أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - -سادات- يلبس عمامة!














المزيد.....

-سادات- يلبس عمامة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 15:02
المحور: كتابات ساخرة
    



مفتي مصر الدكتور علي جمعة "أفتى" إذ زار، على حين، غرة القدس (الشرقية) وصلَّى في المسجد الأقصى؛ وأقول "أفتى"؛ لأنَّني دعوت، غير مرَّة، "المُفْتين"، وفي مقدَّمَهم المفتي "زائر القدس"، إلى أنْ يُكلِّفوا أنفسهم عناء الاجتهاد (الديني الإسلامي) في أمْر "الأقصى"، فيُبَيِّنوا للعامَّة من المسلمين "حُكْم الشَّرع" في "سلامٍ (وتطبيع للعلاقة)" مع إسرائيل (التلمودية) يقوم على بقاء المسجد الأقصى على ما هو عليه (الآن، ومنذ سنة (1967. وإنَّ لي الحق في أنْ أَزْعُم أنَّ مفتي مصر قد لبَّى دعوتي، مُفْتِياً في هذا الأمر الجلل، وإنْ ليس من طريق لسانه أو قلمه؛ فـ "الزيارة" التي قام بها بنفسه هي خَيْرٌ وأبقى (من فتوى منطوقة أو مكتوبة)!

في هذه "الزيارة ـ الفتوى"، قال مفتي مصر (الذي، شَرْعاً، ما عاد مفتي مصر، ولا مُفْتِياً على وجه العموم) إنَّ احتلال إسرائيل (المستمر) للقدس (الشرقية) وضَمِّها (مع أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين) إليها، واعتبارها جزءاً لا يتجزَّأ من عاصمتها الأبدية، هو أمْرٌ (أو هي أمور) لا يمنع، ويجب ألاَّ يمنع، زيارة "قادة مسلمين"، دينيين أو سياسيين..، لها، والصلاة في مسجدها الأقصى؛ فهذا عَمَلٌ "غير مُحرَّم دينياً (أيْ إسلامياً)"، ولا "قومياً"، على أنْ يَحْرِص "الزائر (والمُصلِّي) الكبير" على أنْ يوضِّح ويُبيِّن أنَّ عمله هذا "شخصي صرف"، يؤدِّيه بَعْد خَلْعِه "صفته الرسمية"، امتثالاً لقوله تعالى: "فاخلع نعليك إنَّكَ بالوادي المقدَّس طوى".

وحتى لا ينسى الدكتور علي جمعة، وهو يستنفد جهده في إثبات أنَّه لم يَزُرْ ويُصلِّي إلاَّ بعدما خَلَع "نعليه"، معنى أنْ يكون "مُفْتِياً"، أقول له، مُذكِّراً، وأنا أعْلَم أنَّ الذكرى ما عادت تنفع، إنَّ "المفتي"، تعريفاً، هو مختَّصٌ بـ "الإفتاء"، يجيب دينياً (أي إسلامياً) عمَّا يشكل ويلتبس من أمور ومسائل في حياة الناس (الفرد أو الجماعة) المؤمنين، مبيِّناً لهم "الحُكْم الشَّرعي"؛ أمَّا "صفةً"، فـ "المفتي" هو، بحسب ابن القيم، مُبْلِغٌ عن الله، وعن الرسول، أيْ أنَّ الرأي الذي يُدْلي به (أو الفتوى التي يُخْرِجها) يجب أنْ يكون، ولو من حيث النِّية والقصد، مِمَّا يُقِرُّه الله ورسوله.

و"الأجرأ على الإفتاء"، على ما قال الرسول، "أجرأ على النار"، فإذا أراد "المفتي" أنْ يقي نفسه عذاب النار فإنَّ عليه أنْ يزن كل كلمة يقولها في فتواه، وأنْ يجتهد في جعلها، على ما يُقدِّر في نهاية مطافه الطويل الشاق، مستوفيةً لشروط نيله الثواب، وإلاَّ وجب عليه أن يكون "مفتياً سلبياً"، أيْ أنْ يقول "لا أعلم"، فإنَّ "من قال لا أعلم فقد أفتى".

صاحب هذه "الفتوى ـ الزيارة" ضَرَب صفحاً عن معنى أنْ يكون "مُفْتِياً"، وهو الذي خَتَم عهد مبارك على فمه؛ فلم يرَ ما يستدعي أنْ يُخْرِج فتوى يُحرَّم فيها أنْ يشارِك أي مسلم في الحصار الإسرائيلي المضروب على المسلمين، وعلى أطفالهم على وجه الخصوص، في قطاع غزة، وكأنَّه فضَّل أنْ يرى في جوعهم، وتجويعهم، امتحاناً لصلابة وقوَّة إيمانهم!

وما قاله في مَعْرض دفاعه عن نفسه (الأمَّارة بالسوء) جَعَلَني أفْهَم على خير وجه معنى عبارة "عُذْرٌ أقبح من ذنب"؛ فـ "الزائر ـ المُصلِّي" حَلَف أغلظ الأيْمان أنَّ جواز سفره "لم يُدنِّسه" أيُّ "خِتْمٍ إسرائيلي"؛ فبُورِكَت زيارته؛ أمَّا أنْ يَصْرُخ "المزار"، وهو المسجد الأقصى، منذ سنة 1967، في أُذُنيِّ "الزائر الطاهر"، وفي آذان أمثاله الذين شرعوا يشدُّون الرِّحال إلى "أولى القبلتين"، صرخةً "وامعتصماه"، التي تدمي قلوب المؤمنين، وأنْ يحلف لهم أغلظ الأيْمان أنْ لا شِبْر فيه إلاَّ ودنَّسَتْه إسرائيل التلمودية، فهذا أمْرٌ لا يُدنِّس جواز سفر الزائر، وإنْ دنَّس الزائر نفسه؛ وكأنَّ مفتي مصر "يتحدَّى" إسرائيل قائلاً: "لقد تجرَّأتم على تدنيس المسجد الأقصى؛ لكنْ لتتجرَّأوا على تدنيس جواز سفري بأختامكم حتى أُريكم أيَّ صِنْفٍ من الرجال أنا"!

وكيل الأزهر السابق الشيخ محمود عاشور أبى إلاَّ أنْ يحامي عن الزائر وزيارته، فتساءل قائلاً: "أليس من الأهمية بمكان أنْ يذهب المفتي إلى القدس من غير تأشيرة إسرائيلية (تُدنِّس جواز سفره)؟!"!

وإنَّني لأرى في أمْر الزيارة "بطولة"؛ لكنْ من "النوع السَّاداتي"؛ فالمفتي ما أنْ تناهى إلى سمعه ما يشبه نداء "وامعتصماه" حتى أسرْع في تلبية النداء، قائلاً للمستغيثين: سأزوركم، وأُصلِّي في المسجد الأقصى، رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي؛ فأتمَّ الله الزيارة التي فيها، وبها، أرْغَم الله أنف الزائر، أيْ أذلَّه.

إنَّها القدس تتحدَّاكم جميعاً أنْ تزوروها؛ لكن كما زارها صلاح الدين الأيوبي، لا كما زارها هذا المفتي، الذي بزيارته لها "أفتى" بما يرضي إسرائيل، ويُغْضِب القدس، فأصبح من هذه الطريق، ومنها فحسب، "مُفْتِياً"؛ وليَرْحَم الله البابا الراحل شنودة الثالث الذي حَظَر على الأقباط جميعا زيارة القدس ما بقيت إسرائيل تحتلها.

ولقد جاءت "الزيارة الساداتية" التي قام بها المفتي للقدس لتقيم الدليل على أنَّ "الربيع العربي" هو المناخ الذي فيه تُرينا الأُمَّة أجمل وأنبل ما فيها، جنباً إلى جنبٍ مع أبشع وأحط ما فيها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يُحْظَر قيام أحزاب -على أساسٍ ديني- في الأردن!
- معنى أنْ يزور نجاد -أبو موسى- الآن!
- الديمقراطية -الفَرْدية-.. الأردن مثالاً!
- -خُطَّة عنان-.. من -القبول النَّظري- إلى -الرَّفض العملي-!
- -قضية اللاجئين- في مناخ -الربيع العربي-!
- -الحتمية الماركسية- و-نقيضها الدِّيني-!
- قانون انتخابات أردني.. جديده قديم وقديمه مُجدَّد!
- البونابرت عمرو سليمان!
- هل يُمْسِك عنان ب -العِنان-؟!
- -انهيار المادة على نفسها- في معناه -الفيزيائي الفلسفي-!
- حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!
- الثورة المأزوم عليها.. و-الفوضى الخنَّاقة-!
- -الإخوان- الديمقراطيون!
- -إخوان- مصر ولعبة -الشَّاطِر-!
- يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!
- -النَّظرية- من وجهة نَظَر جدلية
- Arab Idol
- الحكيم لافروف!
- في أيِّ مسارٍ تُسيَّر -قضية الهاشمي-؟!
- ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - -سادات- يلبس عمامة!