أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غسان الماوي - دحض أفكار امال الحسين بصدد طريق الثورة والدفاع الاستراتيجي والهجوم الاستراتيجي.















المزيد.....



دحض أفكار امال الحسين بصدد طريق الثورة والدفاع الاستراتيجي والهجوم الاستراتيجي.


غسان الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 14:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دحض أفكار امال الحسين بصدد طريق الثورة والدفاع الاستراتيجي والهجوم الاستراتيجي.

- " إن المثالية والمادية الميكانيكية والانتهازية و المغامرة تتميز جميعها بفصل التفكير الذاتي عن الواقع الموضوعي، وفصل المعرفة عن الممارسة العملية. فلا يسع النظرية الماركسية اللينينية عن المعرفة التي تتميز بالممارسة الاجتماعية العلمية إلا أن تعارض هذه الإيديولوجيات الخاطئة معارضة حازمة ".( ماوتسى تونغ )

-" يمكن لكل إنسان أن يكتب ما يشاء و تفهم – حرية العلم- على أنها حق الإنسان في أن يكتب خصوصا عن أي شيء لم يدرسه ..." و أن "... يصم الأذان بضجيج الكلام الفارغ و الرنين الأجوف المتغطرس"( إنجلز).
===================
مقدّمة : يأتي هذا المقال في سياق الصراع الفكري والسياسي الذى يخوضه الرفاق والرفيقات الماركسيون- اللينينيون -الماويون على صعيد المغرب والعالم مستجيبين لضرورة يجب كنس الانتهازية دائما وباستمرار كما يتم كنس الغبار... و هذا المقال في الحقيقة مواصلة لدحض أهم افكار أمال الحسين والمغالطات التي ينشرها في صفوف الشبيبة وفي صفوف الحركة الشيوعية بصدد الوضع السياسي الراهن وطريق الثورة الذي يجب السير فيه ان الرفيق الحسين يعبر عن خط يميني داخل الحركة الشيوعية يتميّز رئيسيا بالانحلال الفكري والتفسخ السياسي و الجمود العقائدي بذلك هو خطّ مناهض للماركسية- اللينينية – الماوية قائم على خليط افكار من التروتسكية و التحريفية المعاصرة الخوجية الالبانية .
1- خلط فاضح بين طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات وطريق الثورة فى البلدان الإمبريالية :
يخلط الحسين بين طريق الثورة في المستعمرات و اشباه المستعمرات وفي الدول الامبريالية ويحاول طمس حقيقة الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة في المستعمرات و اشباه المستعمرات بالفهم القديم للثورة الديمقراطية. فحرب الشعب طويلة الأمد هي الطريق الوحيد لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة شيوعية ماوية و بإعتبارها جزءا لا يتجزّا من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها التمهيد للثورة الإشتراكية و الشيوعية غايتها الأسمى. وهو ما أثبته التاريخ و تثبته الصراعات الطبقية فى عالم اليوم فى آسيا و أمريكا اللاتينية بوجه خاص.
و آمال الحسين و أشياعه أبعد ما يكونوا عن اللينينية التي يدعون الدفاع عليها . فقد شدّد لينين على أنّه فى المستعمرات و أشباه المستعمرات لا ينبغى إتباع طريق أكتوبر أي الإنتفاضة المسلحة المتبوعة بحرب أهلية بل البحث عن طرق جديدة للثورة. و قد صرّح فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، بالآتى :

" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق. و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ... هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة...".
(ذكره الرفيق ناظم الماوي فى العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " ، موقع الحوار المتمدّن )
ان الرفيق الحسين لم يتبع وصية لينين و مقرّرات الأممية الثالثة و التطويرات الخالدة لماو تسى تونغ لعلم الثورة البروليتارية العالمية و إنّما اتبع الخطّ التروتسكي فى عدم التفريق بين البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة من جهة و البلدان الإمبريالية من جهة أخرى كإفراز للمرحلة العليا من تطوّر الرأسمالية أي الإمبريالية كما حلّلها لينين وهو يعمل وفق وصية دينك سياو بينغ التي تدعو الى تحريف الماركسية ونشر البلبلة في عقول الثوريين والثوريات.
و لمزيد توضيح هذه المسألة نستحضر مقطعا دقيقا من" بيان حركة الثورة العالمية " لسنة 1984 (ترجمة الرفيق شادي الشماوي،موقع الحوار المتمدّن ) وهو كفيل لوحده بدحض مزاعم الحسين امال و أشياعه بشأن العديد من القضايا التي يطرحها و المتعلّقة بالثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات:
" المهام فى المستعمرات و أشباه المستعمرات أو المستعمرات الجديدة :
لقد مثلت البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة ( أو المستعمرات الجديدة ) الرازحة تحت النير الإمبريالي المسرح الرئيسي للنضال العالمي للبروليتاريا منذ الحرب العالمية الثانية و حتى يومنا هذا . و لقد تمكنا خلال هذه الفترة من مراكمة تجربة واسعة فى النضالات الثورية بما فى ذلك بالنسبة للمسائل التى تطرحها الحرب الثورية فتكبدت الإمبريالية هزائما خطيرة جدا و فازت البروليتاريا بإنتصارات مؤكدة وصلت إلى إقامة بلدان إشتراكية .و من جهة أخرى، عرفت الحركة الشيوعية تجربة وضعيات قاسية خاضت خلالها الجماهير الثورية لهذه البلدان نضالات بطولية و حتى حروب تحرير وطنية دون أن يؤدي ذلك إلى أن تتمكن البروليتاريا و حلفاؤها من الفوز بالسلطة السياسية و إنما تمكّن خلالها مستغِلون جدد مرتبطون عادة بقوة إمبريالية معينة (أو بعدد من هذه القوى ) من الإستحواذ على ثمار إنتصارات شعبية ويبين كل ذلك أن القيام بتقييم المظاهر الإيجابية و السلبية للعشرات العديدة من السنوات من التجربة الثورية فى هذا النوع من البلدان يمثل مهمّة هامة جدا بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية .

و لا تزال النظرية التى بلورها ماو تسى تونغ خلال السنوات الطويلة للحرب الثورية فى الصين تمثل المرجع الأساسي لصياغة الإستراتيجيا و التكتيك الثوريين فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة أو المستعمرات الجديدة . فى هذه البلدان تمثل الإمبريالية الأجنبية و كذلك البرجوازية البيروقراطية "والكمبرادورية " و الإقطاعيون- بإعتبار الطبقتين الأخيرتين طبقات تابعة و مرتبطة بقوة بالإمبريالية- مرمى الثورة (هدفها ). و تعبر الثورة فى هذه البلدان مرحلتين : ثورة أولى هي الثورة الديمقراطية الجديدة التى تؤدي مباشرة فيما بعد إلى ثورة ثانية هي الثورة الإشتراكية . و طبيعة و هدف و مهام المرحلة الأولى من الثورة تخوّل للبروليتاريا وتقتضى منها إقامة جبهة واسعة متحدة تجمع كل الطبقات و الشرائح الإجتماعية التي يمكن كسبها لمساندة برنامج الديمقراطية الجديدة .و مع ذلك ، فإن البروليتاريا تسعى إلى بناء هذه الجبهة المتحدة بما يتفق مع مبدأ تطوير و دعم قواها الذاتية المستقلة وهو ما يستتبع مثلا أنه على البروليتاريا أن تكون لها قواتها المسلحة الخاصة متى حتمت الظروف ذلك و أنه عليها أن تفرض دورها القيادي تجاه قطاعات الجماهير الثورية خاصة تجاه الفلاحين الفقراء. و يتخذ هذا التحالف كمحور أساسي له تحالف العمال مع الفلاحين كما يجب أن تحتل الثورة الزراعية (أي النضال ضد الإستغلال شبه الإقطاعي فى الريف و /أو شعار " الأرض لمن يفلحها") مكانة مركزية فى برنامج الديمقراطية الجديدة .

فى هذه البلدان ، تتعرض البروليتاريا و الجماهير إلى إستغلال قاس وتمارس ضدها بإستمرار الإهانات الراجعة إلى الهيمنة الإمبريالية وتكرّس الطبقات المسيطرة دكتاتوريتها عامة بصورة مباشرة و عنيفة و تكون هذه الدكتاتورية مقنعة بالكاد حتى حينما تستعمل هذه الطبقات شكل النظام الديمقراطي البرجوازي أو البرلماني . و كثيرا ما تدفع هذه الوضعية البروليتاريا و الفلاحين و قطاعات جماهيرية أخرى إلى خوض نضالات ثورية و تتخذ هذه النضالات فى عديد الأحيان شكل النضالات المسلحة . ولكل هذه الأسباب ( بما فى ذلك واقع أن التطور المشوّه و غير المتوازن أبدا يخلق صعوبات جمّة للطبقات الرجعية التى تجد صعوبة فى الحفاظ على إستقرار أنظمتها و فى توطيد سلطتها فى كل أنحاء البلاد و أرجاءها ) كثيرا ما تتخذ الثورة شكل الحرب الثورية الطويلة الأمد تتمكن من خلالها القوى الثورية من النجاح فى إقامة شكل من أشكال قواعد الإرتكاز فى الريف و فى تطبيق الإستراتيجية الأساسية المتمثلة فى محاصرة المدن إنطلاقا من الريف .

و من أجل تتويج ثورة الديمقراطية الجديدة، يترتب على البروليتاريا أن تحافظ على دورها المستقل و أن تكون قادرة على فرض دورها القائد فى النضال الثوري وهو ما تقوم به عن طريق حزبها الماركسي -اللينيني-الماوي . و قد بينت التجربة التاريخية مرارا و تكرارا أنه حتى إذا ما إشتركت فئة من البرجوازية الوطنية فى الحركة الثورية فإنها لا تريد (ولا تستطيع ) قيادة ثورة الديمقراطية الجديدة و من البداهة إذا ألآ توصلها إلى نهايتها. كما بينت التجربة التاريخية أن "جبهة معادية للإمبريالية " (أو "جبهة ثورية " أخرى من هذا القبيل ) لا يقودها حزب ماركسي-لينيني – ماوي لا تؤدى إلى نتيجة حتى إذا ما كانت هذه الجبهة (أو بعض القوى المكوّنة لها ) تتبنى خطا "ماركسيا" معينا أو بالأحرى ماركسيا كاذبا. و بالرغم من أن هذه التشكيلات الثورية قد قادت أحيانا معاركا بطولية بل و سدّدت ضربات قوية للإمبريالية ، فإنها أظهرت أنها عاجزة على المستوى الإيديولوجي و التنظيمي ،عن الصمود أمام التأثيرات الإمبريالية و البرجوازية. و حتى فى الأماكن التى تمكّنت فيها هذه العناصر من إفتكاك السلطة، فإنها بقيت عاجزة عن تحقيق تغيير ثوري كامل للمجتمع فإنتهت جميعا ،إن عاجلا أم آجلا ، بأن قلبتها الإمبريالية أو أن تحولت هي نفسها إلى نظام رجعي جديد يعمل اليد فى اليد مع الإمبرياليين."
2- نظرة تروتسكية للثورة فى المستعمرات و اشباه المستعمرات:
فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، ومنذ ثورة أكتوبر العظيمة ، أفل نجم الثورات الديمقراطية القديمة و صارت من الماضي أي عفا عليها الزمن و لم تعد ممكنة سوى الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة شيوعية بإعتبارها جزءا لا يتجزّا من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية. وهو ما تبنّته فى الأساس الأممية الثالثة فى ظلّ قيادة لينين و ستالين و طوّره ماو تسى تونغ تطويرا خلاّقا فى " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني و" و فى " حول الديمقراطية الجديدة ".
يقول الرئيس ماو :" إن الثورة الصينية لا بد أن تمر في مجراها التاريخي بخطوتين , الخطوة الأولى هي الثورة الديمقراطية , والخطوة الثانية هي الثورة الاشتراكية , وهما عمليتان ثوريتان مختلفتان من حيث طبيعتهما . والديمقراطية هنا ليست الديمقراطية المنتسبة إلى المفهوم القديم , فهي لسيت الديمقراطية القديمة وانما هي الديمقراطية بمفهومها الجديد فهي الديمقراطية الجديدة."
و منذ سنة 1940 ، فى "حول الديمقراطية الجديدة " ، دحض ماو تسى تونغ النظرية التروتسكية ، ما سمّاه ب" ثرثرة " اليساريين " الفارغة " أصحاب " " نظرية الثورة الواحدة " و الفكرة الذاتية المحضة القائبلة ب " تحقيق الثورة بضربة واحدة فى المجال السياسي و لإجتماعي" و هم لا يفهمون أنّ الثورة تنقسم فى سيرها إلى مراحل ،و أنّه لا يمكننا أن نصل إلى المرحلة التالية من الثورة إلاّ بعد إنجاز المرحلة الأولى ، فلا يوجد ما يسمّى " تحقيق الثورتين بضربة واحدة". ووجهة النظر هذه لشديدة الضرر أيضا ، لأنّها تخلط الخطوات الواجب إتخاذها فى الثورة و تضعف الجهد الموجه نحو تحقيق المهمّة الراهنة. إنّه لصحيح و متفق مع النظرية الماركسية حول تطور الثورة أن نقول عن المرحلتين الثوريتين : عن أولاهما توفّر الشروط اللازمة للثانية ،و إنّه لا بدّ ان تكونا متتابعتين دون السماح بأن تتخلّلهما مرحلة دكتاتورية البرجوازية . أمّا الإدعاء بأن الثورة الديمقراطية ليست لها مهمتها المحددة و لا مرجلتها الخاصة ،و أنّه من الممكن ، فى الوقت الذى تحقّق فيه مهمّة الثورة الديمقراطية ، تحقيق مهمّة أخرى لا يمكن القيام بها إلاّ فى فترة أخرى مثل مهمة الثورة الإشتراكية، فذلك يترجم فكرة " تحقيق الثورتين بضربة واحدة" ،وهي لفكرة طوباوية يرفضها الثوريون الحقيقيون."
أمّا امال الحسين الذى يسعى لإعادة إحياء الأموات أي إحياء الأخطاء التروتسكية و تلوينها بألوان ثورية ، فيعتبر ان الثورة الديمقراطية و الثورة الإشتراكية يمكن ان تحصلا بضربة واحدة وهذا ناتج عن فهمه الخاطئ اصلا حيث يرى ان المشكل في عدم خوض الهجوم الاستراتيجي يرجع بالاساس الى غياب الحزب الثوري وما ان يوجد هذا الحزب حتى يتم الانتقال الى هذا الهجوم. و يقود منطق الحسين هذا إلى إعتبار الوضع الحالي وضع توازن إستراتيجي تلى مرحلة الدفاع الاستراتيجي. وهو بذلك ينشر الأفكار التروتسكية والأوهام البرجوازية التي خلقتها القراءات التحريفية و الإمبريالية والرجعية للانتفاضات في شمال افريقيا والبلدان العربية في الشرق الاوسط و لا ادل على ذلك من حديثه عن الثورات العربية التي هي اصلا إنتفاضات وهذا خطأ فاضح آخر لديه ليس هنا مجال الخوض فيه.

و مثلما يخلط الحسين بين طريق الثورة في المستعمرات والثورة في البلدان الامبريالية فانه يخلط أيضا بين الدفاع الاستراتيجي والهجوم الاستراتيجي ويعزى ذلك إلى تقدير خاطئ برجوازي صغير لميزان القوى الطبقي فهو بمثالية ذاتية يبالغ في القوى الذاتية ويقلل من شأن العدو الطبقي و جهاز دولته القمعية الذى لا يمكن إلحاق الهزيمة به و تفكيكه و بناء جهاز دولة جديد على أنقاضه إلاّ فى خضمّ حرب الشعب الطويلة الأمد؛ فى حين أنّه يجب تقدير الوضع بشكل صحيح حتى لا يؤول النضال الشعبي إلى طريق مسدود.
من المغالطات البرجوازية الصغيرة المغامراتية أن نروّج راهنا لإمكانية إنجاز ثورة فى المستقبل المنظور فى غياب الأسلحة الثورية الثلاثة – الحزب الشيوعي و الجيش الشعبي و الجبهة الوطنية الديمقراطية - لخوض غمار حرب الشعب الطريق الإستراتيجي الوحيد الذى بوسعه تحقيق ثورة ديمقراطية جديدة تمهّد للثورة الإشتراكية كجزء لا يتجزأ من الثورة البروليتارية العالمية. هذا من ناحية و من ناحية أخرى ، من الإصلاحية أن نروّج لإمكانية إصلاح الدولة القائمة و أن نحصر آفاق الطبقات الشعبية المطلّعة للتحرّر ضمن إطار دولة الإقطاع و الكمبرادور المتحالفة مع الإمبريالية. و هذا لا يعنى طبعا أنّنا لا نناضل و لا نحثّ الجماهير على النضال من أجل الإصلاحات بيد أنّنا كثوريين إستوعبنا جيّدا الدرس الذى لخّصه لينين فى مقاله " الماركسية و الإصلاحية " و مفاده أنّ الإصلاحات غير ثابتة و قابلة للذوبان و أن ما تعطيه الطبقات الحاكمة باليد اليمنى تأخذه باليد اليسرى و أن الإصلاحيين ، خدم الطبقات السائدة أرادوا ذلك أم أبوا، هم من يستعملون هذه الإصلاحات لتلميع وجه الدولة القائمة فى حين أن الثوريين يستغلّونها لدفع النضال من أجل الثورة و إرساء دولة جديدة تماما تقودها البروليتاريا المتحالفة مع بقية الطبقات الشعبية .

3- دحض مفهومي الدفاع الإستراتيجي و الهجوم الإستراتيجي :
وقد فرغنا من النقاط السابقة، نمرّ الآن إلى دحض مفهمومي الدفاع الاستراتيجي و الهجوم الاستراتيجي اللذان يتحدث عنهما أمال الحسين وكل الذين يسايرونه في ذلك ،على اساس دحض مفاهيم اخرى مستقبلا لاتعكس الواقع بقدر ما تعبر على النظرة الاحادية الجانب والمثالية وبالتالى ليست سوى نظرة تحريفية .

يقول امال الحسين: " لقد تجاوزت الحركة الماركسية اللينينية المغربية مرحلة الدفاع الإستراتيجي الذي استمر منذ تأسيسها في ظل القمع الشرس للنظام الكومبرادوري عليها و الذي أسفر عن :
ـ بروز التحريفية الإنتهازية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
ـ بروز حلقات المناضلين الماركسيين اللينينيين الثوريين بالجامعات المغربية.

و دخلت الحركة الماركسية اللينينية المغربية مرحلة الهجوم الإستراتيجي بعد ديناميتها الملحوظة بفضل صمود مناضليها أمام القمع الشرس لأربعة عقود مضت تتوجت بفتح الثورات المغاربية و العربية لآفاق الإنتفاضات الشعبية و هي بحاجة إلى قيادة ثورية بروليتاري..؟."

تثير هذه الفقرة عدة تساؤلات مهمة : هل حقا تجاوز الشعب المغربي وقيادته الطليعية مرحلة الدفاع الاستراتيجي ؟هل حقا القمع الشرس للنظام القائم هو الذي اسفر على بروز التحريفية اليمينية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية خط ماو في المغرب وبروز حلقات المناضلين في الجامعات ؟ هل حقا دخل الشعب المغربي مرحلة الهجوم الاستراتيجي وما يحتاجه فقط هو قيادة الطليعية ؟

ان احد سمات أسلوب التحليل عند امال الحسين هو غياب التحليل الملموس للواقع الملموس حيث نجده يصول ويجول في العديد من القضايا والمواضيع دون أن يعطي اجابة واضحة حول موضوع معين ولعل الفقرة التي عرضنا لها خير دليل على كيفية فهم الرفيق أمال الحسين الدفاع الاستراتيجي والهجوم الاستراتيجي ؟

يرى أمال الحسين أنّ مرحلة الدفاع الاستراتيجي تلى تأسيس الحركة الماركسية اللينينية في السبعينات و أنّ قمع النظام الكومبرادوري هو الذي اسفر عن بروز التحريفية وبروز المناضلين الماركسيين اللينينيين في الجامعة وأنّ الحركة الماركسية اللينينية دخلت مرحلة الهجوم الاستراتيجي بفضل الصمود طيلة اربعة عقود امام هذا الوضع الذي توّج بفتح الثورات العربية والمغاربية لأفاق الإنتفاضات الشعبية التي هي بحاجة الى قيادة ثورية بروليتاريا.

فى الحقيقة ،نضال الشعب المغربي طويل جدا يمتدّ إلى ما قبل الاستعمار، ضد الاقطاع من اجل الثورة البرجوازية بالمعنى القديم .وفى فترة الاستعمار المباشر وعملائه ناضل من اجل الثورة الوطنية البرجوازية بالمعنى القديم الشيء الذي عبر عنه عمليا جيش التحرير والمقاومة المسلحة عبر المغرب بالرغم ان هذه الثورة ولى عهدها مند زمن طويل. واستمر يناضل ضد المعمرين الجدد.

وتبلور القيادة الماركسية اللينيينية خط ماو ليس سوى تقدم حصل ضمن هذا المسارالنضالي نتيجة تطور هائل في الصراع الطبقي وبروز الطبقة العاملة كطليعة تقدمية في المغرب كبلد شبه اقطاعي شبه مستعمر .عندئذ بالذات انتقل الشعب المغربي للنضال من اجل الثورة الوطنية الديمقراطية الجديدة بمعني الثورة البورجوازية من الطراز الجديد التي لا يمكن لها النجاح الا بقيادة الطبقة العاملة المتحالفة أساسا مع الفلاحين الفقراء ومع بقية الطبقات و الفئات الثورية كجزء لا يتجزّأ من حركة الثورة البروليتاريا العالمية وقد عبرت عن هذا الحركة الماركسية للينينية خط ماو مؤكّدة ان طريق الثورة في المغرب سيكون عبر حرب الشعب بالرغم من أن منظمة الى الامام كانت تنظر الى حرب الشعب باعتبارها خاصية البلدان شبه الإقطاعية شبه المستعمرة ولم تكن تنظر اليها بشكل
شمولي اي على انها صالحة للتطبيق في جميع بلدان العالم حسب خصوصياتها بمعنى شمولية الحرب الشعبية وتطور في النظرية العسكرية للبروليتاريا العالمية. يقول الرئيس ماوتسى تونغ :" إن الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلحة , وحسم الأمر عن طريق الحرب هي المهمة المركزية للثورة وشكلها الأسمى وهذا المبدأ الماركسي اللينيني المتعلق بالثورة صالح بصورة مطلقة للصين ولغيرها من البلدان على حد سواء( قضايا الحرب والإستراتيجية.)

من هنا يتبين ان أمال الحسين الذي يدعي الدفاع عن الارث الثوري لمنظمة الى الامام هو في الحقيقة يحرفه ويتنكر له تماما بحيث يحاول ان يحرفه ويطمسه بالكلام الفارغ والمتغطرس.فلم تتحدث منظمة الى الامام عن الدفاع الاستراتيجي الا فى إرتباط بالحرب الشعبية وبتطور الصراع الطبقي والتقدم في بناء الحزب والجبهة و الجيش الشعبي. وهكذا نرى أنّ مرحلة الدفاع الاستراتيجي والانتقال نحو تعديل ميزان القوى يعني قبل كلّ شيء التقدم في بناء الحزب الثوري والجبهة والجيش الشعبي والتقدم في الصراع الطبقي من خلال تطوير انتفاضات الشعب المغربي وإرساء السلطة السياسية الحمراء في الريف بمعنى ان الحديث على الدفاع الاستراتيجي دون ربطه بمستوى الجيش الشعبي والحزب والجبهة و السلطة الحمراء وتطور الصراع الطبقي سيظل حديثا فارغا.

يقول الرئيس ماو تسى تونغ في كتابه "الحرب الشعبية الطويلة الامد":
" ...يمكننا ان نعرض في صورة منطقية ان هذه الحرب الطويلة الامد ستجتاز ثلاث مراحل المرحلة الاولى هي مرحلة الهجوم الاستراتيجي للعدو ودفاعنا الاستراتيجي والمرحلة الثانية هي مرحلة المحافظة الاستراتيجية من جانب العدو وتحضير الهجوم المضاد من جانبنا اما المرحلة التالثة فهي مرحلة هجومنا المضاد الاستراتيجي والتراجع الاستراتيجي للعدو..."

فباي معنى يمكن القول اننا دخلنا مرحلة الهجوم الاستراتيجي ونحن لم نجتز بعد مرحلة الدفاع الإستراتيجي و لم نصل
بعد حتى مرحلة التوازن الاستراتيجيولم نقطع اي خطوة أو شوط في حرب الشعب ولم نشكل بعد اي فصيل من الجيش الشعبي والحزب الثوري ، محور الأسلحة السحرية الثلاثة ،لا يزال لم يتاسس حتى ولم نشكل بعد اي جبهة ضد العدو الطبقي من خلال طرح برنامج الديمقراطية الجديدة الذي سيدفع الفلاحين الفقراء نحو خوض حرب الشعب؟

فى الواقع، لم نشاهد سوى الجبهة التحريفية ضد الماركسيين اللينينيين الماويين التي يدعو لها التحريفيون ايتام دنك سياو بينع الصيني عدوّ ماو تسى تونغ وايتام انور خوجا وأيتام نكيتا خرتشوف الخائن المرتد .افكارهم مناهضة للثورة المغربية و مشبعة بالتحريفية اليمينية و اليسارية .

و نكرّر ما جاء على لسان امال في احدى مقالاته :" لقد تجاوزت الحركة الماركسية اللينينية المغربية مرحلة الدفاع الإستراتيجي الذي استمر منذ تأسيسها في ظل القمع الشرس للنظام الكومبرادوري عليها و الذي أسفر عن :

ـ بروز التحريفية الإنتهازية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
ـ بروز حلقات المناضلين الماركسيين اللينينيين الثوريين بالجامعات المغربية."
يفنّد الواقع و تفنّد مجريات الصراع الطبقي على أرض الواقع هذا التهافت التحريفي فنضالات الشعب المغربي وقيادته الماركسية- اللينينية -الماوية باعتبارها التطور الديالكتيكي الحقيقي للخط الثوري لمنظمة الى الامام والثورة البروليتاريا العالمية، تتحرك في طور ما قبل الدفاع الاستراتيجي فما بالك بالهجوم الإستراتيجي الذى يحلّ بعد مرحلتين هما الدفاع الإستراتيجي و التوازن الإستراتيجي !

ولا يفوتنا هنا أن نشير الى أنّ عبارة صاحبنا حول بروز التحريفية الذي يربطه بقمع النظام الكومبرادوري تترجم خطأ مثاليّا ميتافيزيقيا اساسه نظرية الاسباب الخارجية المتافيزقية التي دحضها الرئيس ماو تسى تونغ في مقاله " في التناقض".
فالتحريفية التي برزت و تعزّزت داخل منظمة الى الامام هي نتيجه لتطور صراع الخطين كانعكاس للصراع الطبقي في المغرب وفي قلب المنظمة وكانعكاس لصراع الجديد والقديم بين الخط الثوري والافكار الانتهازية التي تعبر عن مصالح الطبقات الرجعية .و تطور انتصار الخط الانتهازي بشكل جدلي الى تحريفية يمينة انتهت إلى السيطرة على المنظمة وتحويلها الى منظمة تحريفية. اما قمع النظام القائم فهو ناتج من جهة على موازين القوى التي كانت في صالحه على المستوى السياسي التنظيمي وعلى المستوى العسكري في تناقض مع الضعف السياسي التنظيمي والعسكري للمنظمة بالرغم من ان الصراع الطبقي كان يعرف انتعاشة كبيرة ومن هذا من جهة و جهة ثانية تزامن انتصار الخط الانتهازي التحريفي مع وانتصار التحريفية فى الصين و بلوغ البرجوازية الجديدة السلطة و تحويل لون الصين من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية.

جاء انتصار النظام القائم على المنظمة وتفننه في قتل المناضلين الحقيقين نتيجة انتصار الخط التحريفي صلب المنظمة وليس العكس كما يدعي امال ذلك أنّ النظام القائم فعل فعلته الجهنمية جراء ما قدمته له التحريفية من تنازلات لا تصدق إثر انتصارها على الخط الثوري على عكس ما يذهب إليه امال من ان قمع هذا النظام للمناضلين الشيوعيين وقتلهم أفضى إلى بروز التحريفية. لا يعني الغاء الوجود الجسدي للثوريين سواء في السجن او في القبور الغاء الافكار ولو لبعض الوقت على الاقل الى حين عودة التوازن في الصراع مع التحريفية والانتصار عليها . لقد طمست التحريفية الافكار الثورية التي ناضل من أجلها هؤلاء الشيوعيين الحقيقيين.
تعني التحريفية الغاء الافكار الشيوعية وتعويضها بالاصلاحية وبالتذيل للنظام القائم والانتقال الى النضال السلمي والشرعوي الضيق وافساد عقول الثوريين والثوريات والهجوم المستمر على الخط الفكري والسياسي الثوري. ولولا هذا الانتصار لكانت القوى الثورية فى المغرب اليوم احسن حالا وهنا نشير الى حقيقة مفادها ان الخيانة شملت كدلك طمس الوثائق الثورية مدة طويلة واليوم تنشر ليس لهدف التقدم بل لتعزيز تيار الجمود العقائدي اليميني الدي يرفض الماوية مرحلة تالثة من تطور الماركسية .

ان رؤية امال حول بروز التحريفية صلب المنظمة مثالية ميتافيزيقية واحادية الجانب وانتهازية .اما في ما يتعلق بنضالات الحركة الطلابية فلا أحد ينفي التقدم الذي عرفته الحركة الطلابية ولا تطور صراع الخطين داخلها. ولا أحد ينفي ان التقدم الذي عرفته الحركة الطلابية يعزى إلى نضالات الشيوعيين ابان فترة السبعينات وتقدم نضالات الشعب المغربي وليس نتيجة قمع النظام القائم كما يدعي المثالي الميتافيزيقي امال الحسين بل ان قمع النظام القائم طور الحركة الطلابية وساعد في تقدمها .

وعكست هذه النضالات صراع الخطين و تقدمه فى شكل تصاعدي لولبي ضد اليمينية حيث انه تركز مدة طويلة في الحركة الطلابية دون ان يتطور الى حركة شيوعية الشيء الذي حصل فقط مع منتصف التسعينات. وشهد صراع الخطين إحتداما شديدا داخل تنظيم النهج الديمقراطي القاعدي في سيرورة مرتبطة بالنضال ضد الإنحرافات اليمينية واليسارية في احشائه من جهة وفي صراع ضد انحرافات منظمة الى الامام من جهة ثانية . ولهذا تبلور الماركسيون- اللينينيون- الماويون فى صفوف النهج الديمقراطي القاعدي وليس في تنظيم الكراس اليميني ولا تنظيم الكلمة الممانعة اليمينية ولا اي تنظيم تحريفي اخر.

يقول الحسين :" و دخلت الحركة الماركسية اللينينية المغربية مرحلة الهجوم الإستراتيجي بعد ديناميتها الملحوظة بفضل صمود مناضليها أمام القمع الشرس لأربعة عقود مضت تتوجت بفتح الثورات المغاربية و العربية لآفاق الإنتفاضات الشعبية و هي بحاجة إلى قيادة ثورية بروليتاري..؟

ما معنى هذا الكلام؟ إنّه يعني ان الشعب المغربي وقيادته السياسية التنظيمية دخلت مرحلة حسم السلطة السياسية والهدم التام لجهاز الدولة القديم بالمعنى العلمي للهجوم الاستراتيجي.

لقد اكدنا مرارا ان الانتقال من طور الدفاع الاستراتيجي الى التوازن الاستراتيجي ثم الى طور الهجوم الاستراتيجي يتطلب قطع اشواط في تأسيس الحزب الثوري والتقدم في بنائه و قطع اشواط مهمة في بناء الجبهة الشعبية المؤسسة على فهم صحيح لبرنامج الثورة الديمقراطية الجديدة برنامج يمكن ان تلتف حوله جميع الطبقات المتضررة من التحالف الطبقي المسيطر والامبريالية؛ وقطع اشواط مهمة في تأسيس الجيش الشعبي الجديد وفصائل الجيش الاحمر والاهم في هذا كله اضافة الى اساسية هده الاشياء هو التقدم في قطع اشواط مهمة في خوض حرب الشعب وبناء القواعد الحمراء في الريف وتطوير النضال في المدن.

يقول الرئيس ماو تسى تونغ :" لقد برهنت حروبنا الثورية الماضية اننا لا نحتاج الى خط سياسي ماركسي صحيح فحسب بل الى خط عسكري ماركسي صحيح ايضا والعمل على التقدم في بناء الدولة الجديدة على انقاض الدولة القديمة وتطوير نضالات الجماهير ونضالات الفلاحين الفقراء في الريف اساسا وكذلك في المدن . وكل تطور يحصل في الصراع الطبقي سيتم تحصينه بالجماهير والبنادق". فالحرب الثورية هي حرب جماهيرية ، لايمكن خوض غمارها الا بتعبئة الجماهير والاعتماد عليها .

4- الدفاع الإستراتيجي و الهجوم الإستراتيجي و حرب الشعب ماويّا:

نظرا لقوّة العدو و لضعف القوى الثورية فى البداية تكون حرب الشعب طويلة الأمد تعمل على تهديم الدولة القديمة و تحطيمها شيئا فشيئا و بالمقابل على بناء دولة جديدة و لا يتمّ ذلك إلاّ عبر مراحل ثلاث هي الدفاع الإستراتيجي الذى تتلوه مرحلة التوازن الإستراتيجي مع إشتداد بأس القوى الثورية و تراجع نسبي للقوى المعادية للثورة و تعادل نسبي للقوتين و بعد ذلك إن نجحت الثورة فى التقدّم تجل مرحلة الهجوم الإستراتيجي و تستعد لتوجيه الضربات الأخيرة المميتة للدولة القديمة و إفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها.
يقول الرئيس ماو تسى تونغ :" ان جمهوريتنا جمهورية العمال والفلاحين الديمقراطية هي دولة الا انها لم تصبح بعد دولة كاملة ومازلنا اليوم في فترة الدفاع الاستراتيجي
في الحرب الاهلية وما زال شكل سلطتنا السياسية بعيدا جدا عن شكل السلطة السياسية لدولة كاملة ومازال جيشنا ضعيفا جدا بالنسبة للعدو من ناحية العدد والمعدات التكنيكية وارضينا مازالت صغيرة جدا وعدونا يسعى في كل لحظة للقضاء علينا ولن يهدأ له بال حتى يقضي علينا يجب ان تحدد سياستنا على اساس هده الحقائق."
صاغ الرفيق ماو تسى تونغ هذا الكلام فى ظروف عالمية و محلّية موضوعية و ذاتية مناسبة أكثر للثورة نسبة لواقع الصراع الطبقي فى البلدان العربية و نقصد وجود الحزب الشيوعي و الجيش الشعبي والجبهة إضافة إلى تركيز سلطة حمراء فى مناطق معيّنة . و بالرغم من ان بعض البلدان العربية تعرف غليانا وانتفاضات عارمة فانها تفتقد إلى الادوات الثلاث – الأسلحة الثلاثة الحزب الشيوعي الثوري و الجيش الأحمر و الجبهة الوطنية الديمقراطية بقيادة البروليتاريا- الشيء الذي يجعل جهاز الدولة صامدا ومستمرا والاعداء الطبقيين يتفننون في قتل الناس بجيوشهم الرجعية في تحالف مع الامبرياليات. ففى سوريا متلا الاسد الورقي يقتل الناس بتحالف مع روسيا والصين . وغالبا ما إتخذ أي صراع عسكري يطبع هذه الانتفاضات شكل صراع مسلح بين الرجعيين (مثلا المجلس الانتقالي ضد القذافي شكل صراع العملاء القدامى والعملاء الجدد؛ والظلاميين ضد جحافل الاسد في سوريا؛ و اتساع رقعة الحرب مثلا بين امراء الحرب في اليمن) .
ان غياب الاحزاب الثورية المجندة القادرة على لف اكبر عدد من الناس حول برامجها الديمقراطية الجديدة وحول الحرب الشعبية هي مشكلة هذه البلدان والتقدم في هذا الاتجاه هو ما تنتظره هذه الشعوب وبالضبط الاحزاب والجيش الشعبي لضمان تطور الانتفاضة الى حرب شعبية طويلة الامد من اجل تجاوز عدم التوازن الموجود نحو تعديل التوازن يقول الرئيس ماو في ما يتعلق بالحزب:" يجب ان يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . وبدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية وطبق الاسلوب الماركسي اللينيني الثــوري ، تستحيل قيـــــــادة الطبقة العاملــــة والجمـــاهير العريضة من الشعب والسير بهـا الى الانتصار على الإمبريالية وعملائها."
و" يعتبر الجيش حسب النظرية الماركسية حول الدولة العنصر الرئيسي في سلطة الدولة فكل من يريد الاستيلاء على سلطة الدولة والمحافظة عليها لابد ان يكون لديه جيش قوي...( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب والاستراتيجية " ).
والجيش الشعبي ضروري لحماية المصالح الجوهرية للشعب :" ...بدون جيش شعبي لن يكون هناك شئ للشعب" ( ماو تسى تونغ " الحكومة الإتلافية"، 1945 ) .
خاتمة : و فى نهاية هذا المقال، نذكّر بما صرّح به لينين قبل ما يناهز القرن من الزمن من أنّ الماركسية لكلية الجبروت لأنّها صحيحة و هو ما يعنى فى يومنا هذا أنّ الماركسية- اللينينية- الماوية لكلية الجبروت لأنّها صحيحة ، إنها تستمدّ قوّتها العظيمة من صحّتها. و فى نفس السياق، نذكّر بتصريح ماو تسى تونغ الملخّص لحقيقة أنّ صحّة الخطّ الإيديولجي و السياسي محدّدة فى كلّ شيء. وإن لم يكن لدينا الآن حزب و جيش و جبهة، سنملكهم مستقبلا إن تمسّكنا بصحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي و طوّرناه إستجابة لمتطلّبات الواقع و الصراع الطبقي بكافة وجوهه. لذا ندعو الرفيقات و الرفاق إلى مزيد دراسة علم الثورة و تطبيقه فى النضالات على جميع الجبهات و مقارعة الأفكار البرجوازية و التحريفية بتلويناتها لكسب العقول من أجل الثورة التى يحتاجها شعبنا و تحتاجها الشعوب و الأمم المضطهَدَة و تحتاجها البروليتاريا العالمية لتغيير العالم جذريّا نحو الشيوعية .
غسّان الماوي – 24 أفريل 2012



#غسان_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحض بعض أفكار أمال الحسين في الدفاع الاستراتيجي والهجوم الاس ...


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غسان الماوي - دحض أفكار امال الحسين بصدد طريق الثورة والدفاع الاستراتيجي والهجوم الاستراتيجي.