أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي زكريا الصايغ - محاكمة المسيح















المزيد.....

محاكمة المسيح


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 22:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قليلة هى المحاكمات فى العصور القديمه التى اكتسبت شهره كمحاكمة يسوع المسيح فالاناجيل اربعه من اسفار الكتاب المقدس تروى بالتفصيل اعتقاله ومحاكمته واعدامه وعلينا الان ان نفجص هل التهم الموجهه الى يسوع حقيقيه ام باطله .
كانت الدوله الرومانيه تحكم فلسطين عند محاكمة يسوع وأعطى الرومان السلطات اليهوديه الدينيه صلاحية اجراء العدل بين اليهود بموجب شريعتهم الخاصه ولكنهم على مايبدود لم يمنحوهم الحق القانونى فى تنفيذ حكم الاعدام فى المجرمين لذلك فأن اعداء يسوع الدينيين البهود هم من القوا القوا القبض عليه الا ان الرومان هم من اعدموه فقد احرجت كرازته المرجعيات الدينيه انذاك لدرجة ان اعضاءها ارتأوا انه من الضرورى ان يموت لكنهم ارادوا ان يظهر اعدامه بمظهر شرعى وقد حدت جهودهم الراميه الي تحقيق هذا الهدف بأستاذ فى القانون الى وصف المحاكمه بأنها افظع جريمه معروفه فى تاريخ القضاء.
وصفت الشريعه التى التى اعطيت لللاسرائيليين بواسطة موسى بأنها اعظم الانظمه القضائيه وأكثرها تحررا من الجهل الا انه بحلول زمن يسوع كان الرابيون المتزمتون قد اضافوا اليها عددا هائلا من القوانين غير الموجوده فى الاسفار المقدسه والتى دونت لاحقا فى التلمود فالى اي حد احترمت هذه القوانين والشريعه فى محاكمة يسوع.
بادئ ذى بدء لزم ان يرتكز اعتقال يسوع على شهادتين متطابقتين امام جهة قضائيه بشأن جريمه محدده لكى يتسم بطابع قانوتى ففى القرن الاول اذا اعتقد يهودى فى فلسطين ان شخصا اقترف فعلا منافيا للقانون وجب عليه ان يقدم شكواه امام المحكمه فى جلساته العاديه ولم تخول المحاكم صلاحية رفع الدعاوى بل النظر فقط فى التهم المقدمه اليها فالشهود على الجريمه المزعومه امتلكوا وحدهم الحق فى الادعاء وما كانت الاجراءات القانونيه تبدأ الا حين تتفق افادة شاهدين على الاقل على التهمه عينها فأقوال الشهود كانت تشكل الاتهام الذى يؤدى الى الاعتقال شرط الا يقوم الذنب على فم شاهد واحد اما فى حالة يسوع فكان كل مايهم السلطات اليهوديه هو ايجاد وسيله للتخلص منه لذلك حين سنحت لهم فرصه ملائمه القوا القبض عليه بمعزل عن الجمع.
عندما اعتقل يسوع لم تكن قد وجهت اليه اية تهمه ولم يبدأ الكهنه والسنهدريم اى المحكمه العليا بالتفتيش عن شهود الابعد القاء القبض علبه كما انهم لم يتمكنوا من ايجاد شاهدين تتفق شهادتهما لكن التفتيش عن شهود لم يكن من مسؤلية المحكمه يقول المحامى والكاتب أ.تايلور اينس ان محاكة رجل وخصوصا تحت طائلة الموت دون تحديد مسبق للجريمه المنسوبه اليه هى بلاشك اساءه بالغة الخطوره.
بعد قبض الرعاع على يسوع ساقوه الى بيت حنان رئيس الكهنه السابق الذى بدأ باستجوابه لقد تجاهل حنان عمدا القانون الذى يقضى بوجوب محاكمة من يواجهون عقوبة الاعدام نهارا لاليلا علاوة على ذلك لزم ان يجرى التحقيق فى محاكمه علنيه وليس وراء ابواب مغلقه ولان يسوع ادرك عدم عدم شرعية استجواب حنان له اجابه لم تسألنى انا اسأل الذين سمعوا ماكلمتهم به هوذا هؤلاء يعرفون ماقلته فعوض استجواب المتهم كان يفترض بحنان ان يستجوب الشهود اولا ربما كانت كلمات يسوع ستدفع بقاض نزيه الى احترام الاجراءات القانونيه لكن حنان لم يكن مهتما بأقامة العدل.
وبسبب هذه الاجابه تلقى يسوع لطمه من احد الشرط ولم تكن هذه المره الوحيده التى يعامل فيها يسوع معامله عنيفه تلك الليله .بالتباين نصت الشرائع المدونه فى سفر العدد الاصحاح 35 بخصوص مدن الملجأ على حماية المتهم من المعامله السيئه الى ان يثبت ذنبه وكان من حق يسوع ان ينال حمايه مماثله.
بعدئذ ارسل يسوع مقيدا الى بيت رئبس الكهن قيافا حيث تواصلت المحكمه الليليه غير الشرعيه وهناك فتش الكهنه عن شهادة زور على يسوع ليميتوه ضاربين بالعداله عرض الحائط غير انهم لم يجدوا اثنين تتفق شهادتهما لذلك حاول رئيس الكهنه ان يدفع يسوع الى ادانة نفسه فسأله اما تجيب بشئ مالذى يشهد به هؤلاء عليك. كان هذا التكتيك غير مقبول على الاطلاق وفى هذا الخصوص يقول اينس المقتبس منه انفا ان استجواب المتهم وادانته بناء على اقواله انتهاك للاصول القضائيه .
اخيرا استغل المجلس كلمات يسوع لمصلحتهم فحين سئل يسوع أأنت المسيح ابن المبارك اجاب قائلا انى هو وسترون ابن الانسان جالسا عن يمين القدره واتيا مع سحب السماء فأعتبر الكهنه اجابته تجديفا وحكموا عليه جميعا بأنه مستوجب الموت. وفقا للشريعه الموسويه لزم ان تعقد المحاكمات علنا الا ان هذه المحاكمه كانت سريه ولم يحاول احد الدفاع عن يسوع كما انه لم يسمح له ان يستدعى شهودا يدافعون عنه حتى انه لم يؤذن لاحد بالتكلم لصالحه ولم ينظر فى الاسباب الجوهريه التى دفعته الى القول انه المسيا فضلا عن ذلك لم يجر القضاه تصويتا نظاميا لاصدار الحكم على يسوع لتبرئته او ادانته.
على مايتضح لم تكن لليهود صلاحية تنفيذ حكم الاعدام فى يسوع فساقوه الى الحاكم الرومانى بنطيوس بيلاطس فطرح بيلاطس عليهم السؤال التالى اية تهمه توردون على هذا الانسان واذ ادرك اليهود ان تهمة التجديف الملفقه لم تعن له شيئا حاولوا ان يحملوه على ادانة يسوع دون اجراء اى تحقيق قائلين لو لم يكن هذا فاعل سوء لما كنا سلمناه اليك .رفض بيلاطس هذه الحجه ملزما اليهود بتقديم اتهام جديد فقالوا له وجدنا هذا يفسد امتنا وينهى عن دفع الضرائب لقيصر ويقول انه هو مسيح ملك وهكذا حولوا بخبث تهمة التجديف الى اتهام بالخيانه.
لقد كانت تهمة النهى عن دفع الضرائب باطله وهذا ماعرفه المتهمون يسوع حق المعرفه فهو قد علم العكس تماما اما فى مايتعلق بتهمة تنصيب نفسه ملكا فسرعان مارأى بيلاطس ان هذا الرجل الماثل امامه لايشكل اى تهديد لروما لذلك اعلن اننى لاأجد فيه ذنبا ولم يغير رأيه طوال المحاكمه.
فى البدايه حاول بيلاطس ان يستفيد من عادة اطلاق سجين فى الفصح للافراج عن يسوع ولكن انتهى به الامر الى اخلاء سبيل باراباس الذى كان قد اثار فتنه وارتكب جريمه قتل.
وبعدئذ حاول هذا الحاكم الرومانى ان يحرر يسوع بالوصول الى تسويه ترضى الجميع فأمر بمعاقبة يسوع فجلد وألبس رداء من الارجوان ووضع على رأسه تاج من شوك ثم ضرب واستهزئ به ثم اعلن مجددا براءته وكأنه يقول الا يكفيكم هذا ايها الكهنه لربما ان يشفى غليل الكهنه برؤية يسوع وقد مزق جسده الجلد على يد الرومان او ان يمتلا قلبهم شفقة عليه لكن جهوده ذهبت ادراج الرياح.
يقول السجل استمر بيلاطس يطلب ان يطلق يسوع ولكن اليهود صاحوا قائلين ان اطلقت هذا الرجل فلست صديقا لقيصر كل من يجعل من نفسه ملكا يعارض قيصر.
كان القيصر الحاكم انذاك طيباريوس وهو امبراطور اشتهر بأعدام كل من يشك فى ولائه ولو كان رسميا عالى الرتبه ولم تكن هذه المره الاولى التى يثير فيها بيلاطس حفيظة اليهود لذلك لم لم يرد ان يجازف بنشوء خلاف اخرمعهم فكم بالاحرى ان يتهموه بالخيانه لقد كانت كلمات الجمع بمثابة تهديد مبطن او ابتزاز بث الخوف فى نفس بيلاطس فرضخ للضغط وامر بأن يعلق رجل برئ على خشبه.
لقد حلل اختصاصيون كثر فى القانون الاناجيل عن محاكمة يسوع وخلصوا الى انها لم تكن سوى محاكمه صوريه وتشويه للعداله كتب احد المحامين ان مباشرة محاكمه وانهاءها واصدار الحكم رسميا بين منتصف الليل والصباح اعتداء سافر على مبادئ العدل والتقاليد والقوانين فى الشريعه اليهوديه ويقول استاذ فى القانون لقد تخللت المحاكمه بكاملها تجاوزات فاضحه ومخالفات قضائيه جسيمه لدرجة انها اعتبرت عملا اجراميا ارتكب بأسم القانون.
كان يسوع بريئا الا انه ادرك ان موته ضرورى لخلاص البشر الطائعين وقد بلغت به محبته للعدل حد الاستسلام لاسوأ المظالم التى ارتكبت على الاطلاق .
فلا ننس ابدا انه فعل هذا لاجلنا نحن الخطاه.
التجاوزات القانونيه في محاكمه يسوع.
لم تسمع المحكمه حججا او شهودا لتبرئة يسوع.
لم يحاول اى من القضاه ان يدافع عن يسوع.
فتش الكهنه عن شهود زور للحكم على يسوع بالموت ز
اجريت جلسة الاستماع فى الليل وراء ابواب مغلقه.
ابتدأت المحكمه وانتهت فى يوم واحد اليوم الذى سبق العيد.
لم توجه اية تهمه الى يسوع قبل اعتقاله.
اعتبر يسوع مجدفا حين قال انه المسيا دون ان ينظر فى الاسباب التى دفعته الى ذلك.
تغيرت التهمه حين احيلت الى القضيه الى بيلاطس.
كانت التهم كلها باطله.
اعتقد بيلاطس ببراءةيسوع لكن حكم بأعدامه على الرغم من ذلك.



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تستفيد من مرضك - تحيه للمرضى
- يوميات جنين-ولم يتم اللقاء
- نشيد الانشاد المفترى عليه
- نصب تذكارى لابليس


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي زكريا الصايغ - محاكمة المسيح