أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - كسر الأديب الألماني Günter Grass صمته فانسعرت - إسرائيل-















المزيد.....



كسر الأديب الألماني Günter Grass صمته فانسعرت - إسرائيل-


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 12:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


عادة ما تمر مناسبة أعياد الفصح هادئة على مؤمني الديار المقدسة أثناء إحيائهم لذكرى نزف أليسوع لآلامه استحضارا لعملية صلبه لتخليص البشر من ذنوبهم على الطريق من الناصرة إلى كنيسة القيامة في القدس حيث استشهد على صليبه (كما اتفقوا عليه) لا يعكر صفوها سوى انتشار الجنود الصهاينة التي لا تعجز عن اختلاق مبرراتها لاستفزازهم ومضايقتهم كما اعتادت ديدنها منذ اغتصاب فلسطين , وجديد سعارها هذا العام هو هوشها على الأديب الألماني الشهير غونتر غراس , وذلك بسبب كسره لمملكة الصمت الألمانية عن إدانة ممارسات الكيان الصهيوني الاستفزازية والمسعورة بحق شعوب المنطقة من خلال قصيدته الأخيرة " ما يجب أن يقال "(2) التي احتوت في طيات أبياتها نقدا لعنصرية وعدوانية وعنجهية الكيان الصهيوني ونفاق الغرب وتملقه له بل رعايته عبر تحريضه وتحشيده لضرب إيران لمجرد أن هناك في الأفق نية مضمرة لها إن تمكنت , ثلاث خطوط تحت كلمة إن , من صناعة قنبلة نووية وذلك خوفا على وجودها في المنطقة و"أمن مواطنيها" بالرغم من امتلاك هذا الكيان منذ مطلع ستينات القرن الماضي وبمساعدة فرنسا وغيرها من دول الغرب مئات القنابل النووية التي تكفي لتدمير ليس فقط المحيطين به في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن ومصر بل ويمكن أن تدمر منطقة "الشرق الأوسط" بأسرها وذلك في ظل صمت مطبق بل مباركة من الغرب جميعا مما أثار موجة جدل عام في أوساط الشارع السياسي والثقافي الأوربي والألماني بشكل خاص لخروجه عن صمته .
لم يجانب الرجل الحقيقة فالطفل الصغير في المنطقة العربية يعلم أن قادة الكيان الصهيوني يبذلون ومنذ وقت غير قصير الجهود الحثيثة لتحشيد القوى الغربية خلف تهديداته بشن ضربة عسكرية ماحقة ضد إيران . حتى الرئيس الأمريكي أوباما الذي كانت حملته الانتخابية قائمة على عدم خوض أمريكا لحروب أخرى في ظل رئاسته اتبع في آخر تصريحاته خطا القادة الصهاينة وأعلن أن كل الاحتمالات مطروحة وأن "كل الحلول موضوعة على الطاولة" وذهب بعض قادة أمريكا إلى التهديد بمحو إيران من الوجود إن هي فكرت بضرب "إسرائيل" التي تعتبر من ناحيتها إيران ومنذ انتصار الثورة فيها أواخر سبعينيات القرن المنصرم بعد أن أغلقت سفارتها واستبدالها بسفارة لدولة فلسطين مفترضة , عدوها اللدود وتعلن مرارا وتكرارا عن تحفزها واستعدادها لضربة عسكرية ضدها ولكنها مؤجلة ضد رغبتها بضغوط أمريكية غربية , ولكن المرء يقرأ مما جرى في الأسابيع الأخيرة الماضية من مناقشات وجدل في أوساط أصحاب القرار في الكيان الصهيوني أن الأمر سينتهي لا محال بشن هجوم على إيران بذريعة "القضاء على الخطر القادم من إيران والذي يتهدد وجودها وإن لم تستطع القضاء عليه قضاء مبرما فعلى الأقل" إضعافه" وذلك ضد رغبة أمريكا لتفرض عليها عواقبه فتجبرها على تحمل نتائجه .
تساند ألمانيا من ناحيتها "إسرائيل" وتدعم سياستها بشكل أعمى بل لا تنبس ببنت شفة عن المخاطر التي تتهدده هذه السياسة الرعناء على أمن المنطقة وعلى السلام العالمي بشكل عام فتجدها ترسل لها شحنات من الأسلحة المتطورة مدافع ثقيلة وأجهزة اتصال وبلدوزرات وغواصات يمكن أن تحمل صواريخ متوسطة المدى تستطيع حمل رؤوس نووية.
تستمر "إسرائيل" في التسويق لحقدها الفائض على إيران بسرد متكرر ممجوج عبر توظيف كل أبواقها الإعلامية الصهيونية لتصريحات الرئيس الإيراني العلنية الخرقاء والدعائية حول التشكيك بمحرقة اليهود التي ارتكبت بحقهم في ألمانيا أو عن نيتها "إزالة إسرائيل من الوجود" .
صحيح أنه قد نبا من الرئيس الإيراني تهديدات في بعض خطاباته ضد "إسرائيل" ولكنها ربطها ب" إن قامت إسرائيل بمهاجمة إيران " وهي في كل الأحوال لم تتجاوز حتى الآن رؤوس شفتيه على أرض الواقع , بل لقد عبرت إيران , وعلى لسان أكثر من مسئول , استعدادها للتفاوض حول برنامجها النووي وقضايا خلافية أخرى إن أخذ بعين الاعتبار حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية والحفاظ على مصالحها في المنطقة , ولا نتصور أن هذا الموقف يجرح موقفها بقدر ما يعبر عن استقلاليتها كدولة تحترم نفسها وتطالب بندية التعامل مع القوى الدولية الأخرى وسلوكها هذا يفضح مدى انبطاح وعبودية وتبعية الكولونياليات العربية في الجهة الأخرى من الخليج العربي , الجارة لإيران , للأجندات الغربية والأمريكية الصهيونية بشكل خاص .
هاجم غراس في قصيدته الموقف الغربي المنافق , وهو لم يتجاوز في قصيدته سقف النقد ل"إسرائيل", فنظرة سريعة على الموقف "الإسرائيلي" والغربي تكفي لإثبات صحة ما جاء على ذكره , لهجته فيها لم تنتقص من "حقها" بما اغتصبت من فلسطين أو ما آلت إليه ك"دولة" معترف بها دوليا , فلماذا إذا يستيقظ الشاعر الألماني فجأة فيجد نفسه منبوذا ومتهما بالنازية و"معاداة السامية" التهمة المسلطة سيفا على رقبة كل من يتجرأ من الاقتراب من حيض "إسرائيل" العذراء ولو بمس طرف ثوبها . إن المسألة في الحقيقة لا تتعلق بماضي غراس أو بأصوله الألمانية , إن القضية بكل بساطة تتعلق بجرأة غراس الاقتراب من حدود التابو الصهيوني بأكثر مما تسمح به "التقاليد" الغربية في هذا المضمار , ولأنه غامر كألماني وبشكل علني , بالرغم من المبالغة في تحميل قصيدته معاني أكثر مما ذهب إليه الشاعر في نقد "إسرائيل" ليس ككيان عنصري أقيم على حساب إبادة شعب آخر وإنما ل"بعض" سياساتها , نقد أتى متأخرا من قبل شخص ذو أصول ألمانية دفعت حكوماته المتعاقبة ومازالت , ومنذ نهاية الحربية العالمية , من ضرائب مواطنيها في كل سنة ملايين الدولارات نقدا عينيا و أنواع مختلفة ومتنوعة من الأسلحة التدميرية لكيان قام على حساب إبادة شعب آخر هو صاحب الأرض , جرى ذلك ويجري تحت مسمى " تعويض عن آلام " يهود تم حرقهم وقتلهم هناك في ألمانيا وأوربا فصدروا من تبقى منهم جنودا لخدمة مآربهم الاستعمارية إلى فلسطين لا ذنب لسكانها الأصليين سوى أنهم أحسنوا ضيافة اليهود.

نقد لم يحمل في طياته أبدا أي تحريض أو عدوانية ل"إسرائيل" ولم يتناول حتى ولو من بعيد الجذور العدوانية الحقيقية لوجودها منذ إقامتها , ولكن "إسرائيل" تخشى من أن يطرق هذا النقد مسامع المواطن العادي في الغرب , وتخشى أكثر أن يهدم صرح ما بنته الأجهزة الإعلامية الصهيونية من عمارة من الأضاليل والأكاذيب وخرافات عن "شعب بلا أرض" ل"أرض بلا شعب".
تحرم القوى الامبريالية الصهيونية على السياسيين والمثقفين الغربيين الاقتراب ولو باللمس على كل الفترة التي امتدت منذ بناء الكيان في حرب عام 1948 . يلاحظ غراس بنفسه أن لدى الكثير من المواطنين الألمان تحفظات اتجاه سياسات حكوماتهم المؤيدة بشكل أعمى ل"إسرائيل" ولكنهم يلتزمون الصمت كما فعل هو حتى كسره بقصيدته الأخيرة لكنهم يتجنبون التصريح بها وإن حدث فهمسا وراء الجدران تماما كما فعلنا نحن في سوريا عندما كنا ننتقد سلطة العائلة الأسدية , لأنه سينظم بهم لوائح مراقبة . إن هذه الحالة دفعت أحد الصحف التابعة لمجموعة دار نشر ألمانية , أكسل شبرنغر , لأن تقول : " لماذا وصم غراس بعد انتقاده ل "إسرائيل" على طول الخط بتهمة معاداة السامية , ولماذا ترتبط هذه التهمة القديمة الحديثة بشكل دائم فقط بنقد يمس اليهود؟ ولماذا يتهم كل من يجرأ على امتلاك نقد محق ل"إسرائيل" وسياساتها الجائرة بحق المواطنين العرب بمعاداة السامية. وما هو الحد الذي تسمح لنا به "ديمقراطيتنا" المزعومة وهامش حرية الرأي فيها , عندما يحرم المرء حقه في قول ما يريد!! , وانتقاد سياسات إسرائيل العدوانية".
لقد أمضى غراس زمنا طويلا من حياته وهو ينتقد ويعيد انتقاد ألمانيا وتاريخها حتى كاد يفصفصه فصفصة كما يقولون وتعتبر سيرته الذاتية سيرة لفترة تاريخية ألمانية تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية , ولا نتصور أن جائزة نوبل للآداب قد اقتربت منه لولا تمتعه بهذه الرؤية الثاقبة الناقدة التي حملتها رواياته وشعره , فلماذا يسمح له إذا بتناول تاريخ بلاده بالنقد , اللاذع أحيانا(3), ولا نثق برأيه عندما يتناول شعرا ما هو ثابت وواضح بل مرئي حتى لدى الناشئة والمبتدئين من الكتبة والشعراء والمثقفين الأوربيين. في الحقيقة يمكن الإقرار دون أي ملامة , بأن الكرتيلات الإعلامية الصهيونية لم تكترث لمضمون قصيدة غراس , بل تركز جل اهتمامها على جرأة غراس في كسر جدار الصمت الذي بذلت على بنائه لدى الرأي العام الغربي ردها طويلا من الزمن احتاج للكثير من الأكاذيب ضد رغبتهم وإرادتهم لمصادرة الحقيقة والرأي لدى المواطن الغربي العادي وممارسة الوصاية الإعلامية لمصادرة الوعي العام والرأي الحر لديه كما تشتهي القوى الاحتكارية , لذا لن يسامح غراس على جرأته بنقد ممارسات "إسرائيل" العدوانية بحق السكان الأصليين في فلسطين والمنطقة بشكل عام , لأنهم يخشون أن يصبح سابقة للآخرين في الغرب فيتحول إلى مثل يمكن اقتداءه في قادم الأيام. ما ميز غراس عن غيره ممن انتقد السياسة "الإسرائيلية" أنه دافع عن رأيه في مقابلاته الصحفية اللاحقة لنشر قصيدته , لم يعتذر أو يتراجع , لم يكذب ولم ينف أو يسحب كلامه كما اعتاد سابقيه من برلمانيين غربيين أو ناشطين سياسيين أو أدباء , بل على العكس تماما , كان بالنسبة له سيان مدى ارتفاع موج الهجوم , من هنا يمكن فهم الخوف من تحوله إلى قدوة حسنة لكل الصامتين يمكن الاستدلال إليه من خلال إلقاء نظرة سريعة على النقاش الذي أثارته قصيدته ودار على صفحات النشاط الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية أو في الأوساط الأدبية والسياسية والاجتماعية وخاصة أوساط الشباب. نعم قد حان وضع نهاية لمملكة الصمت الغربية التي سوقت عدوانية وعنصرية الكيان الصهيوني دون نقاش , فرسخ وزاد من عنصريتها وعنجهيتها مما أدى في الأيام الأخيرة إلى تهديد السلام العالمي برمته.
إن أكثر ما أثار حفيظة غراس هو رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو فقد قاد بنفسه وبنبرته الحادة المعروفة حملة تشهير بحقه بعد دقائق قليلة فقط من نشر القصيدة : حكم عليه ب"معاداة السامية" و"نازي" مما يفسر غضب قادة الكيان من جرأته في وضع "إسرائيل" وإيران في ميزان واحد. وللحقيقة ينبغي أن يقال أن المقارنة بين "إسرائيل" وإيران حتى فيما يتعلق بما ورد في قصيدة الأديب غراس حول موضوعة السلاح النووي جائرة ومنحازة ل"إسرائيل" : ف"إسرائيل" تملك مئات القنابل النووية منذ زمن بعيد كما أسلفنا سابقا ولكنها تتكتم بالتضامن مع دول الغرب جميعها على ذلك فضلا عن أنها لم توقع أصلا على اتفاقية عدم انتشار السلاح النووي , بل ممنوع على المفتشين الدوليين من الاقتراب ولو من بعيد من المفاعلات النووية الصهيونية هذا إذا سمح لهم بتداول الموضوع من أصله , إنها محمية من أمريكا وجل الغرب الامبريالي , في حين أن إيران التي ما زالت في طور إنشاء مفاعل نووي تبذل الدول الغربية و"إسرائيل" الجهود الحثيثة لتأخير برنامجها النووي باستخدام كل الوسائل , من حصار اقتصادي وتقني ونفطي وعمليات اغتيال لعلمائها وعلى أراضيها إلى التهديد بمحوها عن الوجود.
لم يتذكر نتنياهو أن السيد غراس قد خدم سابقا في سلاح الطيران عهد هتلر عام 1944 إلاّ عندما عرّض "بعض" السياسات "الإسرائيلية" للنقد , متى؟ بعد أن فاض به من عنصريتها وعنجهيتها التي طفح به كيلها فخرج عن صمته أخيرا وارتأى أنه "يجب أن يقول ما ينبغي أن يقال".
لقد صب نتنياهو جام غضبه على الأديب الألماني أنه تناسى بأن إيران قد هددت وعلى لسان كبار مسؤوليها بإزالة شعب "إسرائيل" من الوجود (أي اليهود) , فهل هذا صحيح؟.
ربما لم يتحلى الرئيس الإيراني باللباقة الدبلوماسية المطلوبة في عباراته التي استخدمها حول هذا الموضوع حسب العرف الدبلوماسي السائد فأصاب مسئولي الدول الغربية وخاصة الاستعمارية منها بسعار فبادلوه بدورهم بلغة سوقية رعناء رموا من خلالها بكل العرف فأظهرت بما لا يدعو للشك كم هي "إسرائيل" مهمة بالنسبة لهم حين هددوا بإزالة إيران من الوجود إن هي تجرأت وضربت إسرائيل بصاروخ واحد ردا على هجومها ضدها.
إن أهم ما يمكن الوقوف عنده في تصريحات نجاد هو إحراج أنظمة الكولونيال العربي في المنطقة حتى ولو كان يريد بها تسويق دور "المقاوم" و"الممانع"لإيران لدى الشارع العربي والمسلم ويا ليت تتجرأ كولونيالية عربية واحدة على تهديد "إسرائيل" بما هددته إيران حتى ولو بالكلام والاتفاق معها. بغض النظر عن الخوض في نقاش مقاصد الرئيس الإيراني من تصريحاته اتجاه "إسرائيل" فإنه عبر بكلامه هذا عما يجيش في داخل ووجدان كل مواطن عربي ومسلم وطني شريف لم تطله يد التضليل بعد ولا يد التطبيع ولا ارتبطت مصالحه الطبقية مع حملة التطبيع الصهيونية عن طريق الاعتراف بوجود "إسرائيل" وحقها فيما اغتصبت من فلسطين أو غيرها من الأراضي العربية الأخرى في الجولان والأردن في سياق الحملة التي تقودها القوى الغربية وترعاها أمريكا ليس الآن فقط بل منذ قيام الكيان بالتساوق مع حكم الكولونياليات العربية إثر تقسيم المنطقة العربية وفقا لما بات يعرف ويكرر كثيرا اتفاق سايكس- بيكو .
إن المواطن العربي الشريف يدرك بأن هذا الكيان الصهيوني هو مجرد مستعمرة غربية عنصرية زرعت في قلب الوطن العربي لتنفيذ مهمة وظيفية , خدمة لأجندات القوى الغربية الاستعمارية في المنطقة اعتمدت في سبيل إنشائها على كل ما ورد من هرطقيات في العهد القديم والجديد والتلمود واستطالاتها القديمة والحديثة في الفكر الهجري , وخططت بإدراك ومعرفة بعيدة عن الصدفة كل البعد للتسويق لها في فلسطين بالرغم من تكذيب روايتها في فلسطين بكل المكتشفات الأثرية حتى التي تمت على أيدي علماء الكيان نفسه وباحثي الأنتروبولوجية.
إن "إسرائيل" مجرد زرع خبيث لا يمكن أن يعيش في تربة المنطقة العربية ولا يمكن استنباته مهما سوّق له الغرب ومهما طبّع معه "العرب" , أما إيران فعلى الرغم من وجود مشاكل حدودية معها واختلافات عقائدية مذهبية كانت أو قومية والتي ما وصلت إلى ما وصلت إليه لولا التحريض والتجييش الغربي-الصهيوني لها وصب الزيت على نارها يساندهم كولونيال عربي ذيلي تابع ذليل , إلا أن إيران هي جزء من المنطقة ومكون أساسي فيها كالعرب والأكراد والأتراك والآشور والسريان والآرام..إلخ : ثقافيا ودينيا وقوميا مما يؤسس لجعلها , وبجهد مشترك ونوايا مخلصة ومفاوضات مباشرة , ذخرا للعرب في صراعهم مع المستعمرة الصهيونية أولا والوقوف في وجه الأطماع الغربية في المنطقة ثانيا , والحفاظ على أمن المنطقة وثبات استقرارها ثالثا.
إن إيران الشيعية والفارسية والمجوسية والصفوية هي نفسها إيران في عهد الشاه فما الذي عدا عما بدا لكي تتغير العلاقة معها : كانت جيدة وعلى ما يرام زمن الشاه عندما أوكل إليها دور الشرطي في عهده بإيعاز من أمريكا وبريطانيا وحليفا استراتيجيا ل"إسرائيل" ثم أصبحت عدوا لدودا يتقدم "إسرائيل" من بعد سقوط الشاه وقطعها العلاقة مع أمريكا و"إسرائيل" , ربما هناك العديد من الانتقادات على سياساتها التي اتخذتها لخدمة مصالحها كدولة تسعى لامتلاك القوة وفرض استحقاقها في ظل غياب أي أثر لقوة عربية بعد أن تم تدمير العراق بمشاركة أشقائه العرب. فمن الملام في هذا؟ السؤال الصحيح هو ماذا تفعل أمريكا والغرب الاستعماري و"إسرائيل" في المنطقة وماذا تريد جيوشها و أساطيلها العسكرية الرابضة على يابس المنطقة ومياهها ؟
أما فيما يخص فعل الإبادة فنسأل : من الذي أباد واقتلع شعبا من أرضه وأرض أجداده ومازال مستمرا؟. من الذي يديه ملطخة بالدماء كثرة ارتكابه المجزرة تلو المجزرة منذ قبية ودير ياسين في فلسطين وصبرا وشاتيلا وقانة 1 وقانة2 في لبنان وبحر البقر في مصر؟ وعلى افتراض جدلا أن هناك تهديد جدي صادر أو سيصدر عن إيران ضد "إسرائيل" أو غيرها من دول المنطقة فماذا عن السياسة "الإسرائيلية"؟ إن " إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك أسلحة الدمار الشامل والوحيدة التي تشكل تهديدا على دولها , هي الوحيدة التي شنت العديد من الحروب ضدها ومازالت تفتعلها كما دأبت دائما , حرب اغتصبت فيها معظم فلسطين ثم حرب أخرى اغتصبت ما تبقى من فلسطين بالإضافة إلى سيناء وهضبة الجولان والقنيطرة وسعسع ووادي الأردن , غزت لبنان مرتين واحتلت جنوبه حتى طردت شر طردة منه على يد المقاومة اللبنانية ولم ترعوي فعاودت حربا عام 2006 ثم أتبعتها حربا على غزة عام 2008 , أعادت سيناء إلى مصر معزولة السلاح ومنقوصة السيادة وضمت الجولان ووادي الأردن إليها واعتبرتهما جزءا من "إسرائيل" الكبرى , قصفت مفاعل العراق وسوريا عدة مرات , دعمت وزودت بالسلاح معظم الحركات الانفصالية في المنطقة العربية في أفريقيا كالسودان والصومال وأرتيريا والأكراد في العراق , هذا فقط بعض من فيض لما تشكله "إسرائيل" من خطر على المنطقة وعلى السلم العالمي فمن هو الذي يشكل تهديدا لأمن المنطقة وللسلام العالمي بشكل عام؟.
إن "إسرائيل" هي البنت المدللة لدى الغرب المسموح لها أن تفعل ما تريد دون أي رادع قانوني أو أخلاقي , فكأن الغرب وأمريكا مالهم شغلة إلاّ تغطية أفعالها الشينة والتزام الصمت عنها ثم إلزام الآخرين به , وعندما يتجرأ أحدهم كالأديب الألماني على كسره يتهم بمعاداة السامية والنازية ثم تلعب"إسرائيل" بعد ذلك دور الضحية الذي لا يليق عليها فسرعان ما تخلعه وتعود إلى حقيقتها كقاتل وكأنها لا تطيق أصلا أن تكون ضحية.
إن قضية غراس دفعت الرأي الثقافي والسياسي وحتى الشعبي البسيط في ألمانيا إلى التململ من حالة القمع الشديدة التي تحيط بأي رأي ناقد ل"إسرائيل" , وقد أثارت القضية الكثير من النقاش على صفحات الجرائد والمواقع الالكتروني وتشكلت مجموعات عدة لمساندة الأديب في وجه حملة التشهير بحقه التي قادها الكيان الصهيوني واتهامه بمعاداة السامية والغمز من ماضيه كجندي في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية, ودعت العديد من الشخصيات الأدبية والصحفية والمنشغلين بالرأي العام إلى وجوب الوقوف في وجه هذه الحملة , وعبر العديد منهم عن الخطر الذي تشكله "إسرائيل" على استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها وعلى السلم العالمي , فهل نحن أمام بداية مرحلة جديدة في أوربا وفي ألمانيا بشكل خاص تنتهي فيه هالة القداسة التي فرضتها الأوساط الصهيونية على الرأي العام فيه حول الكيان الصهيوني والبدء في إدانة رعونته؟ ربما نحن أمام فرصة جديدة لإعادة صياغة الرأي العام الأوربي اتجاه هذا الكيان اللقيط وعلينا التقاطها.





1- ولد الأديب الألماني غونترا غراس في مدينة غدانسيج الألمانية عام 1927، وتعلم في مدارسها. ذهب إلى الخدمة العسكرية عام 1944 وخدم في سلاح الطيران ، جرح ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى العسكري حيث وقع أسيرا لدى القوات الأميركية مع نهاية الحرب. بعد إطلاق سراحه عمل مزارعا ثم عاملا في منجم للبوتاسيوم. بدأ دراسة النحت في مدينة دوزلدورف شمال ألمانيا عام 1947، ثم التحق بأكاديمية الفنون الرفيعة بغرب برلين.
تزوج غراس مرتين: الأولى من آنا مارجريتا شوارتز ( 1954 -1978) وتزوج ثانية عام 1979 من أوتي جرونرت. انتقل للعيش في العاصمة الفرنسية باريس عام 1956 حيث كتب هناك أولى رواياته (الطبل الصفيح) التي كانت السبب في شهرته الواسعة ونشرت في عام 1959 وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي بعد 20 عاما على نشرها.
حصل غراس على جائزة نوبل للآداب عام 1999 عن دوره في إثراء الأدب العالمي عن روايته الثلاثية (ثلاثية داينتسيغ).
اهتم غراس بالثقافة العربية وقام بزيارة اليمن عام 2002 بدعوة من الشاعرة العراقية أمل الجبوري. من أهم إصداراته لمرحلة ما بعد سقوط جدار برلين وإعادة الوحدة الألمانية كتابه "رحلة من ألمانيا إلى ألمانيا" وهو بمثابة سيرة ذاتية نشر عام 1990 يسخر فيه من طريقة تعامل رأسماليي ألمانيا الغربية مع ألمانيا الشرقية. يعيش غراس هذه الأيام في ألمانيا بالقرب من مدينة لوبيك .


2-النص الألماني لقصيدة غراس وجهدنا في ترجمتها إلى العربية:
Warum schweige ich, verschweige zu lange,
was offensichtlich ist und in Planspielen
geübt wurde, an deren Ende als Überlebende
wir allenfalls Fußnoten sind.
Es ist das behauptete Recht auf den Erstschlag,
der das von einem Maulhelden unterjochte
und zum organisierten Jubel gelenkte
iranische Volk auslöschen könnte,
weil in dessen Machtbereich der Bau
einer Atombombe vermutet wird.
Doch warum untersage ich mir,
jenes andere Land beim Namen zu nennen,
in dem seit Jahren - wenn auch geheimgehalten -
ein wachsend nukleares Potential verfügbar
aber außer Kontrolle, weil keiner Prüfung
zugänglich ist?
Das allgemeine Verschweigen dieses Tatbestandes,
dem sich mein Schweigen untergeordnet hat,
empfinde ich als belastende Lüge
und Zwang, der Strafe in Aussicht stellt,
sobald er missachtet wird;
das Verdikt Antisemitismus ist geläufig.
Jetzt aber, weil aus meinem Land,
das von ureigenen Verbrechen,
die ohne Vergleich sind,
Mal um Mal eingeholt und zur Rede gestellt wird,
wiederum und rein geschäftsmäßig, wenn auch
mit flinker Lippe als Wiedergutmachung deklariert,
ein weiteres U-Boot nach Israel
geliefert werden soll, dessen Spezialität
darin besteht, allesvernichtende Sprengköpfe
dorthin lenken zu können, wo die Existenz
einer einzigen Atombombe unbewiesen ist,
doch als Befürchtung von Beweiskraft sein will,
sage ich, was gesagt werden muss.
Warum aber schwieg ich bislang?
Weil ich meinte, meine Herkunft,
die von nie zu tilgendem Makel behaftet ist,
verbiete, diese Tatsache als ausgesprochene Wahrheit
dem Land Israel, dem ich verbunden bin
und bleiben will, zuzumuten.
Warum sage ich jetzt erst,
gealtert und mit letzter Tinte:
Die Atommacht Israel gefährdet
den ohnehin brüchigen Weltfrieden?
Weil gesagt werden muss,
was schon morgen zu spät sein könnte;
auch weil wir - als Deutsche belastet genug -
Zulieferer eines Verbrechens werden könnten,
das voraussehbar ist, weshalb unsere Mitschuld
durch keine der üblichen Ausreden
zu tilgen wäre.
Und zugegeben: ich schweige nicht mehr,
weil ich der Heuchelei des Westens
überdrüssig bin; zudem ist zu hoffen,
es mögen sich viele vom Schweigen befreien,
den Verursacher der erkennbaren Gefahr
zum Verzicht auf Gewalt auffordern und
gleichfalls darauf bestehen,
dass eine unbehinderte und permanente Kontrolle
des israelischen atomaren Potentials
und der iranischen Atomanlagen
durch eine internationale Instanz
von den Regierungen beider Länder zugelassen wird.
Nur so ist allen, den Israelis und Palästinensern,
mehr noch, allen Menschen, die in dieser
vom Wahn okkupierten Region
dicht bei dicht verfeindet leben
und letztlich auch uns zu helfen.
لماذا أصمت ويطول صمتي كل هذه الفترة الطويلة
عما هو واضح في هذه الملهاة بمزاولة دور الناجين
لنكون فيها في أحسن الأحوال حواشيها

تزعم أن لها الحق في ضربة استباقية
تنفذها "الشبيحة" فيهلل لها
فتقضي على الشعب الإيراني
لأنه "يخشى" أن تكون إيران قد وصلت إلى طور بناء قنبلة نووية
وأسأل نفسي : لماذا لا تذكر دولة أخرى
قد طورت ومنذ سنوات بشكل سري قدراتها النووية
إنها عصية على الرقابة والسيطرة لأنه لا يمكن الاقتراب منها
أشعر أن هذا الصمت الجماعي الذي انضم إليه صمتي على هذه الحقيقة كذب لا يمكن احتماله
وإن تكلمنا يشهر في وجهنا دائما التهمة المعهودة : " معاداة السامية "
لأن ما جرى في الماضي من جريمة مميزة صدرت عن بلادي نتهم بها
ونطالب بضرورة التعويض عنها
وعندما يعوض تتحول إلى عملية تجارية محضة
ترسل الغواصات القادرة على إطلاق قنابل نووية تباعا إلى إسرائيل
لظن " احتمالي " غير مثبت
لكني سأقول ما يجب أن يقال
لماذا بقيت صامتا طوال هذه الفترة؟
لأني أنتمي إلى خلفية اجتماعية قد اقترفت عارا لا يمحى
ممنوع الاقتراب منه!! فما جرى هو الحقيقة المطلقة لدولة إسرائيل
سيرتبط ما جرى بي طول وجودي
يراد له أن يدوم دون أن يشوبه أي شك
لماذا أذكر كل الآن
وحتى آخر العمر وآخر نقطة حبر
أن القدرة النووية الإسرائيلية تهدد السلام العالمي الهش أصلا للخطر؟
ولأنه يجب أن يقال ما يمكن أن يفوت عليه الوقت
ولأننا كألمان تكفلنا بتزويد ما يكفي
لمن سيصبح مجرما كما هو ظاهر
ونشارك بالجريمة باختلاق الأعذار المعتادة
لن أصمت بعد الآن
فقد سئمت نفاق الغرب المسبب لهذا الخطر
وآمل أن يتحرر من صمته
أن يدينوا العنف
وأن يصروا على وضع القدرات النووية لكل من إيران وإسرائيل
تحت الرقابة الدولية .
عندئذ فقط يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين
وغيرهما من شعوب المناطق المحتلة
أن يعيشوا كجيران دون عداوة
وأن يساعدونا في نهاية المطاف

3- عندما أراد غراس تقديم كتابه"رحلة من ألمانيا إلى ألمانيا" الذي يعتبر سيرة ذاتية قدمه أمام حشد كبير من الشباب الجامعي بقراءته لمقطع صغير منه: «لا يهتم المستثمرون الألمان الغربيون عند تفقدهم لمصانع ألمانيا الشرقية إلا بالبيع والشراء، ومن المتوقع أن يكتفوا يتوجه جيش من رجال القانون الإداريين الغربيين لدى تنظيم الولايات الشرقية إليها وهكذا يخدع الناس في ألمانيا الشرقية مرة أخرى»




#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على انطلاقة الانتفاضة السورية
- عودة أخرى إلى المشهد السوري
- مقابلة صحفية مع أحد الشهود لمجزرة بورسعيد
- مجزرة تثير ذكرى مجزرة
- إلاما يومي بعض المعارضين السوريين من ترديد أغنية-ياوحدنا- , ...
- ما هي دلالات ومقاصد العمليات الانتحارية وتفجير السيارات المف ...
- مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية
- بعد قرار الجامعة العربية سوريا إلى أين؟
- نداء إلى أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تساؤلات حول مشهد الانتفاضة السورية
- مرة أخرى في ذكرى النكبة والنكسة
- إزالة آثار النكبة وحق العودة
- ليكف عجول السلفية عن توفير الغطاء للنظام لاستباحة الدم .
- ماذا بعد؟.......لكي لا يُهدر الدم السوري مرتين
- إطلالة على سورية ...ماض وحاضر
- هي شآم أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تمرد الدم على السيف في درعا وانتزع الرّهاب من سوريا
- في بوادر الانتفاضة السورية
- الغرب الرأسمالي والنفط والانتفاضات العربية
- في تحرر المرأة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - كسر الأديب الألماني Günter Grass صمته فانسعرت - إسرائيل-