أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإسلام الروحي والتاريخي














المزيد.....

الإسلام الروحي والتاريخي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر الديني في المغرب,كانت بداياته دعوية,غايته التنبيه إلى ما يقترفه الشخص من أخطاء ناتجة عن جهله,أو سوء فهمه لمقتضيات الإسلام,لذلك اعتمدت الدولة على فقهائها للإرشاد والتوجيه,وحثت الكثير منهم على الإستجابة لما ينتظره المجتمع المغربي من العارفين بأحكام الشريعة,خصوصا في المناطق النائية,لكن فيما بعد,عندما اصطدمت حركة الإخوان المسلمين مع النظام المصري,بدأت كتبها التي صارت تعتبر الإسلام مشروعا سياسيا,لايتحقق إلا ببناء الدولة الإسلامية,التي لاتكتسب في نظرهم هذه الصفة إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية,وعدم تعطيل الحدود,كقوانين إلاهية,الرافض لها بمثابة كافر,سواء كان حاكما أو محكوما,هنا وقع التحول,من الدعوي إلى السياسي,لكن لاينبغي أن ننكر أن المغرب ربما هو البلد الوحيد الذي لازالت به حركات دينية لم تقبل بالتحول إلى الإسلام السياسي,وبقيت في حدود الحركة الدينية الدعوية,وليس المقصود بها فقط الزوايا,التي حافظت على دينيتها بدوافع سياسية,واستنادا إلى بعض أبعاد التصوف المغربي,بل هناك حركات غير صوفية ولا تنتمي إلى الزوايا,وهي لازالت حاضرة وفاعلة في المشهد الديني,كحركة الدعوة والتبليغ على سبيل المثال لا الحصر,وهناك أخرى دائمة التنقل بأفرادها إلى كل الدول الإسلامية,وكأنها سياحة دينية,لها مواسمها وربما طقوسها الخاصة لنشر الإسلام بشرح أحكامه وتبسيط المعقد منها حسب السياقات الحضارية والثقافية لللأمم غير العربية,إضافة إلى بعض الميولات الوهابية,التي لم تتحول بعد إلى تنظيمات دينية,بل مجرد حساسيات شخصية,تتمظهر في اللباس وكيفية إحياء الذكريات الدينية وتجنب زيارة المقابر,والتقشف في الطعام,ومقاطعة بعض أنواع الأطعمة الجاهزة,لكن هذه الميولات ليست كلها سلفية جهادية كما يعتقد الكثير من المغاربة,بفعل التشابه الشكلي,فالحركات السلفية الجهادية,تنتمي في مضمونها للإسلام السياسي,رغم توجهها نحو الدول الغربية لمواجهتها,دون نسيان ما يعرف لديها بالدول التي تستعين بها لحكم المسلمين في الوطن العربي والإسلامي,والسؤال المثير هو أي هذه الفرق له أحقية تمثيل الإسلام والحديث باسمه؟
باختصار,إن الإسلام لم يكن واحدا إلا أيام حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام,آنذاك كانت القضايا الخلافية يحسم فيها بالإحتكام إليه مباشرة,إذ كان باب الوحي لازال مفتوحا,والمنزل عليه حي,يفتي ويصحح ويحسم,لكن بعد موته,حافظ المسلمون على رمزية صحبته ومكانتها,رغم الإختلافات التي برزت بين بعضهم في كيفية اختيار الخليفة,الذي اعتبره الكثير من الباحثين اختلافا سياسيا وليس دينيا,فامتد إلى كيفيات تفسير القرآن ودرجات استحضار العقلي في فهمه,وأهمية الأثر النصي في الفهم وحتى الحكم على السلوك البشري,أي حكم مرتكب الكبيرة كما عرف في تاريخ الصراعات على الحكم في الإسلام التاريخي,أي الإسلام كما عيش سياسيا وليس روحيا,منذ ذلك الوقت وكل الحركات الدينية تحاول أن تنصب نفسها مدافعة عن الإسلام الروحي,كما أراده الله وجسده نبيه,متناسية أنها لاتمثل إلا الإسلام التاريخي,بصراعاتها ضد بعضها لانتزاع الشرعية الروحية وتوظيفها في الصراعات السياسية,أي الإنخراط في معترك الإسلام التاريخي,بتنوعه واختلافاته السياسية والتفسيرية وحتى المذهبية العامة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الجوائز الأدبية
- سلطة المثقف والدولة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإسلام الروحي والتاريخي