أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - المجتمع الدولي وشريعة الغاب














المزيد.....

المجتمع الدولي وشريعة الغاب


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزداد الأزمة السورية اضطراباً مع كل مبادرة جديدة يتم تقديمها حلاً لها، بدلاً من الإسهام في محاصرتها وتقليصها، ومع تكرار ذلك، راح الأمر يبدو هزْلاًً ملطًّخاً بلون أحمر دموي. وتتالى المبادرات التي تشترك في كونها تدعو إلى إيقاف الموت واجتراح حل يقوم على السلم ولجم القتل، ليأتي الجواب ملوثاً بدم بشري جديد. وقد يفكر المرء أمام هذا المشهد المريع أن هنالك انقلاباً جذرياً يحدث في التاريخ البشري بصيغة العودة إلى مرحلة البربرية، ضمن النسق السوري ومن يتحالف معه. ولعلنا نعبِّر عن ذلك بمصطلح الظلامية ربما في شكلها الأكثر بشاعة.

والملفت الطريف في ذلك، إضافة إلى ما يدعو إلى الاستفزاز، أنه كلما اتسعت الضربات العسكرية وتعاظمت، يظهر على شاشات التلفاز مَنْ يؤكد على أن "المؤامرة الكونية" ضد قوى الممانعة في سوريا، تقترب مِن نهايتها السعيدة، وهي فشلها وتفكك قواها الفاعلة. وفي هذه الحال، يتضح -حسب الخطاب الأمني العسكري السوري- أن الأمر كلما ازداد عنفاً ومأساوية، ازداد سعادة على الشعب في الداخل، وهذا يمثل مفارقة صاخبة. إذ على الطرف الآخر،...... تتسع دائرة الخطاب الذي يقدمه حليف أو آخر (روسيا أو الصين) باتجاه التأكيد على أن العنف الذي يمارسه أقطاب "المؤامرة الخارجية" على سوريا، يُواجَه بعنف من النظام في سبيل تحقيق "انتصار الشعب" على قوى العدوان الخارجي والداخلي.

بيد أن النظر إلى المسألة من موقع الحقيقة التاريخية المشخصة يُرى عكس ما يقدمه النظام: إن التحرك في الداخل السوري أمر طبيعي، بل فضيلة على طريق الإجابة على أسئلة متراكمة ومعلقة في الداخل السوري حول التطور والتحديث الديمقراطي. وهذا ما يتنكّر له النظام، لأنه يرى في ذلك إنهاءً لمرحلة الفساد والإفساد عبر التشديد على استئثار النظام بالسلطة والثروة والإعلام ومرجعية البلد السياسية الاجتماعية.

ويهمنا من ذلك أن دور المجتمع الدولي السياسي والدبلوماسي والأخلاقي وغير ذلك، يمكن أن يوضع في غير مكانه ضمن مؤسسات دولية أنشئت بهدف المساعدة على الحفاظ على منظومة القوانين الدولية الرئيسية وضمن حالة من ديمومة السلم العالمي والسلم الأهلي في البلدان المتعددة. ومن أجل ذلك، صدر عام 1948 ما اعتُبر "بياناً لحقوق الإنسان" من قِبل منظمة الأمم المتحدة. وقد وَضِعت منظومة القوانين الضابطة لهذه المنظمة على أساس مطلب تحقيق العدل بين دول العالم وبهدف تسوية المشكلات والظلم والصراعات، بالكيفية الأقرب إلى تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع.

وقد جاء مفهوم التصويت بالأكثرية أساسياً، ولكن مفهوم "الاعتراض - الفيتو"، ابتلع ذلك المفهوم الأول، بحيث حقَّ للمعترض من قِبل واحد من الأعضاء الأساسيين أن "يخربط" العملية بكاملها، وذلك بإيقاف دور "الأكثرية"، الذي ربما كان أقرب إلى التوازن والعدل، وإيقاف النظر إلى "صوت الفيتو الواحد" على أنه هو الحلقة الحاسمة لكل مجريات المسألة المعروضة على التصويت. وما يثير النظر القانوني والأخلاقي الإنساني في ذلك النظر أنه يفرّط بالعدل وبالموقف الأخلاقي لصالح "سَسْتَمةٍ" قانونية دولية لا يمكن ائتمانها على هذين العاملين الأخيرين.

المنظمة العالمية، التي أنشئت بعيد الحرب العالمية الثانية لضبط العلاقات الدولية، تدلل الآن في موقفها مما يحدث في سوريا وربما في بلدان أخرى، على أن أمراً مهماً تفتقده، ويتمثل في القدرة على الحيلولة دون ولادة نمط من السيادية السياسية والقانونية والأخلاقية يقف في وجه من يعمل على إسقاط النمط المتخشّب من الرؤية إلى الأمور الدولية في سبيل وضع شعب أو آخر على حدّ السيف بهدف الثأر منه ومن دمائه الزكية المستباحة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة
- تغييب -اللاعب الأكبر-
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية
- تساؤلات لا يحتملها -الاستبداد-
- معضلة النظام الأمني
- من التخلف إلى الاستبداد
- الحرب الطائفية والنظام الأمني
- الاستقواء بالخارج!
- -الربيع العربي- والمسار الفلسطيني
- موقف أوباما: هذا ما يغضبنا
- الطبقة الوسطى والانتفاضات
- الأيديولوجيا : المواقف والمعارف


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - المجتمع الدولي وشريعة الغاب