أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين الهنداوي - ناوكليكان..* في ذكرى شهداء القيادة المركزية















المزيد.....

ناوكليكان..* في ذكرى شهداء القيادة المركزية


حسين الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 19:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ناوكليكان..*

في ذكرى شهداء القيادة المركزية


ساعةً
وينتثر القلب شظايا
أيتها النار
يا ربيعي الوحيد
لا تنسلّي من بين أصابعي
كطيف ذهبي
فأنا سأظلّ أحبك
من طرف واحد
أبداً
**
نساء
ومقبرتان
ونهر عنيد هو الكون
في هذه القرية المستريحة في سفح جرح
ايتها الريح
شدّي يديك على عنقي
أو إبتعدي عن شفاهي
فأنا لا زلت أبحث شارد النظرات
عن حبيب ما لا أعرفه
أيها العمر المفتول الأحزان
أيتها الأسماك الغافية الآن في الروبار *
أيتها الأشجار المقطوعة حتى الرقبة
لماذا ؟
هو الليل
طويل القامة جداً؟
*
صدّقيني
كنت أحلم أن أتدلى بين نهديك كالغابة الدافئة
حينما داهمت جسدي رعشةٌ همجية
تمنيت أن أحتويك
ولكنني
وجدت يداً منعتني
لأني – أنا القرية الطفل – من غير علمي
أهدد أمن البلاد..
مستطيل هو القلب
هكذا قيل لي
وأنك حرضت ماء الفرات على الأنتحار
سيدّي:
لعلّك أخطأت في الظن:
أنا القطرة الميتة..
أيتها السحب،
الليل
تعالي إلى شفتي
إلام تظل الينابيع تحلم بالماء
والمفازات بالقوافل التائهة
والمقاصل بالرؤوس...
*
أنا
نخلة من جنوب العراق
شاركت في الحرب ضد المماليك
في ثورة الزنج ضيعت رأسي
وفي هور الغموگة إحترقت جثتي برصاص الحضارة
دون ضجيج
وفي ١٢/٥/٧١
تدافعت المدن الجبلية تحت ثيابي،
فقبلتها
وأعطيت للمرة السادسة
هوية حسن سلوكي للخوذة الواقفة
وفي نشوة ذهبية
منحتني الثلوج بطاقة ترحيبها
فغفوت سنيناً
أيتها السوسنة الحالمة بالفراشات
إستعدي لآخر جولة موت
فقد شحذ العرش أنيابه الأزلية
*
أنا الطين أعرف نفسي
وأعرفكم
فأمنحوني بعض ما تكتمون من الزيف
والمفردات الغريبة
مرة كنت طفلاً
أراقب حزن الجداول في الفجر
وأركض خلف الفراشات سرّاً
وراء نقاط الحكومة
حينما حاصرتني الرياح
كنت وحدي
بلا شفتين ولا أجنحة
فبكيت طويلاً
حين شاهدت نخلاً يساق الى المقصلة
بتهمة توزيعه النشرات
ونخلاً يطارد في الريف
بتهمة تحريضه ضد حرب الشمال
*
أنا يا حبيبي
سأعترف الآن بين يديك
أنا أمة نائمة
فخبيء ثيابك في جسدي
قبل أن يحرق العسكر الزاحفون القرى
ملاحظتان
في قريتي ما لنا مطلق الحق في أن نموت كما نشتهي
ملاحظة ثانية
العصافير ايضاً هنالك في قريتي
لا تغني كما تشتهي
بأمر الملك...
*
تعود النوارس مثقلة بالحنين
ونحن هنا مثقلون - كذلك- بالحب
تطردنا الطرق الاجنبية لليل
والليل للحزن،
والحزن للطرق الأجنبية ثانية...
*
بلادي:
كتاب عن الدم والشهداء
وبعض القبائل يأكل بعضاً
وبعض الجنود يغوصون في جسدي – الثكنات
تعالي إلى شفتي
أنا الخاسر الأبدي
تعالي أشم بصدرك فجراً طويلاً
ألاحقه في الظلام ، يفرّ
هو الكون من شفتي فاض يوماً
فباركته
وأعطيته منزلاً تحت جلدي
فأنكرني بعد حين ...
متى يا حبيبي؟
متى ينتهي الجيش من جثتي
ويتركني لجنوني
*
لن ،
أهادنكم ،
مطلقاً...
*

هذه مدني
واحدة
كسّر السّل أسوارها والنساء
وواحدة
داسها الجيش
والثالثة
مثلي الآن تبحث عن وطن ،
دكّةٍ ،
تستريح عليها.
كتاب
وخبز
دمي
وأخشى عليك إرتعاشة جفني
وأخشى عليك إزدحام القوافل
كنت أكذب
حتى تراك نساء بلادي أجمل فرسانها
وأحرّض فيك البلابل حتى توفر أصواتها
وكنت إرتجافة روحي الفتية
فلماذا تأخرت ؟
علمتني أن أراك جميلاً جميلاً
كسوسنة بدوية
لماذا خذلت عيوني ؟
أنت قلت إنتظرني على باب بحر
بعد أن تقفل السلطات حوانيتها سأجيء
إنتظرتك
وزعت روحي على باب كل البحار..
وما جئت..
ما جئت..
*
تعود النوارس مثقلة بالحنين لاعشاشها
والزوابع بالرمل
والليل بالطرقات
ونحن بلا شيء
أنا البدوي الذي حاصرته الصحارى
تعلمت أن أجعل من رئتي اليابسة
شجراً دائم الأخضرار
كثيراً تلوك الهواجس روحي
فأبقى أراقب وحدي شرود المياه
وأرسم في الارض لي وطناً
بنهدين مكتنزين
وظفائر ليلية
لماذا تدور الطواحين كل صباح
لماذا الغبار يسد طريقي
فتعالي
تعالي يا هواجس روحي
فقد بعثرتك الرياح على باب بيتي
بساتين من أغنيات
طوقيني بعينيك
فالطرقات
لا يزينها الآن غير صراخي
وبعض وريقات سوسنة جبلية
ذبحت في الظلام
بعد أن صادر الحرس الهمجي بكارتها ..
*
أعيدوا ترتيب الأوضاع
*
تعبت غاليتي
تعبت من مطاردة الغيوم السوداء
من إصطياد الفرائس الضعيفة
من أشجار البلوط المحتشدة في المقابر
من أقراص التخدير
من وطن يقهر أبناءه أمام المارة
من مراقبة ذبول أجسادنا في المحطات
من إستبدال الفرات بأرخبيلات الكون
من عبور الحدود
بهوية وبأسماء مستعارة
من ركلات الحرس الليلي
وكلام يحفظه عن ظهر قلب : يمنع النوم على الأرصفة
لكنني لم أتعب من أنتظارك لحظة تأتين
حمراء الوجنات
تلبسين دمي !
*
أعظم ساعات حزني
حين يكون لي الحق في الأختيار
في هذه المدن البربرية
*
بعنفٍ أحبكم لازلت..

حسين الهنداوي
گلاله / دمشق ١٩٧٥

* ناوكليكان... قرية قرب مدينة گلالة في كردستان العراق كانت في مطلع السبعينات مقرا للثوريين اليساريين العراقيين (القيادة المركزية)
وتعرضت الى التدمير مرارا في السبعينات تحت قصف الطائرات البعثية.



#حسين_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمُ بابلَ نور..
- الى أحمد أمير
- أثر الحلاج في كتابات رامون لول
- العراق.. العراق
- في ذكرى فنان العراق الخالد مؤيد نعمة
- عبد الكريم قاسم في آخر مقابلة صحفية
- من اللاهوت الى الايديولوجيا : فلاسفة الأنوار والإسلام
- الثقافة الأمريكية في خدمة التجار
- كاظم السماوي.. شيخ المنافي وشاعر الأممية الصافية
- تهافت المشروع البعثي للتطور (1968-2003)
- هل عرف البابليون الفلسفة؟
- الهندية – طويريج : بيتنا وبستان بابل
- علي الوردي والمنطق الجدلي
- لغة الضاد حين نخذلها..
- محنة «النهضة» و «الاصلاح» و «التنوير» بالعربية...
- قناة فضائية عراقية طليعية حاجة عاجلة
- هيغل وأهل الحلة!
- أحمد أمير – بيوغرافيا حميمة
- العراق بين احتلالين: 11 آذار 1917 - 9 نيسان 2003
- المثقف بين الحلم وخيانة الذات


المزيد.....




- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين الهنداوي - ناوكليكان..* في ذكرى شهداء القيادة المركزية