أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - حواء والتاريخ النسائي














المزيد.....

حواء والتاريخ النسائي


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 13:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خلقت حواء من ضلع آدم الأعوج
أغرت حواء آدم وأدت إلى غضب الرب عليهما، وطردهما من الجنة
أنجبت لآدم الذرية الكبيرة التي امتدت لتشمل أرجاء المعمورة
::::
::::
هذا ما نعرفه عن تاريخ أمنا حواء، وهو ما شكل تاريخ الإناث منذ أزمان سحيقة .. وما زال هذا التاريخ يلاحقنا، فهو ماضينا ومستقبلها في آن واحد.
ما زال على المرأة أن تعرف من أين أتت، فيجب أن تكون بالتعبير الدارج "بنت ناس"، فولادتها وتنشئتها في بيت شرف وعز تزيد من قيمتها. فتصبح "السيدة المصونة، والجوهرة المكنونة"، مما يزيد بالضرورة من عدد خطابها ومكانتهم، ولا تمنح إلا لأفضلهم عزا وجاها ومالا.
وعليها أن تنجب لزوجها أبناء كثر حتى يمتد ذكره إلى ما شاء الله أسوة بأبينا آدم. وتزدهر مكانتها بالإنجاب، فتصبح الجارية "أم ولد" وتتبوأ مكانة الزوجة الحرة. وتزيد بالطبع مكانتها إن كانت "ولود" أي كثيرة الإنجاب. وتعلو فوق سائر ضرائرها إن كانت تنجب الذكور.
أما إغواؤها المتأصل فيها فهي مهمة تركت للرجل ليقوم بمراقبتها. فعلى الأب ثم الزوج التأكد من تحجيم الآثار المتوقعة لإغواء المرأة بتقيد حركتها وتحديدها. ففي الصين اخترعوا عادة ربط مشط القدمين للفتيات (بدافع الجمال) حتى لا تتمكن من المشي السريع أو العدو لأماكن ليس من المرغوب تواجدها فيها. وفي الهند اخترعوا تقليد "الساتي" والذي يستدعي إحراق الأرملة مع زوجها المتوفي. فما أكثر إغواء سيدة بلا رجل يحكمها! وفي فرنسا العصور الوسطى فرضوا عليهن "حزام العفة"، حتى لا تخون زوجها خلال غيابه الطويل في المشرق أثناء الحروب الصليبية. وفي الامبراطورية العثمانية عزلن في الحراملك. ويقال إن أصل الكلمة "حرام عليك" أي المنطقة المحرم على الرجال دخولها، مقابل السلاملك أي "سلام لك" ومرحبا بك في المنطقة المخصصة للرجال.
وفي كل الأحوال، كان مصير من تتخطى الأعراف المعمول بها في كل أرجاء المعمورة هي القتل. فمنذ أن قتل إلفليتس عشيق زوجته وبرر ذلك بالمحافظة على النظام الاجتماعي في أثينا قبل أربعة قرون من ميلاد السيد المسيح، بدأ التاريخ المدون لما بات يعرف بجرائم الشرف. وربما أشهر تلك القصص هي قصة الملك شهريار الذي فاجأ زوجته وعشيقها في مخدعها فقتلهما في الحال، ولم يكتف بذلك بل تزوج في كل ليلة عذراء يقضي معها ليلة واحدة ثم يقتلها. حتى تغلبت عليه ابنة وزيره الملكة شهرزاد التي قضت معه ثلاث سنوات أنجبت له خلالها أطفال وشغلته بقصص حتى لان.
ما زال هذا التاريخ يلاحقنا حتى الآن فقد عرفنا من الرجال الفلاسفة، والحكماء، والرسامين، والنحاتين، والبحارين، والملوك، والأمراء، واللصوص، وقطاع الطرق، والفرسان، والأنبياء، والشعراء، والقراصنة، وغيرهم الكثير. فماذا عرفنا عن تاريخ النساء سوى ملكة هنا أو ملكة هناك (بلقيس، شجر الدر، فيكتوريا ..) لقد اندثر التاريخ النسائي الذي كان مليئا بالرموز النسائية من عشتار في بابل، إلى أوزوريس، وكليوباترا، وحتشبسوت في مصر، وغيرهن الكثيرات.
فعلينا كتابة تاريخ مغاير، تاريخ لا يحصرنا في الأدوار المنزلية التي فرضت علينا لآلاف السنين، وفي أدوار محددة بعينها تنحصر في الأمومة والرعاية. فمن العيب أن تنتقل معنا أدوار الرعاية والأمومة بعد أن استطعنا اجتياز الفضاء العام، فتنحصر الأدوار التي تقوم بها المرأة في المجال العملي في التعليم، والتمريض وغيرها مما قد يعرف كمهن ناعمة لأنها تناسب - كما يدعي البعض - "طبيعة" المرأة. وهي الطبيعة التي فرضها علينا المجتمع البطريركي، وحصرنا فيها. فعلينا تشجيع الأجيال القادمة لاجتياز العقبات والدخول في المجالات المختلفة من الهندسة، إلى الكيمياء، إلى الطاقة، إلخ. عند ذلك سنكتب تاريخًا مغايرًا نكون فيه أهل الفلسفة، والعلم، والحكمة، ويعود بنا إلى زمن الفيلسوفة وعالمة الرياضيات اليونانية هابيتا التي لم يجد الزمن بالكثيرات من أمثالها.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة والحط من شأن الأنثى والأنوثة والأنثوي في الثقافة المعا ...
- عمل المرأة ليس ترفًا
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - حواء والتاريخ النسائي