظيف الدين في خدمة التطبيع مع العدو الصهيوني، على النحو الذي تطوع فيه علماء السلاطين في توظيف الآية الكريمة" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها..." في غير سياقها.
لقد شكلت هذه الزيارة – كما أسلفت – بروفة وبالون اختبار لردة فعل الشارع المصري والعربي، فإذا مرت بهدوء دونما اعتراض جماهيري صاخب، فإنها ستكون مقدمة لزيارات لشخصيات عربية ودينية أخرى تواقة للتطبيع وجني ثماره ، وإذا ما ووجهت بردة فعل قوية فإن من يقف ورائها سيعيد النظر في حساباته وتكتيكاته بانتظار ظرف أكثر ملائمة لتكرار مثل هذه الفعلة المشؤومة.
لقد أثبت الشعب المصري وثوار 25 يناير أنهم عند حسن ظن أمتهم بهم عندما حاصروا دار الإفتاء، بآلاف المتظاهرين لاستنكار الفعلة المشينة للشيخ علي جمعة وللمطالبة بطرده من منصبه، وعندما طالب نواب الشعب المصري، على اختلاف تلاوينهم السياسية بمحاسبته وتقديمه للمحاكمة تمهيداً لطرده.
أما المبررات التي ساقها الهباش في دعمه للزيارة ومثيلاتها من نوع أنها تفك العزلة عن القدس، وتدعم عروبتها وإسلاميتها، وأنها تستند إلى أساس شرعي ، فهي ذر للرماد في العيون.
فدعم صمود القدس لا يكون بتشجيع مثل هذه الزيارات ، بل بالتزام النظام العربي الرسمي بدفع ما التزم به في القمم العربية مثل قمة سرت التي نصت على دعم صمود القدس ومؤسساتها بخمسمائة مليون دولار، والتي لم يصل منها فلس واحد، وكذلك بالتزام مؤسسات المجتمع المدني العربية بدعم مؤسسات القدس وصمود أهلها .
أما لجوئه إلى لي عنق الدين،عبر توظيف الأحاديث النبوية والآيات القرآنية في غير سياقها، وكذلك التوظيف المقارن للتاريخ بطريقة مغلوطة ومتعمدة ، لتبرير زيارة القدس في ظل الاحتلال فهو توظيف مكشوف ويستند إلى مبررات متهافتة، تسقط أمام حقيقة أن القدس محتلة وأن زيارتها تمنح الشرعية لاحتلالها واحتلال عموم فلسطين.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرى الحرية يواصلون الدق على جدران الخزان
- ترشح عمر سليمان إهانة لثورة 25 يناير المصرية وأهدافها
- يوم الأرض محطة للمراجعة وتجذير النضال الوطني الفلسطيني
- قمة العار في بغداد
- معركة الكرامة ملحمة نضالية لاستنهاض الهمم
- البرنامج النووي الإيراني والابتزاز الإسرائيلي لواشنطن
- العدوان على غزة مقدمة لإستراتيجية إسرائيلية جديدة
- فضيحة الإفراج عن النشطاء الأميركيين في مصر
- المصالحة الفلسطينية خطوة إلى الأمام وعشرة إلى الخلف
- خضر عدنان عنوان مشرق لأسرى الحرية
- محاكمة مصرية للادارة الأميركية من بوابة التمويل الأجنبي
- مجزرة بور سعيد محطة من محطات الثورة المضادة
- تدويل الأزمة السورية من بوابة المبادرة العربية
- لجاان المصالحة الفلسطينية بين الإنجاز والمراوحة في المكان
- فعلها مشعل ولم تفعلها المؤتمرات الشعبية العربية
- الرباعية الدولية غطاء مستمر للاستيطان
- المصالحة الفلسطينية: العبرة في التطبيق
- سوريا وقطر والجامعة العربية....نقاط على الحروف
- حول مشاركة قوى اليسار في الثورات العربية – نظرة نقدية
- رداً على تخطئة الرفض العربي لقرار تقسيم فلسطين


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - التطبيع من تهافت المفتي جمعة إلى مبررات الهباش