أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المعجزة














المزيد.....

هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المعجزة


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 18:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن المسلمين نؤمن بالحلول السماوية السحرية السريعة التى تهبط علينا فجأة لتحيل ضعفنا قوة، وتمنحنا العزة بعد المذلة. ما زلنا نحلم بأنه لن ينقذنا من هذا الضعف والهوان إلا ظهور الخليفة أو المهدى المنتظر . ونسينا ما كان من خلفائنا السابقين. ونرى أن الحل فى تنصيب خليفة. وذلك ضرب من سيادة التفكير بالتمنى ، وهو تفكير يعفينا من مشقة العمل وجهد النظر والتأمل فى طبيعة مشكلاتنا والتفكر فى حلول واقعية تخرجنا من هذا النفق المظلم الذى قبعنا فيه سنوات وسنوات ولا يلوح لنا الخروج منه فى المستقبل القريب.

وهذا التفكير يريحنا من مشقة العمل بجد لإصلاح أحوال العباد والبلاد، ومن العمل على إحداث نهضة ثقافية وعقلية وصناعية وزراعية وتكنولوجية وعلمية ، والعمل على إرساء مبادئ الحكم الشورى والعدل والمساواة وسيادة القانون والقضاء على الفساد بأشكاله كافة، وإحداث ثورة فى نظام التعليم والبحث العلمي والقضاء على الأمية الهجائية والثقافية، فمصائر الأمم وأقدارها لا تتحدد بلمسة من عصا ساحر ماهر، بل يصنع أقدار الأمم حاكم شرعي مقتدر، والشرعية هنا ليست شرعية قريش أو شرعية الجيش، بل الشرعية الحقيقية الوحيدة هي شرعية الاختيار الحر من الشعب الحر فى نظام شورى تحكمه المؤسسات لا النظم الديكتاتورية أو الأتوقراطية أو الثيوقراطية أو حكومات العسكر.

وحماسة المسلم لدينه قد توهمه بعدم الخضوع للسنن التي يخضع لها سائر الخلق من حوله، فيظن ، فى وقت شدته، أن الله سيستثنيه فلا يخضع للقوانين والسنن التى يخضع لها الناس ، ويأمل أن تبادر قوى خفية لمساعدته فى الوقت المناسب ، وأن عناية خاصة مبهمة قد تمد له يد العون لتقيله من عثرته، وعليه فقط أن ينتظر المعجزة.

ويطول بالمسلمين الانتظار ، عليهم انتظار اندحار الأعداء بلا قتال، إذ سيُهزمون بالدعاء أو بالوباء ، أو انتظار موت المستبد ليحصلوا على حريتهم، فلا جدوى من مناهضة الظالم وانتزاع حريتهم وكرامتهم، بل عليهم انتظار وفاته، ونسوا أن ابن المستبد سيرثهم كما تورث الأنعام ، ويطول بهم الانتظار. لقد غفلوا عن أن انتظار الحلول السحرية التي تأتى بغته دون الأخذ بالأسباب واستفراغ الجهد، إنما هي محض أضاليل تشل عقولهم كما تشل الأحجار الثقيلة عنق من يحملها على رأسه. وهذا الانتظار، على طريقة انتظار المهدي المنتظر، سمة من سمات العقل المهزوم ، هكذا يفكر كل المهزومين وكل من ضاقت بهم السبل ، هكذا ظن الألمان بعد هزيمتهم فى الحرب العالمية الثانية، وكانوا يتوهمون أن هتلر سيخرج عليهم معلنا استخدام سلاح جبار يحول الهزيمة نصرا. وهكذا فكرنا بُعَيد هزيمة 67، إذ قلنا : لم يحن بعد استخدام صواريخنا الفتاكة من طراز الظافر والقاهر.

إنها العقلية الانهزامية التي تنتظر الفرج السهل وتنأى بنفسها عن الصعب، وتترك المهام الجسام التي يتعين عليها الاضطلاع بها, لشخص آخر تتخيله وتتمناه وتنتظره. وبذا نترك الأهداف التي يمكن بلوغها بإصابات مباشرة، ولكن ببعض الجهد، ونكتفي بالجري وراء سراب وأوهام. والأمر واضح واضح، يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). هذا هو السبيل ، والسبيل الوحيد . فعلينا أن نتنبه إلى كشف السنن التي خلقها الله لتسيير الحوادث.



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون
- أعلاج السرطان بأقراص الأسبرين؟
- استخدام البنادق في الحرب حرام ,لأن أسلافنا المسلمين كانوا يح ...
- كلب السيدة الأولى له جارية تخدمه
- يدين الشرقيون جميعابالعبودية لمن يحكمهم ,فهو الحر الوحيد
- تراثنا : تراث العبيد
- الله لن يحاسب الحاكم الظالم
- زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه
- هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد
- إجلال العقل هو معيار تقدم الأمم


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المعجزة