أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد خليل أرتيمتي - اليساروية المعاصرة















المزيد.....

اليساروية المعاصرة


احمد خليل أرتيمتي

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليساروية المعاصرة

اليساروية تمثل قبل كل شئ نظرية المجتمع الحالي ومجتمع المستقبل والعبور من أحداهما الى الاخر وإن كانت لاتزال بعيدة عن ان تكون نظرية متكاملة ،فقد ظهرت اليساروية واكتسبت أهميتها كبديل نظري للماركسية اللينينية التي أحتكرت الفكر الراديكالي من الناحية العملية طيلة نصف الاخير من القرن العشرين ،في الوقت الذي اصبحت المعارضة الماركسية اللينينية اكثر صعوبة مع الوقت وبسبب عدم تسامح (قادة الوعي) الذين يحكمون النظام الشيوعي ،فالمرء حسب معاييرهم يكون ثوريا بقدر مايكون مواليا لموسكو ولاثوريا بقدر ما ينتقدها ويعارض سياساتها الا ان اليساروية بدورها جعلت من نفسها فكرا محقا على الاطلاق وكسرت هذه الحلقة المفرغة وقطعت علاقتها بالماركسية اللينينية ووضعها في صف منسيات التاريخ الايديولوجية ،متطلعة من ذلك الى ان تجعل من نفسها تعبيرا عن الصراعات الجارية في الوقت الحاضر ،وبهذا المعنى لن تكون اليساروية واحدة من اليوتوبيات الراديكالية.
ونقصد باليساروية هنا تلك الشريحة من الحركة الثورية التي تقدم أو تنزع الى تقديم بديل جذري للماركسية اللينينية بوصفها نظرية الحركة العماليه وتطورها ويعني هذا ضرورة استبعاد كل المحاولات إعادة التجديد النظري المتاتيه عن الاشتراكية الديمقراطية التي تبدو غير ثورية فلا تستهدف قلب المجتمع الرأسمالي في الحال وبشكل كلي ،كما انه يعني ايضا ضرورة استبعاد المعارضة والتجديد الشيوعييت اللذان لايقدمان بديلا وإنما يقترحان العودة الى المصادر اللينينية والثورية للشيوعية أو تجديدها ،وفي اطار الرغبة في وضع تعريف لليساروية والمجموعات المنتمية إليها يبدو من المفضل الحديث عن نزعة متطرفة لان هدف اليساروية والمجموعات هو الذهاب الى لطرف الاقصى من المذهب الشيوعي وليس استبداله ،ولكن هذا الاتجاه المتطرف سوف يتضائل لتتخذ اليساروية طابعها الخاص القائم على التمييز بينهما وبين النزعة المتطرفة الشيوعية أما بالنسبة للمضمون المشروع الفكري السياسي اليساروي واصوله ،
فمما لاشك فيه أن اليساروية تمثل نقدا وممارسة ونظرية في آن واحد فهي نقدا للماركسية بهدف نقضها بوصفها نظرية ثورية ،فوفقا لهذا النقد سيبدو ماركس وفي حدود معينة بوصفه منظر الثورة البرجوازية المندفعة حتى النهاية في إمكانيتها كما ستبدو النظرية اللينينية الخاصة بالتنظيم ومفهومها الخاص بالثورة بوصفها أسلوبا في الاستيلاء على السلطة من الاعلى ومطبوعة كلها بطابع الفكر البرجوازي لذلك فليس من المستغرب في مثل هذه الحالة أن تؤدي الثورة الروسية الى نظام راسمالية الدولة مستعيدة بذلك نظام الهيمنة الطبقية في شكله الاكثر اتقانا وتركزا.وكانت اليساروية بوصفها نقدا قد تخلت عن كل ثورات القرن العشرين وانكرت عليها طابعها الاشتراكي بعد أن نظرت اليها بوصفها أخر الثورات البرجوازية مما قادها الى اعتبار الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية المنظمتين ليس مجرد انحراف عن النموذج المثالي بل مؤسستين راسماليتين تميلان الى تدمير المجتمع الرأسمالي لجعاه أكثر فعالية وتزويده بسلطة أكثر مركزية،و وفقا لهذا المنظور تبدو اليساروية بوصفها ممارسة ثورية في كل مكان يكسر فيه الصراع الطبقي الاطار الذي تقيمه التنظيمات التقليدية ليتجه هذا الصراع في كل مكان وفي الوقت نفسه ضد النظام والقيادات العماليه التقليدية معاً،
وترتكز اليساروية على تحليل تاريخي جديد وتعتمد بعدا جديدا للاشتراكية تكون فيه مرحلة عليا تتميز باستقلالية المجموعات الانسانية لامجرد تدبير لنموذج خاص بالمجتمع القائم وستكون التصورات المسبقة للمجتمع المتحرر متفاوتة بشكل أو آخر لدى المجموعات الانسانية بحكم افتقارها الى التماثل أو التجانس الكلي وتفاوتها في الخصائص المادية والفكرية ،دون أن يمنع ذلك اليسارويين من الاتفاق على مبدا الاستقلالية الذي يستبعد كل الاساليب الاستبدادية المركزية التوجيهية التخطيطية الايديولوجية.
أما من ناحية الاخرى ان اليساروية ترفض التطورية الاقتصادية التي اثبتت تعارضها مع الواقع وتوفر مكانا واسعا للادارة الثورية وبالتالي للوعي الاشتراكي دون ان تكون هنالك حاجة لادخال مثل هذا الوعي من الخارج ،واذا ما سلم الكرء بان الاقتصاد الرأسمالي ليس خاليا من التناقضات فسيلاحظ أن هذا النظام استطاع ايضا الامساك بزمام هذه التناقضات وتعلم كيفية إطالة أمد وجوده وضمان استمراره واستقراره في ظل وجودها واستمرارها وسيطرته عليها،.أما بالنسبة للثورة عند اليساويين صراع وعلى جميع الجبهات لازالة كل اشكال الاغتراب السيكولوجي والايديولوجي والجنسي وبالتاكيد الاقتصادي كذلك لتتسع جبهة النضال ويزداد عمقها في مثل هذه الحالة بشكل ملحوظ وهي ذات امتدادات زمنية ومكانية واجتماعية واسعة لان هدفها الاعلى هو الاستيلاء على كل السلطات وإنهاء كل اشكال الاغتراب مما لايمكن أن يكون موضوعا لانتفاضة واحدة بل يقتضي فترة تاريخية كاملة بكل صراعاتها وانتفاضاتها ( )ان ما اصاب الاتحاد السوفيتيي من هزائم على الصعيد الدولي كانت لديها نتائج جانبيه حيث بدأ لون من ألوان اليساروية تلمح في فضاء أوروبا باسم الشيوعية الأوروبية ، ومع تصدع المشروع اللينيني انتهزت البورجوازية الوضيعة الأوروبية الفرصة لتعلن أن القراءة اللينينية لماركس ليست صحيحة بل وأن بعض ما في الماركسية نفسها جرى عليه التقادم ولم يعد معاصراً.وهكذا خرجت البورجوازية الوضيعة الأوروبية تحت راية يساروية اسمها الشيوعية الأوروبية من معسكر البروليتاريا لتنضم إلى المعسكر البورجوازي بقيادة الرأسماليين وقالت بإمكان الوصول إلى الإشتراكية عن طريق الإنتخابات ، شأنها في ذلك شأن أحزاب الإشتراكية الديموقراطية في أوروبا الغربية التي لم يعد لها أدنى علاقة بالإشتراكية. في مقاربة هذا الإنشقاق الطبيعي والخطير بذات الوقت فإن كل مقاتل في جبهة البروليتاريا لا يفارقه الشعور بأن البورجوازية الوضيعة الأوروبية اقتفت أثر البورجوازية الوضيعة السوفياتية التي أنزلت هزيمة ساحقة بالمشروع اللينيني، فلماذا إذاً لا تقوم هي نفسها بذات الشيء وتعلن الشيوعية الأوروبية المعارضة كليّاً لشيوعية ماركس ولينين ،المفارقة المستهجنة بغير حدود في هذا السياق هو أن البورجوازية الوضيعة تقوم بكل هذا وتنكر بنفس الوقت أنها حاربت المشروع اللينيني وأنه قد انهار على يديها ، أن تدعي بأن المشروع اللينيني يحمل في ذاته بذور انهياره. والسؤال هوكيف لقرارات المؤتمر العام للحزب في أكتوبر 52 أن تُلغى جملة وتفصيلاً في سبتمبر 53 ، وهو أمر تحرّمه مختلف الأنظمة الحزبية فما بالك بالأنظمة الحديدية في الأحزاب الشيوعية، ليس ثمة أدنى شك في أنه لو تم تنفيذ مقررات ذلك المؤتمر العتيد، وخاصة تلك التي تقضي بغمر المجتمع بالسلع المدنية الإستهلاكية، لشكل ذلك تطوراً نوعياً في المشروع اللينيني وما عاد من الممكن أن تنقلب عليه البورجوازية الوضيعة،
الشيوعية الأوروبية في الستينيات كانت الطيف اليساروي الأول والذي استدعى مجمل الأطياف اليساروية الأخرى. صحيح أن بعض الجماعات التي ادّعت " الإشتراكية " تواجدت قبل الستينيات، ، الا انها لم تنحدر تحت راية اليسار .وكذلك في اولا كانت البورجوازية الوضيعة التي حاربت الثورة الإشتراكية من داخلها، وفي الثاني أولئك الذين لم يدركوا الأسباب الحقيقية التي عملت على انهيار المشروع اللينيني فظنوها خطأ في النظرية ولذلك خرجوا منها، وهؤلاء بعمومهم من البورجوازية الوضيعة أيضاً. كل الذين يرفعون راية اليسار اليوم هم من الذين يرفضون القراءة اللينينية لماركس ومن الذين يشككون في صحة الماركسية كعلم للتطور الإجتماعي. جميعهم يرفضون حقيقة دكتاتورية البروليتاريا دون أن يعوا أن رفضهم دكتاتورية البروليتاريا يخرجهم نهائياً من دائرة العلوم الماركسية حيث أن الصراع الطبقي ينتهي حكما إلى أن تؤول السلطة إلى البروليتاريا التي عندئذٍ تؤكد سلطتها المطلقة من خلال إلغاء تقسيم العمل البورجوازي. إنكار دكتاتورية البروليتاريا يعني مباشرة إنكار الصراع الطبقي، ما يؤكد تهافت يسارية اليساريين هو أنهم لم يتعرفوا إطلاقاً على أية قوى اشتراكية في المجتمع السوفياتي، وهم لذلك يضطرون إلى القول بأن ستالين ومنذ أن تولى منصب الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي في العام 1922 انتهج القضاء على كل القوى الإشتراكية. وعندما يتأكد بعض هؤلاء بأن مثل هذه المزاعم تخلو من العقلانية حيث لا يمكن لأي مجتمع أن يخلو من القوى الإشتراكية خاصة وقد تضاعف حجم البروليتاريا فيه ثلاث مرات، يذهبون إلى المزيد من اللاعقلانية فيدعون أن ستالين كان يمثل القوى الرأسمالية في المجتمع السوفياتي وقد بنى الدولة الرأسمالي
حيث كانت تعتبر الارض خصبة للطلاب وكذلك كان طلاب علم النفس وعلم الاجتماع يكنون التقدير لمقولات ماركوز عن وظيفة التحليل النفسي ومضامينه السياسية وضرورة تكييفه للبحث عن المجتمع غير قمعي،( )



#احمد_خليل_أرتيمتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد خليل أرتيمتي - اليساروية المعاصرة