أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - لماذا حكم الأقلية















المزيد.....

لماذا حكم الأقلية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





شرقنا نحن مريض جداً
مصاب بمرض سقيم، أسمه غياب المواطنة
و استشراء التفاوت الهائل في الحقوق وانتشار الامتيازات والمحسوبيات .
***** ************* *********
لاحظوا معي
في إيران يشكل الشيعة نسبة 52 %، والبعض لا يعطيهم أكثر من 47% فقط، ومع ذلك الحكم شيعي مطلق وولاية الفقيه المعصوم عن الخطأ تحكم جميع مفاصل الحكم الايراني، ويجري الدعوة إليها في جميع أصقاع العالم ، كنموذج حكم يرعب الآخر المختلف !!
في البحرين الشيعة يتجاوزون الستين بالمئة ومع ذلك فإنهم مستبعدون تماماً عن السلطة ..
ويعاملون معاملة دونية .
السنة العرب في العراق لم يتجاوزا الـ 20 % من تعداد العراقيين لكنهم بقيوا يستحوذون بالسلطة بعيد الاستقلال وحتى سقوط صدام .
الشيعة في السعودية كذلك يبلغون 20 % من تعداد السكان ومهمشون، لأن الحكم الوهابي القائم ينتقص إسلاميتهم ..
أكثر من ذلك هناك قبائل مسيحية من النساطرة تقطن شمال السعودية، يحملون هويات خاصة لا يشار لهم أبدأ، وبالتأكيد هم منقوصوا الحقوق، ومحرومون من أبسط الحقوق .
الأقباط في مصر يعانون الكثير، وهم وحتى فترة قريبة كانوا مكلفين بدفع الجزية وهي وصمة عار بحق أي مواطن كما أنهم مغيبين عن أغلب المناصب الرسمية .
العنصر التركي في تركيا لا تتجاوز نسبته الـ 40 % وهو حاكم مطلق . والبقية محجوبة عن المناصب الرئيسية .
العلويون في سوريا لا يتجاوزون الـ 12 % من تعداد المواطنين يمسكون بالسلطة بيد من حديد، ويخشون أن تفلت من آل الأسد رمز بقائهم على امتيازاتهم المتمسكون بها ، ولخشيتهم الذي يشبه الرهاب في ألا يعاملوا بعد سقوطه كمواطنين متساوي الحقوق مع بقية المواطنين، وهذا ما اعتمده الأسد منذ اليوم الأول للثورة السورية، حين أخاف العالم أجمع من حلول الأصولية الإسلامية القادمة مكان حداثته المزعومة، وما يزال بعض أرفع الزعماء العالميين يردد هذه الأسطوانة المشروخة . وهذا ما اعتمده أيضاً القذافي في حربه ضد القذافي ومنع المهاجرين الأفارقة من التسلل إلى الشواطئ الأوروبية .

***********************************
الأمثلة كثيرة على تحكم البعض بمقالبد الحكم ومنعها عن بقية المواطنين ..
وهو أمرحيوي تدعمه القوى الخارجية بشكل مخفي، وهو في الأصل أسلوب بريطاني أوجدوه في أغلب الدول المستقلة عنهم كبؤر نزاع ينفذون منها عند الضرورة .. وكانت الضرورة قائمة في كل حين .
أحد الأمثلة العملية .. أن العالم الخارجي بأسره، يشجع حكم آل الأسد في سوريا، لسبب بسيط أنه حكم أقلوي يبقى هشاً، يحتاج إلى أحلاف ودعم خارجي فعال ليضمن بقاءه واستمراره.
ولهذا الدعم فاتورة باهظة من تبعية وإخلاص للمايسترو الخارجي كإسرائيل وأوروبا ، تدفع الشعوب العربية أثمانها الباهظة من حقوقها وحرياتها وكراماتها .

ولنتذكر أن انفراط التحالف الشيعي الإيراني العراقي السوري الأسدي وحزب الله اللبناني، يؤدي إلى تداعي هذه الأنظمة تماماً، ويهدد بسقوط وشيك ..
وأن أميركا سلمت العراق للمالكي الموالي لإيران، لتنشيط هذا المحور وبقاء تهديده للعالم الإسلامي السني، وهو ما يقوم به على أحسن وجه، وما تصريح المالكي القريب من أن سياسة تركيا الطائفية إلا إفراز لهذا الدور المحوري ..
والصراع السني الشيعي يتأجج دوماً تحت الرماد . وهو صراع سمج ناتج عن غياب الحقوق أولاً وأخيراً .
***********************************************

إن معالجة هذه الأحلاف الطائفية وتجفيف منابعها القائمة على التفرقة والحساسية المفرطة من الآخر المختلف، لا تقوم سوى على المساواة في المواطنة، والإحجام عن نفخ سموم الطائفية ..
فالأكراد لن يطالبوا بدولة خاصة بهم فيما لو عاشوا كمواطنين متساووا الحقوق مع العرب، وتقاسموا معهم ذات الالتزامات، المسيحيون العرب لن يهاجروا موطنهم وهم عنصر متجذر في منطقتنا فيما لو شعروا بالطمأنينة قي أنهم لن يعاملوا معاملة دونية، معاملة لا تراعى خصوصياتهم الدينية والثقافية، ولم يطلعوا بدورهم الكامل كمواطنين حقيقيين .
**************************************
ولنتذكر أن بشار الأسد عندما استلم الحكم خلفاً لوالده، لم يقيم على أنه من الطائفة العلوية، بل على أنه شاب سوري .. معاصر وحداثي درس في الغرب، وطبيب مثقف خال من العقد التي حملها أجداده تجاه المثقفين والأرسطقراطيين السوريين، ونتذكر أيضاً أنه حاول بداية من تقزيم الدور الأمني في مفاصل القيادة السورية، إلى أن حل ربيع دمشق، فبات واضجاً أن بشار لن يكون قادراً على إقناع شعب طامح بالتغيير والحداثة والديمقراطية، ببقائه في الحكم إلى أجل طويل .. لا بل أن حظوظه بولاية ثانية ستكون محدودة جداً.
في النتيجة قضي على الربيع بزج أهم مفكريه في السجون، ودخلت سوريا دهليزاً مظلماً وخطيراً، وكان ذلك بمباركة عالمية مستترة .
وما يثير كراهية السوريين للأسد أنه لم يكن في يوم رجل كلمة أو عهد، فهو ضرب من الخلف يجميع من منحهم الأمان، وحتى اليوم فإن أغلب من استطاعوا مقابلته وشرح مظالمهم له زجوا في السجن بعد يوم أو يومين من المقابلة، لقد قرف أغلب السوريين أسلوب الأطفال محدودي الذكاء في التعاطي مع أدق الملفات حساسية .
************ **************** ************
إن الحكم الأقولوي أو التفاوت الرهيب في توزيع الحقوق، وغياب الشعور بالمواطنة، هم أخطر أمراض الشرق المرعبة، تشكل ثغرات يسهر العالم المتنفذ على بقائها، كثغرات خطيرة تمزق النسيج الوطني لأي دولة ، هذه الثغرات تنسلل منها القوى العظمى حين اللزوم للضغط على الأسد أو الولي الفقيه أو أي زعيم عربي آخر كحاكم مطلق على حساب الآخرين المغيبين .
وأخلص أن هذا العالم المتنفذ سيتمسك بأسلوبه في تغذية الديكتاتوريات خاصة الدينية أو العرقية، لأنه اعتاد عليها وأثبتت جدواها لمصالحه ..
لا شك أن مهمة الربيع العربي شاقة لأنها تصطدم بأسلوب التدخل الخارجي الذي اعتادته القوى العظمى منذ عقود، لكن بالمقابل فإن الوعي بات كبيراً زمن العولمة هو الذي فجر الثورات العربية ، وقناعة ملايين الشباب العربي من أنه لا غنى لهم عن الديمقراطية والمساواة في المواطنة، هي بوابة بناء الدولة الحديثة والقوية ،، وهو ما يرعب القوى العالمية وستستمر المعركة إلى أن نحقق النصرالنهائي والحتمي .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد ؟
- الواجبات الضرورية الملقاة على عاتق الجالية السورية في الخارج
- استبشروا خيراً بما هو قادم
- الديكتاتورية والاستئثار بالسلطة
- خذلونا
- التغيير
- مجموعة أسئلة من وحي الزيارة
- كيف يقوم النظام السوري بالتحضير للعمليات الجهادية
- الترف عندما يصاحب ضيق الأفق
- سنة طويلة من عمر الثورة السورية
- في رفعة ضحايا النظام وواجبهم علينا ..
- الثورة و ما هو قادم
- لعبة الأمم
- قاب قوسين من النصر
- احترام إرادة الشعب .
- الثورة واحتياجاتها الملحة
- سايكس بيكو أيضاً وأيضاً
- ثورة لأجل الحرية
- ليشربو من ذات الكأس المرة !!
- في العمل المدني الإنساني وكسب جولة سياسية‎


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - لماذا حكم الأقلية