أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - القفزة الكبرى إلى الأمام و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979 مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.















المزيد.....



القفزة الكبرى إلى الأمام و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979 مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 19:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


القفزة الكبرى إلى الأمام و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979

مقتطف من العدد 11 من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة العدد الحادي عشر من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.
أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغمائيا تحريفيّا على الماركسية- اللينينية - الماوية .
توفّي ماوتسى تونغ فى 9 سبتمبر 1976. و بعد شهرين ، فى نوفمبر 1976 ، عقد حزب العمل الألباني مؤتمره السابع و جاء فى تقرير اللجنة المركزية ، على لسان أنور خوجا :
" إنّ الإنتصارات التاريخية التى حققها الشعب الصيني فى ثورته و بنائه الإشتراكي العظيمين و إنشاء الصين الشعبية الجديدة و السمعة الكبيرة التى يتمتّع بها فى العالم ، مرتبطة بإسم القائد العظيم ، الرفيق ماو تسى تونغ و تعاليمه و قيادته. و يمثّل عمل هذا الماركسي-اللينيني مساهمة فى إثراء نظرية البروليتاريا و ممارستها. و الشيوعيون و الشعب الأبانيين سيحييان على الدوام ذكرى الرفيق ماو تسى تونغ الذى كان صديقا كبيرا لحزبنا و شعبنا...
لقد مضت ألبانيا و الصين قدما فى دكتاتورية البروليتاريا و فى بناء الإشتراكية اللتين خانهما التحريفيون ، ألبانيا و الصين اللتان ظلّتا وفيتين للماركسية-اللينينية، و دافعتا عنها بتصميم و أعلنتا حربا إيديولوجية ضروسا ضد تحريفية خروتشاف و أتباعه . الشيوعية لم تمت ، على العكس ما كانت تتمنّى البرجوازية، و قد إبتهج الإنتهازيون و التصفويون قبل الأوان".
وفى بيان مشترك لبعثات الأحزاب الماركسية-اللينينية لأمريكا اللاتينية ( بعثة الحزب الشيوعي (الماركسي- اللينيني ) الأرجنتيني ، و بعثة الحزب الشيوعي البوليفي ( الماركسي- اللينيني ) ، و وبعثة الحزب الشيوعي البرازيلي ، و بعثة الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) ، و بعثة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي، و بعثة الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني الإكوادوري) الحاضرة فى المؤتمر السابع لحزب العمل الأباني بتيرانا ، ألبانيا ، نوفمبر 1976، نقرأ :
" 8. وجهت البعثات الحاضرة تحيّة عالية و عبّرت عن عمق ألمها لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، و قائد لا جدال فيه للشعب الصيني ، و ماركسي – لينيني عظيم و معلّم كبير للبروليتاريا و الشعوب المضطهَدة فى العالم بأسره. فى ظلّ القيادة الحكيمة للرفيق ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ، خاضت البروليتاريا و خاض الشعب الصيني حربا ثورية و إفتكّا السلطة و شيّدا الإشتراكية فى الصين. و هكذا غدت الصين المتخلّفة و الخاضعة للإمبريالية ، بلدا إشتراكيّا معاصرا ،و حصنا حصينا للثورة العالمية.و كذلك فى ظلّ قيادة الرفيق ماو تسى تونغ ، جرت معالجة بطريقة صحيحة لمشكل الهام لكيفية مواصلة الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين. لقد رفع الرفيق ماو تسى تونغ بصلابة راية الماركسية- اللينينية و أطلق النضال ضد التحريفية المعاصرة ، مساهما هكذا بحيوية فى إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الماركسية- اللينينية العالمية. و ستظلّ مسيرته كمقاتل ثوري و أفكاره التى طوّرت الماركسية- اللينينية حاضرة فى قلوب شعوب و شيوعييى العالم قاطبة و أذهانهم ".
--------
و عقب ذلك بسنتين ، يشنّ أنور خوجا و حزب العمل هجوما مسعورا دغمائيّا تحريفيّا على ماو تسى تونغ ، فى كتاب أعلن عن نشره أواخر ديسمبر 1978 و حمل من العناوين " الإمبريالية و الثورة " . و فيه أفرد خوجا فصلا كاملا لتشويه فكر ماو تسى تونغ معتبرا إيّاه " نظرية معادية للماركسية " و معتبرا أنّ الصين لم تعرف أبدا الإشتراكية و البناء الإشتراكي و أنّ صراع ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية السوفياتية لم يكن نابعا من مواقف صحيحة و مبدئية ماركسية- لينينية وما إلى ذلك من تقليعات دغمائية تحريفية !!!
===
هذه إطلالة أولى على الإنقلاب الخوجي المضاد لعلم الثورة البروليتارية العالمية ، أمّا الإطلالة الثانية فنخرجها لكم كالتالى:
ورد فى خطاب أنور خوجا ، فى 7 جانفي 1964، ضمن كرّاس " عاشت الصداقة الصينية – الألبانية " :
" أبدا لن ينسى الشيوعيون الألبانيون و لن ينسى الشعب الألباني أن إخوتهم الصينيون وقفوا إلى جانبهم فى الأفراح و الأتراح. لن ينسوا المساعدة الكريمة للأخوة الصينيين الذين تقاسموا معاشهم مع شعبنا. أبدا لن ينسوا أنّ الحزب الشيوعي الصيني حافظ دائما على حزب العمل الألباني مثلما يحافظ المرء على أمّ عينه".
---------------------
و فى 30 سبتمبر 1978 ، فى بيان مشترك بين الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي الثوري الشيلي و الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني الإكوادوري و حزب الراية الحمراء الفينيزوالي ، هناك تحليل نقدي يبيّن تحريفية " نظرية العوالم الثلاثة " و تناقضها مع تعاليم ماو تسى تونغ و فى النقطة 15 من خاتمة البيان كتبوا:
" تعتبر أحزابنا أنّه ، إزاء إستعمال التحريفيين الصينيين لأعمال ماو تسى تونغ و سمعته للتغطية على مخطّطاتهم لإعادة تركيز الرأسمالية فى الصين و بناء قوّة عظمى جديدة إمبريالية- إشتراكية و مغالطة البروليتاريا و الشعوب بنظريتهم الضارة للغاية ، نظرية " العوالم الثلاثة" ؛ من الواجب الأكيد أن نصون تعاليم ماو تسى تونغ الثورية، الماركسية- اللينينية. و تثمّن أحزابنا إلى درجة كبيرة مساهمات الرفيق ماو تسى تونغ فى الثورة العالمية."
و بعد نحو السنة من ذلك ، فى أكتوبر 1977 ، صدر بيان عن الحزب الشيوعي الإسباني (الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي البرتغالي المعاد تشكيله و الحزب الشيوعي الإيطالي الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي اليوناني الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي الأماني الماركسي – اللينيني فيه نقرأ :
" فى الذكرى الأولى لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، ترفع أحزابنا تحيّة له و تأكّد على أنّ وفاته تمثّل خسارة كبرى للحزب الشيوعي الصيني العظيم و لكافة الحركة الشيوعية العالمية . كان الرفيق ماو تسى تونغ ، القائد العظيم للشعب و الحزب الشيوعي الصيني كذلك قائدا عظيما للبروليتاريا العالمية.تعتبر أحزابنا أن من واجب جميع الماركسيين- اللينينيين الدفاع بصلابة عن التعاليم الثورية للرفيق ماو تسى تونغ- لا سيما منها تلك المتصلة بالصراع ضد التحريفية المعاصرة ،و بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و بالصراع ضد الإنتهازيين من كلّ لون- إزاء جميع الذين بنفاق يستعملون إسمه ليشوّهوا تعاليمه و للهجوم عليه بشكل ملتوى."
-----------
إثر وفاة ماو تسى تونغ، أنجزت الطغمة التحريفية الصينية بقيادة دنك سياو بينغ و هواو كوفينغ إنقلابا مضادا للثورة فى الصين فصعدت بذلك البرجوازية الجديدة إلى السلطة و أعيد تركيز الرأسمالية هناك و تحوّلت الصين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية و تحوّل الحزب الشيوعي الصيني من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي .
و فى جويلية 1978 ، تنكّرت البرجوازية الجديدة الحاكمة للصين للإتفاقيات مع ألبانيا و أوقفت التعاون الإقتصادي و العسكري معها ، مثلما سبق و أن فعل التحريفيون السوفيات مع الصين الماوية.
و طار عقل أنور خوجا و طفق يخلط الحابل بالنابل و يصبّ جام غضبه على ماو تسى تونغ و يكيل الشتائم و يلصق به و ينسب إليه أفكارا و نظريّات أعدائه ( مثل " نظرية العوالم الثلاثة " لدنك سياو بينغ) و يمرّغ سمعته فى الوحل بعد أن كان يرفعه إلى السماء ، مستعملا فى ذلك جميع الأساليب الإنتهازية و التزوير و الكذب و قلب الحقائق رأسا على عقب بأشكال و طرق قد تتصوّرونها و أخرى قد لا تصوّرونها أصلا و بهجومه ذلك على أرقى ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية كان يحطّم المبادئ الماركسية- اللينينية و يدافع عن الأفكار التى أثبت تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الصينية أنها خاطئة ، تحريفية. فقدّم خدمة هائلة للبرجوازية العالمية إذ تسبّب فى إنقسامات داخل الحركة الماركسية-اللينينة العالمية إستغلّها الإنتهازيون فى الأحزاب و المنظّمات الماركسية- اللينينية عبر العالم ليرتدّوا و يديروا ظهرهم للثورة البروليتارية العالمية و يخونوا الشيوعية و قضية الطبقة العاملة العالمية.
======
لكن هيهات أن يلزم الشيوعيون الحقيقيون الماويون الصمت إزاء ذلك الهجوم الدغمائي التحريفي! فمنذ السبعينات ،إنبروا يقاتلون الخوجية و بالفعل ألحقوا بها أشدّ الهزائم المريرة عالميّا . و يشهد واقع اليوم بتقدّم مطّرد للماوية طليعة للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية و بتراجع ملموس للخوجية كضرب من ضروب التحريفية و إندحارها فى عديد البلدان إلاّ أنّه عربيّا ، لا زلنا فى حاجة أكيدة إلى مزيد فضح الخوجية و كافة أرهاط التحريفية المهيمنة على الحركة الشيوعية حتّى ستطيع الماوية أن تتبوّأ المقام الذى تستحقه لإيجاد الأسلحة السحرية الثلاثة ( الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني-الماوي و الجبهة الوطنية الديمقراطية و جيش التحرير الشعبي ) و قيادة حرب الشعب لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة تمهيدا للثورة الإشتراكية كجزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى تحقيق المجتمع الشيوعي الخالي من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري.
و هذا العدد من " الماوية : نظرية و ممارسة " مساهمة فى النهوض بهذه المهمّة الملحّة على الجبهة النظرية و السياسية.وقد إخترنا له من العناويون " الماوية دحضت الخوجية و منذ 1979" و كانت إضافة "ومنذ 1979" موجّهة ضد محترفي تدليس تاريخ الماوية ، ليس كلزوم ما لا يلزم و إنّما لتبيان أنّ ردّ الفعل الماوي كان سريعا و دقيقا و عميقا منذ عقود الآن ما خوّل للمنظّمات و الأحزاب الماوية أن تنظّم ندوة عالمية فى مطلع الثمانينات ثمّ ندوة ثانية فى 1984 إنتهت إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية التى كانت من أهمّ نواتاتها الأولى الأحزاب التى إنبرت لتتصدّى للخوجية بجرأة و صراحة مطلقة الوثائق التى سنعرض عليكم سهاما تصيب كبد الحقيقة الخوجية و ترفع عاليا راية الماوية – حينها فكر ماو تسى تونغ.
و للتاريخ ، تجدرالإشارة بشكل عابر فحسب إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي الذى نشر الوثائق التى نضع بين أيديكم فى مجلته "الثورة " سنة 1979، قد سبق و أن كتب مباشرة بُعيد إعلان الوكالة التليغرافية الألبانية فى 20 ديسمبر 1978 عن صدور "الإمبريالية و الثورة " و عرضها لمضمونه، إفتتاحية العدد الأوّل من المجلّد الرابع من "الثورة " ، جانفي 1979، تحت عنوان " أنور خوجا يفضح الإنتهازية – إنتهازيته " قبل أن ينشر لاحقا سلسلة من التعليقات على "الإمبريالية و الثورة " منها إنتقينا " فى الردّ على الهجوم الدغمائي- التحريفي على فكر ماو تسى تونغ". وهذه الإفتاحية . متوفّرة على الأنترنت فى موقع الموسوعة المناهضة للتحريفية باللغة الأنجليزية :
Encyclopedia of Anti-Revisionism On- Line
---------------------------------------
و فصول مسرحية المرتدّ أنور خوجا و الخوجية بتفاصيها الدقيقة تفضحها وثائق الماويين عبر العالم فى متن هذا العمل . و لأنّ الكتابات الماوية ضد الخوجية كثيرة و عديدة كان علينا أن ننتقي أكثرها رواجا ؛ على حدّ علمنا ، و أهمّها بإعتبار الدور الذى لعبته فى الدفاع عن الماوية و دحض الخوجية، فوقع إختيارنا الذى نرجو أن يكون موفّقا على وثائق أربعة ؛ واحدة من بلد إمبريالي – الولايات المتحدة الأمريكية ، للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي و ثلاثة من مستعمرات جديدة الأولى من تركيا – أوروبا و الثانية من الشيلي و الثالثة من سيلان [سيريلانكا]، من أمريكا اللاتينية و من آسيا على التوالي. وهي:
1- بإحترام و حماس ثوريين عميقين، نحيّي القائد الخالد للبروليتاريا الصينية، الرفيق ماو تسى تونغ، فى الذكرى الثالثة لوفاته! – الحزب الشيوعي التركي / الماركسي-اللينيني، جويلية 1979.
2- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ؛ وثيقة تبنّاها مؤتمر إستثنائي للحزب الشيوعي بسيلان إنعقد فى جويلية1979.
(و إضافة إستثنائية: " دحض أنور خوجا" ؛ ن. ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان - 1980.)
3- " تقييم عمل ماو تسى تونغ"؛ للحزب الشيوعي الثوري الشيلي- جويلية 1979.
4-" فى الردّ على الهجوم الدغمائي - التحريفي على فكر ماو تسى تونغ " بقلم ج. وورنار؛ ماي 1979.

====================================


6 / القفزة الكبرى إلى الأمام :

معولا على إندفاع الجماهير ، رسم ماو تسى تونغ خطة القفزة الكبرى إلى الأمام للإسراع فى البناء الإشتراكي على أساس وعي الجماهير و مبادرتها و إندفاعها . فملأ الذعر صفوف التحريفيين الصينيين و شبكة بيروقراطييهم و كذلك المتآمرين السوفيات بفعل فكرة التقدم فى البناء الإشتراكي و خاصة بالمراهنة على وعي الجماهير و مبادرتها فإستعدوا لعرقلة هذا الخط عرقلة تامة. و رغم العراقيل التى وضعوها ، أدت القفزة الكبرى إلى الأمام إلى تقدم باهر فى الإنتاج و فى إنشاء صناعات جديدة أشكالها أكثر إشتراكية فى الريف بفضل إنضمام التعاونيات إلى الكمونات الشعبية و بخاصة بفضل إستخدام وعي الجماهير العريضة فى إنجاز البناء الإشتراكي .و منذ 1958 ، إنطلق العمل على صعيد آلاف المركبات الصناعية و المنجمية بما فيها 45 مركبا كبيرا جدا و 700 منها شرعت فى الإنتاج سنتها . و إرتفع إنتاج الحديد بنسبة 49.5 بالمائة مقارنة بالسنة السابقة فبلغ 8 ملايين طن ( 11 مليون طن إذا ما أخذنا بعين النظر الحديد المنتج بالوسائل البدائية وإن لم تكن له نفس الجودة ) . و بلغ إنتاج الفحم الحجري 270 مليون طن وهو ضعف إنتاج 1957. و بلغ إنتاج الحبوب 250 مليون طن أي بنسبة أرفع ب 35 بالمائة من 1957 و إرتفع إنتاج القطن إلى 1.1 مليون طن أي بنسبة 28 بالمائة. و تحول ملايين الفلاحين إلى الإنتاج الصناعي مما رفع بصفة هامة من وزن الطبقة العاملة فى المجتمع .

و فى الحقيقة ، فيما يخص الجانب الإقتصادي ، إرتكبت أخطاء إعترف بها ماو تسى تونغ و تحمل مسؤوليتها . و من تلك الأخطاء خطأ عدم إنسجام إندفاع الجماهير الجبار إلى الأمام مع تخطيط ثاقب النظر أكثر و عدم الأخذ بنظر الإعتبار لضعف نظام المواصلات الصيني نسبة لكمية إرتفاع الإنتاج . وعلاوة على ذلك ، لم تكن هنالك حسابات موضوعية بصدد كيفية تحقيق الفلاحة تغذية الملايين الذين تحولوا إلى الإنتاج الصناعي فى المدن . بيد ان أهم المشاكل التى برزت خلال القفزة الكبرى إلى الأمام مردها العرقلة المركزة للتحريفيين الصينيين و شركاؤهم السوفيات و إلى الآفات الطبيعية المتعددة التى شهدتها الصين بين 1959و 1961. وفى أوت 1960 أمر خروتشاف بعودة 1390 من الإخصائيين السوفيات الذين كانوا يديرون و ينشؤون عدة مشاريع صناعية فى الصين ، و ألغي إنجاز257 مشروعا علميا و تقنيا مشتركا و أوقف بناء 300 مصنعا آخرين خاصة فى الصناعة الثقيلة . و شجعت البيروقراطية العاملة لفائدة التحريفيين الصينيين من جهتها على المضاربة فى القروض و كراء الأراضي و تحويل الأموال العمومية إلخ . و أرفقت ذلك بتشجيع إجراءات يسراوية لتفقد الحركة مصداقيتها وهو ما سيفعلونه بعد ذلك خلال الثورة الثقافية. و إضافة إلى كل هذا و فى إطار المحاصرة الثنائية الأمريكية السوفياتية للصين ، شهدت البلاد آفات طبيعية بين 1959و 1961 . إثر جفاف 1959 بسنة ، جعلت الفياضانات و الإعصارات 150 مليون هكتار من الأرض قاحلة ما يعادل نصف المساحة الجملية المزروعة و هلكت 60 مليونا أخرى و قطعت الطرق و السكك الحديدية إلى حد كبير و عمت الصين مجاعة قاسية.

و فى 1959 شنت البرجوازية الجديدة الصاعدة هجوما شاملا على الخط العام لبناء الإشتراكية مستخدمة الأخطاء المرتكبة فى القفزة الكبرى إلى الأمام تعلة و مستندة على ظروف الحياة الصعبة و التى زادت سوءا بفعل الآفات الطبيعية . فقام بينغ تاه هواي وهو عميل مفضوح للتحريفيين السوفيات و الذى كان قد إقترح تعصير الجيش الصيني بإستعمال الأسلحة السوفياتية لجعله تابعا للتحريفيين السوفيات ، قام بهجوم شرس على القفزة الكبرى إلى الأمام ناعتا تعبئة الجماهير ب " تعصب برجوازي صغير " و تمادى إلى حد الدعوة المفتوحة لتدخل سوفياتي معلنا أنه " إذا كان العمال و الفلاحون الصينيون غير جيدين ، فإن حدثا من النوع المجري يمكن أن يجدّ هنا و من الممكن أن يغدو ضروريا تدخل سوفياتي " . و بعث وزير الدفاع هذا و عنصر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني المكلف باللجنة العسكرية للجنة المركزية ، بعث رسالة بنقده للقفزة الكبرى للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي و إلتقى خروتشاف للتآمر فى ماي 1959 . و لهذا المرتد روابط قوية مع كاو كانغ الذى تمت تعريته فى نهاية 1953. و هكذا دافع خروتشاف فى المؤتمر الثانى و العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي مبرزا الروابط بين جماعته و بعض شرائح البرجوازية الجديدة الصينية التى ترمى لإعادة تركيز الرأسمالية هي أيضا .

وإندفع كذلك ليوتشاوتشى و دنك سياو بينغ أنفسهما فى هجوم على القفزة الكبرى إلى الأمام حيث صرح دنك سياو بينغ :" تسير الأحمرة ببطء هذه حقيقة و لكنها قلما تتعرض إلى حوادث " . و عُيّن ليوتشاوتشى رئيسا للجمهورية فى 27 أفريل 1959 و إن لم يتمكنا من طرد ماو تسى تونغ نظرا للمساندة التى كان يتمتع بها فى صفوف الجماهير فإنهما عزلاه إلى أقصى الحدود . ففى 1959 لم يستطع ماو تسى تونغ أن ينشر فى الجريدة اليومية للحزب تقريرا لتشانغ تشن تشياو حول العادات البرجوازية داخل الحزب . و فى جانفى 1960 صاغ ماو تسى تونغ تعليقا على " إعلان أنشن " الذى كتبه عمال الحديد مطالبين بتطبيق مبادئ مناهضة للإدارة الفردية البيروقراطية بيد أن كتابة الحزب لم تعتبر نشر هذه الوثيقة "أكيدا ".

و إلتأمت الدورة الثامنة للجنة المركزية الثامنة فى 2 أوت 1959 و شن ماو تسى تونغ هجوما كاسحا على بينغ تاه هواي فقال : " عند مجيئي لاحظت أشياء ثلاثة : أننا حققنا أمورا عظيمة و أن عديد المشاكل لازالت فى حاجة إلى معالجة و أن المستقبل وضاء . و لكن برزت أنواع جديدة من المشاكل بقيام اليمين الإنتهازي بهجوم بلا هوادة على الحزب . لا يوجد جناح أكثر شيوعية ... و لا مبالغات خيالية و الان المشكل ليس معارضة اليسار و إنما معارضة اليمين ... بعد عدة شهور من النضال ضد تيارات يسارية من الطبيعي أن يظهر تيار يميني. فى الحقيقة وجدت نواقص و إرتكبت أخطاء غير أننا أصلحناها و مع ذلك ما إنفكوا يطالبون بإصلاحات. يستخدمون ذلك لمهاجمة الخط العام للحزب ساعين إلى إزاحتنا ".

و مثلما هو معلوم على نطاق واسع ، هدّد ماو تسى تونغ حينها بالعودة إلى الريف و بتنظيم جيش ضد الحكومة إذا ما ركّز اليمينيون سلطتهم .و قد ملأهم الذعر ، تراجع التحريفيون و قبلوا التضحية ببيتغ تاه هواي من أجل صيانة مواقعهم .

و بتعلة إصلاح "الأخطاء الإقتصادية " و "عقلنة الإنتاج " ، خلال الستينات ، أدخل التحريفيون مجددا الحوافز المالية و دفعوا بالجماهير خارج المساهمة فى إدارة المؤسسات مرسين من جديد هيمنة المديرين و التقنيين . و فى الوقت نفسه أرسلوا جماعات إصلاح للريف أطاحت بالعديد من القادة الثوريين و طالبت الجماهير بأن لا تعرقل عمل الكوادر التى عينتها تلك الجماعات . و فى 1962 تحت غطاء عمل و تعاليق كلاسيكية شرعوا فى مهاجمة خط الحزب و طالبوا بإعادة الإعتبار لبينغ تاه هواي . و من جانبه هاجم لو تينغ يي الذى كان مسؤولا عن التعليم ، القفزة الكبرى إلى الأمام و العمل لنصف وقت و الدراسة لنصف وقت وهي سياسة تركزت فى المعاهد حينذاك .

و إستمر ماو تسى تونغ يصارع التحريفيين و فى إجتماع بيتاهو ، فى 1962 ، فكرّر النداء : "لا ينبغى نسيان الصراع الطبقي " . و فى ماي 1963 صاغ وثيقة ال10 نقاط لدفع حركة التربية الإشتراكية . و بعد ذلك صاغ وثيقة ال23 نقطة لنفس الغرض . و أكد على أن " أهم نقطة فى هذه الحملة هي إصلاح أولئك الناس داخل الحزب ذوى السلطة و الذين يتبعون الطريق الرأسمالي ... بعض هؤلاء ذوى السلطة أتباع الطريق الرأسمالي يقومون بذلك بصفة مفضوحة و يتحرك آخرون وراء الستار . و يوجد بعض الذين يساندونهم فى مناصب دنيا و بعض آخر فى مناصب أعلى ... فى المناصب العليا ثمة من يعارضون بناء الإشتراكية فى الكمونات و فى الضواحي و فى المقاطعات و حتى فى العمل فى الجهات و فى اللجنة المركزية " . ثم يسترسل ليقول " بصورة عامة ، حاليا لا يطبق خط الحزب و ليست هنالك عناية بالثورة و البناء الإشتراكي ... لو لم نجد علاجا لهذا فإن تنظيما على غرار نادى بيتوفى سيتشكل يوما ما ."
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------



7/ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :

و مثلما هو معروف للغاية ، فى نهاية 1965 ، إنطلقت أول معارك الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و لو أنها كانت فقط على المستوى الإيديولوجي ( نقد مقالات تتضمن مقترحات غير مباشرة لإرجاع بينغ تاه هواي ).

حركة الثورة الثقافية حركة جماهيرية عظيمة بدأت فى الأوساط الشبابية ثم شارك فيها العمال و الفلاحون للإطاحة بالتحريفيين فى الحزب و الدولة و لإعادة المسك بجزء السلطة السياسية الذى إستولوا عليه .وهي فى الوقت عينه محاولة لكنس سياساتهم الرجعية فى مجالات الإنتاج و التعليم و الثقافة و فيما يتصل بالخط العام لبناء الإشتراكية الذى عارضوه . و بالفعل إنقسمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إلى مركزي قيادة مركز قيادة البرجوازية الجديدة و مركز قيادة البروليتاريا . للبرجوازية الجديدة كما سنلمس فى خضم الثورة الثقافية و خاصة من خلال الأحداث التى جدت بعد وفاة ماو تسى تونغ ، قاعدة قوية من المساندين ضمن الكوادر الوسطى للحزب و القوى المسلحة و الدولة عموما . لقد أعطى عمل الإفساد ثماره ، فى الإتحاد السوفياتي كذلك بعد وفاة ستالين أثبتت البرجوازية الجديدة سيطرتها على الحزب الشيوعي السوفياتي . و الشيئ نفسه وقع فى الأحزاب الشيوعية فى البلدان الرأسمالية ذلك أن جلّها هيمنت عليها قيادة تحريفية و تبنت غالبية كوادر الحزب و الجزء الأكبر من المنخرطين الخط الخروتشافي . و يمثّل الماركسيون - اللينينيون ( بما فيهم قيادات بعض الأحزاب حالات إستثنائية ) أقلية إنتهت إلى القطع مع التحريفيين لأجل تكوين أحزاب ماركسية – لينينية شيوعية حقيقية . وفى البلدان الرأسمالية و البلدان الإشتراكية سابقا يساند التحريفيون بعضهم البعض و يتعاونون فى صراعهم ضد الماركسيين - اللينينيين . و شرع كذلك الماركسيون - اللينينيون فى التعاون .

و لكن الإختلاف الأساسي مع التحريفيين الذين يحتلون موقعا مهيمنا فى صفوف الأحزاب الشيوعية للبلدان الإشتراكية سابقا هو أنهم يمسكون هنالك بالسلطة و يسيطرون على الإقتصاد و الدعاية و الجيش إلخ . و بالتالى من غير الكافي النضال ضدها إيديولوجيا و سياسيا لرسم خط تمايز بين المعسكرين و طردهم من الحزب أو الخروج عن الحزب حين يكونون هم المهيمنون عليه . و فى البلدان الإشتراكية سابقا من الضروري تعبئة الجماهير للإطاحة بهم من السلطة فى الحزب و الدولة . إنه صراع طبقي حقيقي من اللازم لغاية إبعادهم من السلطة التى إستولوا عليها المرور بمراحل كما فى أي صراع طبقي و عزل الأعداء الأخطر و القيام بتحالفات مؤقتة مع الذين يمكن أن يشكلوا خطرا أقل .

تحتاج أية معركة ثورية لحزب طليعي . و فى هذه المعركة ضد التحريفية فى البلدان حيث توصلت إلى المسك بأجزاء مفاتيح من سلطة الدولة ثمة حاجة أيضا لحزب قيادي ، لحزب شيوعي . و لكن هنا يطرح تناقض كبير نفسه بجدية . بما أن السيطرة التحريفية على جزء هام و حيوي من سلطة الدولة تتأتى من مواقع هامة و حيوية ( كما نعتقد كان الحال بالنسبة للصين ) إحتلوها فى طليعة الحزب .

كيف يمكن أن نلوم الماركسيين - اللينينيين الصينيين لعدم إستعمالهم للخلية القيادية للحزب الشيوعي الصيني فى الثورة الثقافية ؟ كيف كان بإمكانهم ذلك و الحال أن التحريفية هيمنت على الحزب ؟ و فى البلدان الرأسمالية هل يمكننا كماركسيين - لينينيين أن نستعمل هيكلة الحزب الشيوعي فى غالبية الأحيان ؟ ألسنا مجبرين على القيام بعمل تكتلي و على النضال ضد الإضطهاد التحريفي فى تلك الأحزاب و نجتهد لإنقاذ أوفر عدد من العناصر النزيهة و أخيرا نقطع مع التحريفيين ؟ و بالعكس بالنظر إلى ما حصل إثر وفاة ماو تسى تونغ ، لو كان هنالك أمر يمكن أن نلوم الماركسيين - اللينينيين الصينيين عليه فهو وعيهم و توقعهم بصفة متأخرة للفضح الشامل لقاعدة مساندة التحريفيين فى الحزب لا سيما ضمن الكوادر الوسطى أو قيامهم بذلك بصورة متأخرة . إبان الثورة الثقافية و بعدها ، واصلوا الحديث عن قيادة الحزب الشيوعي الصيني و الحال بالفعل أن ما يشار إليه هو مجموعة صغيرة من القياديين الثوريين الذين قادهم ماو و عناصر تبعتهم ، وسط عدد كثيف من الكوادر الوسطى و حتى عناصر ملتزمة علنيا و سريا مع التحريفيين حتى بعد إبعاد أهم القادة .

فى الأحزاب الشيوعية القديمة للبلدان الرأسمالية ، لمدة معينة قبل الإنفصال خضنا كماركسيين - لينينيين مثل هذه المعركة مع أن الأمر هنالك يتعلق بمشكلة إسترجاع سلطة دولة معقدة متحدثين بإسم الحزب الذى يمثلونه بالفعل و شرعيا و لكنه بعمق منقسم ، لأجل أن يستعيدوا الحزب الشيوعي الصيني . لم يعثر ماو تسى تونغ و الماركسيون- اللينينيون الصينيون على حل آخر سوى تعبئة الجماهير ضد ممثلى البرجوازية الجديدة الذين تسللوا للحزب و الحكومة و الجيش و لمختلف مجالات الثقافة التى هي معقل التحريفيين المعادين للثورة أو نشأوا ضمنها . و نظرا للقوة الكبرى الشديدة للتحريفيين فى الحزب و الدولة ، لجأ الماركسيون - اللينينيون إلى إستخدام التأثير الكبير لماو تسى تونغ على الجماهير و حتى إلى الإعتماد على لين بياو و القوات المسلحة هذا بالرغم من أنه كانت لماو إختلافات معه فى الماضى و أنه إستاء من طرق لين بياو الدغمائية ( مثلما عبّر عن ذلك ماو تسى تونغ فى رسالة إلى زوجته سنة 1966 ) . و إستغل لين بياو سمعة
ماو ليعمل لحسابه و مآربه الخاصين . و بحكم العزلة التى وصل إليها ماو تسى تونغ فى السنوات السابقة على الثورة الثقافية و القوة التى كدسها التحريفيون يبدو هذا التحالف مع لين بياو ( الذى بلغ حدّ الإنحراف عندما عُيّن خليفة لماو فى المؤتمر التاسع ) معللا و حتميا . و كان تأكيد ماو تسى تونغ لقادة ألبانيا بأن " مجموعة المرتدين ليوتشاوتشى و دنك سياو بينغ إستولت على الحزب و الدولة و مكاسب الثورة الثقافية فى خطر " صحيح تمام الصحة و موضوعي غاية الموضوعية وهو يعكس العراقيل الضخمة التى واجهها الماركسيون - اللينينيون الصينيون فى سيرورة إستعادة السلطة . و فيما يتعلق بلين بياو هنالك دليل على أنه تآمر مع التحريفيين السوفيات فقط فى السبعينات .

كان من اللازم قيادة الجماهير للإطاحة بالتحريفيين فى ظل ظروف حزب منقسم يحتل فيه التحريفيون ( المفضوحون و المتسترون ) مواقعا حيوية و فى ظروف التعويل على قوات مسلحة يقودها خائن متستر يتبع مخططاته الخاصة و ربط علاقات سرية مع قادة يشاطرونه مآمراته و فى ظروف كان فيها عدد كبير من الكوادر الوسطى فى الحزب و الدولة ، مثلما بينت الأحداث ، يدافع عن الإمتيازات الصغرى و يساند التحريفيين .

و مع أن ماو تسى تونغ و الماركسيون- اللينينيون الصينيون عولوا على المساندة الحماسية للجماهير ، كان بينهم و بين الجماهير جهاز وسيط كامل عرقل توجيهاتهم و أشعل الصدامات ضمن شرائح من الجماهير و شجع التيارات اليسراوية و بذل ما فى وسعه لطمس مضمون الثورة الثقافية أو تحويره. و أن تكشف مجموعة الخمس الأولى المسؤولة عن قيادة الثورة الثقافية بعد ذلك على أنها تحريفية سعت لحرفها عن مسارها هو دليل ساطع على هذه الوضعية وهو ليس المثال الوحيد و الأهم مطلقا .

وفضلا عن ما تقدم، شكل التحريفيون الذين كانوا هدف سيرورة الكشف عنهم - ليوتشلوتشى و دنك سياو بيتغ ... - عددا من " مجموعات العمل " توجهت إلى الجماهير بدعوى تشجيع الثورة الثقافية و فى الواقع لم يفعلوا سوى قمع القادة الثوريين و عناصر الحزب و سعوا إلى إفقاد الحركة مصداقيتها بالحثّ على الإطاحة بعدد كبير من الكوادر الوسطى حتى يحولوا رأس الرمح عنهم هم . و أرفقوا ذلك بقمع أراء الجماهير و إتهام كل من يعارضهم بأنه تحريفي و غذوا الصدامات اللامتناهية بين قطاعات من الجماهير و بكل الأشكال الممكنة عرقلوا تركيز القوى ضد الأعداء الرئيسيين . و نشطت هذه المجموعات طوال شهرين تقريبا و لم يوضع لها حد إلا فى أوت 1966 مع صدور " قرار ال16 نقطة " الشهير و مسك ماو من جديد قيادة الثورة الثقافية.

تشكلت المجموعة الثانية المسؤولة عن قيادة الثورة الثقافية من عناصر منها تشان بوتا و تاو تشو الذى أبعد لاحقا بإعتباره عميلا ليوتشاوتشى . و قد إستغل تاو تشو موقعه فى تلك المجموعة ليوجد " مجموعة إرتباط" توجهت إلى مراكز نضال الجماهير و أحدثت إنقسامات هامة و شجعت حتى على الصراعات المسلحة بين مختلف قوى الحرس الأحمر . و كذلك عمل تاو تشو على منع أي نقاش حول ليوتشاوتشى و دنك سياو بينغ و أفكارهما الرجعية كي لا يتم فضحهم . وشجع على توسيع هدف الثورة الثقافية و إستعمال الجمل المتطرفة لدفع الكوادر إلى حضن الذين هم فى الواقع الهدف الرئيسي للثورة الثقافية و الذين كانوا معادين لماو تسى تونغ . و زيادة على ذلك ، أحدث إنشقاقات و خلط كبيرين وسط الجماهير عند الدفاع عن بعض الكوادر و نقد آخرين . و أضحى كثير من الكوادر الوسطى شركاء فى قطع الإتصالات بين الحرس الأحمر و الطبقة العاملة لغاية إبقاء هذه الأخيرة بعيدة عن مسك قيادة الحركة . و كان تشان بوتا كما هو معلوم جيدا جزءا من المؤامرة السرية للين بياو.

و اخيرا يتعين أن نقول إن الماركسيين - اللينينيين و ماو تسى تونغ لم يكتشفوا الطابع الحقيقي للمؤامرة السرية التى كان يخطط لها التحريفيون إلا عبر الجدال ضد التحريفية السوفياتية و إدراك كيفية تركيز التحريفيين السوفيات لدولة رأسمالية و كذلك عبر سيرورة الثورة الثقافية . فلمدة طويلة كانوا يظنون أنهم يناضلون ضد إعادة تركيز الرأسمالية الكلاسيكية لا رأسمالية الدولة تحت قناع الإشتراكية . و للسبب ذاته لم تكن رؤيتهم لقاعدة المساندة التى أوجدها التحريفيون داخل شريحة عريضة من كوادر الحزب و الدولة بفعل الإمتيازات و الفساد واضحة جلية فى البداية. ومن مظاهر جدية ذلك الفساد سلوك أبناء الكوادر المجمعين فى معاهد خاصة بهم حيث نظموا لجنة عمل موحد دافعت عن فكرة أنهم ثوريون بالوراثة بما أنهم أبناء كوادر و رفعوا شعار " والد ثوري ، إبن شجاع ، والد رجعي، إبن جبان " و خططوا و نفذوا هجمات على الطريقة الفاشية على التنظيمات الثورية. و تبيّن الأدلة المجمعة ضدهم منذ تلك الفترة أن قادة حزبيين سامين كانوا يمولونهم . و على أي حال بسلوكهم و رؤاهم كشفوا قسطا هاما من عقلية آبائهم . و فى جهات عدة لم يترددوا فى إستعمال أنماط مختلفة من الفساد و الحيل لشق صفوف الجماهير و إيقاف كل من يطالب بالإطاحة بهم . وزير الفلاحة ذاته شجع هذه الممارسات فى بيكين و فى الريف . و فى شنغاي و مناطق أخرى دفعت حوافز مالية خاصة للعمال و أنشأت درجات أجور متباينة لصالح الأتباع و شلوا الإنتاج و حثوا على الرحلات الخالصة المعلوم للعاصمة. و بمساعد الكوادر السامية ، دفعوا نحو إعادة تركيز الكوادر ذوى الدرجات الأقل و الذين أطاحت بهم الجماهير . و عارضت اللجنة المركزية المرتبطة بالكوادر الوسطى بطريقة مفضوحة أو مقنعة إقالتهم . و لعب شو آن لاي دورا حيويا فى الدفاع عن الكوادر التى تبغضها الجماهير.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة الخط الأممي لماو تسى تونغ / تقييم عمل ماو تسى تونغ- ال ...
- الصراع ضد التحريفية الصينية / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب ...
- التناقضات مع البرجوازية الوطنية / تقييم عمل ماو تسى تونغ- ال ...
- مسألة بلترة الحزب و دور الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية / ...
- صراع الخطين فى صفوف الحزب / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب ال ...
- تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية ...
- دحض أنور خوجا بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي ...
- بصدد ماو تسى تونغ - الحزب الشيوعي التركي/ الماركسي اللينيني ...
- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية 197 ...
- قضية تحرير المرأة قضية البروليتاريا بإمتياز فليقم الشيوعيون ...
- أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغ ...
- لا أصولية دينية و لا شوفيتية قومية ؛ وحدها الشيوعية قادرة عل ...
- الثورة البروليتارية فى أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة ...
- الديمقراطية فى المجتمع الإشتراكي : -دور الديمقراطية و موقعها ...
- المؤتمر الأوّل للحزب الشيوعي الماوي ( تركيا وشمال كردستان) – ...
- الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب.- (الحزب الشيوعي ا ...
- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا. ( مقتطف من - الماوية : نظر ...
- - النموذج - التركي و تناقضاته.
- الباب الثالث من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الرابع من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - القفزة الكبرى إلى الأمام و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979 مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.