أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - مشاهد درامية سياسية














المزيد.....

مشاهد درامية سياسية


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 01:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوصف : مشهد من الواقع العراقي
الشخصيات
1.انطونيو : مدير تدقيق العقود في وزارة الكهرباء
2.كارلوس: المدير العام والذي عين بهذا المنصب خارج التوصيف الوظيفي له
3.البيرتو : ضيف شبه دائم في مكتب كارلوس وقيادي في الحزب الحاكم
4.ماريا : زوجة انطونيو
مقدمة الدراما
العجب العجاب في الحكومة الحالية التي تدعي أنها حكومة شرعية منبثقة من إرادة الناخبين، وإدعاء هذه الحكومة بتلاحمها مع الناس قلبا وقالبا لخدمتهم، وتمثيلها لجميع مكونات المجتمع العراقي، إلاّ أنه يلاحظ بأسى شديد تفشي الفساد المالي والإداري من رشوة واختلاس المال العام وتزوير الوثائق والمستندات الحكومية في جميع مفاصل الدولة بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق على الإطلاق، حتى أنه أصبح الفساد وسرقة المال العام في نظر الكثيرين وكأنه يمثل الحالة الطبيعية في عمل ألأجهزة الحكومية وما عداه يمثل الحالة النشاز0

المشهد الأول (داخلي) في الدائرة
انطونيو في مكتبه وهو يعمل تحت ظروف نفسية قاسية بسب التراكمية من عدم الجدوى في التدقيق نتيجة الفساد وعمليات الاختلاس المستمرة دون اتخاذ إي إجراء رادع حقيقي لها وخاصة بعد تخصيص (27) مليون دولار لوزارة الكهرباء من ميزانية الدولة في زمن الوزير الذي يعيش ألان "بعد استقالته " في إحدى الولايات الأمريكية وهو من أصحاب الولاء المطلق للحزب الحاكم ، ولم يقدم للمسائلة والحساب عن كيفية صرفها في وقته !
.. وبينما يدقق انطونيو احد العقود الذي تسربت رائحته الكريهة عبر وسائل الإعلام الوطنية المستقلة والأقلام الشريفة كسرعة البرق اكتشف إن ما يقال عن هذا العقد صحيح 0
كارلوس : يطلب انطونيو هاتفيا بالحضور لمكتبه لمعرفة مراحل الانتهاء من تدقيق العقد 0
انطونيو : يطرق الباب ويدخل 00نعم أستاذ
كارلوس : هل انتهيت من تدقيق العقد؟
انطونيو : كلا أستاذ.. يحتاج إلى التريث والهدوء بتدقيقه ( وكان جواب انطونيو هو لإبعاد الإحراج أمام الضيف الدائم السيد البيرتو لاسيما هو قيادي في الحزب الحاكم ) !
كارلوس: اسمع انطونيو .. لقد طال التدقيق وأريد إنهاء هذا الموضوع بسرعة 0
انطونيو : أستاذ كارلوس العقد بحاجة إلى إجابات على أسئلة كثيرة وإطلاقه بسرعة سيعرضنا للمسائلة ؟
البيرتو: دون خجل واحترام للدائرة وقواعد الضيافة .. يصرخ بوجه انطونيو .. اسمع انطونيو.. لا تتفلسف علينا هذا العقد لابد من إبرامه. !
انطونيو : لم يتماسك أعصابه نتيجة الفساد المستشري في عقود وزارته .. سيدي صيغة العقد بصورته الحالية لا يختلف عن العقود السابقة المشبوهة منذ دخول عصابات الكابوي لبلدنا في فلم (السهم المكسور) ببطولة جميس ستيوارت .. هنا أثيرت حفيظة السيد البيرتو ولكونه لا يتمتع بثقافة الرقي والحضارة والمعايير الوطنية وأمانة المسؤولية توجه بالسؤال إلى انطونيو .. من أنت؟ وكيف تتجرأ بهذا الكلام ؟
انطونيو : سيدي هذه هي الحقيقة المؤلمة.. لماذا لا نعترف بها؟
البيرتو : كيف تتهم أسيادك بالفساد والاختلاس ؟
انطونيو : لم اتهم أحد
البيرتو: بعصبية .. هل تسمى التجاوز على بعض فقرات العقد فسادا ؟
انطونيو: نعم
البيرتو : في مفهوم حزبنا وتحالفنا السياسي لا نعتبره فسادا .. بل استحقاقا وطنيا !
هنا ادرك انطونيو أن وضعه الشخصي أصبح صعبا وطلب من المدير الاستئذان بالخروج .. فسمح له
المشهد الثاني (داخلي ) انطونيو في بيته
انطونيو لزوجته : ماريا أنا خائف وقلق بسبب عملي ولا استطيع التحمل من جراء الضغوط التي تقع علي وما أشاهده يوميا من تزوير للحقائق
ماريا : حاول تهدئة الأمور .. وابعد نفسك عن الاحراجات خوفا عليك
انطونيو : لا استطيع
ماريا: إذن ما الحل ؟
انطونيو : غدا سأقدم طلب بنقلي إلى منصب خارج توصيف ( التدقيق) أو الاستقالة
ماريا: حبيبي انطونيو ليس لي سواك واشعر بالخوف عندما تطرق على مسامعي مواضيع الصفقات والعقود التي تبرم خصوصا عقود وزارتكم ؟ التي لا تنزل من السنة الناس
انطونيو : طبعا .. مضت سنوات عدة وصرفت المليارات على وزارة الكهرباء ولا تزال خدماتها لا تتعدى (5) ساعات يوميا في درجات حرارة تصل أحيانا إلى أكثر من (50 مئوية)
ماريا : عزيزي انطونيو ملف الكهرباء شائك ومعقد وفيه مداخلات كثيرة ولا يحل !
ماريا : الساعة ألان قاربت على منتصف الليل سأذهب إلى غرفة النوم
انطونيو : اجل يا حبيبتي عسى النوم يهدئنا

المشهد الثالث خارجي ( نهاري)
يركب انطونيو سيارته ويسلك طريقه المعتاد إلى دائرته قبل ساعة ونصف من موعد دوامه تحاشيا لازمة السير نتيجة كثرة نقاط التفتيش في الشوارع التي يسلكها ، وقبل 80 م تقريبا من إحدى تلك النقاط تقترب منه (سيارة حديثة ) وتطلق عليه النار بإصابة مباشرة في رأسه بمسدس كاتم ملعون .. وتهرب إلى جهة مجهولة ؟ ويقيد الحادث في مركز الشرطة كالعادة (( ضد مجهول)) .. مسكين انطونيو راح شهيدا لأمانته وإخلاصه وحبه للوطن

الخاتمة
سيبقى مشهد الفساد الحكومي كما هو وبوتيرة متصاعدة لوجود المسوغات والأجواء الحاضنة والداعمة له في ظل رقابة برلمانية معطلة تعمل تحت تأثير أجندة كتلها السياسية وهيئة نزاهة محجمة وقضاء غير مستقر، وما نشاهده ونسمعه من تصريحات إعلامية هنا وهناك من أعضاء التحالف الحاكم ما هو إلا مكافحة الفساد بالفساد بدليل دخلنا في السنة العاشرة تحت يافطة العراق الجديد دون محاكمة " الحيتان الكبار" المسؤولة عن سرقة وهدر المال العام وتفشي الفساد بأنواعه وان الجهود في مكافحته وفق الإرادة السياسية الحالية ناقصة جدًّا في هذا الإطار وما على شعبنا إلا أن يثور بوجه الفساد والفاسدين ، هذه مشاهدي المكسيكية فهل تسمعين يا جارة ؟



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا ننسى 00الذكرى التاسعة لاحتلال العراق
- قمة بغداد والقمم السابقة
- لا تتعجب فأنك في العراق
- صراع المصالح وإهمال العراق
- وجهه نظر في الإعلام السياسي الحكومي
- توقعات فلكية للمسرح السياسي العراقي
- هل القفز على الحقائق خيار وطني
- هاكم بعض مزايدات مسرح العراق الجديد
- إلى السادة الأفاضل في التحالف الوطني
- حقوق الانسان العراقي وديمقراطية التحالف الوطني!
- للشهيد المهدي يوم اغتيالكم تاريخ لاينسى
- للشهيد المهدي يوم اغتيالكم تاريخ لا ينسى
- ميناء مبارك وتقرير لجنة الخبراء
- الرد التركي على مذكرة الاحتجاج العراقية
- لكي لا ننسى00 تقرير بيكر هاملتون مثال
- عندما يُفقد الحياء
- الشراكة الوطنية.. ومعاناة المواطن
- الشرقية وبرامجها الرمضانية الهادفة
- افعواني التمديد..لنركب سفينة العراق قبل طوفان التقسيم
- السلوك السياسي الحاكم بين الادعاء والواقع


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - مشاهد درامية سياسية