لماذا لا نتصالح مع الأرهابيين ؟؟؟

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 22:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لماذا لا نتصالح مع الأرهابيين ؟؟؟
ألا يقولون إن الله رحمن غفور ؟ وألا يقولون ان الرب يسامح سبعين مرة في الثانية الضوئية في اليوم ؟؟ فلماذا لا نسامح نحن الارهابيين ونتصالح معهم وننهي هذا الخلاف والدمار ( عالأساس هم يتوسلون بنا) ؟؟..
اهلاً بكم في برنامجكم الجديد ( صناعة الموت ) وهذا الموضوع سيكون محور ارهابنا لهذه الليلة وسنستضيف الارهابي المعروف على المستوى الدولي والعالمي مخترع الرأسمالية والمذهبية السيد ( رأسمذهبي ) ..
لنكن واقعيين ولنشرح الموضوع ببساطة ( معروف فيها انت ) وبدون فلسفات ارهابية وبطريقة سلسلة على قدر مستوانا نحن البسطاء ( بسطاء لأننا فقراء ) وخاصة إذا ما علمنا ان احد من الأرهابيين الحقيقيين الرأسماليين او المذهبيين سوف لا يقرأ هذه الكلمة وحتى لو قرأها سوف يشتم في قلبه او يضحك على صاحب الكلمة .. كل الذين سيقرأونها هم جماعتنا واخواننا من العينكاويين والهوزيين وبعض من المستقلين الذين لم ينضموا بسبب ارهابهم لا للكلدان ولا للآشور ( يمكن عندهم حق ) وبعض الأخوة من المتفرقة ( فُرق عسكرية عدنا ) وبعض الأخوة المسلمين الغير المتعصبين والمسالمين ( لا شرقي ولا غربي ، ضائغ بين الأثنين ) ..
ولنبدأ بالسؤال التقليدي : مَن هو الارهابي ولماذا استهربوا ؟؟ ( كلمة جديدة ) .. هذا السؤال البسيط ولكن العميق في تداعياته ونتائجه سنجيب عنه من خلال هذه الكلمة . ( بكل بساطة وعفوية ) ..
قد يكون الارهابي صديق قديم او معرفة سابقة او حتى اخ او ابن العم او .... الخ . وإذا لم يكن اخ لك او ابن عمك ( لا تسبق الأحداث وتبدأ الشتائم ) فهو اخ وابن عم وصديق للآخرين .. هذا هو الارهابي وببساطة . ولكن لماذا استهرب ومَن هو السبب ومَن الذي يصنعه ؟؟
نحن جميعاً لنا اليد في ذلك وخاصة اصحاب النفوذ السياسي والأقتصادي والرأسمالي طبعاً واصحاب المذهبية والطائفية ( يجب ان لا ننساهم ) . لا تتعجب اخي الارهابي هذه هي الحقيقة ، لا يصنع الارهابي القاتل المباشر إلا الارهابي الأكبر منه ، ولكنه اذكى منه فهو يقتل بصورة غير مباشرة ولا يقتل بطريقة علنية كما يفعل الارهابي الفقير الخشيم ( حشى منه ) . اي ان اصحاب النفوذ والرأس المال والذين يرغبون في السيطرة على مقدرات الشعوب الاقتصادية والسياسية هؤلاء هم الذين يصنعون الارهابي الشارد والمختبأ . فيتحول الصراع كله مع هؤلاء الشاردين والاشخاص المجهولين وتتحول الانظار اليهم بدلاً من ان تتجه الأنظار الى الارهابي الحقيقي ، وبذلك يضربون اكثر من ( يا عصفور ، عصافير ) بحجر واحد . من ناحية تُحوّل الانظار عن افعالهم ونهبهم ومن جهة اخرى يسيطرون ويمصون حليب الشعوب والدول الضعيفة والمتخلفة بحجة حمايتهم من الارهاببيين ، وبذلك يزداد نهبهم ونفوذهم على مستوى العالم ..والله فكرة .. اما طُرق صناعته المباشرة فهي كثيرة ولكننا لا نستطيع حصرها هنا اليوم ولكنني سأذكر مثالاً واحداً فقط : الاعلام مثلاً : عندما يقوم السيد اوباما بقول اننا سنسحق هؤلاء الارهابيين وننتصر عليهم لعشرات المرات في العام ويرد الملك الفلاني او العاهل الثاي بتكرار على طول السنة بأننا سنقلع جذورهم هذه كلها رسائل مباشرة للقول لهم بانكم يجب ان تستمروا في موقفكم وان تستمروا في محاربتنا وفي نفس الوقت يتم استغلال هذه التصريحات من قبل الجهات المتخصصة في التعبة والشحن في ادمغتهم وبذلك يضربوا الطرفين اكثر من عصفور آخر وبنفس الحجر . والمتضررين هم هؤلاء المغرر بهم والناس الفقراء البسطاء الأبرياء .. ولكن في المقابل كم مرة سمعتم من السيد اوباما او غيره يجب ان نبحث عن حلول ( حقيقية ) وإيجاد الطرق لإرجاع هؤلاء المغرر بهم الى الحظيرة الدولية ومساعدتهم في التخلص من هذه السموم وهذه الأفكار ؟؟ ( انا لم اسمع ) وبذلك تزداد الفجوة طردياً بين الفصيلين وهذا ما نراه جلياً ( قبل عشرون عاماً كان عدد الارهابيين خمسة اشخاص ، والآن اصبحت دول بأكملها تنظم اليهم ) .. وطبعاً الدول التي حملت على عاتقها هذه المناقصة الثمينة جداً ( مناقصة محاربتهم ) سوف لا يذهبون الى اليمن لمحاربة العوجقي والعولقي والبودقي إذا لم تقع اليمن وكل اجهزة الدولة تحت رحمتهم ( لعد كيف سينتصرون على العولقي لو لم يتعاون القوقعي معهم ) ؟؟. وهكذا في افغانستان وباكستان والعراق وكل الدول الضعيفة الاخرى في العالم ( سوف لا نذكر اسماء اخرى حتى لا ننسى اسم دولة وبالتالي نظلم حقها في التسمية ) ..( لا والمصيبة الآن لا يذهبون بنفسهم بل يرسلون طائرات بدون طيار لا تعب ولا خسائر منها مصلحة تجارية ومنها مهمة تجسسية وسيطرة دولية واقتصادية ) ..
ولكن مَن هو الارهابي ( والله اكلنا رأسه ) ؟؟؟. عادي وبكل بساطة الارهابي شخص ( بصورة عامة ) له مميزانت خاصة صنعتها الظروف والعوامل التي ذكرناها قبل قليل ( شبسرعة نسيتوها ) ؟، شخص امي في اكثر الحالات ( بإستثناء الدين ) او جاهل لا يعلم حقيقة الكون وهذا العالم وطبعاً يكون في اغلب الحالات فقير مادياً تقوده كل هذه الأسباب للإنضمام الى مجموعات قد تحميه من غدر الزمان وغدر العالم الأناني ويقوم بعد الغرار به الى تحشية دماغه بالمادة الجيلاتينية فيقوم بمحاربه الارهابي الكبير عسى ولعلعه ان يحقق العدالة التي تُحشى في جمجمته .. ولأنهم لا يدركون سر هذا الكون وهذا العالم فيعتقدون بأن ما يقومون به هو عدالة انسانية وإلهية ، ولكن لو ادركوا الحقيقة وعلموا بالوضع وخلفيات هذا الكون سوف لا يحاربون بهذه الطريقة بل سوف يحاربون بطرق اخرى اكثر عقلانية وصحيحة وغير قاتلة .... لقد علموهم وهنا هو بيت القصيد : إن هذا حرام وهذاك حلال وهذا دمه واجب هدره وذلك يجب معاقبته لأنه يخالف المكتوب والآخر يجب قطع رأسه لأنه كبير وانت يجب قطع رقبتك لأنها طويلة هكذا علموهم . ولكن مَن الذي علمهم ؟؟ نحن البشر ، نحن الرأسمالية والمذهبية والطائفية وبكل انواعها وفروعها حتى لا يستثني احداً نفسه من هذه اللعبة الذكية ، ولكن مَن الذي سيقول لهم الحقيقة ؟ انا ، اعوذبالله ، انا لست لا رأسمالياً ولا مذهبياً ولا طائفياً ولا حزبياً ولا قومياً ولا مستقلاً فلماذا انا ؟ لماذا ليس الذين يتمسكون بهذه التسميات والمستفيدين منها ؟؟..
ولنسأل سؤالاً آخراً بسيطاً وتقليدياً . أيهما اخطر على الرأسمالية ان تصبح ارهابياً او ان تسأل لماذا تملك هكذا ؟ طبعاً مليون ارهابي ولا مثل هذا السؤال . وهذا يثبت صحة ما قُلناه ، والدليل الآخر نراه جلياً في تأيدهم المباشر للتوجهات الأرهابية الجديدة لدول وشعوب بأكملها في المنطقة ، ( لا يهم هذا كله فقط لا تسأل لماذا ومن اين هذا ، الأسلحة النووية موجودة ومتى ما ضاقت الأمور سيستعملون شمعة صغيرة وسيبدأون ببناء نوع آخر من الارهاب ) .. إذن لماذا يقتل الارهابي نفسه ويستفاد من ذلك الرأسمالي وهو بإستطاعته ان يحاربه في داره وامام منزله وبدون سلاح ولا حزام ناسف ولا قتل بل بسؤال بسيط من اين لك ولماذا انت ؟؟.. وايهما اسهل وافضل للمذهبي عندما يحاربه الارهابي او ان يسأله لماذا المذهبية ؟؟ مليون ارهابي ولا تسأل لماذا الطائفية ومَن الذي اوجدها ..هل رأيتم كم هو الموضوع بسيط وسلس ؟؟ فقط كل ما نحتاجه هو ان نكون صادقين وصريحين وعادلين وهذا هو الأصعب علينا نحن الارهابين الحقيقيين .. لأننا كما قلت قبل قليل اذكى منهم نستغل جهلهم للحقيقة فنحولهم الى ارهابيين .. هكذا هو الموضوع وببساطة ( اليوم موضعنا من اصعب المواضيع ولكنني ذكرت كلمة البساطة اكثر من عشرون مرة ) . لماذا يفجر نفسه شخص في وسط الشارع او كنيسة او جامع ليقتل اكبر عدد من الأبرياء ويقتل نفسه لو لم يكن قد اغَرّ به ؟؟ ولكن من الذي كان السبب في هذا الغرر ؟؟؟ سنترك الإجابة لكم ... حتى لا نُتهم من قِبل الطابور السابع يجب ان اقول هنا : بأننا لسنا ضد محاربة الارهاب وكل انواع التعصب والعنصرية ولكننا نطالب ايضاً في إيجاد الحلول لهذه اللآفة وان لا يبقى الوضع على ما هو عليه لعقود اخرى ( يد تصنع مائة ارهابي والأخرى تقتل عشرة منهم ) ؟؟..
إذن لماذا لا نقوم بمحاولة التصالح معهم وشرح المطلوب استعلامه لهم وإذا نجحنا فستكون النتائج عظيمة للبشرية جمعاء ؟؟... وإذا ما فشلنا نقوم بمحاولة ثانية وثالثة وعاشرة الى ان نصل الى النتيجة التي ستجعل كل انسان على هذه الأرض ان ينام وهو سعيد .. ألا تستحق البشرية واطفالنا عشرات المحاولات ؟؟.. بالنسبة للمستفيدين لا : والف لا .. مَن انا ومَن انت بالنسبة للملياردير ؟؟؟..

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات