أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - انغلاق المجتمع في إسرائيل وقضية السلام















المزيد.....

انغلاق المجتمع في إسرائيل وقضية السلام


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 08:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحق والحرية للشعب الفلسطيني

ماكنة العدوان ومخططاته تعمل ليل نهار من تكبيل مصر في سيناء والسودان المنقسم والسيطرة على منابع ومصادر النيل، إلى الضغط التركي على سوريا من الشمال، إلى بث ونشر فرية التقسيم إلى سنّة وشيعة ناهيك عن الانقسام المسلم المسيحي، وقد تكون هذه اخطر ثغرة ان لم تُسدّ بالانتماء الوطني على الأقل. فهل تدرك الشعوب العربية هذه الأخطار وهي التي يغذونها بإعلام رسمي وطائفي لديه إمكانات هائلة!!

قد تعتبر قضية الشعب العربي الفلسطيني إحدى العجائب الفظيعة طيلة قرن من الزمن، حتى وإن جرى الكلام عن سلام منقوص، ومنقوص جدًا، فأين دور هذا المجتمع بالأمس واليوم، ونقصد الناحية اليهودية، ولا ندّعي ان كل العرب الفلسطينيين بالأمس واليوم عملوا فعلا من اجل هذا السلام المنقوص، لكن الأمور هنا نسبية جدًا.
لم تكن الساحة خالية من أصوات جريئة ارتفعت وترتفع ضد هذا الواقع، وبشكل خاص من قبل الشيوعيين اليهود والعرب منذ الثلث الأول من القرن الماضي. لكن ذلك سباحة ضد التيار المهيمن محليا، وكذلك في المنطقة والعالم.
إن الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالذات رافقتها دوافع دينية صعبة التصديق. وضرب عرض الحائط بعدد من الاقتراحات البديلة، وها هي روسيا السوفييتية تقترح إعطاء اليهود جمهورية في شبه جزيرة القرم وليس في سيبيريا النائية، فالقيادة الروسية الشيوعية التي كشفت اتفاقية سايكس بيكو عرفت الخطر المحدق بعرب فلسطين، والأصوات العربية التي وجهت وتوجّه الانتقاد للاتحاد السوفييتي لقبوله قرار التقسيم المجحف لا تتطرق إلى هذا الاقتراح، بل ظلت ممعنة في التحريض حتى اليوم، وهي التي قامت قيامتها على السماح لأفراد من يهود الاتحاد السوفييتي بترك البلاد والقدوم إلى إسرائيل بعد قيامها، أما النظم العربية التي عملت على قدوم أعداد كبيرة من البلدان العربية إلى إسرائيل فذلك يجري تجاهله، ينطبق ذلك على اليمن والمغرب وتونس ومصر وليبيا والعراق بشكل خاص، ناهيك عن دور جعفر النميري في جلب يهود الحبشة – الفلاشا – وبأساليب ثعلبية وأحيانا إجرامية كما جرى في العراق، كل ذلك بمعرفة بريطانيا وفرنسا المستعمرتين، وبالأساس بريطانيا التي هي العدو اللدود للعرب الفلسطينيين، من وعد بلفور، إلى الانتداب وما تخلله من تآمر على الشعب العربي الفلسطيني الذي مهّد لقيام دولة لليهود على حساب العرب. والأخطر ان بريطانيا ومعها اليوم الولايات المتحدة وغيرهما من النظم الاستعمارية، كلها لا تزال تحظى بمكانة السيد والصديق والمنقذ للرجعية العربية، هذا يحدث اليوم وبصورة واضحة ومفضوحة وعلى مستوى أكثر خطورة.
ألا يقدم هذا الواقع المساهمة الجوهرية للحركة الصهيونية وعنصريتها!!
الصهيونية اعتمدت على القوة العسكرية والتنظيم والإمكانيات المالية الهائلة والإعلام ودعم الاستعمار، واعتمد العرب على العناصر التي برز فيها ضعفهم بالذات، وهذه هي النتيجة.
لا شك ان دكتاتورية النظم العربية وخنق كل صوت معارض ومناضل، حرم الشعوب من وضع وزنها المقرّر في المعركة، فكلمة الحاكم هي القول الفصل، والحاكم عميل أو مضلّل، أو مغامر، أو جاهل بمدى عمق المخطط والتحضير له، وحيث كان هنالك خلل جيد في هذه الميزات كانت النتائج ليس لصالح المعتدين، لا في معركة الكرامة، ولا العدوان الثلاثي سنة 56، ولا في حرب أكتوبر 73، ولا في لبنان ولا في الانتفاضة الفلسطينية.
ومع عدم القناعة التامة بتعابير الديمقراطية وحرية الرأي وحرية التعبير في النظم الرأسمالية، الا انه لا مجال للمقارنة مع واقع المجتمع الإسرائيلي ولصالح هذا المجتمع إذا استثنينا الأقلية القومية العربية الفلسطينية التي تعيش هنا في وطنها بالرغم من كل مسيرة الاضطهاد والإجرام والعنصرية والفاشية.
ولا أنسى ما جرى لي مع وزير في دولة عربية، كانت هنالك فضيحة رشوة واختلاس لأحد المسؤولين الإسرائيليين تعاطت معها وسائل الإعلام هنا بصورة واسعة ومكثفة فقال لي الوزير: لو كنّا نتعاطى في بلادنا مع كل أمر كهذا – رشوة واختلاس – لعطّلنا كل شغلنا الآخر وانشغلنا بهذه الأمور العادية جدا عندنا!!
هذا كلام خطير، إذا أضفت له تقديس الشخصية، وحصر الوطن والوطنية بحماية كرسي الحاكم، ومع ذلك هذه النظم مدعومة جدًا من العالم الديمقراطي الحر في الغرب كما اعتدنا ان نقول.
إقامة الكيبوتس كنمط حياة اقتصادي واجتماعي ضلّل الكثيرين حتى من قوى عقلانية تقدمية، رأى البعض فيها مقدمات وملامح اشتراكية!! فهل المجتمعات العربية وما لديها من موروث اجتماعي وروحاني وديني قادرة مثلا على إعطاء الحرية لنصف المجتمع – النساء – ناهيك عن هذا الإطار التعاوني الذي هو مريض في النهاية، وقام على أنقاض القرى العربية المهدّمة والأرض المصادرة، وساهم في تقوية النظام الرأسمالي والاحتكاري، وهو بعيد جدا عن الاشتراكية.
أقول: لا استهين أبدًا بحرية الرأي والتعبير، ومعارك الانتخابات في إسرائيل وخاصة لليهود، بالنسبة إلى العالم العربي.
لقد ترك الاستعمار هذه الأدران الاجتماعية في كل بلد جرى احتلاله بالإضافة إلى التقاليد السلبية الموروثة والمتأصلة.
يبدو انه من الصعب الوصول حتى إلى السلام المنقوص بالقوة العسكرية، لأن الاستعمار الأمريكي – صديق العرب – يقول ويعمل: ان تكون قوة إسرائيل العسكرية موازية لا بل متفوقة على قوة كل العرب بالرغم من شراء السعودية لهذه الكميات الضخمة من الأسلحة والعتاد لدعم الاقتصاد الأمريكي والغربي، ولقهر كل صوت معارض لأمريكا في العالم العربي والإسلامي وحتى أكثر من ذلك.
السلاح الوحيد القادر على قهر الاحتلال الإسرائيلي وسيده الأمريكي – هو قوة الشعوب!!! هذا السلاح لم يستعمل، وليس من السهل التغلب على كافة العوائق أمام هذا الأمر الحتمي في النهاية، وقد يكون الحراك الشعبي هو بداية ذات قيمة هائلة كما جرى في مصر وتونس بشكل خاص، مع العلم ان البديل لا يلبي أبدًا طموح الجماهير.
إن أحد التحديات المطروحة هو في مدى "علمانية" المجتمعات العربية في التفكير والممارسة والتوجه، مع كل الاحترام لقيم الدين والمتدينين، شرط عدم تسخير التدين لسياسة اجتماعية قمعية تأخرية لا تتلاءم أبدًا مع روح العصر ومستوى المعارك السياسية والاجتماعية، ويدخل في هذا البند رفض كل تعصب على أساس طائفي بشكل قاطع وجريء بلا تأتأة.
هذا التطور المرجو، سيكون اكبر ضربة لثعلبة الصهيونية وأسلوب خلق واقع جديد أكثر ظلمًا والبدء في المفاوضات والمطالب من هذه النقطة الجديدة، هذا ما قامت به إسرائيل، من قرار التقسيم إلى اليوم، مع تأكيدها هي ومن معها بأن قضية حق اللاجئين العرب الفلسطينيين في العودة أصبحت في منأى عن مجرد التفكير بذلك.
لقد كسبت الرجعية والاستعمار وإسرائيل جولة خطيرة، من تقسيم السودان إلى تأليب رأي عام ضد إيران وسوريا والمقاومة، إلى ما حدث في مصر وليبيا وتونس بعد إبعاد مبارك وزين العابدين ومعمر القذافي، والتحكم في بترول العراق وليبيا والخليج، والكشف عن دور تركيا حيث انطلى على البعض وكأن هنالك تغييرًا في موقفها.
مع كل جرائم إسرائيل وحروبها العدوانية واضطهاد الأقلية العربية، لا نرى تغييرًا يذكر في المجتمع الإسرائيلي بل بالعكس يتقوّى اليمين بشكل مدروس ومخطّط تشارك به قيادات تقليدية تدّعي الليبرالية والوسطية وحتى "يسار الوسط".
وكم يخطئ البعض عندما يقارنون مستوى الحياة في إسرائيل مع العالم العربي والعالم الثالث بالرغم ما فيه من استغلال واحتكار واغناء الأغنياء، هنا لا يوجد وجه للمقارنة أبدًا أيضًا بسبب التوزيع الإجرامي للثروة في دول غنية مثل الخليج.
ماكنة العدوان ومخططاته تعمل ليل نهار من تكبيل مصر في سيناء والسودان المنقسم والسيطرة على منابع ومصادر النيل، إلى الضغط التركي على سوريا من الشمال، إلى بث ونشر فرية التقسيم إلى سنّة وشيعة ناهيك عن الانقسام المسلم المسيحي، وقد تكون هذه اخطر ثغرة ان لم تُسدّ بالانتماء الوطني على الأقل.
فهل تدرك الشعوب العربية هذه الأخطار وهي التي يغذونها بإعلام رسمي وطائفي لديه إمكانات هائلة!! الخطاب اليساري ضعيف ومغيّب، وإذا استعرضنا الأعداد الهائلة من السجناء في الأقطار العربية، أو الأدمغة المهاجرة والمشتراة، نرى ان هذه النظم القمعية تمعن في عجزها وتحرم الجماهير من هذه العقول النيّرة والحرة إلى حدٍ بعيد، وكأن ما حدث في تاريخ الشعب الفلسطيني والشعوب العربية منذ عشرات السنين يعود على نفسه اليوم دون تعلّم الدرس. وإذا كانت المزايدات يومها هي ميدان التنافس، فإن "المناقصات" اليوم هي السائدة، فالضغط على الضحية وليس على المعتدي في فلسطين، وسوريا، ولبنان وإيران وأفغانستان.
كل ذلك بالاعتماد على مقولة في غاية الخطورة اسمها "الرأي العام"، هل الرأي العام في أوروبا وأمريكا وإسرائيل لا يعرف سلسلة قرارات الأمم المتحدة مثلا بخصوص القضية الفلسطينية، ولا يعرف عن جرائم إسرائيل في لبنان وغزة والضفة، والاستيطان والجدار و .....
نقول ذلك دون الاستهانة أبدًا بالقوى الجريئة والشجاعة لدى كافة الشعوب، ودون اليأس أبدًا من هذا الواقع الخطير وحتمية تغيره.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي: انطباعات وتحديات
- حول مواد المؤتمر ال 26 لحزبنا الشيوعي الإسرائيلي
- ماذا بعد النقض الصيني الروسي في مجلس الأمن!
- بشراكم.. دمقراطية العالم الحر ومحور الخير تنطلق إلى سوريا..
- الخزي والعار لكل المتآمرين المجرمين على سوريا، شعبًا وأرضًا ...
- موقف روسيا الاتحادية له أبعاد ذات قيمة كبيرة
- تليق بهؤلاء الحرية والدمقراطية تمامًا كما تليق البرذعة على ا ...
- الجامعة العربية من أكثر الأطر رجعية
- حول التهديد الإجرامي على إيران
- دور الجريدة بالمفهوم اللينيني
- قتَلة القذافي هم وأسيادهم أكثر من وحوش
- نحن حزب ثوري ولسنا جمعية خيرية
- الحق الفلسطيني عملاق هذا العصر
- حقيقة الموقف من سوريا، وبحذافيره
- الشعب والنظام في سوريا ومعهم كل شرفاء العالم: قادرون على افش ...
- قوى -وطنية وقومية ودمقراطية- تشن هجومًا تافهًا على الحزب الش ...
- الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية، ...
- الحرب العدوانية القادمة
- احترام ارادة الشعب!!
- انهيار حجج المنافسين للحزب الشيوعي


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - انغلاق المجتمع في إسرائيل وقضية السلام