أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - قراءة لواقع الشباب –المعطل- الثائر بين مصر والمغرب















المزيد.....

قراءة لواقع الشباب –المعطل- الثائر بين مصر والمغرب


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أشد ما يزعج عبر السفر والرحال إلى بلادنا العربية أن ترى خيرة البلاد من الشباب جالسون على الأرصفة أو على المقاهي أو متنطعون على نواصي الشوارع والأزقة والممرات الضيقة يناكفون المارة تارة بالتسول أو بفرض إتاوة. وفى أغلب الأحوال تجدهم هامدون ذو نظرات حبلى سفاحا من الحاضر المرير.!

إن ما رأيته في مصر والمغرب من تقارب الثقافة الإنسانية والحلم المشترك بين الشباب في أن ينهض بحاضر أمته؛ فقام بالتغيرات الثورية التي حدثت منذ عام، فغير الشباب المصري النظام المصري المتجسد في آل مبارك وزبانيته، وغير الشباب المغربي واقعهم بالحراك الايجابي يد بيد مع نظامهم الملكي.

قد نجح الشباب المغربي بدوره في النهوض في بلاده وحرك الماء الراكدة بأخذ حقهم المبدئي في التوظيف(بالطبع حركة الشباب المغربي لا نستطيع اختزاله في واقع الرغبة فى التوظيف فقط) كنواة أولى للسعي إلى التغير حيث الحصول على الحق المشروع في العمل، فأن العمل وحده هو الكفيل بالقيام الثوري وتحريكه النشاط الثوري نحو الإصلاح ونهضة البلد. ولذا فلا عجب إن قامت الحكومة المغربية السابقة بالتعهد نحو التوظيف المباشر للأطر المعطلة العليا، بعد أن انعكس هذا التغيير الإصلاحي على فكر الملك وقام بإجراءات دستورية إصلاحية تهدف أمن واستقرار ونهضة المغرب، وهى الثمار التي آتت نضجها نتيجة لجهد الشباب الضاغط نحو التغيير.

ويمكن القول أن جاز لنا التعبير بأن واقع التغيير الثوري الذي قام به الشباب المغربي اعتمد في أساسه على نواة العمل والحصول على حق التوظيف الذي تبنته الدولة حتى تكسر حدة التوتر والصراع الذي قد كان من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية لتتحول المغرب إلى مصر أو تونس أخرى.!

باختصار خرج الشباب المغربي فيما يعرف بالربيع العربي بمطالبة الإصلاح والتغيير وأول هذه المطالب كان حقهم في الحصول على العمل وحق التوظيف، وقد كان وتحقق ما سعوا إليه بتعهد الدولة وإلزام الحكومة والحكومات المتعاقبة بهذا التوظيف للشباب وللخرجين الجدد.

أما الشباب المصري فقد ترفع ولم يطلب أي حقوق معيشية. فقط، قام واسقط رأس النظام ورجع، ونام؛ فسرقت ثورته.!

فكانت ثورته على النظام لا على بطالته، ربما كان هذا خطأ ثوري في ثورة شباب مصر حين نهض شبابها بالإطاحة برموز النظام السابق وتركها فى يد العسكر دون أي شروط أو مطالب محددة من أهمها الإصلاح والقضاء على البطالة وتوظيف الأطر العليا المصرية (تعد مصر أكبر نسبة فى الوطن العربي بها حاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه والدراسات العليا) ولم يطلب بحقه في العمل والقضاء على بطالته ولم يسعى إلى العمل في المصالح والإدارات العامة بل تركها تعج بالفساد والمفسدين كما هي وعاد مرة أخرى على رصيف الثورة يقتاد الهم والغم والشعارات والأغاني...

أما الشباب المغربي - موقع حديثنا- كان أكثر دينامكية وواقعية مدركا أزمته المعيشية فقد اختار من البداية العمل وفقا لمفهومه الثوري حيث لا ثورة بلا عمل وأن الثورة الحقيقية تبدأ بالعمل وتطهير أماكن العمل من العقول الفاسدة التي لم تقدم شيئا للبلاد سوى أشياء لا تفيد ولم تعمل على تقدم البلاد.
تعامل الشباب المغربي منذ اللحظة الأولى في مظاهراته بحقه المشروع في الحياة وفى بلاده.. وقد جاء القرار السيادي بالموافقة على هذا الحق للشباب.

والآن تساؤلات يطرحها الشباب من خيرة العقول المغربية ومن أصحاب الشهادات العليا والخبرات الدراسية والبحثية المتميزة التي أهلتهم للحصول على أرفع الدرجات العلمية من الماجستير إلى الدكتوراه.. تساؤلات حين تسمعها تشعر بأهانة العلم في أراضى كانت منارة للعلم وتقديسا لطلاب العلم وأصحاب العقول المميزة، فماذا حدث لهذه الأراضي التي بارت حين أهملت عقولها، تراجعت وبات العنف فيها لغة النقاش وعنكب فيها النفاق والتنصل من الوعود مهارة يصفق لها الجميع. بل تجد من يدافع عن الحكومات المراوغة المجهضة فى حق شبابها.

وكم أهمل في بلادنا أصحاب العقول المستنيرة وفى المقابل كان التسيد للتغيب والتلوث السمعي والبصري والقلبي والعقائدي في أغرب الفتاوى الدينية العجيبة التي اختزلت الإسلام في شكل حكومة ما، وأن منح الفرصة لحكومة أو برلمان ما فما هي إلا حسنة سوف يثاب عليه المواطن بأرفع الحسنات حيث ستكون مأواه جنة الرحمن.!
ثمة واقع مشترك في التحايل والمراوغة من قبل الإسلاميين في كل من مصر والمغرب. فالاثنين يحاولون كسب كل شيء دون تقديم أي شيء للشباب.

فقد تآمر الإسلاميين بمصر على الثورة المصرية ككل وليس على الشباب الذي قام بالثورة فحسب، حيث تم تهميش صوت الشباب الثائر أو المعارض بالبرلمان المصري ذو الأغلبية الإسلامية. وكاد يجهض حلم الشباب المصري. فقط الأيام القادمة هي التي سوف تحزم الأمر.

والآن في المغرب في ظل الملك الشاب محمد السادس، قد أعط العهد والأمان لتحرير العقول في التزام دولته بالرعايا الكاملة في توظيف وتوطين الشباب المغربي إيمانا منه بقدرة الشباب العقلية التي إن تمكنت من العمل المناسب في المكان المناسب سوف تصعد بالمغرب إلى مصاف الدول الكبرى.
ومع التزام الدولة بتوظيف الأطر العليا المعطلة المعروفة بأصحاب"محضر يوليوز" ذاك الالتزام الذي لا يمكن التنصل منه بأية حال من الأحوال على المستوى السياسي، لأنه فى حالة التنصل منه من قبل حكومة بنكيران سوف يشعل أزمة سياسية بين الشعب والقصر الملكي الذى رأى فى الملك محمد السادس كطرف أول فى قضيته الحيوية فى توظيف أبنائه مع وعد الملك بإجراء إصلاحات حيوية فى البلاد ومنها توظيف الأطر المعطلة وبناءا عليه فقد قامت الحكومة السابقة بالتعهد بتوظيف المباشر للأطر المعطلة العليا من حاملة الماجستير والدكتوراه وتوظيفهم في الأعمال المناسبة وفقا لتخصصاتهم. فأي تخاذل في هذا الملف الشائك سوف يقع البلاد فى كارثة سياسية. فضلا عن تأزم الوضع الاقتصادي في حالة تنصل حكومة بنكيران فى قرار محضر التوظيف المباشر. مما يضيف إلى طابور العاطلين بالمغرب ما يقرب من 5000 شاب من حاملة الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه وهذا معناه كارثة علمية أخرى بتعطل هذه التخصصات العلمية والأدبية وحرمان المملكة المغربية من مهارات وخبرات وعلم شبابها حيث يمثل فقر مدقع للطرفين، أولا للدولة التي حرمتها الحكومة بحركة غير محسوبة من حرمانها في عدم الاستثماري البشرى لهؤلاء الشباب. وثانيا فقر لهؤلاء الشباب الذين حرموا من العمل في بلادهم.

الكارثة السياسية والاقتصادية التي قد تتسبب حكومة بنكيران في تفشيها عن عدم قصد أو قلة وعى سياسي لقراءة المشهد العام وضغط هذه الأطر بالشارع الذي أوشك على الانفجار قد يدخل البلاد في نفق مظلم. وهو نفس الواقع السياسي المظلم الذي انتهجه البرلمان المصري المسيطر عليه التيار الإسلامي حين لم يفطنوا المشهد السياسي جيدا وأرادوا الاستيلاء على لجنة صياغة الدستور، وحين طمعوا في أسلمة رئاسة مصر، فنكرهم الشعب المصري ورفضهم.. وهذا درس يجب على حكومة بنكيران أن تعيه وتقرأ ملفات حكومات وبرلمانات الجوار الوليدة ذو الصبغة الإسلامية في تونس ومصر ولترى ماذا حدث لها من أزمات قد تعصف بمستقبلها السياسي.

كل ما أتمناه لشباب مصر والمغرب أن يدركوا واقع مطالبهم ويحصروها في العمل أولا فلا ثورة بلا عمل.. كما أتمنى من النظام المصري والمغربي قراءة المشهد السياسي والاقتصادي لواقع الظرف الراهن حتى لا تنفجر قنبلة الشباب مرة أخرى.. فإن انفجرت هذه المرة فلن تبقى على شيء.!

ونصيحة للبرلمان المصري الإسلامي وحكومة بنكيران الإسلامية المغربية: العمل مع العلم هما الحل وهما أصل الدين..!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنكيران والزعامة الوهمية بمطاردة حلم الشباب فى العمل
- المشترك التاريخي بين اليهود الصهاينة والسلفيون الجدد
- مرة أخرى يتم تجيش الناس في بلادنا للدستور باسم الإله رب السل ...
- مصر تضيع يا وضيع منك له.. يا مصريون اخرجوا الآن وليس غدا فال ...
- تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-
- كلمات قليلة في حق خليل الرحيل فيصل الحمداني
- من خبلي بها.. فى متون العشق -كل عام وأنا طيب-
- العمل السياسي للمرأة بين الشريعة الإسلامية والواقع المصري بع ...
- بعد قيلولة الجمعة - فك زنقتك تفك خنقتك- الترترة وأيامها
- مهزلة المعونة المصرية.. لمن..؟ للأسف دعوتكم كدعوة قوم لوط لم ...
- الذين لا يعرفون سوريا الآبية -1- يمزقونها على طبق الحرية الب ...
- أزمة المرأة العربية بين أفخاذ و عقول الذكور
- فماذا بعد العصيان المدني بأرض مصر؟
- إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثو ...
- وصيتي إليكم قبل 11 فبراير: إن مت فلا تقولوا عنى شهيدا.!! صفو ...
- شذوذ الحزن على صقيع الدم المصري
- مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون
- النص الإبداعي التصادمي مع واقع الثورات العربية الطرح النظري ...
- شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-
- شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - قراءة لواقع الشباب –المعطل- الثائر بين مصر والمغرب