أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - قبيحة وتزداد قبحاً














المزيد.....

قبيحة وتزداد قبحاً


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبيحة وتزداد قبحاً
كتب مروان صباح / من تعاملوا معهم أنهم قطط تبين بعد كل هذه التضحيات للأرواح التى تزهق من أجل اعادة الحرية المسلوبة والإنسانية المسحوقة بأنهم أسود ومن تعامل مع نفسه على مدار عقود من الزمن بأنه أسد في غابة يعدو في جميع الاتجاهات كي يفترس ، تبين أنه قط وقد اضطر لاستدعاء كل إحتياطات أسلافه لكي ينجو من مواجهة حالة الغضب الشعبي الذي لم يعد قادر على هضم شعارات تأسست على التضليل وفقدت صلاحيتها رغم عمليات التجميل البالغة الدقة إلا أنها قبيحة وتزداد قبحاً .
لسورية أهميتها التاريخية فهي ديكتاتورية الجغرافيا رغم تهذيب أطرافها التي نتجت بعد الحرب العالمية الأولى وما لحق بعدها من تجزأت إلا أن قلب الشام وما تحمل من ثقافة وسجل تجاري عريق تراكم عبر القرون أعطاها هذا التأثير الكبير في محيطها وخصوصاً عندما انتقلت الدولة الإسلامية في عهد الأمويين والأيوبيين جعلها لاعب اساسي في بلورت الحياة السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي لتتحول إلى أكثر المناطق عرضةً للأطماع بالإضافة لأهمية تخوم موقعها الجغرافي من فلسطين والتي كانت تعتبر ضمن حمايتها من أي غزوات تأتي من البحر أو التفافا على الساحل اللبناني لكن في الحقيقة كان ومازال الشعب العربي على مختلف جغرافيته وفي جميع ازمنته يحاول جاهداً الانتقال من الفكر الرعوي إلى مرحلة الشعب الذي يطمح بأن يشارك في القرار والمصير وقد نجح في بعضها وفشل في أغلب الأوقات لحجم تعرضه إلى اجتياحات استعمارية ادت في كل مرة العودة به إلى منطقة الصفر أو أقل من ذلك ، بعيداً عن المحاولات العديدة التي شهدتها البلدان المحورية كسورية والعراق ومصر بدفع من حكامها إلى أصباغ صبغة الشخصنة على جغرافية المكان وتاريخه بهدف احلال التفوق لصورته عليهما ، إلا أنها كانت دائماً الجغرافية تتحالف مع التاريخ وترفض بشكل قاطع ان ترتسم بخنجر حاكم أو نظام يحمل فكرة معينة بل هو تاريخ طويل ممتد من عمق الحضارة لا تسمح ديكتاتورية الجغرافيا أن تأسرها فئة صغيرة أمعنت بإقصاء الأغلبية عن مناحي الحياة بل اصبحوا اموات مؤجلين الدفن ، لهذا اليوم ما يشهده الوطن العربي هو تحول جذري من مرحلة الرعوية إلى حكم الشعب حيث يبدأ في وضع اللبنة الأولى حتى لو كانت هناك ألغام في الطريق تتفجر نتيجة ما كان مؤجل أو من خلال أيدي تتلاعب في دفع العجلات إلى خارج السكة المحددة في الوصول إلى الغاية كي تتحول الساحات من أعمال حضارية سلمية تسعى إلى تداول على السلطة وتؤسس عقد اجتماعي يحفظ الحقوق وترجيح كفة الكفاءة والجدارة على كفة تقبيل فم الكلب ولعابه اذا تتطلب الأمر إلى ميادين تنبش بها الهويات النائمة التي لم يستطع المجتمع على اختلاف أزمنته ان يعالجها من جذورها لتصبح منصهرة تماماً في الوطنية الكاملة ليست عوراء حيث تتضح عند اول اختبار ليصبح القتل على الهوية .
قوة النظام جاءت من هذا العمق التاريخي التي تتحلى به جغرافية المكان حيث استطاع استخدامها بشكل جيد في وقت كانت الحرب الباردة ترسم حدود لعلاقات دولية من جديد فبسط سيطرته بالقوة الأمنية في داخلها وربط بشكل أو بأخر الخيوط المحيطة به لصالحه حيث تحولت تلك الخيوط من ثورية ضاربة إلى ما يسمى للإعداد من أجل التوازن الإستراتيجي وقد امتاز في الحقيقة دون أي شك النظام فيه لحد تحول للأقلمة لكن لم ، يقرأ التاريخ بشكل معمق بل يبدو كانت قراءاته افقية واقرب إلى السياحية التى اراد ان يتباهى بها فقط مرتكزاً كلياً على الثوابت القومية دون الوطنية كي يتفلت من الحساب والعقاب مما جعل من خطابه السياسي جامد غير متحرك حيث لم يتزحزح شبراً عن الكلمات التقليدية رغم انه خاض مفاوضات عبر تركيا مع الإسرائيلي وترأس في السابق مؤتمر مدريد وكان شريك أصيل في معادلة الكويت والعراق بعد ما حقق مع الدول ال 35 انتصاراً على العراق هو اشبه بالهزيمة بينما جاء الترقيع والضغط المتواصل للمكبوتات والالتفاف بطرق غير مشروعة لحقوق الناس وعدم اظهار أي حسن نية في تحسين ظروف عيش البشر في مقدمة إهماله وازدادت خصوصاً بعد تمكن حزب الله من التصدي البطولي للهجوم الإسرائيلي على لبنان 2006م الذي جعل منه أن يأمن لمكر التاريخ بل ليس هذا فقط ، رغم أن تونس ومصر قد ضربتا درساً كبيراً للأنظمة بأن التغيير لن يرحم احد وأن الرياح عاتية ستقلع جميع الأشجار التى في الغابة ، فيما النظام السوري اعتاد ترحيل أزماته إلى خارج حدود جغرافيته المبتورة معتمداً على الأوراق التي في جعبته ثم جاء بوضع خطة القتل المحدود والتنكيل النموذجي التي تراوح في مربع الفشل وغير قادرة على اسعافه حيث أخفقت جميعها لأن الاحتجاجات قبل ان تتحول إلى ثورة على طول وعرض البلاد وتقلب الطاولة فوق رأس النظام تبين انه قد مات منذ زمن ويعيش كل هذه الفترة سراً لكن القدر بعواصفه كان اقوى من أسوار النظام المثقوبة حيث رجع الشعب كي يأخذ أحزانه التي تركها دون قصد مؤكداً أن التضحيات بلغت حد لا يمكن لأحد أن يعود إلى الوراء وأن محاولات النظام لإعادة توليد حكمه من اسهامات دولية في إيجاد حل للمذابح القائمة تظل احلام لا يمكن أن تتطور وتتحول إلى واقع بل هناك دوافع شعبية تزداد توسع كل يوم امام آلة القتل الناتجة عن شدة الخوف لتصبح رغبة جامعة في اسقاطه رغم المناخ المقلق التي تقدمه المعارضة الخارجية من تفكك وتباعد في رؤى وانشقاقات متوالية لكنها تبقى هامشية دون تأثير فعلي لأن من يدفع في الواقع الدم ويواجه النار لا يكترث كثيراً لمن يجتمع في قاعات فاخرة ويأكل الكافيار .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية
- أحياء لكنهم شهداء
- بين الأشباه والسعاديين
- أصوات بُحّت لفرط الصراخ
- منطقة الصفر
- الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام
- الإبادة من أجل الإغاثة
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام
- الطغاة لا يتعلمون
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - قبيحة وتزداد قبحاً