أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - هل الدين علم؟!..















المزيد.....

هل الدين علم؟!..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 21:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وديع العبيدي
هل الدين علم؟!..
منذ البدء.. في نقطة موغلة في القدم، اعتمد المرء اتجاهين أو أكثر في تصريف أمور حياته، منها..
- اتجاه تجريبي يعتمد التجربة والاختبار الشخصي لاستكشاف الشيء وتداوله.
- اتجاه تسليمي (سلبي) يأخذ بالشيء دون تمحيص أو مراجعة.
واضح.. ان الفارق بين الأثنين هو العقل، أو مستوى استخدام العقل ونوعيته.
الاتجاه التجريبي هو الذي قاد مسيرة الاستكشافات الحضارية عبر مسيرة التاريخ ورسم ملامح ما ندعوه اليوم بالحضارة والمدنية والنظام والقانون والادارة والاقتصاد وما يدخل في باب العلوم ومؤسساتها التعليمية والبحثية. وكلّ هذا مما اكتشفه المرء بالبحث والتجربة والمران والدربة، فهو معطى بشري، صنعه المرء بفكره ويده.
الاتجاه التسليمي هو الآخر قديم، ولا يقل قدما عن الاتجاه التجريبي، ولكنه اتجه لاتخاذ ظواهر الطبيعة مسلّمات يقينية لها دور فاعل في قيادة وتوجيه حياة البشر، ربما جراء ملاحظة تعاقب الليل والنهار والمدّ والجزر وما إلى ذلك. ولكنه ينسب ارثه الديني إلى الغيب المطلق ويغلّفها بقشرة مقدسة.
الانسان التسليمي هو الذي قامت حياته على الالتقاط والصيد واقتناص هبات الطبيعة أو ما تضعه في طريقه ويده. بينما الانسان العامل المزارع اعتاد الاعتماد على نفسه في استخراج الأشياء وتعلّمها وزراعتها أو تصنيعها.*
ويمكن ملاحظة البشر حتى اليوم من خلال طريقة حياتهم، واسلوب معيشتهم، فمنهم من يمارس حياة تكرارية (طفيلية) متوارثة، ويصدر عن قناعات وعقيدة تسليمية دون أي هاجس للتغيير أو التمحيص أو دور للعقل الفردي في التوجيه. بينما يسعى آخرون للبحث والتجديد واكتساب علوم ومهارات جديدة لتطوير حياتهم.
ان الانسان الذي يعيش حياة سمتها عقيدة التسليم والتكرار هو امتداد للانسان الذي بدأ بالالتقاط والاستسهال والجهوزية في معيشته، معتبرا أنّ كلّ ما يرد في طريقه أو يصل إلى يديه هو هبة من الربّ، بغض النظر عن الطريقة والتفاصيل. ويمكن اعتبار طريقة ارتزاق رجال الدين ومن على سجيتهم في هذا السياق.
لقد رسم العرّاف/ رجل الدين السومري القديم نظاما مناسبا للكهنوت ومراسيم العبادة التي تضمنت التبرع المالي والمادي (خراف وثيران). وتدخل هذه في صندوق المعبد الذي يشرف عليه الكاهن، ومنه يحصل على تخصيصاته المالية والمعيشية. وفي الغرار.. تقضي كلّ من اليهودية والمسيحية بتقديم عشور مداخيلهم وممتلكاتهم للمعبد، كجزء من واجبات العبادة الطقسية، وتعادلها نسبة الخمس في الاسلام. وتدخل تحت بند (العطاء*، الزكوة).
وتظهر هذه الفكرة بجلاء لدى العبرانيين. وبين أبناء يعقوب (المدعوّ اسرائيل) الأثني عشر، ابن اسمه (لاوي) وهو يمثل (سبط كهنة) – أي أن سلك الكهانة وخدمة المعبد محصورة فيه لا تتعدّاه- بحسب الشريعة. وعند توزيع –أرض الموعد- على الأسباط ، لم يحصل سبط لاوي على نصيب في الأرض، لأن كلّ الأسباط البقية يدفعون له عشور أرضهم وممتلكاتهم.
ان العمل الأساس الوحيد الذي يقوم به الكاهن هو خدمة المعبد وقيادة مراسيم العبادة. ويطلق عليه البعض اليوم (القيادة الروحية) في مسعى للمبالغة في أهمية هذه الفئة الطفيلية في المجتمع.
*
ان السؤال المعلق في العنوان.. بعد هذا الاستعراض السريع لمرجعية (الدين) ورجاله.. هو ما علاقة الدين بالعلم، في ضوء تقاطعه الجوهري مع العقل، وتأكيده على (الايمان) الذي يوعزه كثيرون إلى (القلب) أو (النفس). ويمثل الدين جملة معتقدات منظومة ثابتة ومتوارثة عبر الأجيال، مما يدعى بالشريعة لدى العبرانيين والمسلمين، ولاهوت المسيح لدى أتباعه. وتتمتع هذه بالقداسة التي لا يشوبها (شكّ) ناهيك عن دعوى مصدرها الالهي المطلق، فوق البشري.
حرفة (تقليد) الكهانة كانت تسري داخل العائلة أو بين خدّام المعبد من خلال التقليد. وليس في هذا التقليد/ التعليم مكان للاضافة أو التطوير جوهريا.
ولكن التطور العلماني الكبير الذي شمل مجالات الحياة مع بواكير عصر النهضة وانتشار دور العلم والجامعات، استتبع ظهور جامعات دينية – هي في الأساس مدارس أو كليات خاصة بالتعليم الديني. ولا مثلبة في اعتماد المدارس أو الكليات وحتى الجامعات لتوجيه التعليم الديني، ولكن تقليد المدارس الدينية للمدارس العلمانية في منح الشهادات وبنفس التسمية والدرجة.. هو ما يقتضي المراجعة والتدقيق. فالعالم يعجّ اليوم بحملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ودرجة الاستاذية في مجالات اللاهوت والدين. (ومنهم (دكاترة) يفتون بإرضاع الكببر، أو العلاج ببول البعير).
كون الدّرجات العلمية علميّة، أنها مشتقة من طبيعة العلم العقلي التجريبي الخاضع للبحث والمناقشة والشك والتحقيق والتغير والتطور. وهذا يتعارض مع طبيعة الفكر/ المعتقد الديني المتوارث الذي يفسّر الماء بعد الجهد بالماء. ولا يرى بدّا عن تصنيف الناس إلى مؤمنين وكفرة (وثنيين) مع اعتبار نفسه ومعتقده وأتباعه ممثلين للدين الحقّ (الصحيح) أو الحقّ (الله).
بابا الفاتيكان لديه أكثر من درجة دكتوراه. ورئيس جامعة الأزهر دكتور أو أستاذ دكتور. وكانت الأزهر تمنح درجة (عالم) –عارف بأمور دينه- للمتخرجين فيها. هذا الوضع أفسد ناصية العلم، وأفرغ الدرجة/ اللقب العلمي من محتواه ومعناه. ففرويد دكتور والبابا دكتور والشيخ الداعية دكتور.
ولدى حاملي هذا اللقب، فالغالب أنه يطغى حتى على أسمائهم أو أية صفة أخرى عند التخاطب –وهذه عادة اجتماعية سيّئة -، مما يجعل الأمور خبط عشواء، سيما ونحن نعيش في زمن لا تنقصه الفوضى والتزوير وصداع المدّعين.
أعتقد أن هذه الفكرة جديرة بالاهتمام والمراجعة، -سيما للجّهات المعنيّة-، بنفس القدر الذي تشيع فيه اليوم الشهادات والألقاب المزوّة – عن طريق الشراء-، ولا بدّ لدائرة الأمم المتحدة الخاصة بالتربية والعلوم ووزارات التربية والتعلم العالي في البلدان من اهتمام بالموضوع ، لفرز الحقائق العلمية من العقائد اليقينية، والتوصية باعتماد ألقاب دينية واضحة لا تختلط بالفكر العلمي العلماني، الذي يمثل أهل الدين أكبر مناوئيه، ويضعونه على نفس المستوى مع الوثنية والالحاد!..
بل أن أصحاب المدارس الدينية وخريجيها هم أولى بالتنصل من القاب أهل الكفر والالحاد.. أم ماذا؟..
22 ابريل 2012
وديع العبيدي
لندن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثمة اشكالية فكرية في علاقة الزراعة بالفكر الديني وكون المجتمع الزراعي أكثر تبعية للخرافة والإفكار الغيبية، وهو موضوع يحتاج قراءة مفصّلة. مع إشارة إلى أن رجل الدين لا يزرع ولكنه يمثل دور الاقطاعي الذي يشارك الفلاح في محصوله ومدخوله الصافي، ناهيك عن ظاهرة الوجاهة الاجتماعية والقيادة والصّدارة في كلّ شيء.
• يقول الجامعة سليمان ابن داود: مع كثرة الفهم تأتي كثرة الاحباط. وكلما زاد علم الانسان، زاد حزنه أيضا!. (سفر الجامعة 1: 18).
• يقول بولس الرسول في غلاطية (1: 11): أريدكم أن تعرفوا أنّ البشارة التي بشّرتكم بها ليست من مصدر بشري. فأنا لم أخذها من انسان. ويقول بطرس في رسالته الثانية (1: 21): لأنه لم تعطَ نبوّة قطّ بمشيئة انسان، بل انقاد رجال الله بالرّوح القدس فنطقوا بكلام الله.
• يقول بولس في كورنثوس الأولى (1: 27): انّ الله اختار ما هو أحمق في العالم، لكي يخزي الحكماء، واختار ما هو ضعيف، لكي يخزي ما هو قويّ.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من شهيد
- فردتا حذاء
- من عذابات حرف السين
- الأديب الكردي حافظ القاضي.. وشيء من كتاباته
- موسوعة الوطن الأثيريّ..
- اليسار والتعددية.. والابداع واللامركزية
- مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..
- نظرة في الحاضر..
- في دارة الأستاذ عبد الهادي الفكيكي..
- في دارة المنولوجست عزيز علي
- في دارة الاستاذ خضر الولي*..
- حامد البازي.. في مقهى الزهاوي
- عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي
- يعقوب شعبان.. في مقهى الزهاوي
- عبد الرزاق السيد أحمد السامرائي.. في مقهى الزهاوي
- صاحب ياسين.. في مقهى الزهاوي
- سليم طه التكريتي*.. في مقهى الزهاوي
- أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي
- د. محمد عزة العبيدي.. في مقهى الزهاوي
- محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - هل الدين علم؟!..