عشرون يوما في مشفى كركوك العام / الرسالة الثانية

سردار الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 23:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

عشرون يوما في مشفى كركوك العام
الرسالة الثانية
سردار الجاف
هذه الرسالة موجهة لوزارة الصحة العراقية ، في رسالتي الاولى والمنشورة في موقع (( الحوار المتمدن )) والموجودة بصفحتي الخاصة ، قد ذكرت فيها كيفية وصولي وبقائي لمدة عشرون يوما في مشفى كركوك العام .
كنت أطلع الأمور بعين الصحفي والمحايد على كيفية عمل وتعامل الكوادر الطبية والموظفين الخدميين و خصوصا شعبة الطوارىء ورجال الشرطة من الباب الرئيسي . كل الحالات الطارئة في هذا الظرف العسير بسبب أنعدام الأمن و وجود الأنفجارات اليومية من هنا وهناك ، شعبة الطواريء من أهم الأقسام الحيوية وتستقبل في باديء الأمر كل الحالات الطارئة ومن ثم تتوزع على الشعب والأقسام والصالات والردهات الأخرى ، لذلك ينبغي ان نجد في هذه الشعبة كوادر كفوءة ، والحمدلله خلال معايشتي كمرافق لأبني في تلك الفترة وجدت كوادرة كفوءة ومخلصة ضمن أطار واجبهم الأنساني والمهني في الوقت ذاته نستطيع القول بأنهم لن يقصروا بأداء واجباتهم رغم كثرة معاناتهم ولن نجد مهملا في مهامه الأنسانية الا نادرا ، وهذا محل التقدير والأفتخار والأعتزاز بهم ، لربما هناك تقصير من لدن الدولة من خلال عدم صرف مخصصات الخطورة وغير ذلك لهم بالشكل المرضي ومايتناسب لهم ، كذلك من خلال كثرة الوافدين من المرضى والمصابين شاهدت تسرع الحركة من قبل الأطباء الأخصائيين والمقيمين والكوادر الطبية الأخرى والأنتقال بسرعة من مريض ومصاب لأخرى لكي الكل يتعافى بالشفاء ويستحصلون على العلاج اللازم ، وهذا التسرع مايدل على عدم كفاية الكوادر اللازمة في هذه الشعبة ولاسيما في هذا الظرف اللامستقر من الناحية الأمنية ، وتحتاج هذه الشعبة الى التوسع بشكل تناسب مستلزمات خدمة المواطنين من الكوادر والأجهزة الطبية اللازمة . مرات عدة في هذه الشعبة تحدث حالات الوفاة حسب أطلاعي لا تعود السبب لأهمال الكوادر أو الأطباء ، لربما تأخير وصول المريض للمستشفى وأحيانا المريض أم المصاب بعدهم لم يصلوا للمستشفى وهو وفاه الأجل بالطريق ، وللأسف الشديد شاهدت ناس متعاطفين جدا لمغفور لهم من كثرت حبهم للمتوفي يشتمون الأطباء أو الكوادر الطبية فلا ذنب لهم في ذلك ، الأطباء والكوادر الطبية يحبون أنقاذ حياة الناس لسببين هما ، أولا : عمل أنساني بحت ، ثانيا : الأنقاذ لهم يكون شهرة لذا يجاهدون ويحاولون أنقاذ أرواح الناس من المرضى والمصابين .
عشرون يوما تعاملت مع الكوادر الطبية في قسم العناية المركزة الجراحية ، في هذا القسم غرفتين للراقدين غرفة فيها أربعة سرير والثانية سريرين ، هذا المكان لا يلائم لهذا القسم يجب ان يتوسع مساحة القسم على ان يكون لكل راقد غرفة خاصة ، أحيانا تتلوث الغرفتين بسبب تنفس التواجدين والمرافقين في الوقت ذاته حالات المرضى هنا حساسة جدا لأن تستوعب الفايروس بالسرعة مما يحدث حالات الوفاة هنا ، الا ان الكوادر هنا أستطيع القول بأن 80% يعملون بجد وأخلاص وروح انسانية عالية رغم انهم لا يشملهم المخصصات بمخصصات الجناح الخاص ، ومن هذه النسبة نقارن المستشفى فعلا فيها كوادر جيدة وكذلك مما لمست من شعبة الطوارىء ايضا ،مرة اخرى أرد القول يستحقون الثناء والشكر والتقدير .
الا أن هناك في هذا القسم نواقص أخرى لابد أن نشير اليها منها : ...
1- أجهزة المونيتر لرصد نبضات القلب والتنفس والضغط والحرارة الجسمية ، اجهزة قديمة جدا تحدث بين حين وأخرى عطلات فيهن ، وهذا مايؤثر على حياة المرضى ، ومن خلال مراجعتنا لورشة المستشفى وجدنا الاخلاص في عملهم ، لكن الذي كان يؤلمنا عدم استجابة المؤسسات الصحية العليا لهم ، مثال لذلك ، ارسل لهم اجهزة مونيتر الحديثة الا أنهم لم ينصبوهن لأن الشركة التي وفرت لهم تلك الاجهزة هي التي ملزمة بنصبها ، ومضى على أرسال تلك الاجهزة مايقارب شهر ولم ترسل الشركة المفرزة الهندسية لنصبها بسبب وجود تسلسل للمحافظات فلابد أن تعالج هذه المسائل المهمة في المستقبل لأنها مرتبطة بحياة الناس .
2- جهاز فنتليتر ( التنفس الأصطناعي ) قليلة جدا ولا تلبي مطالب القسم أو أحتياجات المرضى لهذا الجهاز الحيوي بدونه المريض أو المصاب يفقد حياته، لذا من الضروري تأمين أحتياجات الأقسام المهمة في المستشفيات لكي يطمئن الشعب من خدمات الدولة لهم ، والا سوف الشعب لهم كلمتهم الأخيرة .
3- النقص فيالكوادر الطبية هنا ، وأبلغت السيد المدير الدكتور ولي كريم جميل على أحتياجات هذا القسم من الكوادر الا أنه وعد مشكورا لسد النقص الحاصل لديهم ، وأتصور هناك بالشكل العام نقص في الكوادر ويحتاج الى تعينات جديدة وهذا من صلآحيات الوازرة نتمنى أن تستجيب للمطالب .
وأخيرا لابد أن نتكلم عن رواتب الموظفين الخدميين بحق محل أستغراب ، أنهم يعملون يوميا على مدار الشهر بما فيها أيام العطل والجمعة براتب شهري مقداره ( 150000 ) مائة وخمسون ألف دينار أي بمعدل خمسة ألاف دينار لليوم الواحد ، هنا تطرح سؤالا نفسه ، من منا يدير أمور البيت يوميا بخمسة ألاف دينار .؟علاوة على ذلك أنهم ليسوا موظفين دائميين بل خدماتهم وقتية وبعقود ، انهم متعاقدين في الوقت الذي لايشملهم الضمان الأجتماعي والضمان الصحي ولا يستقطع من رواتبهم أيضا ، في كل الأحوال العامل أو الموظف المتعاقد دائما سيكون راتبه أكثر من رواتب الدائميين ، لربما أحد أسباب عدم نظافة المستشفى تعود لقلة رواتبهم ، رغم أنهم كما شاهدت لم يقصروا . راجين من الوزارة الاستجابة لهذه المطاليب لكي يوما بعد الاخر نكون أكثر في خدمة الناس .

[email protected]

#سردار_الجاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات