أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي















المزيد.....

أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالكَ مؤشرات ، لحدوث بعض التغييرات الملموسة ، على الخارطة السياسية في أقليم كردستان العراق .. ومن الممكن أن تظهر ملامحها ، خلال الأشهر القليلة القادمة . أعتقد ان الأحزاب الرئيسية في الأقليم ، تَوّصلتْ أخيراً ، الى قناعات لم تكن تعترف بها قبل سنتَين فقط ! .. فالحزب الديمقراطي الكردستاني ، كان يُكابِر ، ويُرّوِج انه يمتلك شعبية معقولة في مدينة السليمانية .. مثلما كان الإتحاد الوطني الكردستاني ، يُقنِع نفسه ، ان له قواعد واسعة ومتينة في منطقة بهدينان .. وعندما إنشقتْ كوادِر مُتقدمة من الإتحاد الوطني ، وشّكلتْ " حركة التغيير " .. لم يُسعِد ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني ، كثيراً ، كما هو مُفتَرَض ، جراء إضعاف مُنافسه اللدود .. إذ ان حركة التغيير أو كوران .. إنتقدتْ بِشِدة " نظام الحُكم " في الأقليم ، بِرمتهِ ، الذي يشمل الحِزبَين معاً !. في البداية ، لم يأخذ الإتحاد الوطني ، الأمر بِجدية ، وأعتقدَ بأنها مُناورة من " نوشيروان مصطفى " ، لِفرض رؤاه وتثبيت نهجه داخل الإتحاد .. وأنها حالة مؤقتة ، سوفَ تُحَل من خلال إبعاد بعض القيادات التي لاتعجب نوشيروان ، وان بإمكان مام جلال بكاريزميته ، ان يُعيد توحيد الصفوف سريعاً .. لكن الامور لم تجرِ كما يشتهي الإتحاد .
الحزب الديمقراطي الكردستاني ، لايثقُ كثيراً بالإتحاد الوطني الكردستاني ، وله تجارب سابقة عديدة ، جعَلَتْه يدرك ، ان السياسة تُبيح " احياناً " اللجوء الى مُختلَف الوسائل ، حتى لو كانتْ مُفتَقِرة الى الأخلاق .. والديمقراطي لايثق أيضاً بنوشيروان مصطفى .. لهذا كانتْ بعض أوساطه ، تُرّوِج ، ان إنشقاق " نوشيروان " وتشكيله حركة التغيير ، ما هي إلا " خُدعة " ، غايتها ، الإلتفاف على الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وعلى [ الإتفاق الإستراتيجي ] ! ... غير ان الدلائل أثبتَتْ ، ان الإتحاد حاولَ جاهداً ، خنق حركة التغيير في المهد ، وحاربَها بِمُختلَف الوسائل .. لكنها فشلتْ في ذلك .. بسبب ، ان نوشيروان نفسه ، كان من أعمدة الإتحاد منذ تأسيسه ، وشاركَ بِفعالية في جميع مراحل نشاط الحزب والمُفترقات الشائكة .. ويعرف تماماً ، الطريقة التي يُفّكِر بها قادة الإتحاد .. ويتوقع مُسبَقاً ، الوسائل التي سوف يلجأون اليها من أجل مُحاربتِه .. لأنه ببساطة من مؤسسي ومُنّظري تلك المدرسة ! .
تفاجأ الحزبان الإتحاد والديمقراطي ، بِحصول " حركة التغيير " على 25 مَقعداً في برلمان الأقليم في الإنتخابات الأخيرة قبل أكثر من سنتَين.. وعلى عدة مقاعد في مجلس النواب في بغداد .. وبعد إعلان النتائج مُباشرةً .. أدركا ان الأمور ، لم تَعُد كما كانتْ في السابق .. وان تقسيم السلطة والنفوذ مُناصفة ، لن يكون [[ سهلاً ]] مثل الفترة الماضية .. وحاول كُل منهما ، إستمالة حركة التغيير الى جانبه .. الإتحاد راهنَ على الرِفاقية القديمة بين نوشيروان ومام جلال ، ومصلحتهما المُشتركة في تحجيم الحزب الديمقراطي ! .. والديمقراطي ، حاولَ مِراراً ، إغراء نوشيروان ، وتكريس الإنفصال بينه وبين الإتحاد ، من خلال إقناعه بالقبول بالأمر الواقع حول سيطرة ونفوذ الحزب الديمقراطي ، في بهدينان ، والقسم الأكبر من أربيل وبعض المناطق المتنازع عليها .. مُقابل دعمه لتثبيت نفوذه في السليمانية وكرميان ! .. إلا ان كِلا الإتحاد والديمقراطي ، لم ينجحا في مسعاهما كما يبدو .
من جانبٍ آخر ، حاول الإتحاد والديمقراطي ، كُلٌ حسبَ أوراق الضغط التي يمتلكانها .. إفشال التحالف بين أطراف المُعارضة الثلاثة : حركة كوران والإتحاد الإسلامي والحركة الإسلامية .. وكُلّما ظهرتْ مؤشرات أولية على صَدَعٍ مُحتَمَل في التحالف الثلاثي .. سارعَتْ حركة التغيير ، الى رأب الصدع ، وإقناع الإسلاميين بجدوى التحالف بينهم ! .. ولِحد اليوم نجحَ نوشيروان في المُحافظة ، على وحدة موقف المُعارضة .
عموماً .. ان " نوشيروان مصطفى " يدركَ جيداً ، ان نجاح المُعارضة في كسب المزيد من الانصار ، ونجاحها لِحد اليوم ، في البقاء والتَمّدُد ، يعود الى [ عدم مُشاركتها في السلطة ] وإصرارها على المعارضة وإنتقاد الحكومة والفساد والسلبيات الموجودة .. ويعرف تماماً ، انه بِمُجّرَد ، قبوله ب " التوافق " مع حِزبَي المعارضة وحصوله على جزءٍ من السلطة وبعض الإمتيازات المادية .. فانه سوف يفقد الكثير من مصداقيته ، ويفقد الكثير من مؤيديهِ ! .. لهذا أعتقد ان نوشيروان ، أثبتَ حنكة سياسية عالية ، بالبقاء في المعارضة أولاً ، والمحافظة على أرضية مُشتركة معقولة ، مع الاتحاد الاسلامي والحركة الاسلامية .
...............................................
أرى ، ان نِية الإتحاد الوطني الكردستاني ، في نقل مكتبه السياسي من قره جولان في السليمانية ، الى العاصمة أربيل ، في الفترة القريبة القادمة .. هي خطوة ذات مغزى مُزدَوج : هي إقرارٌ ضمني ، بان السليمانية قد فَلَتَتْ عملياً من قَبضة الإتحاد الوطني .. وان أي إنتخابات قادمة ستشهد فوزاً واضحاً لقائمة حركة التغيير بشكل رئيسي والحزبَبين الاسلاميين جُزئياً .. في مركز المدينة والعديد من الاقضية والنواحي ، وحتى في الكثير من اجزاء كرميان ! . والآخر ، هو ان التنافُس في أربيل سيكون قوياً ، في أي إنتخابات قادمة .. حيث ان " الإمكانيات المادية " للإتحاد الوطني ، لاتقل عن مثيلتها في الحزب الديمقراطي .. والوقت حان كما يبدو ، ليفتح الإتحاد خزائنه ، ويصرف ببذخ على حشد التأييد في أربيل وكركوك والمناطق المتنازع عليها .. وهنا يبرز إحتمالان : الأول ، التنسيق المُسبَق مع حليفه الاستراتيجي ، الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وتوزيع النفوذ فيما بينهما حسب المُعطيات الجديدة ، وهذا يُشّكِل نوعاً من إستمرارية التحالف السابق بينهما ، بأقل قدرٍ من المشاكِل .. والثاني ، هو التنافُس المفتوح بين الطرفَين .. وهذا سيؤدي رُبما الى صراعات ومُنغِصات غير واضحة النتائج . علماً ان الإحتمال الأول ، أي التنسيق وإستمرارية التحالف ، هو الأقرب الى الواقع " لِحد الأن " .
إذا كان لهذا السيناريو ، نصيبٌ من الحقيقة ، فذلك يعني من ضمن مايعنيهِ : ان حركة كوران ستكون هي صاحبة اليد العُليا في السليمانية ، مع حصول الحزبَين الاسلاميين على نسبة معقولة من المقاعد .. والحزب الديمقراطي الكردستاني سيستمر في نفوذه على منطقة بهدينان .. ودوره البارز في نينوى .. وتقاسم معظم السلطة والنفوذ في اربيل ، بين الديمقراطي والاتحاد " علماً ان هنالك إحتمالات لحصول أطراف المعارضة الثلاثة على مقاعد عديدة في اربيل ، في الانتخابات القادمة ، إذا توفرَ الحد الادنى من النزاهة ! " . هنالك تكهنات أيضاً ، بمنافسة قوية بين الاتحاد الوطني وحركة كوران في كركوك . [[ من الجدير الإشارة الى ، ان هنالك عادةً ، حدوداً إذا وَصَلَتْها ، التحالفات ، فأما أنها تنفرط لامَحالة ، او في احسن الاحوال ، يتم اللجوء الى شروط جديدة . أعتقد ان التحالف الاستراتيجي بين الديمقراطي والاتحاد ، قد وصل الى مُفتَرق الطُرق هذا الآن . والتحالف بين حركة التغيير " العلمانية عموماً " ، حيث ان معظم مؤيديها ، من الشباب الليبرالي .. وبين حِزبَي الإسلام السياسي .. رُبما ينجح في هذه المرحلة ، التي قد تمتد الى ما بعد الانتخابات .. ولكنها لابُد ان تصل بعد ذلك ، الى مشارف الإصطدام ، بين نَهجَين مُختلِفَين ]] .
...................................
كُل هذه المخاضات .. لن تكون بالطبع ، بِمَعزلٍ عن المُعادلات المُرافِقة المُتشابكة : الازمة المُستعصية مع بغداد ، بتداعياتها المُحتَملة المتعددة الجوانب ... التأثيرات الأقليمية على الأطراف السياسية الكردستانية ، ولا سيما إيران وتركيا ... التفاهمات المُحتملة ، بين سلطة الاقليم بحزبَيها " أو كُل حزب مُنفرداً " ، وبين الكُتل السياسية المتنفذة في نينوى وكركوك وديالى .. وكذلك التأثيرات المُتبادلة ، بين الوضع في الاقليم ، وما ستؤول الامور اليه في سوريا وايران .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح
- الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
- بينَ زَمَنَين
- في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
- الأمريكي ... الصديق المُحايِد
- حرب المخدات في بغداد في 27/4
- قبلَ عشرين سنة ... واليوم
- حكومة جديدة في أقليم كردستان
- تبقى رائحة النفط .. كريهة !
- الدوائر الامنية في العراق
- وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
- المَجد للحزب الشيوعي العراقي
- قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
- تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
- فوائد القمة العربية
- مشعان الجبوري في بغداد
- إستراحة مع دارميات عراقية
- قِمّة مُمِلة وباهتة
- ماذا بَعد ؟
- ماذا سيقول البارزاني في نوروز ؟


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي